"قدر الغدر اللذيذ"
بقلم
الكاتب والناقد
عبد الحميد سحبان
ضبط متلبسا يكتب على حائط عمومي، "ليحيا الشعب". لكن المتلبس استدار بسرعة إلى الحائط، قبل أن تجف الصباغة وتثبت التهمة، مغيرا كلمة الشعب بالعشب ومعتذرا عن التصحيف.
ابتسم في وجه محاصريه قائلا: "أليس الراعي، كما قال الشاعر الفيلسوف، يسوق قطعانا من البهائم؟ فليحيا العشب ونحن على أبواب فصل الشتاء". ثم أطلق العنان لحنجرته، مقلدا صوت الجاموس.
لما أمن جانبهم بأن هموا بالانصراف، سألهم بفضول وشغف: "هلا شرفتمونا، بمعرفة أي صنف من القطعان أنتم؟ لما نبح قائدهم في وجهه مهددا ومتوعدا، صاح مرحبا بهم، دون أن يقدر عواقب سلاطة لسانه وغلواء فضوله: "أهلا وسهلا بنوابح الراعي الأوفياء !!!.
لسوء طالع بعيرنا المناضل، أن الجماعة لم تكن كلابا أليفة كما توهم، بل ذئابا هائجة بأنياب قاطعة، اقتلعت سنامه السمين المكتنز، وضعوه في قدر غدائهم وغدرهم الذي كان بحاجة لمزيد من الشحم، ليكتمل دسمه بطهيه على نار متقدة.
نص منشور بالقدس العربي سنة 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق