Translate

الأحد، 4 سبتمبر 2022

أنت حقا في ورطة! ( قصة قصيرة) بقلم / محمد أبو الفضل سحبان / المغرب

  أنت حقا في ورطة!

( قصة قصيرة)

بقلم

محمد أبو الفضل سحبان / المغرب

رن جرس هاتفي ...نظرت إلى الشاشة...انه رقم صديق عمري مرزوق....الرجل الطيب النكيت....لكن الوقت متأخر.... اللهم اجعله خير..تبادلنا السلام وبعض الكلام عن الحال والأحوال
ثم قال لي: إنني وقعت في ورطة يا أخي وأريد استشارتك فأنت أخي وتعلم قدري عندك......
فقلت لا أحزنك الله يا أخي ما بك؟-
فقال: لقد نقلوني من مصلحة النسخ إلى مصلحة- الضبط...
فقلت : وماذا في الأمر من ضير؟؟.-
فقال مصلحة الضبط تترأسها سيدة...-
فقلت وما المشكلة في أن تترأسها سيدة ؟؟؟.... أنت تهاتفني في جنح الليل لتكسر رأسي بمثل هذه الخزعبلات . ...إلى الله منك المشتكى..هل أنت تمزح....؟؟
فقال أنا جاد هذه المرة فيما أقوله ...و المصيبة أنها زوجة المدير !!-
فقلت وما شأنك أنت؟؟
قال: إنها تكرهني كرها شديدا-
فقلت الأمر أهون يا أخي من أن تحبك حبا شديدا وأنت رجل متزوج ولك من زوجتك أولاد...
لا تلق للأمر بالا....و قم بواجبك...
فقال إنها قصة خلاف قديم كان بيننا عندما كنا في-نفس الرتبة ولم يكن زوجها قد عين بعد مديرا....
بصراحة إنها متسلطة وعنيفة وإني على هذا لمن الشاهدين...
فقلت تحاشاها يا أخي ما أمكنك فأنت موظف بسيط
فقال إنها تستفزني وتحاول كلما سنحت لها الفرصة أن تنال مني و تمسح بوجهي الأرض....
فقلت تمالك أعصابك يا أخي ولا تنس أنها رئيستك وحرم السيد المدير...
وإذا تبين لك أنها تجاوزت حدودها فتقدم بشكوى ضدها ...أليس بمؤسستكم قانون؟؟!!
فقال ساخرا.. وهل أشكو زوجة لزوجها ؟؟؟؟ لا يا أخي .....أنا لا أقبل أبدا أن تداس كرامتي ....هي مسألة حياة أو موت وأحسب أنك تعلم هذا جيدا......
إنها كانت تقول لي بفرنسية طليقة
Tu es un bras cassé !
....مع العلم أنها كانت تعلم مدى قدرتي على تسيير وضبط مكتبها....كما أنها تفحصني على طول الأيام وتقول بوقاحة: ألا تستبدل ذلك السروال الأزرق؟؟؟...ألا تملك غيره؟؟؟...وهل زوجتك تسمح لنفسها بالعيش معك وحالك يبعث على الرثاء؟؟....لماذا لا تقترض من الخزينة وتعتني بمظهرك ؟؟ أتحسب أنك ببخلك على نفسك ستخلد فيها..هي أيام معدودة....فاغنم قبل أن تندم ..... أعذرني إذا قلت إنني أخاف عندما أنظر إلى وجهك ....لذا فأنا أأمرك بحلق ذقنك ولحيتك ليظهر وجهك بوضوح وأراه و بتمشيط شعر رأسك الأصلب من الحجر...أنت موظف ولست ماسح أحذية.....إنك تسئ بهذا لسمعة المؤسسة....إذهب الآن و أراك غذا حليق الوجه طلقه ،مسرح الشعر وفي حلة جديدة يفوح منها عطر الخنوع ... ...إنها أوامر وليس نصائح وإرشادات هل فهمت.؟؟...
آه نسيت...حاول أن تمر بعد قليل علي بمكتبي لتأخذ مستحقاتك من التحفيزات... ....ثم نادت على عاملات النظافة وأمرتهن برش المعطرات لتلطيف الجو وطرد الرائحة الكريهة من المكان...
قلت وماذا بعد؟؟
قال طردوني من العمل
قلت وهل تقدمت بطعن في الموضوع أمام المجلس الأعلى بمؤسستكم؟؟؟؟
قال: أأطعن في حكم صدر من السيد المدير-الذي هو رئيس المجلس الأعلى -يرد فيه الاعتبار لشريكة عمره التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل وصوله إلى ما هو عليه الآن...
قلت وماذا بعد؟؟
قال تسلمت قرار الطرد وخرجت مرفوع الرأس وقلت في نفسي ليرح المنصب للجحيم.... كرامتي أولا...
فقلت حمدا لله أنك خرجت من هذه الورطة سالما
قال لقد طلبت مؤازرة أحد المحامين ...حكوا عنه أنه ابن ناس وطيب...وقد آزرني و تمكن من إسقاط كل التهم المنسوبة إلي إلا تهمة واحدة .....اعتذر لي قائلا إن سعادة المدير وحده من يستطيع إسقاطها ...ثم قدم لي نصيحة قائلا
ما عليك يا أخي إلا أن تذهب إليه و تستجديه ليصفح عنك حتى لا تسجن وتحرم من الوظيفة مدى الحياة
فقلت وإذا رفض الصفح عني؟؟
فقال غطي وجهك و أدر ظهرك و أطرق باب زوجته؟؟ ....
فقلت بعد لحظات ساد بيننا فيها صمت بلا كلام : ألم أكن أقل لك مرارا : تحاشى عنها واصبر حتى يفرجها الله عليك....وتقول لي أنت إنها معركة كرامة....-
فقال لي-
ليكن الله في عونك يا أخي فأنت حقا في ورطة..!!التتمة : *الخبر السار*
رن جرس هاتفي .....إنه رقم السيد المدير...اللهم أسمعنا خيرا...
أنا : أهلا بسعادة المدير المحترم....
المدير: اخرس يا مرزوق....ولا تقل لي مجددا إنها معركة كرامة ..ألم أكن أقل لك مرارا وتكرارا تحاشى عنها...إنها زوجتي وأنا أعرفها...
أنا: أنا آسف يا سيدي.... يبدو أنك لا تعرف شيئا عن زوجتك !!
المدير: وقد دخلته الوساوس وهاله ما سمع....ماذا قلت ؟؟؟
أنا : قلت إنها تقول فيكم كلاما لا يليق بمقامكم....
المدير وقد ساروه الشك وماذا ت..ق..و..ل ؟؟
أنا : أنا أعتذر.... هي تقول إنك بغل سافل وخسيس...
المدير: إذا كان ما تقوله هذه اللقيطة صحيحا فإني سأطلقها !!
أنا : إنها تعلم بعلاقة العمل الحميمية التي تجمعك بالحرباء الشقراء ذات العينين الزرقاوين ........لذا فأنا لا أنصحك بتاتا بمجرد التفكير في ركلها فهي من علفتك وسمنتك وهي من تحضن أسرارك!....إنها تقول إما أنا أو هي..؟؟.. فعلى أي جانبيك تميل يا سيدي المدير....؟؟
المدير: متلعثما ومرتبكا في الكلام .....هل هذا كل ما تقوله عني...؟؟
أرجو أن تكون صادقا معي فأنت تعلم قدرك عندي
أنا : أنت تعلم يا سيدي المدير أنه ليس من شيمي الاشتغال بعيوب الناس كما أن إفشاء الأسرار المهنية ليس بالأمر الجيد ....
المدير: كن معي يا سيد مرزوق وسترى مني ما يسرك فأنا أثق فيك وأنت تستحق أن تعيش...ستستعيد منصبك مع علاوة في المرتب..... وسأرقيك وأعينك رئيسا لمصلحة التوثيق ...فقط لجم لسانك وامتثل للأوامر...
أنا : - قلت مع نفسي هذا كثير علي...أقفلت الخط وقلت له : غالي والطلب رخيص...!!

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة