قصة قصيرة
عايدة ناشد باسيلي
بحيرة البط .
مرت عدة أيام ، حاولت خلالها جاهدة التأقلم على العيش وسط كم الهدوء الغريب الذى يحيط بتلك البلدة، بلا فائدة .
تسكن ابنتي في أحد بيوتها مع زوجها وأبنائهما، هاجرا منذ عشر سنوات إليها، والحقيقة أنه لولا إخبارى من قبل عن هذا الهدوء ، لتصورت أن المكان مهجور إلا من منزلهم، ومن بعض أنواع الطيور التي تحلق في سمائه .
اليوم يوم السبت ، وهو يوم العطلة الرسمية والأحد كذلك ، استعددنا في الساعة العاشرة للخروج ، إلى إحدى الحدائق العامة ، حيث أخبرتني ابنتى أنه مكان يفضله أولادها ، لوجود ركن كبير للأراجيح المتنوعة ، وتنتشر حول الحديقة العديد من المطاعم المختلفة، لاختيار مانشتهيه من أطعمة .
لم تخبرني أن في ركن من الحديقة أيضا ، توجد بحيرة صغيرة ، تسبح بها طيور البط !
جلست أنظر إليهم وهم يستمتعون بالعوم والغوص فيها، يصدرون أصواتا بنغمات موسيقية ، دليل على سعادتهم ، لا يشعرون بالناس من حولهم لهم دنياهم الخاصة ، قلت في نفسي البط آمن على نفسه هنا. يبدو أنهم لا يأكلون البط، فجأة تذكرت الفيلم المصرى "همام في أمستردام " وتخيلت نفسي وأنا أفاجئ ابنتي وزوجها بصينية بط معتبرة. ظلت ابنتي وزوجها ينتظران في ابتسامة واندهاش حتى أخبرهما بالسر بعد أن أتخلص من نوبة الضحك التي كادت تسقطني على الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق