Translate

الأربعاء، 7 ديسمبر 2022

الوباء والبقاء..ديمومة صراع قراءة بقلم الأديبة السورية المبدعة / ريم محمد لنص * دبيب لثلاثة أصابع * للاديب المصري / كريم علي كريم على الشريف

 الوباء والبقاء..ديمومة صراع

قراءة بقلم
الأديبة السورية المبدعة / ريم محمد
لنص * دبيب لثلاثة أصابع *
للاديب المصري / كريم علي كريم على الشريف
النص
خرج ديك من عِشته في دَغْشةِ صبيحة ما..
خرج ليملأ حوصلته بالحبوب من بين الدروب والأزقة .. وقد خلت الحارة وما حاوطها بسبب الكوليرا! من ابن قابيل وإقليما حظ هابيل من بطن حوا!
تغيرت الأمور.. فّتحت المناقير أبواب الأقفاص .. تَهَدلت أجنحة الحمائم, في دعة واسترسال بينما تلتقط أذناها لأخر مرة زجزجة وصرير قفل ومفصلّْةْ!
اهملت قصاري زرع كانت مُهملة بالأساس إلا من بَصقات من جَردل بُوّْيْاَ رقيق الحال كان أحمر مذ وقت ! واستحال لخرق باهت إذا ما غزته أشعة الشمس
امتلأت أكياس الغربان بنثر لحم الجيف..تكفلت الضباع والقطط بالباقي.. بينما ماتت الكلاب!
ظَلت أنوار المصابيح حتى انسحبت واحدة تلو أختها وسرعان ما مات النور ونحرت رقبة الوَنس إلا من..
إلا من مصابيح سيارات ..سيارات تحوي جيف لمن قضوا بهاّ! حيث ماتت سوقها على الفرامل!
راقت الدُنيا من المدينة الصناعية وسوق التلات وطوابير الصباح وزعيق هنا وهناك بمكبرات وبغير مكبرات!
وماتت سَمكات فاتنات بأحواض خَيّْم عليها تراب الهَجر! وأكلت وسطاهم صغيرتهم.. كانت مُنهكة كبيرتهم!..فإلتهمتها وسطاهم!..ثم ماتت..
لتلتهمها حفنة من البكتريا ..خنقها الغبار بعد أمد!
مات صارف الدواء والعيان!..مات الشيخ بنحر زوجته والعامل على ماكينته وكُثر على مقشاتهم وأحذية المارة ..وشاهت وازرقت وجوه ولمعت أحذية !..صارت تضوي ..لتعكس مُحيا هزيل متعرق توخذه روح الزُرقة بكامل طلته!
صارت فارغة من كل دبيب غير دبيب ديك خرج في دغشة صبيحة ما ليملأجوفه من بين الأزقة والثنايا.
كريم علي الشريف..مصر في ٤ ديسمبر ٢٠٢٢
.........................
القراءة
دبيب لثلاثة أصابع .. عنوان يمهد لنا ويشي بأن الحركة بطيئة، وكأنها كاميرا خفية تصور - دون أن يراها أحد - مشهداً كئيبًا سوداويًا لبلدة عانت الموت في الأزقة
والشوارع والبيوت بسبب الوباء، فباتت مليئة بالجثث والجيف كما في رواية( الطاعون )للرائع /ألبير كامو ..
عندما حاصر المرض المدينة وعزلها عن محيطها وبدأ
الموت بالتهام الناس الواحد بعد الآخر فتكدست الجثث
وبات الموت يوميا في تزايد بدأ بموت الجرذان واستمر لتصبح المدينة بلا روح غارقة في الحزن والألم ..
الإسقاط موفق بالنسبة للموت ..
الإنسان أولًا ومن ثم الكلاب الوفية الأقرب للإنسان .
السمكات الثلاث يمثلن الطبقات الإجتماعية التي فنيت
كلها، وأغفل القاص عن عمد التطرق للأسباب، فمن غير
المهم من أفنى من ولم؟...( الوسطى التي كانت محمية ابتدأت بالصغرى ثم عندما أنهكت الكبرى أكلتها)....ففي النهاية الوباء
يقضي على الجميع، فلا الطبقة المتدينة نجت ( الشيخ وعائلته)، ولا الطبقة المعدمة العاملة نجت ( ماسح
الأحذية)، ولكنه أبقى على الديك لما له من دلالة ورمزية.
بقي الديك بدلالته ورمزيته هو الأمل الوحيد في صبح
جديد، يعلنه بخروجه للحياة صباحا، وهذا يذكرني بقصة أستاذنا محمد البنا ( مرايات غير قابلة للكسر ) عندما
استمر الرجل في سقاية الشجرة العارية وذلك رمز للأمل ورغبة فطرية في استمرارية الحياة)، فمهما طالت مدة
الوباء سيزول في النهاية ولو كثرت الضحايا ..
وهذا ما ضمّنه أيضًا الكاتب العالمي الأشهر/ألبير كامو ..في الطاعون أيضا رغم تكدس الجثث وتعالي صوت الموت ورهبته، فقد فتحت أبواب المدينة أخيرا معلنة انتهاء الوباء،
أما عن رقم ثلاثة ( ثلاثة أصابع وثلاث سمكات أظنها دلالة على قصة تروى من ثلاث بنود ( مرض وموت وأمل )
إسقاط جميل يحتاج إلى ربط أقوى قليلا وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية والإملائية ليكتمل الجمال
دام الإبداع أستاذ كريم
ريم محمد...سورية في ٥ ديسمبر ٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة