Translate

الاثنين، 3 أبريل 2023








أخي العزيز...

لستَ الآن سوى طيف يجيئ تارة و يختفي، ليس المكان يسعُك، ليست الأمور تدار كما ألفتها، ليس الزمن الذي عشته كزمننا هذا.

تغير كل شيء...

أفتقدك؛ تلك حقيقة و مُصاب، بل تعدى الأمر درجة الفقد، كل الخِلاَّن الذين تعرفهم أضحوا آباءًا؛ غير آبهين بما يجول بين ظهرانيهم.

ألهانا التكاثر حتى تغيرت الصحبة...

ليس الأمر كما تعتقد...

لا نزداد إلا عمرا، شخنا و الجسد وهن، أخذتَ معك فورة شبابك و تركتنا نلهث خلف الموت، لا ندركها حتى يأتينا خبرها، لن تكفيك الدموع ما بكينا و لن تُكَفكَف، بالماضي كنا نضحك و نلهوا، نتقاسم ما بقي من أعقاب السجائر... كذلك الترشق.

كلٌّ أصبحتُ في غنى عنه مذ غادرت.

كل السبل أضحت تقترب و لا تبتعد، في مكانك هذا نوم أزلي، يقينا أُدرك نهايتي كما أدركتها أنت، لكنني الآن الأب و العم و الخال و ربما...الجد.

لست أرى إلا الموت هادما و ذلك مصيبنا فلا نعْجَله، هجرت فينا كل جميل و رميتنا إلى حاضر مغيَّبٍ لا ألوان فيه و لا جُدَد، كذلك الدروب التي ألفتُ السير فيها و أياك منها من اتسع و منها من ضاقت بهِ سبله، اعتدت البكاء ليس حزنا على ربيع الشباب، بل على حصاد كالحطام، لطالما سألتني عيناي على بعضٍ من كُلِك، عن ثنايا جسدك و كيف أصبح، عن تلك القدم الكبيرة و الظِفر المتورم، عن حشرجة صوتك و دكانة شعرك، عن اصفرار أسنانك و عسر شمالك، فتجدني و العبرات نعزي ما تبقى فينا من ذكرى فتجدنا نحمل بعضنا بعضا على الإفراط في الكبت.

ليس العبرات إلا لغة فشل...

أمك كما لم تعدها...طريحة الفراش، تستقوي بحضورنا كذلك أبوك، لم تبيض عيناه حزنا لكنه أشفق عليك لا عليه، لا يذكرك حرصا منه كي لا يضعف و يجهش بالبكاء، أعرفه جيدا؛ لطالما كان قلبه باكيا كطفل صغير و هو ابن الثمانين.

لم أشأ أن أثقل عليك رمسك، فأنت في روضتك و نحن كلُُّ و عذاباته، لا نأمل إلا في لقاء يجمعُ أو همسٍ يلسعْ، فما عسايَ إلا أن أقول لك:

_ لا تستيقظ فلا فرح هنا و لا أمل.
















أسند برھان كرسیا خشبیا بالیا، كانت تنقصه رجل خشبیة مبتورة منذ سنین، إلى جذع شجرة لوز مھملة، توجد في الحدیقة الخلفیة للبیت؛ ثم جلس یتأمل سَوْرَة الخریف الذي كشط أوراق الشجر وخطف لون الحیاة..كان السكون الرتیب سید الحال، قبل أن یحط عصفور غریب، كاسرا جناحیه بالخطأ على رأس برھان _ الذي كان متسمرا ھناك ومدعما بعرش من العروش المتداعیة _ جاعلا یغرد ویتنقل بین الأغصان العاریة یداعبھا...

أشرق وجه برھان ، ولعلع بریق في عینیه المسترخیتین :

- لعله نذیر خیر؛ جاء یبلغ البشارة بقرب حلول شتاء، یغسل كآبة الوجوه وصدأ القلوب!.

أغمض جفنیه في انشراح، وسرح ینتشي بأصدق

الألحان ... وما ھي إلا لحظات قليلة حتى ھبت ریح قویة بالعجاج؛ و ھججت بسرعة البرق الخاطف الاستقرار والسكینة ھناك؛ تحرك المقعد من تحته؛ وھوى به على الأرض محدثا ضجة وضوضاء بالمكان؛ فطار طائره في الحال واختفى عن الأنظار........

ھدأ الروع بعد ذلك في زمن وجیز .. أقام الكرسي التَّلِيد بھدوء؛ وعاد للجلوس علیه...ثم تساءل :

- لم لم یخطر ببال أحد من أھل ھذا البیت أن یفكر یوما بإصلاح ھذا العطب؟!

وقال باستخفاف : دار عجزة!...یا للبخل والكسل!

..ومضى به الوقت ساعات، یقلب صفحات الأمس الكئیب في كتاب الشروق القادم، حتى غربت عنده الشمس وآذنت بالمغیب، فانتصب واقفا وقد سما فیه الشوق لرؤیة السماء في حلة المساء، ثم قال مازحا : - إذا حدث وأغناني الله، فسأعوض الرجل الخشبیة بذراع من ذھب....!

 





سرتْ "رغبة النوم" في ذهني ،وظلت الأحلام المريبه خلفي ،و{الفتاة الشيطانه} ظلت ثابته في حلمي تجري خلفي!! ،وابت ان تتركني ،واصبحت تلقي بعبارات أشبه للطلاسم ،وتقذفني بالمراجم ،وتظنني كالشيطان الرجيم ،وانا نفسي "استعيذ منها لله الكريم"، ولكن الحيره تملكتني !! ،وامامي «بـاب اليـقـظـة»، ولا اعرف كيف اعبر له !؟،وهي عرضت علي الشرط المستحيل الذي مسَّ مبدأي ،وهو ...... و قبل ان اقول لكم المبدأ ،واتعمق في التفاصيل سأحكي لكم عن "صفاتها شكليا"، و"سمتها داخليا" إنها فتاه لا بل إنها شيطانه! "عيناها كالجحيم"، وسوادها كسواد القبر ،وشعرها كخيوط مقشة السباط ،وصوتها كصوت تعاويذ الشياطين،و لا استطيع تحديده لأنه اصابني بالصداع "الأليم" اما عن داخلها فإنه داخل مريض ،مخيف، عنيف، حقود ،وكل الصفات البذيئه فيه، واما عن مبدأي فهو: عدم النفاق ،وعدم النطق بالكذب ،والنطق بالحق دائما ،ولكنها ظلت تقول لي هل انا جميله ؟ وهي تمسك بيدي ،وكادت ان "تفتفت عظام يدي" كما لو انها قبضة من حديد ، وموجز سؤالها له مليون جواب! ،ولم استطيع ان اجاوبها لأنني لا أوالس ،ولا املق ،ولكني قلت لها بصوت صارخ: اتركيني "'ايتها الحمقاء المغروره'" ، إذا اردتي رؤية جمالك لا تسأليني بل اسألي قلبك الأسود !، ولم اعلم ان هذه العباره كانت شرارة اللعنه حيث: انها بدأت ان تهزني هزةً قويةً ،وتقول كيف لكي بالتجرأ ان تتفوهي بهذا الكلام؟ وقلت لها: الله "القدوس" "الباسط" "الحليم" "العظيم" "القاهر " "الجبار " "الواحد " "الصمد "، وقالت اصمتي يا آدميه إن هذا الكلام فتت طبلة أذني ،وقلت لها اصمتي عليكي اللعنه الكبيره ..... ، ولم تتقبل الكلام،و ⟨⟨فجأه⟩⟩ دون أي مقدمات رمتني لبوابة اليقظه ،وقالت لي لن اترككي يا آدميه إلا ان تعترفي بي جمالا ، ولكني قلت لها "هذا من سابع المستحيلات" ،فأنا لست من اصحاب الأوجه المتعدده ، فعدت بعد "الكابوس المريب" إلى اليقظة ؛لأجد نفسي أكتب عن الكابوس ،والشيطانه، واقبض على معدتي بيدي اليمنى ألمًا من تعقد امعائي بعضها ببعض ،ولا أستطيع النطق كأن لساني قطع ،ويدي الأخرى ألوح بها "كأنني" احاول التقاط بعض الكلمات التي (لم اتمكن) من تفتيحها على شفتاي، وقلت: {اعوذ بالله من الشيطان الرجيم}












 

 









 
















 

هناك تعليق واحد:

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة