Translate

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

الشهادة بقلم الكاتبة المبدعة / نعيمة مفيد المغرب

 الشهادة

بقلم الكاتبة المبدعة / نعيمة مفيد
المغرب
لا أزال أذكر ذلك المساء الصيفي، عندما حصلت على شهادة الماجستير،كانت فرحتي عارمة لا تضاهيها فرحة،اعتقدت أنني سأعبر وأسرتي مستنقع الفقر،وأعالج والدي الذي كان منغمسا في فراش المرض لشهور،وأغادر سراديب هذه الفئة المسحوقة التي أتشرف بأن أكون منها، أردت أن أجتاز نظرات الشفقة التي تلاحقني من المعارف والمقربين، لا أريد أن أرى نظرة العطف في أعين الجيران والأصدقاء، لأن لي إرث من كبرياء، قد بعثت من رحم القيم، أكدح ولا أتسول ولوكان بي شلل والأمل في روحي كل يوم يتجدد.
اجتزت الزقاق بسرعة، دققت الباب، فتحت والدتي التي زغردت من الفرحة، فقفز والدي كعاصفة من صدر الغرفة وهو الذي لم يبرحها منذ مدة طويلة، قال بصوت ملؤه الفرحة وابتسامة عريضة تدثر وجهه: عرفت أنك حصلت على الشهادة قبل أن تتكلم، عرفت من خلال عينيك المضيئتين والمتوهجتين كالمنارة، والذي من زمان لم أر فيهما هذه السعادة . أول مرة وبعد سنوات من المرض أرى والدي يضحك كالطفل، أما والدتي فقد دعت كل جاراتها لتريهم الشهادة وتحتفل بها، أنفقت كل معاش والدي على هذه الحفلة مرددة باسم الله ماشاء الله ابني نال الشهادة الكبرى.
اعتقدت أن هذه الشهادة ستحلق بي بعيدا عن الفقر والحاجة في فضاء تملأه الورود، لكني وجدت أشواكا وعراقيل، وجدت أن الشغل صعب المنال، وأبواب الوظائف موصدة، صار حلمي إلى محرقة الضياع، أصبح نسيم فجري جافا،تحولت أحلامي إلى أضغات، عبست الأيام في وجهي ولاح على محياها الحزن، فدخلت في صراع مع البطالة التي تؤثر على الكرامة، ومع أسرتي التي تشكو أحيانا وتعاتب أخرى. انضممت إلى فئة المعطلين، فئة الأغنياء في عقولهم والفقراء في جيوبهم، ركبنا نفس المركب الذي كان يؤدي بنا أحيانا إلى نيل حظ وافر من الضرب والشتم والقمع أن نحن نظمنا وقفة احتجاجية للفت الانتباه والمطالبة بحقنا في الشغل.
كنا نجلس كل مساء بمقهى الحي نكتتب لجمع ثمن براد أتاي نتحلق حوله، وكل واحد منا ينفس عن الحرب المشتعلة داخله التي تضغط على أعصابه بكل قوة منتظرا أن تضع أوزاها بعد أن يجد عملا ليتصالح مع ذاته.
عندما تبدأ طلائع الظلام تزحف على ما تبقى من ضوء النهار أعود إلى البيت الذي يلفه الصمت إلا من أنين أبي المتقطع الذي يصدره بين الفينة والأخرى أو من همهماته بالدعاء والابتهال إلى الله عساه يخفف عنه وطأة المرض وضيق الحال. أجلس بغرفتي حيث أجد سلوتي في خزانتي، أسافر في متون الكتب وثمارها، أغازل هذا وأحاور ذاك وأراقص الآخر يحملونني على جناح المتعة فأنسى زماني ومكاني، حين يهجم علي النوم وينتصر أضع رأسي على علبتي السوداء، أتقاسم معها أحداث يومي وكل أفراحي وأحزاني ، أبللها بدموعي، وسادتي التي شاركتي حياتي التي تنقصها الحياة.
أصبحت الأصباح والأماسي سيان، ولكن لابد من مصاحبة الرجاء، في كل صباح كنت أتأبط شهادتي، وأبدأ رحلة التسكع بحثا عن عمل، لأعود مساء خاوي الوفاض كمن يمسك بزبد البحر فيصير رغاء في كفه وإن أصر على إمساكه تقاطر من بين أصابعه، ولكنني سأتشبث بالأمل حالما..ناظرا.. إلى الأفق البعيد لعلها تطالعني إشراقة من وراء التخوم. أخبرني صديقي بأن وزارة التربية الوطنية أعلنت عن تنظيم مباراة لتوظيف الأساتذة، سعدت كثيرا بهذا الخبر وقلت: هذه المرة ابتسم لي الحظ ابتسامة عريضة عازفا لحن الحياة فهذه الوظيفة ستنتشلني من البطالة رغم أن دراستي كانت بعيدة عن مجال التدريس، أعرف أن من الصعب أن يزاول الإنسان مهنة بعيدة عن اختصاصه كأن يصبح الأستاذ طبيبا والحداد نجارا ،كمن يعيش مع زوجة لا يحبها ولإعتبارات لا يمكن تركها، لا قيدا ولا حبالا تربطهما ومع ذلك لا يتركها، هذا ما سأفعل بالضبط، سأتشبت بالفرصة فإن ضيعتها قد لا تأتي مرة أخرى، أو سيطول انتظارها. سأرضى بهذا النصيب وأركب قطار التحدي لعله يوصلني إلى مبتغاي، لأن التحدي عندي من الشيم.
غادرت البيت متوجها إلى مركز تكوين الأساتذة، وقفت في الصف و قلبي يخفق من الفرحة، حين وصل دوري قدمت ملف الترشيح للموظف، تفحصه كطبيب يتفحص جثة فارقتها الروح وقال: ملفك مرفوض.
قلت: ولماذا سيدي؟
قال: لقد تجاوزت الثلاثين عاما وهو الحد الأدنى لقبول الترشيحات.
قلت: أبلغ من العمر ثلاثين سنة سيدي.
قال: لا ، لقد تجاوزتها بخمسة أشهر.
لفت بي الدنيا لفات عديدة، وارتجفت من هول الصدمة حتى كدت أقع على الأرض، تمالكت نفسي وبلعت ريقي الذي كان يخنقني وقلت شكرا وخرجت. قرار تعسفي عصف بكل أحلامي في لحظة وصوب لي طعنة قاتلة للأمل الذي عقدته على هذه الوظيفة. عدت إلى البيت محطما أجر أذيال الخيبة، لأبدأ رحلة البحث عن عمل من جديد.
بقلم نعيمة مفيد
المغرب
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نظارة‏‏

زلزلة للكاتب المبدع د/ نبراس سالم

 

زلزلة
د. نبراس سالم.
قصة قصيرة.
ما أغربها من عادة، هز الأقدام عندها بصورة منتظمة ومستمرة، يميناً ويساراً بترتيب مستفز، في صحوها وحتى في المنام، تعودتُ عليها، ليس بعد عقدين من زواجنا، بل في الليلة الأولى لشهر العسل، حيث أيقظتني حركاتها، فزعاً، لأبحث تحتَ البطانية، عن الفأر الذي دخل بيننا، اِلْعَنْ الفنادق ومن يتزوج.
استيقظتْ على وقع خربشات يديَّ لقدميها، فرحة تظنه، محاولة لشيء ٱخر.
- هناك شيء يتحرك، لا أعلم قد يكون حيوانٌ صغير.
ضحكتْ ساعتها كثيراً، واعتذرتْ.
•••
كفى، ما بالكِ اليوم، ما أصابكِ أهي نوبة صرع أم ماذا؟
اِنْهَضِْ ماذا دهاكِ، يا الله، ليست البطانية فقط، بل السرير كله يهتز، ومروحة السقف تتراقص هي الأخرى!. حتى لوحات الحائط بدأت الأخرى تتساقط، سبحان الله.
أصوات عالية في الخارج، تَكسّرُ زجاج وسقوط حاجات، وصراخ في الشارع، أصوات عالية أسمعها تتبادل الأدوار مع أنين وآهات.
- أنه زلزال، يا الله ، زلزال.
أستفيقوا، يا امرأة، أيقظي الأطفال، ولنهرب بأنفسنا، لننزل السلالم، احذري استخدام المصاعد.
يا له من صمت رهيب، رقاد أهل الكهف، أسمع كل ما يجري خارج الشقة، ولا أسمعكم، ما بالهم، أين زوجتي وأطفالي؟، مكانهم فارغ؟، ليسوا هنا؟!، نزلوا خارج البناية؟! أتركوني في الشقة نائم وحدي؟!، أُصارع الموت!، سبحان الله، كلٌّ يقول يا روحي.
لكنني أعذرهم، فالحياة عزيزة، والموت مخيف.

•••
ما ذلك الذي رَقَد أمام الباب؟ الضباب كثيف، أثر تساقط السقوف الثانوية، تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، وتراب السنين تطاير من جحوره، الغرفة مُدلّهمةَ، الأنوار منطفئة، يبدو أن التيار الكهربائي قد أنقطع.
•••
ضخمة، ما أكُبر رأسها، وما أطوله من ذنب، أحلم هو؟، نعم حلم، وسأفيق، آخ، صفعة وقرصة أشعر بٱلمهن، بل ما أراه حقيقة.
قد تكون قد بلعتْ زوجتي وأبنائي، كلا كلا، يا لسخافة تفكيري، هي أصغر من أصغر أبنائي، ما العمل؟
أفعى أم ماذا؟، في الشقة؟، من أين أتت؟، ولماذا لا تتحرك، متسّمرة في الباب.
الدنيا ما تزال تهتز، جدران البناية يتشقق، سأموت حتماً، إما لتساقط حيطان الغرفة عليّ، أو أنياب من في الباب ستفتك بي، قد تكون غير مميتة، كلا، أرى السم يتقاطر من أنيابها بوضوح، سأرمي البطانية هذه، وأضرب أي مكان تبدر منه حركة.
- لن ينفعك هذا.
- أعوذ الله، من هذا، من المتكلم؟
- لا تبحث، انظر أمامك. هل انتَ مستعد للزلزال؟.
- كيف علمتَ ما نويته في قلبي؟ أستعد؟ نعم لقد تهيّأت لمصائب الدنيا، سكنتُ في أغلى العمارات، الحراسة مدار الساعة، كاميرات المراقبة على إتصال مباشر بدوائر الأمن كافة، اساس العمارة مبني لمقاومة الزلازل، كل الخدمات متوفرة، دفعتُ كل ما أملك، بدلاً لهكذا مسكن.
ويحي أتكلم مع من؟، الزلزال قد جنني رسمياً.
- لا تستغرب، إنْ سمعت صوتي، وفقهت كلامي، لا تعتقد بإنه مس من الجنون، كل من حولك تركك، ولم يبق معك غيري، كان جلّ اهتمامك الدنيا، وهي الأن تهتز، تتنصل منك، تَبعدُ عنها، من كان يتعلق بها، تبتلع الجميع بداخلها.
- لم أشعر بحركتك، ولم أسمع لكِ صوت، فأعذريني. ارجوكِ دعيني أعبرك لأخرج، أفتح باب الشقة وأهرب، الوقت يداهمني، شقوق الجدار تزداد، والنار شّبتْ في الشقة، ستكون أخر مرة، لن أهملك بعدها، سأطعمك، سأعطيك كل اموالي وما أملك.
- وهل لمثلي تعطى النقود، اموالك وكل ما تملك ستصبح بحوزتي، لا تستعجل، وانا زاهد عنها، ولا تهمني.
وأن تركتك أين ستفر، وممن تفر؟
- سأكون خادما لك، أعطني فرصة، أمنحنى فرصة أخرى.
- خادمٌ مرةً اخرى؟، كل الوقت كان بحوزتك تركتك تفعل ما تشاء، واليوم أنت بحوزتي، سترى ما فعلته وما نسيته، ما كنت تعتقدُ بأمتلاكه، قد باعك، تركك وحدك، معي.

طويل هذا المنتصف... للكاتب المبدع / شرف عبدو المغرب

 طويل هذا المنتصف...

للكاتب المبدع / شرف عبدو

المغرب
الهجرة بعد سنوات دراسة طويلة للبدأ من الصفر لم يكن شيئا هينا بالنسبة لعزيز، رجل مثله لم يتعلم بحياته ولا حرفة غير هوس القلم الذي كان يمضي ما يجاوز نصف اليوم في الكتابة، حضره قول أحلام وهي تمسك يده ذات عشية من مساءات القنيطرة الباردة، أخاف يا عزيز أن لا تطعمنا هذه الأيادي الخبز في اليوم الذي نحتاج للقلم أن يجعلنا نعيش، أخاف ألا ينصفك هذا القلم، وكأنها كانت تدرك أن هذا الوطن لا يخيط كل مقاسات أحلام أبناءه كما يشتهون...
عزيز شأنه شأن الكثيرين ممن كانوا يلونون سقف بيتهم بألوان وردية، كان يظن أن هذا الوطن رحيم كما هي أمه، رغم أنه درس كثيرا وبحث طوالا لكن ظلت هناك سذاجة تسكنه وبراءة في أن كل شئ سيكون بخير بعد تخرجه...
تسري الحياة هنا على إيقاع بطئ وتسكن الهوامش فقط، أناس مثل عزيز كانوا من رحم الهامش برجولة معجونة بكمية زائدة من المعاناة يجد نفسه اليوم على متن حافلة تقله إلى الدار البيضاء حتى يبدأ من خط البداية بعد عمر طويل ضاع بين الأحياء الجامعية وملخصات الدروس هو اليوم أمام درس جديد لا يحفظ كما كان يفعل بسابقيه، درس سيجعلك تدفع كثيرا حتى تتعلم منه، لم تكن البداية معه فقط من أجل كسرة خبز بل حتى بحياته العاطفية رحلت أحلام حينما أدركت بمرارة أن الأحلام التي رسمتها مع عزيز غدت مستحيلة، رحلت مجبرة حتى لا تفوت رحلتها الأخيرة على متن قطار لا يمر في قبيلتها إلا مرة واحدة بالعمر ولأن العمر كان قد التهم الكثير من ملامحها رحلت علها تنقذ ولو النزر القليل من حياتها، أما عزيز فقد حكمت عليه الأقدار أن يبدأ تجربة جديدة ومريرة، من دون سند ولا درب بادي الملامح هو فقط أخذ أول رحلة إلى الدار البيضاء لأنه تذكر حديث صديقه بأن كثيرين هم من ارتموا في أحضان هذه الدار الكبيرة أملا في أن يلونوا أحلامهم بألوان زهرية تبتسم فيها الحياة لهم...
شرف عبدو
المغرب
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏، و‏نظارة‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

رحلة إلي القبر . قصة قصيرة بقلم الكاتب / إبراهيم محمد قويدر - مصر

 رحلة إلي القبر . قصة قصيرة

----------------------------------
بقلم : إبراهيم محمد قويدر
رأيت فى النوم أني رهن مظلمة من المقابر ميتا حوله رمم )
مسجي على خشبة الغسل أخذ ينظر يمينا وشمالا فيرى أشخاصا لايعرفها ولم يسمع لها صوتا من قبل .
هؤلاء يستعجلون من يغسل يطلبون الإسراع حتى لا يتأخر عن ميعاد غلق القبر .
سمع صوتا في الخارج يقول : (خلي عزوز يأخذ الفأس والرمل والاسمنت و واحد يروح معاه ) .
يطلب من شخص أن يساعده علي النهوض فيشيح بوجهه عنه حتى لا يطيل في إلحاحه .
جلبة وصراخ وعويل أصوات يعرفها وأخرى لا ، ها هو يميز صوت أمه قد بح صوتها .
وهذه زوجته وقفت تخمش وجهها وتصك صدرها وتقول : ( يا سبعي سايبنى لمين من بعدك ) .
صوت اجش يقول : حرام عليكم ادعوا له ربنا يرحمه .
قلت للملك عن يميني أرجوك أمهلني وقتا حتى أرى ولدي هو في بطن أمه باقي أسبوع علي الولادة .
نهر أحد الملائكة المغسل حتى لا يتأخر الميت عن الوصول في الميعاد المحدد بالفيمتوثانية .
أتى أحدهم بشاشة تلفاز وقال : لا تقلق كل شيء سيكون علي ما يرام حتى شوف كده .
ابنه خرج للحياة تخرج وتزوج وانفصل عن أمه.
الزوجة غيرت عفش البيت وخلعت الأسود وتزوجت من ابن عمه الذى كان دائم الزيارة لهم .
حملوه علي الأكتاف وأولجوه القبر علي عجل وهناك تغيرت الوجوه أقاموه وبدأوا يسألونه .
تلعثم وتلجلج ولكن بجهد جهيد أجاب علي الأسئلة .
سمع من يقول : ( دعوه يستريح من عناء الدنيا وخلوه يشوف أباه وامه علشان واحشينه ) .
بقلم : إبراهيم محمد قويدر
البحيرة - مصر

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

الساعة الواحدة صباحََا للكاتبة / هبه عمران طوالبة الأردن



 الساعة الواحدة صباحََا

للكاتبة / هبه عمران طوالبة
الأردن
لا زلت أنتظر عودتك.. أصبحت النجوم تتحدث والقمر يهمس، أصبح الليل حائرََا لماذا لم يَعُدْ؟ هل الطريق ضلله أم أنه ضلّ..ومن هنا تبدأ الحكاية في ذلك المقهى تحت ألحان الطرب القديم في إحدى أيام شهر نيسان.. كنت في كامل البهجة للحياة. وجلست عند زواية المقعد أقرأ كتابي .. رأيتك تُكَلِّمُ الفتياتِ عن إصدارات عبدالحليم، وكنت توحي أنك شاعر أو كاتب أو ثائر للحرية.. لقد كانت نظراتي الأولى خافتة وساكنة مثل موج البحر بين ارتفاع وانخفاض.. وانا أحاول النهوض لكي أستعد للمغادرة، نظرتَ إلي نظرة بأننا سوف نتكلم ..
في إحدى ليالي أيار رأيتك تجالس القمر والنجوم، وتفصح أنك وجدت محبوبة الأيام وقدرك الذي لا ينسى ..بصوت خافت ..هل أنت بخير يا عزيزي ..نهض يبتسم ..قال لي يا محبوبة الأيام أنت السلام والأمان أنت طيف الحنان وقدري حبك حكاية من وحي ورق أبيض وبين فيض الحبر ..كنتِ الوطن.. تسارعت الأيام وازداد ذلك الهيام قال لي باللقاء الأخير أظن أنني أحببتك أشد من قيس وليلى لقد مضى على آخر لقاء جمعنا سبعة أيام.. وعند اليوم العاشر وجدت ساعي البريد يقرع الجرس، هناك رسالة لكِ، لامست الظرف فقد كانت منه . كان سبب الابتعاد يحارب من أجل السلام وأنا لا أعلم وأصبحت أبكي، وفي نهاية الرسالة يخبرني أن انتظريني .. أنا سوف أعود .. ومضت عشرة اعوام ..وأصبحت في منتصف الثلاثينيات. ومضت الأيام والسنوات وانا ما زلت أنتظر العودة وأحتسي فنجان القهوة بنفس المكان الذي رأيته فيه للمرة الأولى، ربما يعود قطار الأيام .. في الموعد الأخير أنا أعتذر لك لم أستطع الانتظار ..عندما تعود لن تجدني سوف أكون في ثنايا الموت .....أحببتك بشدة وانتظرتك وخطفني الموت دون إنذار ودون أن أراك للمرة الأخيرة .. وداعاً ..
فلن يكون هناك قطار العودة .. .
الكاتبة هبه عمران طوالبة
الاردن





قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

السيارة الحمراء .. للكاتبة المبدعة / عايدة ناشد باسيلي مصر

 السيارة الحمراء ..

للكاتبة المبدعة / عايدة ناشد باسيلي

مصر

تشير الساعة في سيارتي إلى السادسة صباحا ، تأخرت كثيرا.. كان يجب أن أستيقظ قبل ذلك بساعة لآخذ طريقي إلى مطار برج العرب ، وأستقبل زوجي العائد من السفر بعد عامين من الغياب...
على طريق الكورنيش ، بعد مرور نحو خمس دقائق من القيادة ، أحس بالمقود يهتز تحت كفي ، إنه ينبهني بأن هناك مشكلة ما في أحد الإطارات ، أنعطف بالسيارة جهة الرصيف ، أكتشف أن أحد الإطارين الخلفيين ، قد استوى بالأرض .
قبل أن افتح باب السيارة الخلفي ، لأخرج منه الإطار البديل ، يقترب مني شاب عشربني يتصادف وجوده في المكان ، مستأذنا بتقديم يد المساعدة ، تنتهي المهمة كأحسن مايكون ، أشكره وأنا أحاول إعطاءه بعضا من المال ، لكنه يرفض بشدة.. أشكره مرة أخرى وأنا أنطلق مسرعة.. لن ألحق به.. ستسبقني إليه جارتي المطلقة كما قالت قارئة الفنجان.. سيكون تأخري عنه سببا في خطفه من هذه الحرباء.. كل الظروف تؤكد صدق ما قالته قارئة الفنجان.
بعد حوالي عشربن دقيقة ، أقترب من الوصول إلي المطار ، فجأة أشعر باهتزاز مقود السيارة مرة آخرى !
أحد الإطارات الأمامية أيضا قد استوى بالأرض.. كان يجب أن أشتري إطارات جديدة. هذا أهم من الإنفاق على السحرة والمشعوذين، سيكرر مثل هذه العبارات وهو يخبرني بطلاقي، وهي تبدي موافقتها لحديثه وتسخر مني، الفنجان لا يكذب.
لا أشعر بنفسي إلا وعيناي قد اغرورقتا بالدموع ، وهما تحملقتان في السيارات المسرعة أمامي ، ويدى لاتكف عن التلويح لها ، راجية أن يسرع سائق إحداها إلى نجدتي ،
لا أدرى كم مر من الوقت، لكنني ألمح أخيرا سيارة حمراء اللون تأتي عكس الاتجاه، قادمة من جهة المطار.. تهدئ من سرعتها ، وتقف أمام سيارتي ، إنها سيارتها ، تنزل وتحتضنني، أشعر أنني أخطأت في حقها وظننت بها ظن السوء، أحذرها بأننا يجب أن نتحرك ونستدير جهة المطار.. قبل أن تأتي شرطة المرور وتكتشف أنها تسير عكس الاتجاه، أصبحت مضطرة أن أقبل وجودها معي في استقبال زوجي، تركب جهة المقود، أحاول فتح الباب المجاور لها، أسمعها تنبهني بأن أركب في الخلف ، أفتح الباب لأجد زوجي جالسا بجوارها، يحتضنها ويقبلها لحظة دخولي إلى السيارة،
ترتطم رأسي بفتحة الباب العلوية وأنا أعاود خراجها، أصرخ من شدة الألم، أفيق قبل دقيقة من سماع صوت المنبة الذى كنت قد ضبطته لإيقاظي .
عايدة ناشد باسيلي
مصر

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

الجمعة، 3 فبراير 2023

الوجه الآخر لأيلول للشاعر المبدع / محمد الرازحي رزوح - اليمن

الوجه الآخر لأيلول
أنــا المسجون في ذاتــي
وقيــدي بعض أنــاتي
طوى المــاضي
سلاسله علــى عنــقي
وأقعدنــي عن الآتــــي
أتــاني فجر أيلــول
بمـــيلادي
كسرت قيــود جــلادي
ليــزهر فيــه زيتــوني
ويــملأ وجــهي الـباسم
أزمــاني وســاحاتــي..
فـعاد إلــيَّ أيلــول
بــوجه قاحــل شــاتِ
وعــادت فيــه مأســاتي
ليــبني مجــده الطغيـان
علــى انــقاض أشتــاتي...
أنــا المسجـون فـــي
أمســي وفـــي يـــومــي
بــأسـقامــي وعــاهاتـي..
عــدو الأمــس عــاد اليــوم
بــأطــماع وغــاياتــــي..
وذاك غـــدي انــــشده
بــــعلاتي وخـــيباتـــي
علــى نــزوات اقــزام
وأوهــام الســــلالات..
أنــا المسجون فـي حلـمي
وفـــي أنـــغام غــــنواتِ
ومـــنذ كــان ذو يـــزن
يـواسيني ومن تـلك البـدايات..
ومــن حلــم إلــى حلــم
بـميلادي بجـولاتـي وصولاتـي...
يــحين خروجــي من سجنــي
ويـــعلو هديـــر أمـــواجــي
فأعــدو فيــه مغلــولا بـأناتــي
ومـخذولا بـأشـرار الخــيانات..
كــأن فجــرنا أيلــول لـم يشرق
وأن الـــغد الــواعد لــن يــأتـي..
محمد الرازحي رزوح

 

في هذا الموقفِ للشاعر المبدع / أحمد رسلان الجفال - سورية

 في هذا الموقفِ

في هذا الموقفِ تتركنِي؟
لتُصارعَ صمتِي أفكـــاري
وأنا من دونِـــكَ أغــــنيةٌ
تتردّدُ خلـــــفَ الأســوارِ
وأنا من دونِـــكَ تائــــهةٌ
فــي أيّ بلادٍ أســـــفاري
ورسمت جبينكِ لي قمراً
الأجـــمل بين الأقمـــــارِ
قد كــان ربيعُك لي وهمٌ
وخريفُـك ذبــــَّل أزهاري
لم أعــــرف حبّاً يأخذني
لحدود العشـــق وعشتارِ
إعصـــاركَ مَزَّق أَشرِعَتي
ياويلي أهذي أقـــــداري؟
وأنا ما زلـــــت مـــراهقةً
في فلكِكَ تسبحُ أقمـاري
في هذا الموقفِ تتركُنـي؟
لتُصارعَ صمتي أفــــكاري
بقلم:أحمد رسلان الجفال
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏سماء‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة