Translate

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

طويل هذا المنتصف... للكاتب المبدع / شرف عبدو المغرب

 طويل هذا المنتصف...

للكاتب المبدع / شرف عبدو

المغرب
الهجرة بعد سنوات دراسة طويلة للبدأ من الصفر لم يكن شيئا هينا بالنسبة لعزيز، رجل مثله لم يتعلم بحياته ولا حرفة غير هوس القلم الذي كان يمضي ما يجاوز نصف اليوم في الكتابة، حضره قول أحلام وهي تمسك يده ذات عشية من مساءات القنيطرة الباردة، أخاف يا عزيز أن لا تطعمنا هذه الأيادي الخبز في اليوم الذي نحتاج للقلم أن يجعلنا نعيش، أخاف ألا ينصفك هذا القلم، وكأنها كانت تدرك أن هذا الوطن لا يخيط كل مقاسات أحلام أبناءه كما يشتهون...
عزيز شأنه شأن الكثيرين ممن كانوا يلونون سقف بيتهم بألوان وردية، كان يظن أن هذا الوطن رحيم كما هي أمه، رغم أنه درس كثيرا وبحث طوالا لكن ظلت هناك سذاجة تسكنه وبراءة في أن كل شئ سيكون بخير بعد تخرجه...
تسري الحياة هنا على إيقاع بطئ وتسكن الهوامش فقط، أناس مثل عزيز كانوا من رحم الهامش برجولة معجونة بكمية زائدة من المعاناة يجد نفسه اليوم على متن حافلة تقله إلى الدار البيضاء حتى يبدأ من خط البداية بعد عمر طويل ضاع بين الأحياء الجامعية وملخصات الدروس هو اليوم أمام درس جديد لا يحفظ كما كان يفعل بسابقيه، درس سيجعلك تدفع كثيرا حتى تتعلم منه، لم تكن البداية معه فقط من أجل كسرة خبز بل حتى بحياته العاطفية رحلت أحلام حينما أدركت بمرارة أن الأحلام التي رسمتها مع عزيز غدت مستحيلة، رحلت مجبرة حتى لا تفوت رحلتها الأخيرة على متن قطار لا يمر في قبيلتها إلا مرة واحدة بالعمر ولأن العمر كان قد التهم الكثير من ملامحها رحلت علها تنقذ ولو النزر القليل من حياتها، أما عزيز فقد حكمت عليه الأقدار أن يبدأ تجربة جديدة ومريرة، من دون سند ولا درب بادي الملامح هو فقط أخذ أول رحلة إلى الدار البيضاء لأنه تذكر حديث صديقه بأن كثيرين هم من ارتموا في أحضان هذه الدار الكبيرة أملا في أن يلونوا أحلامهم بألوان زهرية تبتسم فيها الحياة لهم...
شرف عبدو
المغرب
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏، و‏نظارة‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة