Translate

الاثنين، 10 أبريل 2023

أغلى طبيب يوميات رمضانية للشاعر / متولي بصل

 

أغلى طبيب

يوميات رمضانية 

للشاعر / متولي بصل

يا عم رمضان لسه بدري

وانت زي الخيل بتجري

إزاي وصلنا ليلة عشرين

والهلال بقى بدر بدري

هو احنا كنا يا ناس نايمين

يفوت علينا ومش حاسِّين

نفسي تدوم وتطول أيَّامك

تبقى شهور وسنين من عمري

يا اللي كتير تواسيني بصيامك

مين بعدك هيطيب خاطري

شهر الخير والله بقيامك

بيزول همِّي ويرتاح فكري

بيبان  - قبلك -  قلبي حزين

وهمومي فيه زي السكاكين

وامَّا أقابلك يوم واتنين

قلبي يطير م الفرحة في صدري

تعرف إنك أغلى طبيب

وان دواك مفعوله عجيب

والعيَّان اللي ما لوش دوا

بيخف على إيديك ويطيب

فبلاش تبعد قوي وتغيب

وتزود صبرين على صبري

الجمعة، 7 أبريل 2023

رمضان ولَّى فاستقم للباقي للشاعر / متولي بصل

 


رمضان ولَّى فاستقم للباقي

للشاعر / متولي بصل

رمضان ولَّى فاستقم للباقي

فالعمر والأيام خيلُ سباقِ

أحْرِق دنان الخمر لا تبقي لها

أثرا وأهرق مابها يا ساقي

تاب العصاةُ وآب كلُّ مجاهر

واستحيت الدنيا من الخلَّاقِ

الصومُ أحيا في القلوب مواتها

والذكرُ بدَّد شمل كل نفاقِ

وجلا الصيام الروح من أدرانها

فرأت رياض الخلد في الآفاقِ

هات الكتاب فإن في آياته

نور يفوق البدر في الإشراقِ

طوبى لمن أحيا الليالي ذاكرا

مستغنيا عن صيحة الصفاقِ

شهد الصلاة لوقتها فأقامها

متبتلا يبكي من الإشفاقِ

لله دره من إمام جامع

سَبك القلوبَ لألفة ووفاقِ

قد كان يجمع عند كل شعيرة

رغم اختلاف الجنس والأعراقِ

من فرَّقتهم في الحياة مذاهب

جنحت بهم لعداوة وشقاقِ

يا سعد من صلَّى وصام وقام

وسعى على من كان ذي إملاقِ

لويعلم الفُسَّاق ما يأتي به

رمضان ما كانوا من الفسَّاقِ

لا عيد للغاوين إن ضلالهم

يهوي بهم في ظلمة الأنفاقِ

تعمى القلوب فلا ترى من غيِّها

مثل الفراش عمى عن الإحراقِ

الاثنين، 3 أبريل 2023

يوميات رمضانية للشاعر / متولي بصل ( النصَّاب )

يوميات رمضانية

للشاعر / متولي بصل

( النصَّاب )

يا عم رمضان  شوف لي فانوس

شغَّال يقول صبري يا صبري

ولا بلاش أصل انا منحوس

ييجي الحرامي ياخده ويجري

ما هو كل ما امسك أي فلوس

تطير وتِخلص من بدري

حتى امَّا قالوا توظيف أموال

ودفعت تحويشة عمري

اللي قالوا لي عليه ابن حلال

بقى فص ملح وداب دوغري

بس اللي مزعَّلني يا خال

وبجد ده اللي كسر ضهري

الشيخ إمام ده لا كان ع البال

ولا عمره يُخطر على خاطري

نصب عليه البيه الدجَّال

وخد فلوسه حمري وجمري






















 








أخي العزيز...

لستَ الآن سوى طيف يجيئ تارة و يختفي، ليس المكان يسعُك، ليست الأمور تدار كما ألفتها، ليس الزمن الذي عشته كزمننا هذا.

تغير كل شيء...

أفتقدك؛ تلك حقيقة و مُصاب، بل تعدى الأمر درجة الفقد، كل الخِلاَّن الذين تعرفهم أضحوا آباءًا؛ غير آبهين بما يجول بين ظهرانيهم.

ألهانا التكاثر حتى تغيرت الصحبة...

ليس الأمر كما تعتقد...

لا نزداد إلا عمرا، شخنا و الجسد وهن، أخذتَ معك فورة شبابك و تركتنا نلهث خلف الموت، لا ندركها حتى يأتينا خبرها، لن تكفيك الدموع ما بكينا و لن تُكَفكَف، بالماضي كنا نضحك و نلهوا، نتقاسم ما بقي من أعقاب السجائر... كذلك الترشق.

كلٌّ أصبحتُ في غنى عنه مذ غادرت.

كل السبل أضحت تقترب و لا تبتعد، في مكانك هذا نوم أزلي، يقينا أُدرك نهايتي كما أدركتها أنت، لكنني الآن الأب و العم و الخال و ربما...الجد.

لست أرى إلا الموت هادما و ذلك مصيبنا فلا نعْجَله، هجرت فينا كل جميل و رميتنا إلى حاضر مغيَّبٍ لا ألوان فيه و لا جُدَد، كذلك الدروب التي ألفتُ السير فيها و أياك منها من اتسع و منها من ضاقت بهِ سبله، اعتدت البكاء ليس حزنا على ربيع الشباب، بل على حصاد كالحطام، لطالما سألتني عيناي على بعضٍ من كُلِك، عن ثنايا جسدك و كيف أصبح، عن تلك القدم الكبيرة و الظِفر المتورم، عن حشرجة صوتك و دكانة شعرك، عن اصفرار أسنانك و عسر شمالك، فتجدني و العبرات نعزي ما تبقى فينا من ذكرى فتجدنا نحمل بعضنا بعضا على الإفراط في الكبت.

ليس العبرات إلا لغة فشل...

أمك كما لم تعدها...طريحة الفراش، تستقوي بحضورنا كذلك أبوك، لم تبيض عيناه حزنا لكنه أشفق عليك لا عليه، لا يذكرك حرصا منه كي لا يضعف و يجهش بالبكاء، أعرفه جيدا؛ لطالما كان قلبه باكيا كطفل صغير و هو ابن الثمانين.

لم أشأ أن أثقل عليك رمسك، فأنت في روضتك و نحن كلُُّ و عذاباته، لا نأمل إلا في لقاء يجمعُ أو همسٍ يلسعْ، فما عسايَ إلا أن أقول لك:

_ لا تستيقظ فلا فرح هنا و لا أمل.
















أسند برھان كرسیا خشبیا بالیا، كانت تنقصه رجل خشبیة مبتورة منذ سنین، إلى جذع شجرة لوز مھملة، توجد في الحدیقة الخلفیة للبیت؛ ثم جلس یتأمل سَوْرَة الخریف الذي كشط أوراق الشجر وخطف لون الحیاة..كان السكون الرتیب سید الحال، قبل أن یحط عصفور غریب، كاسرا جناحیه بالخطأ على رأس برھان _ الذي كان متسمرا ھناك ومدعما بعرش من العروش المتداعیة _ جاعلا یغرد ویتنقل بین الأغصان العاریة یداعبھا...

أشرق وجه برھان ، ولعلع بریق في عینیه المسترخیتین :

- لعله نذیر خیر؛ جاء یبلغ البشارة بقرب حلول شتاء، یغسل كآبة الوجوه وصدأ القلوب!.

أغمض جفنیه في انشراح، وسرح ینتشي بأصدق

الألحان ... وما ھي إلا لحظات قليلة حتى ھبت ریح قویة بالعجاج؛ و ھججت بسرعة البرق الخاطف الاستقرار والسكینة ھناك؛ تحرك المقعد من تحته؛ وھوى به على الأرض محدثا ضجة وضوضاء بالمكان؛ فطار طائره في الحال واختفى عن الأنظار........

ھدأ الروع بعد ذلك في زمن وجیز .. أقام الكرسي التَّلِيد بھدوء؛ وعاد للجلوس علیه...ثم تساءل :

- لم لم یخطر ببال أحد من أھل ھذا البیت أن یفكر یوما بإصلاح ھذا العطب؟!

وقال باستخفاف : دار عجزة!...یا للبخل والكسل!

..ومضى به الوقت ساعات، یقلب صفحات الأمس الكئیب في كتاب الشروق القادم، حتى غربت عنده الشمس وآذنت بالمغیب، فانتصب واقفا وقد سما فیه الشوق لرؤیة السماء في حلة المساء، ثم قال مازحا : - إذا حدث وأغناني الله، فسأعوض الرجل الخشبیة بذراع من ذھب....!

 





سرتْ "رغبة النوم" في ذهني ،وظلت الأحلام المريبه خلفي ،و{الفتاة الشيطانه} ظلت ثابته في حلمي تجري خلفي!! ،وابت ان تتركني ،واصبحت تلقي بعبارات أشبه للطلاسم ،وتقذفني بالمراجم ،وتظنني كالشيطان الرجيم ،وانا نفسي "استعيذ منها لله الكريم"، ولكن الحيره تملكتني !! ،وامامي «بـاب اليـقـظـة»، ولا اعرف كيف اعبر له !؟،وهي عرضت علي الشرط المستحيل الذي مسَّ مبدأي ،وهو ...... و قبل ان اقول لكم المبدأ ،واتعمق في التفاصيل سأحكي لكم عن "صفاتها شكليا"، و"سمتها داخليا" إنها فتاه لا بل إنها شيطانه! "عيناها كالجحيم"، وسوادها كسواد القبر ،وشعرها كخيوط مقشة السباط ،وصوتها كصوت تعاويذ الشياطين،و لا استطيع تحديده لأنه اصابني بالصداع "الأليم" اما عن داخلها فإنه داخل مريض ،مخيف، عنيف، حقود ،وكل الصفات البذيئه فيه، واما عن مبدأي فهو: عدم النفاق ،وعدم النطق بالكذب ،والنطق بالحق دائما ،ولكنها ظلت تقول لي هل انا جميله ؟ وهي تمسك بيدي ،وكادت ان "تفتفت عظام يدي" كما لو انها قبضة من حديد ، وموجز سؤالها له مليون جواب! ،ولم استطيع ان اجاوبها لأنني لا أوالس ،ولا املق ،ولكني قلت لها بصوت صارخ: اتركيني "'ايتها الحمقاء المغروره'" ، إذا اردتي رؤية جمالك لا تسأليني بل اسألي قلبك الأسود !، ولم اعلم ان هذه العباره كانت شرارة اللعنه حيث: انها بدأت ان تهزني هزةً قويةً ،وتقول كيف لكي بالتجرأ ان تتفوهي بهذا الكلام؟ وقلت لها: الله "القدوس" "الباسط" "الحليم" "العظيم" "القاهر " "الجبار " "الواحد " "الصمد "، وقالت اصمتي يا آدميه إن هذا الكلام فتت طبلة أذني ،وقلت لها اصمتي عليكي اللعنه الكبيره ..... ، ولم تتقبل الكلام،و ⟨⟨فجأه⟩⟩ دون أي مقدمات رمتني لبوابة اليقظه ،وقالت لي لن اترككي يا آدميه إلا ان تعترفي بي جمالا ، ولكني قلت لها "هذا من سابع المستحيلات" ،فأنا لست من اصحاب الأوجه المتعدده ، فعدت بعد "الكابوس المريب" إلى اليقظة ؛لأجد نفسي أكتب عن الكابوس ،والشيطانه، واقبض على معدتي بيدي اليمنى ألمًا من تعقد امعائي بعضها ببعض ،ولا أستطيع النطق كأن لساني قطع ،ويدي الأخرى ألوح بها "كأنني" احاول التقاط بعض الكلمات التي (لم اتمكن) من تفتيحها على شفتاي، وقلت: {اعوذ بالله من الشيطان الرجيم}












 

 









 
















 

الأحد، 2 أبريل 2023

يوميات رمضانية للشاعر / متولي بصل كار النجارة


 










يوميات رمضانية

للشاعر / متولي بصل

كار النجارة

يا عم رمضان قوم بينا

نركب فلوكة ولا سفينة

خير ربنا في البحر كتير

نضمن فطور وسحور لينا

ولا نروح نصطاد عصافير

عصافير ناكلها مش زينة

أو نشتغل طلبة مشاوير

ديليفري ونطوف حوارينا

الاسطى جمال والحاج سمير

قاعدين بعلبة وفاترينة

حاجة تخلّي العقل يطير

يا رب تفرجها علينا

كار النجارة خلاص يا كبير

ولَّى وراح مع أهالينا

ولا بد نرضى بالتغيير

صنعة جديدة في إيدينا

لو حتى حلاق أو كوافير

هى الحلاقة صعبة علينا

أو حتى بواب ولا غفير

ان شا الله حارس في المينا

ولا فواعلي ولا أجير

الشغل مش عيب يا أخينا

العبد منَّا عليه التفكير

والمَولى قادر يرضينا

يا لا يا عم بلاش تأخير

الرزق بينادي علينا










السبت، 1 أبريل 2023

يوميات رمضانية ( يا نور هلال رمضان ) للشاعر / متولي بصل

 


يوميات رمضانية

للشاعر / متولي بصل

( يا نور هلال رمضان )

قلبي العليل يا نور هلال رمضان

لحظة ما بتبان في السما بيروق

مِن قبل ليلة النِصف من شعبان

وانا بانتظر رؤياك بلهفة وشوق

العمر قطر سريع قوي ورهوان

عمره ما بيهَدِّي عشان مخلوق

وانت يا أغلى هدية م الرحمن

بتغيب غيابك ما يطيقوش إنسان

*************************

قلبي اللي مشتاق لك بقى له زمان

يتيم غريب تايه في زحمة سوق

والدنيا  بحرغريق وانا غرقان

مشدود في موجها من رقبتي بِطُوق

الدنيا والهوى والشيطان أعوان

ضدي وانا وحدي حزين مخنوق

ما لي سواك يا مالك الأكوان

أنا في حِماك وحِماك سَلام وأمَان

*************************

قلبي بيسجد لك في كل أدان

والعين بتتطلَّع تملِّي لفوق

ومنايا انول العفو والغفران

وف ليلة القدر ابات معتوق

يا رب ما تحرمني م الريَّان

عبدك وتبت إليك وانا المحقوق

اغفر لي يا رب اللي عدَّى وكان

واشرح لي صدري ببركة القرآن

قصة قصيرة ( القلعة ) للكاتب السوداني أحمد عجيب





طلقانة يابخيتة

قالها ببساطة وهى تصب له كوبا من الشاى

واصلت فى صب الشاى كأن الطلاق يخص احدى جاراتها

ولم يحمل وجهها الطفولى اى تعبير سوا كان غضب او تذمر

تقبلت الامر ببساطة وقامت بما تقوم به عادة كل صباح

من عواسة للكسرة وطبيخ والاهتمام بالصغار

ثلاثة اطفال هم حصيلة زواجها من الفاروق

والواقع ان الفاروق لم يطلق بخيتة وحدها فقط طلق والديه ايضا وقريته الصغيرة

فهو الان ليس ذلك الفاروق العاطل الذى يرابط فى المواقف مستجديا اصحاب الحافلات والبصات ليعمل لديهم

الان هو فاروقا اخر حتى انه طلق الالف والام من اسمه ليكون فقط فاروق

فاسرتة الصغيرة والكبيرة لم يستوعبوا نقلته الاجتماعية والاقتصادية المهمة واجتهد معهم ليرتقى بهم وفق تصوره

بناء لهم منزلا فخيما منزل لا يشبهه منزل فى قريتهم وملابس من الماركات العالمية واغدق عليهم بالذهب والمال

بيد ان كل هذا لم يحرك فيهم ساكنا فبخيتة مع كل هذا الذهب والثياب السويسرية والعبايات الخليجية ظلت بخيتة كما عرفها وتزوجها

ووالده لم تغير فيه الجلاليب الفاخرة والشالات المطرزة والجزم الجلدية من هيئتة شيئا

فهو مازال غفير المدرسة الثانوية

حتى بعد ان اجبره فاروق على الاستقالة

مازال الرجل غفيرا

ينادى الاعيان بسيد فلان

ويتنازل من كرسيه فى مناسبة لكبارهم كدأبه دائما

رجل بسيط محبوب قانع وقنوع

لم يتفاعل مع ثروة ابنه المفاجأة

بل يراها كارثة حلت بهم

ويتحاشى نظرات وتساؤلات القرية الصامتة

نفث فاروق دخان سجارتة الفاخرة وهو يسأل سائقه الخاص عما اذا اقتربوا من وجهتهم

: قربنا ياريس

ضحك فى سره من ريس فهو ايضا كان حتى وقت قريب سائقا لريس اخر

وقفت عربة حرسه الخاص امام منزل عتيق يبدو انه من الطراز الفكتورى

منزل يطلق عليه الاهالى القلعة

أسسه الجد عبدالحفيظ التاجر المعروف

رجل عصامى اسس امبراطورية تخصصت فى تجارة المحاصيل

ولا نشاط اخر له الا ان اسرتة لم ترضى بهذا الوصف المقل

فصنعت له تاريخ نضالى وكيف انه دعم الثوار ماديا وحتى انه قلعته استضافت بعض اجتماعاتهم

وبعض متطرفى الاسرة يدعون انه اعتقل وسجن نتيجة مواقفه من الاستعمار واكتشافهم لدعمه للمقاومة

والحق لم تصمد ثروة عبدالحفيظ كثيرا بعد وفاتة فقد تلاشت وتوزعت بين اولاده الذين لم يحسنوا ادارتها وتخطوا خط والدهم ليدخلوا عوالم اخرى غير المحاصيل

من معارض سيارت والشقق وكل استثمار يرونه مربحا وسريعا لتنتهى ثروتهم اسرع مما يظنون ولم يبق الا هذا المنزل العتيق كشاهد على النعمة والعراقة

نعم فهى اسرة عريقة ومعروفة ولم تضع هذة الصفة مع ما ضاع

ولذا قصدهم السيد فاروق فهم ينقصهم المال وهو تنقصه العراقة وفق ما يعتقد

وقد اشار له احد مسشارينه بهذا الراى

ان الزواج من عائلة عبد الحفيظ حماية له ومركز اجتماعى جيد

وقبل ان يتخذ هذة الخطوة استعان بخبراء فى مجالات شتى

فهناك كورس للغات فقط بعض الكلمات ليطعم بها كلامه متى ما استدعى الامر ثم كورس اتكيت تقوم به شابة

فى كيفية استعمال الشوكة والسكين وربطة العنق وتناسق الالوان

وحتى لون الجراب يجب ان يتسق مع القميص

السيد فاروق لم يكن تعجبه هذة التفاصيل صحيح انه يبحث عن نقلة توازى مركزه المالى لكن بدون هذة التعقيدات المملة

رحبت الاسرة بضيوفهم واجلسوهم على هول داخلى مطلى حديثا

فاروق يعرف تفاصيل المنزل من الداخل

يعرف انه لا اثاثات ملائمة عدا هذا الهول واغلب الغرف فارغة تحتلها الجرذان فقط الهول هو واجهتهم لاستقبال ضيوفهم او رصفاؤهم فى طبقتهم

مع عربة عتيقة اجتهدوا فى ان تكون مقبولة لحد ما

وكثيرا ماقررت الاسرة التخلص من المنزل فهو ثروة لا بأس بها يمكنها ان تعينهم

بيد ان خوفهم من الزحف بعيدا من طبقتهم لغى الفكرة

وهم يعيشون فقط على الاسم والتاريخ

فاروق يعرف كل شى فقد اشترى احد احفادهم ليكون عينه ويمده بكل صغيرة وكبيرة ولم يكلفه الحفيد اكثر من ان يفتح محفظته

تنحنح عم نجلاء والتى طلبها فاروق بالاسم وهو طبعا لا يعرفها ولم يراها بعينه

فالاسم والتفاصيل من المستشارين

وحسب مارشح انها مقبولة وعلى اعتاب الاربعين

تلقت تعليما اكاديميا جيدا وقد رفضت الاسرة مجموعة من الخطاب العاديين

لا يمكن ان يقدموا عراقتهم مجانا

تنحنح العم

وابتدر فاروق متسائلا

: لا قيت نجلاء وين؟

القى بالسؤال وقصد ان تكون رقبته لاعلى ناظرا لفاروق من اعلى

فاروق لم تفته هذة التمثيلية ويعرف ان العم لا يملك ثمن البنزين ليقود عربته

وانه يحتال ليختار شوارع امنة من الدائنين وانه متخفى من البنك بعد عجزه عن تسديد مرابحة

يعرف كل ذلك

ولذا لم ينزعج بل اشعل سجارة فاخرة ونفث. دخانها فى وجه العم مباشرة

: طيب ياجماعة نحنا نتكلم على بلاطة

غمز له مستشاره الخاص

وهى اشارة بأن ثمة خطا فى تصرفه

تجاهل غمزة المستشار وواصل

انا جيت لصفقة

لكن نقول زواج

وجاهز لطلباتكم كلها

من تسديد ديون الاسرة

واعمل معاكم مشاريع مشتركة

وعمنا ده عنده خبرة فى الشركات

امسك لى شركة بالنص

لازم نسابتى اكونوا فى مستواى الاقتصادى

تدخل عم اخر متهلل الاسارير وحاول ان يكون طبيعيا

ولا يليق ابدا بابناء الاسر العريقة ان تبهرهم المادة

تدخل قائلا

ده كله مابهمنا نحنا بهمنا الراجل واصله

: من الاخر ماعندى اصل

ولا ابوى شيخ قبيلة ولا عندنا اطيان انا اول زول فى حلتنا اشب لفوق

تدخل العم الاول منقذا الموقف

: كلنا لادم وادم من تراب

شخصيا بهمنى الرجل الدوغرى العصامى

: شوفوا ياجماعة

انا اكون صريح معاكم

عشان ماتقولوا لى ادينا فرصة نسال منك انا حاقول كل حاجة ونحسم الموضوع اليوم

موافقة او رفض

انا ما عصامى ولا دوغرى

ولو سالتو منى حيقولوا ليكم كده

انا انتهازى

يعنى بتاع فرص

كنت سواق للسيد مرين

دخلت معاه الكوميشن

عرفت نافذين

لاقيتهم فى المزارع الليلية كنت بسوق لمرين

المهم العالم ده دخلت معاه فى كل شى

من تهريب لمخدرات

: مادام حاسى بالندم ربنا غفور رحيم

هكذا افتى العم

: لا لا انا لا ندمان ولا تبت ولا ناوى

انا يادوب اتعرفت على اجانب ومسكت السكة الصاح

: لا حول ولا قوة الا بالله

رددها العم الثانى

وهو ينظر للمستشار الذى اعيته الحيلة ولم تجدى كل غمزاته فى اسكات فاروق

فتدخل المستشار

: فى تقديرى الشخصى....

ليقاطعه فاروق

اسكت.... انا عايز اسمعهم هم

واهو عرفونى على حقيقتى

عشان مابعدين غشانا والكلام ده

: ادينا فرصة

: والله لو مشيت تانى مابرجع

اجتمعوا الان وقرروا

اجتمعت الاسرة داخل هول اخر به فقط كنبات عتيقة وكرسى بثلاثة ارجل

كان اجتماعا صاخبا المشترك فيه الدفاع عن فاروق

وانه ضحية ظروف وربنا وحده من يحاكم الناس وليس من حقهم محاكمته

ثم انهم ومن خلال خبراتهم يمكنهم اصلاحه وتقويمه وينالون ثواب استقامته بدلا من طرده ليتمدد اجرامه

ان واجب اسرتهم كاسرة وطنية عريقة هو حماية امن البلد الاجتماعى والثقافى وحفظ عاداته وتقاليده

والواجب الان احتواء فاروق حتى لا يكون شرا مستطيرا

ارتاحوا جميعا لهذا الراى وانتخبوا العم الاول ليتحدث بأسم الاسرة

حمدالله العم وشكره واستهل خطابه بموافقتهم المشروطة على قبوله عضوا فى اسرته

وهو ان يترك تجارة المخدرات

اعترض فاروق على الطلب وليس من حق احد اى احد ان يفرض عليه رايه

ثم انه له التزامات فى السوق

استفسر العم الثانى

فى اى نوع من المخدرات يعمل!؟

ان كان الحشيش فهو لا بأس به صحيح يعاقب عليه القانون لكنه اعشاب مثله مثل اى عشب

وكثيرا من الدول تسمح باستعماله فى القهاوى

اراد فارق ان يؤكد انه يعمل على كل الانواع ولم يختار تخصصا محددا بعد

الا ان المستشار تدخل مباشرة ولم يكتفى بالغمز

قال المستشار

نعم نعم السيد فاروق يعمل على الحشيش فقط

مسح العم الاول على جبهتة بعصبية

وتحركت شفته ليقول شيئا ما

الا ان غمزة من المستشار اسكتته

لتنطلق زغرودة من داخل القلعة العتيقة

 









 

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة