Translate

الثلاثاء، 11 يناير 2022

قصة مكانه ليس هنا عبد الرزاق مربح /الجزائر


  قصة 

مكانه ليس هنا 

في المستشفى كانت ترقد أم أنيس، أنيس لا يعلم بالأمر، فهو في بلاد الغربة، ركض طويلا وراء إحدى الشقراوات حتى ظفر بها ونال إقامة دائمة هناك،،

لطالما كان يقول لأمه بأن مكانه ليس هنا، فهنا لا يعرفون قيمته، أما هناك فيعرفون قيمته الحقيقية ويقدرون عقله الذي لا ينضب بالأفكار.
سمع أنيس نداء الهاتف، علم بأن أحدهم يطلبه على عجل في المستشفى، الأمر طارئ حتما، يترك كل شيء ويلبي النداء من فوره.
يقود سيارته وهو يحدث نفسه، يناجي الرب، يا رب أنقذها، يا رب كن في عونها حتى تقوم بالسلامة والعافية، يا رب لا تحرمني منها، يا رب إن أخذتها مني فمن لي غيرها في هذه الحياة، يا رب ضحت بكل شيء من أجلي فاحفظها
لي، أحبها،أحبها...يبكي مثل طفل صغير، يشهق بقوة وتسيل دموعه حتى تبلل مقود السيارة،،
وصل أخيرا إلى المستشفى، قلبه يخفق بشدة، أين هي؟ أين هي؟...وجدها أخيرا، تبسم قلبه وانشرح صدره عندما علم أنها بخير، ناتالي..عزيزتي هل أنت بخير؟ إفرحي معي أصبح لدينا بيبي، هل تعلمين ماذا يعني بيبي؟!
في مكان آخر وفي الضفة الأخرى من العالم، لا تزال أم أنيس ترقد وحيدة في المستشفى، بلا أنيس يودعها في رحلتها إلى السماء، يقال بأنها قد زارت المستشفى مرتين فقط في حياتها، مرة عندما أنجبت أنيس، ومرة أخرى عندما زفت إلى السماء بلباسها الأبيض، كان لباسا ناصع البياض.. عبد الرزاق مربح /الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة