Translate

الجمعة، 7 يناير 2022

الرحيل.. ريم محمد سورية

 الرحيل..

بعينين غائرتين وشفاه جافة متهدجة...
تلعثمت فيها الحروف قبل أن تلفظها ...
أعلنت الوداع...
عاشت حياتها كلها مودعة...
ودعت زوجها، أصدقائها ، معارفها، ...
واليوم ، المسكينة تودع فلذة كبدها...
- مع السلامة ياحبيب أمك- قالتها بحرقة عانقت عمق عمق الروح لتلفظها حروفا مستسلمة ومتشبعة بالدموع والآهات...
كسرت ضهري يا ابني...
هذه آخر جملة قالتها قبل أن تعود ادراجها لبيتها بعد أن دفنت أخر مقتنياتها الثمينة تحت الأرض...
مسكينة أنت يافوزية، لم يتبقَ لك أحد كنت امسك بيدها وانا اقودها لمنزلها، اية قوة وصلابة تمتلكها هذه المرأة ياترى ؟!
منذ عرفتها وأنا أشاهد الأحزان تتعاقب كالفصول على باب منزلها ولم أسمعها مرة واحدة تشتكي...
قوية انت يافوزية صلبة كصخور قريتنا...
وصامدة كالسنديانة التي في الساحة...
نظرت لوجهها المتشابك كصفحة ارضنا التي حرثت للتو، سمراء وناعمة...
عاجلتني بالقول هاقد وصلنا ياصفية، تفضلي يا ابنتي، ...
آخ ياخالة ، في عمق حزنك ويستحضرك الكرم والواجب، سأدخل ولن أتركك قلتها في نفسي ، واعلنت بصوت لا تشوبه شائبة، اعتبريني منذ اليوم ابنتك ، فأنا لن أفارقك،..
قرار خطر ببالي فجأة لأترك كل مشاكلي خلف ظهري، بيت أخي وزوجة اخي القاسية، والفوضى العالقة بسفل افكاري...
سادفنها مع ذكرياتي في ذلك القبر الذي أغلق للتو وسأعلن عصياني...
أردفت...
هل تقبلين بي بنتا ياخالة فوزية...
مدت يدها نحوي ، فنفضت عن كاهلي كل وسوساتي وأمسكت بها...
تمت
ريم محمد
سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة