كيس موز....
لم يكن يخطر ببال عبد السلام يوما أن يجد نفسه في موقف مماثل،يا الله!!من كان يظن أن تواجه الأستاذةعائشة تهوره بلباقة وسعة صدر...بدات القصة،عندما توجهت الأستاذةلتكتب الدرس على اللوح،ما أن كتبت العنوان،حتى احست بكتلة تمر بمحاذاة وجهها،استشعرت قوة الرمية من الهواء الذي صاحب الكيس،لا تدري كيف أخطأ الكيس وجهها،ليرتطم باللوح،ند صراخ التلاميذ،لم تدر اهو صراخ خوف أو شفقة عليها،انحنت برصانة،وتناولت الكيس،وضعته على رف الخزانة،التفتت إلى التلاميذ وابتسمت:
_من يذكرنا بالعنصر الأول للدرس....تردد التلاميذ قبل رفع الاصابع،حاورتهم الاستاذة،اثنت على مشاركتهم في الدرس...كان الخوف والتوجس يلون وجوه التلاميذ،وقبل انتهاء الحصة لخمس عشرة دقيقة،توجهت عائشة لتلاميذها:_أعلم أن الذي قذف اللوح بالكيس لديه مشكل حار في حله،بالنسبة لي،ساساهم في الحل إن سمح لي بكل ما استطيع ....تبادل التلاميذ نظرات الاستغراب،لزموا الصمت،دق جرس الخروج،انشغلت الأستاذة في توظيب حقيبتها،عندما تفاجأت بعشرة تلاميذ يتقدمون نحوها،بخطوات مترددة،رفعت رأسها،وابتسمت لهم:
_مرحبا،تفضلوا...
استجمع التلاميذ قوتهم،كانت ابتسامة أساتذتهم الشعاع الذي انقشع تحته ترددهم،حاول التلاميذ تقديم اعتذارهم،نيابة عن صديقهم عبد السلام،الذي احمر خجلا،فقد فقد في الليلة الماضية تجارته البسيطة،التي يمارسها بعد الخروج من الثانوية،ليساعد والدته في مصروف البيت،وما اغاظه اكثر،انه،ومنذ أن اضطرته الحاجة لمساندة والدته،بعد وفاة والده،لم يتجرأ عليه أحد،الكل كان يعرف ظروفه،لكن حصانا جامحا،اقتحم (السويقة)_سوق مصغر يشتغل ليل نهار-فرفس بحوافره المناديل الورقية،وقطع الحلوى والعلك ومنادل الرأس....تلعثم الاعتذار على لسان عبدالسلام،ابتسمت الاستاذة قائلة:
_اتدري يا عبد السلام....نسيت اليوم تهوية قاعة الدرس،أحسست صدري يختنق،فجاء كيسك الموز،لينشر تلك الرائحة الزكية،شكرا لك ابني...
.ارتسمت نظرات البلاهة على محيا عبد السلام،واحس بنوع من الراحة،أخرجه من ذهوله صوت الاستاذة:
_...ثم قل لي،ألسنا شركاء في الدرس؟اجابها التلميذ باحترام،نعم استاذة،انذاك تشجعت الاستاذة،وتوجهت لرفاقه:
_الم تلاحظوا أن عبد السلام يريد أن يستحوذ على الربح وحده....نحن أيضا نريد المشاركة في التجارة،وبطريقة لبقة،أخرجت الأستاذة مبلغا من المال،وقالت:
_هذا نصيبي،فليتطوع احدكم بضبط الأرباح...سنتحاسب بعد سنة،أي في الصيف المقبل...اقبل التلاميذ على وضع مساهماتهم...غادرت الأستاذة....كانت تعلم أنها ستنتقل،ليس من الثانوية فقط،وإنما من المدينة ككل....
حفيضة اربيعة/المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق