Translate

الأحد، 8 مايو 2022

نداء بقلم / د.سلوى بنموسى المغرب


 نداء

قامت من نومها شعرها منتوف ؛ هندامها متواضع ..تنتعل شبشبا زهريا ..
غسلت وجهها ؛ ورسمت ابتسامة على محياها ؛ وهي تنظر لمرآة قلبها !!
كيف لا وهي تستقبل يوم جديد ؟؟! تنتظر بزوغ فجره بلهفة تحتضنه ..وكلها خفة ونشاط وأمل ..
بعد تناولها فطورها المكون من زيت وزيتون ؛ وجبن طري وخبز محمص ؛ وكوب من الشاي المنعنع المنعش .
أخذت كراستها بين راحتيها ! وبدأت تتفحصها كما يتصفح بائع المجوهرات ألماسه الثمينة .. وبائع الورود ازهاره الفواحة ..
وفجأة تغيرت ملامحها وهي تنادي بصوت عالي مزعج : أين أنت ..أين أنت ..
اخرج عليك الأمان ..
لا تسمع سوى ترددات صوتها أمام غرفتها المبعثرة ...
وما فتءت أن وردت لها فكرة ما ..
لم لا ترتب غرفتها قد تجده ..
قد تجده ..ربما ..
إنها لا تستأنس إلا به بين يديها !! وتداعب به اغلى اللحظات والأحداث والوقائع في اختلاف الأمكنة والأزمنة
لأنه أضحى صديقها الودود .لا تريد استبداله بأي شيء ؟؟
لحظة ..لحظة ..ها هي قد وجدت كنزها الضائع ينظر إليها بقلق ؟؟ لم أضعتني ثم تبحثين عني ؟؟ أما كان عليك أن تجدي لي مكانا مناسبا .. أرتاح فيه بعد تعبي المرهق وسهري ليلة امس ؟؟! أجابته بدلال : صدقت صديقي سأرتب لك أفضل ركن في الغرفة.. فلتهدأ عزيزي فلتهدأ ..فنحن معنا نشكل تالوث عجيب و الله معنا .. قبلت ملمسه ورأسه الأجوف وبدأت تطرز به أحلى المعاني والكلمات والنوادر ..
وهو في نشوة يطيعها ولا يعترض بشيء ؟! بل يشجعها في تدوين كل ما يخطر لها من طرائف وآداب وفنون وأحجية
ولما انتهت... شكرته واحتضنته كما تعانق الأم رضيعها .
انه يا حضرات قلمها الذهبي
« نون والقلم وما يسطرون »
فسبحان الله العظيم في خلقه وخلقه ؛ وفي تدبيره وتسييره
إذ جعل الأقلام تنوب على الألسنة .
وجعل الفضفضة والترويح عن النفس ؛ من أسس الصحة السليمة العقلية والأدبية والفكرية والثقافية ..
إنها تكتب ..
إنها تعيش ..
إنها تتنفس ..
حكمتك يا رب العالمين .
د.سلوى بنموسى
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة