هدية الشيطان
مستلقية على سريرها ، في غرفة شديدة الظلام ، عيناها متسمرة في سقف الغرفة ، وكأن السقف شاشة كبيرة تشاهد فيها شريط ذكرياتها . صور ممسوخة مر عليها أكثر من ربع قرن ، عاد بها الشريط إلى أول لقاء بينهما ، ابتسمت وفي عينيها أعاصير ، كان اللقاء مضحكا في الو نيسان يوم للكذب في ساحة الجامعة رأت على ظهره صورة سمكة مكتوب عليها للبيع ، يومها ضحكت من الأعماق ، استشاط منها غضبا ، كانت هذه الحادثة خطوة لمشوار ، كان فيه الحلو والمر . أثمر زواجهما على ولد وبنتين ، وحط شريط الذكرى بمحطة قريبة ، حين لاحظت تغير في سلوك زوجها ، وذكرته باتفاقهما على الصراحة ، أخبرها انها مجرد وساوس في ذهنها ، ومرت الأيام وكبر الشك وصار هاجسا ، فقدت طعم الحياة ، وأهداها الشيطان فكرة ، نفذتها دون تفكير .
اتصلت بصديقتها اشتكت لها وطلبت منها خدمة ، وليتها ما طلبتها ، صديقتي أنت آخر أمل لي ، اريد أن تمثلين على زوجي دور العاشقة لأعرف هل فعلا شكوكي في محلها ، وبيدها فجرت القنبلة ببيتها وحياتها ، ومرت الأيام ثقيلة .
اتصلت الصديقة لتطمئنها أن زوجها أوفى الرجال ، وهنأتها على مثل هذا الزوج . وجاءت الصاعقة في لحظة كانت الشكوك قد تبخرت ، جاءها ليقطع الشك باليقين ، أخبرها أنه سيتزوج صديقتها وان حفل الزفاف سيكون بعد أسبوع . وانتهت بها الرحلة بغرفة مظلمة وشريط للذكرى ممسوخة صوره .
فصيلة مبارك الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق