Translate

الأحد، 12 يونيو 2022

خيبَة بقلم / صلاح الأسعد - سوريّة


 خيبَة

بقلم / صلاح الأسعد - سوريّة

" ولدي سبّاحٌ متمرّس ولن يغرق "
قالتها " أم علي " والدّموعُ تغرقُ وجهها ..
رفضت العودةَ إلى المنزل برفقةِ زوجها وأبنائها وأصرّت على انتظار ابنها معتقدةً أنه سيعود سابحاً إلى الشاطىء رغم غرقِ القارب الذي يقلّه والكثيرين من المهاجرين إلى أوربا .
بقيت عند شاطىء البحر خمسة أيامٍ بلياليها وهي على موعدٍ مع الخبر السّارّ، وكلّما رأت من بعيدٍ شيئاً يقتربُ من الشاطىء تقفُ وترفعُ يديها بالدّعاء ان يكونَ ولدها ..
في كلّ مرّة يحاول أحدٌ إقناعها العودةَ إلى المنزل، كانت ترفضُ وتمانعُ وتسردُ قصصاً عن ابنها كيف كان ينقذُ بعض الغرقى في البحر أو البحيرات أيام السباحة مع زملائه ..
غفت عيناها للحظاتٍ بعد هذا الوقت من الانتظار وسرعان ماهبّت واقفةً وتصرخ :
- استعدّوا يا أولادي
لقد جاء اخوكم ، انظروا ، هاهو يتقدّم منّا
انظروا إلى ذاك الشيء القادم إلينا ..
يقترب ذلك الشيءُ رويداً رويداً
تلقي بنفسها داخل الماء ، تحمل ذلك الشيء، تحتضنُهُ ، تقبّله..
إنّها ساقُ ابنها الاصطناعية .
عندها أدركت انّ كلّ شيء انتهى، وأنّ كلّ أملٍ تلاشى تماماً ..
حدّقت عيناها الدّامعتان بالحاضرين وأومأت لهم أن اقتادوني إلى البيت .

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏بدلة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة