ليته ظلَّ حلماً
بقلم / آزا محمد سعيد حسن
سوريا
- ليته ظلَّ حلماً -
_إنها المرة الثالثة ...
للمرة الثالثة يراود ريما الحلم ذاته:
" جالسة في مقهاها المفضل تشرب الشاي، يلوح لها شابٌ من بعيد..إنه وسيم بعينين سوداوتين صغيرتين وبشرة بيضاء ، تراه يلوح لها ونسيم الهواء يداعب شعره السابل..
تنظر باستغراب إليه وابتسامة خجولة ترتسم على وجهها الطفولي، يحاول قول شيء لها.. فالمسافة بعيدة بينهما ولا تستطيع فهم كلمة منه".
-إنها المرة الخامسة ترى الحلم نفسه... "لا يزال يلوح لها وهو ينطق جملا لا يمكنها سماعها ، فتكتفي بابتسامة صغيرة..."
_إنه لأمر غريب أن يتكرر الحلم نفسه بكل تفاصيله، حاولت ريما البحث عن أي تفسير له ...لا جدوى، أمها أخبرتها ألا تعطي أهمية للحلم فهذه أضغاث أحلام... لكنه شيء ما بداخلها لم يقتنع وظلت مستمرة بالبحث، تحاول استرجاع ذاكرتها لعلها التقت به ...لا جدوى أيضا، فهي لم تقابله قط.
_في إحدى الصباحات بينما ريما ذاهبة لعملها، تركض هنا وهناك لتلحق بباص العمل ، تصطدم بامرأة كبيرة في العمر جعلت حقيبة المرأة تقع وأغراضها تتبعثر على الأرض ، تجاعيد وجهها تحكي قصص وحكايات كثيرة والشيب اخذ من رأسها موطنا ...
_آسفة يا خالة، كنت مستعجلة ولم أنتبه.
_لا عليك يا صغيرتي.
انحنت ريما لتلملم الأغراض وتفاجأت بصورة وقعت مع الأغراض ... مهلا، إنه هو .. ذات الشاب الذي في حلمي ...
ظلت لبرهة وهي تنظر لصورة الشاب ودفعها فضولها لتسأل : لا أقصد التدخل يا خالتي لكن من هذا الشاب؟ أتعرفينه!!
ابتسمت المرأة ابتسامة صغيرة : أنا التي أعرفه ولا يعرفه أحد مثلي، إنه خالد ابني الوحيد .
اعترى الفرح ريما، فقد عرفت اسمه ويتعرف من هو بعد قليل : أين هو ؟ هل سيأتي إلى هنا الآن ؟!!
_ لكن سرعان ما تبدلت مشاعر الفرح وخيّم الشحوب على وجه ريما حين سماعها لكلمات تلك المرأة وهي تسارع لمسح دموعها التي انهمرت على خديّها : لن يأتي، توفي منذ شهرين ... صدمته حافلة وهو في طريقه ليعترف بحبه للفتاة التي أحبها وظلّ يحدثني عنها... لا تزال الفتاة لا تعلم بحبه الكبير لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق