إعترفات
بقلم / حسن أجبوه
المغرب
* توضيح : السادة القراء، تجدون في هذا التقرير قصة واقعية نتحفظ عن نشر إسم صاحبها بناءا على طلبه :
القصة :
أنا لست لا دجالا ولا عرافا ولا قارئا للكف. أنا مجرد رجل أحبني الجميع، فأغدقوا علي بعطفهم وحنيتهم وأحيانا بمالهم، لا أدري من أشاع بين الناس بركاتي الربانية ؟ ومقدرتي على فك النحس وقراءة الطالع! المهم أن الأمر تخطى حدود قريتي المنسية، فأضحت الألسن تنشر خبر تواجد " الشيخ المغربي " ذو اللحية البيضاء المشدبة والعمامة الخضراء والجلباب الناصع البياض. صفات أعتقد أن جميع من هم بسني الذي تخطى العقد السادس يتصف بها. وليس في الأمر شيء من المعجزات أو الخوارق. ربما بدأ الأمر في يوم ماطر وبارد من أيام شهر شباط، عندما سمعت طرقا شديدا متواصلا بباب كوخي الطيني، وأنا في غمرة الإنشغال بمحاولاتي المتكررة لإيقاظ نار المدفئة القديمة، وما شاب ذلك من تصاعد للدخان ورائحة الأغصان الخضراء التي يصعب حرقها، مما أضفى على جو الكوخ نكهة بيوت الكهنة. دلفت إمرأة أربعينية ترتدي خمارا أسود يكشف تضاريس بدنها، ومن عينيها التي صبغ الكحل عليها صبغة حزينة، شرعت في سرد جمل غير مكتملة لم أستشف منها سوى أنها على أبواب الطلاق وبأن زوجها غادر البيت تاركا وراءه خمسة صغار بدون معيل. حاولت بشتى الطرق أن أشرح لمحدتثي أن ما بيدي حيلة ولست الشخص المنشود ! بكاءها المتواصل وترجيها لي بمساعدتها لكي تتخطى المأساة، جعلني أرتجل حيلة لتسريع مغادرتها حتى يتسنى لي تحضير وجبة العشاء. لذلك بدأت أسألها أسئلة عشوائية عن اسم زوجها وإسم أمه وسنه ... بعدها أخدت ورقة كان بقال القرية قام بلف السميد فيها. رسمت بها بعض الأشكال، طويتها لها بسرعة موضحا أن بها الحل. ولتعقيد الأمر عليها، أسررت لها بضرورة دفنها ليلا بعيدا عن أعين القضوليين، بعد أن تحرص على نبش قبر أم زوجها. لا أدري ماحصل !
بعدها بأيام، ذاع صيت بركاتي بعد عودة الزوج لأحضان زوجته وندمه على مافعل وطلبه للصفح.
والباقي معروف للجميع.
إنتهت القصة.
ملاحظة : إعترافاتي هاته هي مجرد تصريحات شخصية للمجلة، ولا أقبل بأي شكل من الأشكال نشرها إلا بعد وفاتي.
حسن أجبوه

المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق