منزل متواضع
بقلم / محمد سلاك
في أسفل التلة و بجوار المدرسة يتواجد منزل عتيق ، يختزن الألم الذي يعكس الوجه الآخر للوطن، اناس يخفون أنفسهم من أعين المجتمع ، و ينتظرون بفارغ الصبر حلول موعد الهجرة للمغادرة.
تكدس أربعون فردا داخله، و توزعوا على أربعة غرف للنوم ، لدخول المرحاض عليك الإنتظار حتى حلول دورك و إن رغبت في اقتتاء اغراض من الخارج عليك بدفع العلاوة ، الكلام ممنوع و حتى الموسيقى، غلق النوافد و الباب الخارجي واجب محتم إذ لا يفتح إلا ليلا بعد حضور طفل مراهق،
بعد مرور أسبوعين ارتفعت الأصوات و حل الضجيج محل السكون، فتحت النوافد و الباب الخارجي، بين الفينة و الأخرى يطل أحدهم ليغازل فتاة أو يسأل عن حاجة، استشعر بهم الجيران، فوصلت الأخبار سريعا لمركز السلطات، هذه الأخيرة لم تضيع وقتها هباء بل لبت النداء، و أحضرت ثلاث عربات لحمل الجميع، توقفت قرب المنزل العتيق و أخرجوا الهراوات، دخلوا بدون إذن مسبق و تهافتوا على ضربهم دون رحمة و خاصة ذووا العضلات تلقوا نصيب الأسد و أصيبوا بكسور و جروح لم تندمل رغم مرور السنين .
محمد سلاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق