Translate

الخميس، 25 أغسطس 2022

نظرات/ قصة قصيرة عبدالرحيم خير / مصر

 نظرات/ قصة قصيرة

عبدالرحيم خير / مصر
...............................
نظرات
مضى أكثر من عام ونحن بنفس الحال.
وهذا ماذا سيطلب؟. دم الغزال..! لم يبق إلا هو،
كلهم طلبوا المسك يقولون إنه نافع، لم ينفع لا هو ولاهم.
ألقى الكلمات بوجه حماه ومن معه بسخرية اعتادها في كل مرة وراح يقلب سجل المكالمات بجواله، وينظر إليهم بنصف عين.
_ لا أحتاج شيئا.. فقط، ماء وسدر وإناء كبير.
_ أعذره لقد تحمل الكثير، ساءت حالتها بعد عام واحد من زواجهما، كل محاولاته باءت بالفشل، كل من أحضرهم لم يفعلوا شيئاً، أرهقوه وأرهقونا، طلباتهم لاتنتهي، أشياء غريبة لا نعرف عنها شيئا سوى روائحها النفاذة وأثمانها الخيالية، سقف البيت تفحم من كثرة البخور، وليتها شُفيت..!
الحال على ماهو عليه، لايتركها ترتاح ساعة من نهار.
لقد حضر... أرأيت يحضر متى ذكرناه.
من فضلك أفعل شيئاً أصبحنا نخشاه، أصبحت عدوانية مع الجميع، يهددنا بلسانها، يخيف كل من يحاول مساعدتها، شتمته أمها بالأمس من شدة غيظها، زارها في الحلم بهيئته، من يومها ترتجف، تخشى النوم بمفردها،
_ منذ متى وهي بهذا الحال؟!
_ منذ عام، ربما أكثر قليلا، أصابنا اليأسُ، وتعبنا، لعل بركتك تشفيها.
_ الشفاء من الله ومانحن إلا أساب، خذ أنت هذا الماء ضع فيه بعض الملح قلبه جيدا، وانثره في أركان البيت، وليأت زوجها ليكون بجانبي.
قبل عام .......
كنت أشعر أن أحدا يراقبني دائما، وحين أكون نائمة أتخيل يدا تمتد لتلمسنى وتتحسس جسدي، أنتفض فأستعيذ بالله من الشيطان، أصبحت لاحقا أسمع أصواتا غريبة؛ قطط، كلاب، تحول البيت إلى حديقة حيوان.
أسمع كل الأصوات ولا أرى شيئاً، خيالات وظلال تمر بسرعة بغرفتي أو بالغرف المجاوره، أدخل لأتاكد ..
هل أحد هنا؟! لا أحدا، ولكني متأكدة من وجود شيء ما غريب، وأنا بالحمام أشعر أن أحدا ينظر إلى جميع جسدي، يتأملني، مع مرور الأيام صرت متأكدة من وجوده لكني لا أراه، أصبحت أخشى دخول الحمام، أفكر كثيرا وأتردد قبل الاستحمام، أحمل هم هذه النظرات التي باتت تترصدني كلما هممت أن أخلع ملابسي، أوقات كثيرة كنت أستحم بملابسي، وإن بدلتها أخفيت جسدي بشيء.
_ هل تطور الأمر أكثر أم أن هذا كل ما يحدث؟
نظرتُ في الأرض خجلا من سؤاله، نعم تطور لكن ماذا أقول لك؟! قلتها في نفسي قبل أن يؤكد:
_ أجيبيني لأتمكن من مساعدتك، قولي كل ما يحدث لا تخفِ عنّي شيئا، التفاصيل مهمة من أجل العلاج، من خلالها سأعلم إلى أي مرحلة وصل الأمر.
نظرتُ إلى زوجي، كيف أشرح بوجوده؟! لكني تعبت ولاسببل إلا الاعتراف، تلعثمت في البداية لكنى أكملت مكرهة:
في مرحلة متأخرة بدأت الأحلام، كنت أرى زوجي يقبلني ويعانقني، نفس صورته وهيئته لكن الإحساس مختلف، مختلف جدا، في أول مرة حدث ذلك قلت ربما يكون الأمر طبيعيا، فطرة ميل الرجال للنساء والعكس، نظرتُ في الأرض قلت: خاصة أن زوجي غير مهتم،
أكملت بسرعه، حين نظر إليّ، بعدها تحول هذا العناق إلى معاشرة كاملة وعنيفة، كنت أفيق على إثْرها متعبة، ألاحظ وجود ندب وخدوش في رقبتي وجسدي، لم يبدُ أن الأمر حلم أبدا، أي حلم هذا الذي أشعر به ولفترة طويلة بعد أن أستيقظ.
_ ها، هل حدث شيء آخر ؟
_ نعم... كان الحلم يأتيني على فترات متباعدة مع كل تلك الأعراض التي أشعر بها والتي زادت للحد الذي صرت متأكدة أن أحدا يراقبني ويتبعني كظلي، أصبح الحلم يتكرر في معظم الأيام، زاد الأمر حين كنت أرى جسدي ينكشف، أصبحت حريصة على النوم ( بالبيجامة ) وحين أستيقظ أحيانا أجد أزرارها قد فكت، وقدأجد ملابسي بدلت بالكامل فأستيقظ فزعة.
صرت أكره زوجي لا أحتمل رؤيته ولا جلوسه بجواري، نفرت منه، كلما نظرت إليه وجدته مخيفا، لم أعد أحتمل النظر إلى وجهه، كرهت البيت بكل ما فيه ومن فيه، الطنيين الذي كان يتردد في أذني بقوة من قبل ولم أكن أعرف معناه، الآن أصبح يتردد دائما أسمعه بقوة يقول: أتركيهم .. أتركيهم وتعالي إليّ.
_هل انتهيت؟! نعم ... نثرت الماء في أركان البيت كما قلت تماما وكنت اسم الله.
_ هات ماتبقى والحقني.. ماهذه الكدمات والحروق بوجهها ويديها.
_ المشايخ؛ أشعلوا النار بوجهها ليحترق إن لم يخرج منها.
وأنتم كيف وافقتم، أليست هي ابنتك، كيف تسمح لهم بذلك.
_ زوجها هو من أحضرهم، قال إنه واثق بهم، أحيانا كنت أعترض على أفعالهم، كان يقنعني أن ذلك من مصلحتها يجب أن تشفى مما هي فيه.
_ نحن كالغريق الذي يتعلق بقشة، لم نقصر في شيء، لكنهم خدعونا ونهبوا أموالنا، أفلسنا من كثرة الطلبات.
_ أغلق الباب، من خلفك لايدخل أحد ولايخرج،
بمجرد أن أُغلق الباب تمتمت بكلمات لم نفسرها، هدأت قليلا لما رأته، وعلى غير العادة جلست في زاوية من الغرفة، بعد أن حكت له كل شيء، في المرات السابقة وكلما أحضر زوجها شيخا كانت تسخر منه، أذكر أنها ضربت أحدهم ضربا مبرحا، لكن هذه المرة حين شرع في القراءة دفنت وجهها بين فخذيها، ساعة كاملة دون كلام، فقط كانت تنتفض، بعد أن انتهى وضع عصاه المعوجة فوق رأسها وراح يقسم ويعزم، وأصبحت هي تنتفض بقوة، تغير شكلها، جحظت عيناها، وتخشبت أطرافها، كانت تصرخ بصوته أتركوني، أتركوني
_ تعلم أني لن أحذرك إلا مرة واحدة، وبعدها تعلم ماذا سيحدث إن لم تنفذ الأمر.
_ لم يكن هذا من نفسي، مسخّر لأذيتها، لا خيار لدي، أنا مأمور ولا أملك أن أخالف الأمر .
_ إذن أنت مأمور! ومن هذا الذي أمرك؟ قل من هو وأخرج أو أترك علامة تدل عليه، إن لم تفعل سوف تحترق، حين بدأ الشيخ يقرأ بصوت جهوري نسمعه جميعا، صرخت من أعماقها، تلوت وتشنجت كانت تنظر لزوجها وتشير إليه بكلتا يديها بينما تطاير دخان كثيف في الهواء.
........ تمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة