"لقاء المسافات"
بقلم
سمية جمعة
سورية
بمجرد عودته من رحلته البعيدة تذكر موعدها الذي طال تأجيله، حالت بينهما الظروف، انتصبت العوائق في الطريق بين قلبيهما، تشتعل حرائق حبها في قلبه الذي لم يبرأ، في المكان ذاته الذي شهد لقاءاتهما كان على موعد معها، وقف مستندا على كتفها حينما أوشكت قواه أن تخور.
قال لها:
أنت امرأة متجددة! هل تدركين كيف تحولين اللحظة إلى عالم من سعادة، ترفعني إلى ملكوت العشق؟ هناك أسجد في محراب الحب، أتلو تراتيل الهيام، أقف على أرض تهتز تحت قدمي، أحاول الثبات فيسندني نبضك.
قالت:
كنت أسرق من العمر ارتحاله، ومن الغيم رذاذ الحب، كم وددت لو اختزنت تلك اللحظات، وخبأتها في صناديق الذكرى.
الشمس حارقة، و لكن برودة الرياح التي هبّت رطبت ذاك اللقاء، ولكنه يعود إليها كما كان نابضا بمشاعر الحنين الجارف.
مضى الوقت، اللهفة كانت تنزوي بعيدا في ركن القلب، اختصر العالم ليصبح زاوية صغيرة تجمع جدران الغربة و عطش الانتظار.
بث إليها شوقه المتسلل من أعماق الماضي، استدارت بعيناها عنه، علم ما تخفيه رغم انقطاع أخبارها، أكدت أنها تأتي إلى المكان الذي جمع بينهما، ولم تغب عنه لمرة واحدة، حاول أن يحدد معها موعدا جديدا، وأن يضمها إلى صدره المتلهف لأريجها، حملت شوقها إليه بين جدران قلبها وانصرفت عنه.
سمية جمعة سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق