Translate

الاثنين، 15 أغسطس 2022

الجندي الصغير بقلم / عبدالعزيز عميمر

 الجندي الصغير

عبدالعزيز عميمر

_قبضت عليه بذراعين ،تتعارك كالأم الأخطبوط،هم ينزعون ولدها بالقوة،وتقبض بيدها من حديد في عارضة السيارة،يقذفون بالطفل في السيارة،وكأنه كيس،وتتمسك وتجري السيارة، بقدر قوة محركها،تثير أتربة وزوبعة،وتسحب الأم بضعة امتار،ثم تسقط على الأرض ،وتصاب برضوض،أخذوا ابنها بالقوة.
_اختطف الولد ومازال صغيرا كان ( مامادو ) يبكي ويمد يده لأمه لتنقذه من الثوار، أخذوا الكثير من الأولاد في ذلك اليوم،حيث أغار الثوار ،وسلبوا وقتلوا،وأحرقوا،ثم أخذوا الأولاد،ياترى لماذا؟
سيجندون في صفوف الجيش ،بل قل العصابة،يؤخذون ويدربون على حمل السلاح، واستعماله ،مع غسيل المخ،تنزع طفولتهم بجذورها،بكل دم بارد مع الاعتداءات الجنسية،والضرب والعنف،إنهم يعانون ،ويتجرعون العذاب والمهانة والأشغال الشاقة،في بلد حتى في حالة السلم تزوج البنت صاحبة ثمان سنوات،وأحيانا يستبدلها أبوها ببقرة أو بثور ليفلح أرضة من أجل الزراعة،ولا ترجع البنت في أغلب الأحيان،لأن الأب لا يستطيع دفع ثمن الثور ،وشيئا فشيئا تنسى وتصبح البنت ملكا للمالك الجديد الثري،فتتحول للرق والبيع،أو للتجارة الجنسية،او للسياحة الجنسية،الذكور مثل الإناث ،وربما الرواج للذكور أكثر ،ويقبل السياح الأجانب على ذلك في أوقات عطلهم وتنزههم.
_الأم فقدت ( مامادو)عاشت مسكينة على أعصابها وتدهورت حالتها الصحية،وتصاب بالكوابيس ،وبرؤية ولدهها وهو يبكي ويناديها يتوسل ويمد يده باكيا،وتقفز من النوم وتخرج في الليل للبحث عنه،منادية باسمه ، ( مامادو) أنا أمك ،أنا هنا ،تعال لحضني ،اشفق عليها جيرانها لكن لم يفعلوا شيئا لها،الكثير أصيب ،والكثير مثل حالتها،إنها الحرب الأهلية في بلد افريقي،إضافة للمجاعة والأمراض،والضحية طبعا الاطفال،هم أكثر فئة معرضة للهلاك،إنها الطفولة المشردة،موجودة في الكثير من البلدان،وخاصة العالم الثالث ،الذي استغل الغرب خيراته وخربه.
_في صبيحة يوم الأحد أخذ الثوار الأب كذلك للخدمة
ورفض ولم يقبل،فعرضوه للرمي بالرصاص من قبل الأطفال المجندين،كانوا يضعون عصابة سوداء على عيني المجند الصغير حتى لا يرى ولا ويعرف ! فيمن أطلق الرصاص ! ويظن أنه للتدريب فقط .
أطلق ( مامادو) الرصاص وكان الضحية أبوه ،دون أن يعرف المجند الصغير ،ولم يتفطن للأمر.
_لكن عرفت الأم الأمر ،من بعض الجيران فبكت بكاء مرا،ونقلت للمستشفى ،ففاضت روحها في الطريق.
عبدالعزيز عميمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة