الجراب القديم
قصة قصيرة
بقلم
ليلى عبدلاوي
المغرب
ذلك الصباح لم يكن كسائر الصباحات.. أبداً...
....سماء رمادية اكفهرت انحاؤها بالغيوم..جو مشحون بالحزن...تمتزج فيه برودة الطقس بمشاعر قاتمة ..
وهي تغادر كوخها المتواضع ..تذكرت ترددها على قمامات الحي منذ اسبوع.. بقايا أغراض تقبع الآن في جراب قديم..تحملها بيدها الى السوق الأسبوعي...أردية استغنى عنها اصحابها..أحذية وأوان مضمحلة الألوان والأشكال..
قصدت محطة الحافلة متحسسة بيدين معروقتين جيب معطفها الذي استحال سواده الى شيء يشبه الرماد .
شعرت براحة عندما صادفت أناملها بعض القطع النقدية ..
استقلت مكانا شاغرا..بدا لها أن كل من في الحافلة ينظر إليها.. يستهزئ في سره من منظرها البائس..
عبر خاطرها بسرعة منظر بيت نظيف متناسق الاثاث.. ..تناهت إلى سمعها أصوات موسيقى خافتة منبعثة..من مذياع داخل سيارة سوداء اللون... بجهد كبير..غالبت دمعتين كادتا ان تسقطا على خديها..
توقفت الحافلة عند مدخل السوق..اشتد الصقيع..توجهت حيث السلع المستعملة..وضعت حزمتها البالية وجلست قربها.. تشاهد حركات الباعة النشيطة..وتمني نفسها بوجبة عشاء دافئة..
الوقت يمر..لا أحد يقترب ..لا أحد يعير بضاعتها اهتماما او يلقي عليها ولو نظرة من تحت الجفون..
الوقت الآن عصرا.. لاحظت أن عدد الرواد يتناقص شيئا فشيئا...
بدت ملامح اليأس والقنوط على محياها..خجلت من نفسها...
شهد آذان المغرب منظر امراة مكلومة.. تكومت على نفسها بدون غطاء فوق فراش متهالك..يسمع نحيبها عاليا..وقربها تركن حزمة من أمتعة بالية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق