أزهارنا تذبل
بقلمي سيدة بن جازية تونس
أزهار ارتوت ماء عذبا فرات
ترعرعت في تراب أرضي الندي
بين الورد الطري
و الريحان الشجي
بيد أنه اختار قبل قطفه
إن يندثر
وسط الأجاج المكفهر
روح النسرين
في أيلول في تشرين
في مارس في أبريل
في كل حين
تشتم رائحة فقد
وحنين
ٱن أوان الياسمين
أن يدفن في بطن التنين
مخلفا حسرة وأنين
للوهم قد باعت النضال
واستثمرت في الظلام
كل الٱلام
والٱثام
تعب أعوام و أعوام
تلهثأزهارنا
وراء الأوهام
زورا وبهتان
ضاع صواب
وانعدم جواب
عندما طردوا البواب
وكشر لهم عن الأنياب
ضاع اللباب و المرساة
والأحباب
وادعوها ثورة الطلاب
والعمال و المحرومين
والغلاب
نعتوها بالربيع
وانبتوا على جوانبها
الشوق و الضريع
ضوع الياسمين
يبيع
زيف الحقائق للجميع
للعرب في الربيع الوضيع
رقصت على جماجم
المظلومين و المساكين
كل الثعالب و التماسيح
و ذبحوا للشيطان
القرابين
مدنسة برحيق الياسمين
ونحيب شقائق النعمان
الحزين
وانحناء الصنوبر والفلين
ليحتفلوا بتورة الياسمين
الحزين
أزهارنا تذبل في صمت
المقهورين
تخطط للرحيل
وبين الحين و الحين
يلوح بصيص ضئيل
لصحوة الضمير
لكن بعد اندحار الياسمين
بعد انتحار الأزهار بين شاطئين
يتلاعب بها
الموت واليأس الأليم
ويبقى التنين المليم
كالغربان على فوهة العدم
الحسير
لازلنا نحتاج أزهارنا للتعبير
فثمة أمل تحت الركام الدفين
ونور ساطع يحرق اللعين
وتعود أرضي
لأناسها الطيبين
بين البساتين و الرياحين
مثلما كنا مستبشرين
بالمطر و الريح و العرين
لسماء أرضنا العريق
نبارك دماء كل شهيد
في ذكرى ربيع الياسمين
في ثورة ألفين
تبقى الأزهار بشرى الأمل
بعد اندثار شيوخ العلل
فدوام الحال من المحال
وكلما نزل المطر أينعث
أزهار الريحان
لتبث الروح في الأجيال
و ترفع راية السلام
بقلم
سيدة بن جازية
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق