Translate

الاثنين، 22 أغسطس 2022

الجدار العازل: بقلم أناستاسيا آمال الجزائر

 الجدار العازل:

بقلم

أناستاسيا آمال
الجزائر
حاولت إخراجه من صمته المريب، ووجهت له السؤال الغريب:" إلى أيّ درجة تكرهني يا من كنت نصفي الآخر؟!"، فرد عليها:" أكرهك بمقدار حب قيس لليلى"، قالت مستغربة:
" أو تعرفهما، وتعلم مقدار المشاعر التي كانت بينهما، إذن ألا تقيس حجم الحب الذي تحمله لي في هذا- وأشارت إلى قلبه - قال: " هذا لم أعد أسمع صوته، ولا أرضخ لأمره، ولا أحترم وجهة نظره، لأنه مات، دفنته في تربة مقتك وسقيته بكلماتك الأربعة، أتتذكرينها؟!"، ركنت للصمت والحرج بدت حلته على محياها، فأردف قائلا:" هاه، متى ترحلين، فتريحي لساني وتستريح أذنك، فلربما تخمد نار انتقامي منك "، فلم ترد عليه، وغادرت إلى فراشها، لتكمل سكب الدموع على وسادتها التي لم تجف بعد من سيول الأمس"
تأكد من نومها، فاستخرج مذكرته ودوّن فيها:" يا غبية مازلت أحبك حب الإنسان للحياة، وما عشق قيس إلا فيض من غيض عشقي لك، ولكنني أريد اجتثاث ما تبقى من كبريائك وعنادك، حتى وإن أجبرت نفسي على جرك لحافة الردى، حينئذ سأحرص على انقاذك منها، لأعود إليك كبطل خارق ستذوبين في مائه بقطعك الحلوى"، ونام طامعا في يوم حافل بالسعادة المؤجلة.....
في الغد، استغرب السكون الذي عمّ البيت، وعدم التقاط أنفه لرائحة الفطور، ولا سماع موشحها الصباحي الممتع، ذهب ليتفقدها، فتفاجأ بها جثة هامدة، وبقصاصة مدون عليها:
" سنلتقي في الجنة إن أردت"......
أناستاسيا آمال
الجزائر
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏‏‏شخصين‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏شجرة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة