بجوار المنارة
بقلم
محمد سلاك
تتوسط الحي التقليدي للمدينة العتيقة و هي شاهدة على العديد من الأحداث التاريخية بل و جعلت منها الساكنة رمزا تعبيريا،قد تجدها مرسومة أو مصورة على البطاقات الفوتوغرافية. تتداخل العديد من الدكاكين في ساحتها مع أصوات الباعة المتجولين و منبهات السيارات التي تخترق هذا الزحام ، إضافة إلى الراجلين و عدد لا يحصى من مشغلي العربات اليدوية سواء لنقل البضاعة أو عرضها على المارة و الزبائن لتنتج معرضا، ربما لن تستغرب أن كان عبير الهواء الذي تشمه يحمل رائحة مرق الدجاج أو الفول المحمص، كل شيء يباع هنا، حتى التراب يتحايل بعض من المشعودين على الجهلاء من القوم فيسوقون لهم ذلك، يدعون أنه يبعد النحس، و يأتي بالبركة، يقسمون بأغلظ الإيمان أنه تربة شريفة و مباركة، ،،،،،،
أحدهم يحمل كمانا يردد الحانا استقاها من زمن الإستقبال، تراه في كل مكان و كأنه جني أو أنه ليس وحيدا، أمثاله كثيرون ،،،،،،،
على جانب المسجد الكبير ،حلقات الشيوخ و كبار السن من مرتادي المساجد هم هنا ليسوا من صناع علم الكلام او فقه الحديث،بل للعب الكارتا او الورق، لا يجدون عيبا في ذلك، ،،،،،،،
كان الوقت ظهيرة حين ظهر سهم خارق يخترق الجموع و خلفه أطفال يعدون للحاق به إنه عبد الرحمن الملقب بالجزار، ربما أخبرهم عن وجهته و إلا فما السر في هذا الهجوم المباغت، انتشر الخبر بسرعة ،الساحة تخلو ،شيئا فشيئا منهم من تتبع خطوات الأطفال لرؤية الحدث و بعضهم بدافع الخوف مما قد يحدث،،،،،،
وصل المنارة بعد أن شرب المرارة، من قارورة خضراء اخفاها بين ذراعيه نبيذ رخيص ممزوج ببعض حبوب الهلوسة. أنهى المهمة و أفواج من الباحثين عن الفرجة يشكلون حوله حلقة كبيرة، صاح بأعلى صوته إلى الجحيم ............
صعد عمودا كهرباءيا يجاور المنارة، كان يرغب في الإنتحار بعد أن ضاق به التنفس و احس بقرب نهايته، ،،،،،،،
دندن بكلمات غير مفهومة ثم ردد كلمته الشهيرة إلى الجحيم، ارخى جسده و أغمض عينيه معلنا نهايته، إلا أن رفيقه داوود، صعد خلفه حتى أصبح قريبا منه و لم يشعر به إلا و هو يشده بقوة نحو العمود الحديدي، تجمهر الناس أسفل العمود، مبهورين
ما عساهم يفعلوا؟
نزل الإثنان و هما يتصببان عرقا، ووجدا في انتظارهما عربة الشرطة، لقد حضي الصعلوك بحياة جديدة و هو الآن في ضيافة رجال الشرطة و القضاء.
محمد سلاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق