Translate

الاثنين، 22 أغسطس 2022

ق ق الأوغاد . بقلم : عامر علي ابراهيم ـ تونس ـ

 ق ق

الأوغاد .
بقلم : عامر علي ابراهيم ـ تونس ـ

في يوم قائض جلس أمام المحلّ على قارعة الطّريق رجل متسكّع غريب الأطوار محتميا من لهيب أشعّة الشّمس الحارقة ببعض الظلّ الفتيّ .
من خلف البلّور رأيت معاناته فساءتني وخرجت لأناوله قارورة ماء باردة كنت أحتكم عليها حينها لعلّها تخفّف ما يعانيه . لم يمدّ يده ليتناولها من يدي فوضعتها بجانبه و ابتعدت قليلا . أخذها و بادرني بسؤال زاد منسوب حيرتي :
ـ من يحكم هذا العالم المتوحّش يا ؟
ثمّ أردف مواصلا كلامه بلا انقطاع دون انتظار جواب منّي .
الأوغاد بلا شك ... هل ترى غيرهم صاحب قرار؟ أنا لا أرى . لا تقل كيف .سأقول لك :
الأوغاد مقسّمون بتوافق بينهم : أوغاد يحكمون بأسمائهم المرعبة ، و أوغاد يحكمون بأسماء الحمقى الّذين عبدوا لهم طريق الوصول و أوغاد أشدّ خطورة يحكمون بإسم الله وهم في الحقيقة مخلصون للشيطان ... اوغاد الشيطان لا يتركون لك فرصة للكلام .
إنّ الأوغاد على إختلافهم يا صاحب القارورة اتحدوا ليمسكوا بأنفاس هذا الكون بلاشفقة .
هل تعرف ما يحرّكهم ؟ لا تقل لي انتماء و صداقات و مبادئ و عدالة ... ليس هذا ولا ما يشبهه ابدا.
تحرّكهم المصلحة ... فالمصلحة حيث كانت حلّوا. و حيث انتفت غادروا . الحياة أنفاس ... لا تستمرّ بلا أنفاس لذلك هم يطوّقون كلّ أنفاس من أصابتهم الغفلة .
في قوانين هؤلاء النّاس أحرار حين يموتون فقط ...أمّا حياتهم فهي بيد الأوغاد يستثمرونها ليربحوا مصلحة أو ينهونها بحرب لا رابح فيها غيرهم ... الحياة للمصلحة و الموت أيضا.
قد يخيّل لمن لا يدرك الحقائق أنّ الغافلين مسؤولون عما يصيبهم لأنّهم اختاروا ما لا يجب اختياره . لم يركبوا القاطرة المناسبة و لم يوقفوها حين حادت بهم . و عليه قد تقول مثل الأغبياء إنّهم يستحقّون ما يلاقونه ... حصاد أيديهم . الأوغاد ليسوا أغبياء ، لقد كبّلوا أيادي ضحاياهم أوّلا.. منعوا تلاقي الأيادي إلّا للخصام .
الأوغاد لا يفهمون غير منطق واحد :
إمّا أن تكون معهم أو تحت أقدامهم .
لا مجال لتموقع آخر و لا معنى للحياد .
الأوغاد يختلفون فيما بينهم أيضا لكن على التّقاسم فقط ... أمّا مبادئهم العمليّة فلا تتغيّر يصنعون الغول و يبيعونك الحماية .. الكلّ وهم ومن يفهم ذلك يحاولون أن يحعلوا منه ما تراه أمامك الآن ...
صمت لينشغل بقارورة الماء ثمّ انصرف و ترك خلفه في ذهني ألف سؤال .
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏خريطة‏‏ و‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة