لعبة النار
بقلم
سمية الإسماعيل/سورية
انزوت في زاوية من غرف البيت .. ثم ما كان بها إلا أنها استلقت على أحد الأسرة تريد النوم أو تدعيه .. البيت كله .. الجد و الجدة و الأبناء و الأحفاد .. فراشة العائلة الوديعة .. أغرتها جمرات النار في موقد الغداء…تطايرت نظراتها المليئة بالتساؤلات ، ماهذا الأحمر المتطاير .. كأني بها تتمنى الإنغماس معها في لعبة لا تدري كنهها و إلا أين قد تودي بها .. أضمرت في نفسها أمراً ، و كأن لسان حالها يقول ،" إن انفضوا فلنا مع بعضٍ شأن ." انتهى الغداء .. و كل توجه إلى حاله بعد أن اعتقدوا أنهم قد أمنوا هذا الشر المتواري تحت الرماد .. تسللت فراشة البيت التي ما فتأت تمني النفس بكثير من المرح .. اقتربت من الموقد على غفلة من الجميع .. أطبقت يدها الغضة على بضع جمرة فأحست بما تحت السواهي ، تسارعت دقات قلبها .. لم تستطع حتى اللجوء لصدر الأمان خوفاً من أنها تجاوزت حد المباح انزوت في الغرفة كاتمة كل انفاس الألم .. " قد يكون العقاب أكثر إيلاماً " هكذا حدثتها نفسها البريئة التي لم تعتد يوماً على تجاوز المحظورات المرسومة كحدودٍ لسلامتها . اقترب باقي الأطفال منها " لمى ، تعالي لنلعب معاً " هنا كان عليها أن تبوح بألمها لأحد ما .. " يدي تؤلمني ، لذلك سأنام " تراكض الصغار نحو الأب ، " لمى تشتكي من يدها ، لا تريد اللعب معنا " أسرع والدها لإحضارها .. كانت تقبض على يدها في آخر محاولة منها لإخفاء الأمر .. مد والدها يده و استلقى كفها الصغير براحتيه "هيا افتحي يدك و لا تجزعي .. أنا سأبعد هذا الألم عنك " تمنعت قليلاً لكن حجم الألم الذي احتملته قد فاض .. فتحت يدها مع صرخة أوجعت الجميع و قد تركت الجمرة على كفهاً أثراً مؤلماً و أمطرت عيناها وابلاً من ألم . سألتها " لمَ لم تخبرينا ؟؟ " أجابت و قد أغرقت الدموع محياها الرقيق "خشيت العقاب".
سمية الإسماعيل/سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق