الدكتورة هناء ..
بقلم الكاتبة
عايدة ناشد باسيلي
بيدها المرتعشة التقطت ورقة بيضاء، من ربطة الأوراق التي أوشكت على النفاد منها، ستكتب له رسالة ورقية بيدها، فهي تريد أن تصله معطرة بالعطر الذي لطالما تغنى بسحره وهو يشد بكفه على كفها ويقول لها:
حتى أنها ابتاعت عشر قوارير منه، دفعت فيها آلاف الجنيهات، خوفا من صعوبة توافرها في هذه البلدة الصغيرة التي أختارتها ، لشراء بيت كبير تحوله إلى عيادة للأطفال،
منذ حوالي خمس سنوات فقدت زوجها وأولادها الثلاثة، وذلك في حادثة مؤسفة بسبب تسرب الغاز ليلا في المنزل وهم نيام، هذه الليلة المشؤمة التي صادفت أن مبيتها في بيت والدتها لترافقها في الصباح الباكر إلى مستشفى العيون لإجراء عملية المياه البيضاء في إحدى عينيها.
فؤاد، هو اسم الرجل الذي جاء بصحبة ابنته الصغيرة إلى عيادتها عدة مرات على مدار شهرين، البنت مصابة بشلل الأطفال وبضعف عام في صحتها الجسدية.. أعاد فؤاد، بنظراته وكلماته، دقات متسارعة كانت تحسبها لن تعود إلى قلبها لتعيشها من جديد، ياللعجب! الشعور بالرغبة ساد أحلامها، تحلم بالأحضان الدافئة، بالقبلات الحارة. حتى اللوعة .
"فؤاد..لاتندهش من رسالتي لك، أريدك أن تعلم أنها جزء منى، فهى تحمل لك مشاعرى الصادقة، لقد أصابني سهم الحب ، أريد إكمال حياتي بقربك، طفلتك أحبها و ستكون كابنة لي وانت ستكون لي الحياة كلها .
بعد بضعة أيام كان يطرق باب العيادة يحمل باقة من الزهور الحمراء بصحبة ابنتة المريضة وأخواتها الخمسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق