Translate

الجمعة، 30 ديسمبر 2022

فإذا هي فكرة تسعى بقلم الأديب المبدع / أبوالقاسم محمود

 

--------------فإذا هي فكرة تسعى -------------
مندفعة أوراقي هذه الليلة، قلمي جامح، تتراقص عيناي ما بينهما كعسس الليل .. كلما أغمضت جفنا أيقظتني وشوشات تدب فوق مسامعي لتشعرني بالبرد والوحدة ، أتحسس كنانتي لأطلق السهم المتبقي على المتربصين بغفوتي ،
وحتى لا ترتكب أقلامي الخطيئة على الأرصفة، أمنع اللقيا مستعينا بعصارة قهوة دون سكر ، أخشى أن تتشرد نصوصي في دور النشر بلا عنوان أو أن يتلقفها كاتب أبتر فينسبها لصلبه العقيم..
أقف سدا منيعا بين كل محاولات التزاوج بين قلمي والمسودة قبل أن تلبس فستانها الأبيض كعروس ، ويصير رحمها مشاعا بحكم الشرع والقانون لمدادي،
أنقش على البرواز المعلق عقد نكاح مشروط، وكلما علا سقف المطالب بين الزوجين أتدخل لإشعال الفتنة كي لا يسعدا على أنقاض تعاستي ..
ولأن المعركة واحدة أحرض الأقلام على مطلب التعدد كشرط ذكوري لحل إشكالية العنوسة الأنثوية ومشاعر اليتم، وكلما ٱستشعرت الأوراق تحايلي صغت مداخلة في (العدل والمساكنة ) درءا للشبهات!!
أقود مفاوضات شاقة، وحين ينفرط عقد الود يرتبك لساني، أسعى لرتق تمزقاتهم فأفشل في الحياد ..
ألوذ ببطانيتي مستترا بالدفء ، أؤدبهم عبر إبداء جفاء مستقطع ، وكلما زملت وجهي أبتسم للمنجزات ..
أستدعي بنات أفكاري تحت تأثير المنبهات، أدعوها على نفقتي الشخصية لرشفة من الكافيين المحلى ، يمتنع جزء منها بدعوى العتمة ، يحضر بعضها محملا بالحنين والبعض الآخر يحل بأجنحة منكسرة تحتاج الجبر فيغوص وجعها بين جوانحي !!
تتخاصم الشخصيات في اللاوعي مخلفة جروحا دامية تنزف في محبرتي ، تخبو أحداث وتتصارع أخرى فتصير مخيلتي ركحا لمسرحية تفتقد عنصر التشويق !!
وحتى تختمر الأفكار بين دفتي أضلعي أبتلع أقراصي المهدئة ، وحين أشعر بالبرد أتكوم بين سطري ومضة ساطعة ، ألتحف أشطر قصيدة هايكو وأنام طويلا في حضن الغياب لتقضى المساعي بتركها.
-28 دجنبر 2022
أبوالقاسم محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة