Translate

الجمعة، 17 فبراير 2023

قصة الشبح الطفل القتيل للكاتب المبدع / سامي سادات السودان

 قصة الشبح الطفل القتيل

للكاتب المبدع / سامي سادات 

 السودان
سُعاد تَسْكُنُ فِي إِحْدَى القُرَى الرِيفِيَّةِ فِي إِحْدَى الدُوَلِ العَرَبِيَّةِ ، فِي يَوْمٍ مِنْ الأَيّامِ ذَهَبْتُ لِزِيارَةِ لِعَمِّها وَكانَ يَبْدُو عَلَى وَجْهِهِ عَلاماتُ الغَضَبِ الشَدِيدِ ، قالَ والِدِي : ماذا بِكَ يا أَخِي لِماذا أَنْتَ غاضِبٌ هٰكَذا ؟ ، قالَ عَمِّي : لَقَدْ كانَ مِنْ المُفْتَرَضِ أَنْ أَقُومَ بِنَقْلِ بِضاعَتِي مِنْ القَرْيَةِ لِأَنَّ مَتْجَراً فِي العاصِمَةِ قَدْ فَرَغَ تَماماً مِنْ البِضاعَةِ وَلٰكِنْ هُناكَ حادِثَةٌ عَلَى الطَرِيقِ وَلا يُمْكِنُ لِلعَرَباتِ أَنْ تَسِيرَ عَلَى الطَرِيقِ حَتَّى يَوْمِ الغَدِ تَقْرِيباً ، قالَ والِدِي : حَسَناً لا تَحْزَنْ يا أَخِي اُمْكُثْ مَعَنا اللَيْلَةَ وَفِي صَباحِ يَوْمِ غَدٍ سَوْفَ تَتَمَكَّنُ مِنْ نَقْلِ بِضاعَتِكَ بِإِذْنِ اللّٰهِ.
مَعَ حُلُولِ مُنْتَصَفِ اللَيْلِ كانَتْ الجَدَّةُ فِي المَنْزِلِ تَقِفُ فِي الطابَقِ الأَوَّلِ تَنْظُرُ مِنْ النافِذَةِ بِاِتِّجاهِ الطَرِيقِ الَّذِي يَقَعُ مُباشَرَةً أَمامَ مَنْزِلِنا ، فَجْأَةً سَمِعْنا الجَدَّةَ تَصْرُخُ وَهِيَ فِي حالَةٍ مِنْ الصَدْمَةِ وَالفَزَعِ ، اِسْتَيْقَظَ جَمِيعُ مَنْ فِي المَنْزِلِ وَاِتَّجَهْنا مُسْرِعَيْنِ لِنَرَى ماذا حَدَثَ لِلجَدَّةِ فَكانَتْ الصَدْمَةُ ، كانَتْ الجَدَّةُ تَقُولُ : يَشْهَدُ اللّٰهُ إِنِّي رَأَيْتُ عَرَبَةً يَجُرُّها حِمارٌ وَخَلْفَها مَجْمُوعَةٌ مِنْ الكِلابِ ، قالَ والِدِي : وَما المُشْكِلَةُ يا أُمِّي فَهٰذا يَحْدُثُ دائِماً ، نَظَرَتْ الجَدَّةُ إِلَى والِدَيْ نَظَراتٍ مَلِيئَةٍ بِالرُعْبِ وَقالَتْ : العَرَبَةُ لا يَقُودُها أَحَدٌ بَلْ هِيَ تَسِيرُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِها ، شَعَرَ الجَمِيعُ بِالدَهْشَةِ مِنْ قَوْلِ الجَدَّةِ وَبَدا الأَمْرُ لَنا غَيْرَ مَعْقُولٍ تَماماً
أُرِيدُ التَوْضِيحَ هٰذِهِ قِصَّةً خالِيَةً وَأُحِبُّهُ كِتابَةَ قِصَصِ رُعْبٍ وَلِذٰلِكَ قُلْتُ فِي مُخَيِّلَتِي : رُبَّما تَكُونُ هٰذِهِ العَرَبَةُ حَقِيقِيَّةً وَالَّذِي يَقُودُها هُوَ شَبَحُ الطِفْلِ الَّذِي تُوُفِّيَ عَلَى الطَرِيقِ اليَوْمَ ، بِالرَغْمِ مِنْ ذٰلِكَ لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ التَحَدُّثِ مَعَ أَيِّ أَحَدٍ حَوْلَ هٰذا الأَمْرِ ، فِي اليَوْمِ التالِي وَمَعَ حُلُولِ مُنْتَصَفِ اللَيْلِ أَيْضاً حَدَثَ أَمْرٌ عَجِيبٌ آخَرُ ، كُنْتُ أَنْظُرُ مِنْ نافِذَةِ غُرْفَتِي فَرَأَيْتُ شَيْئاً جَمَّدَ الدَمَ فِي عُرُوقِي ، رَأَيْتُ كَلْباً مُعَلَّقاً فِي الهَواءِ مِنْ قَدَمَيْهِ الخَلْفِيَّتَيْنِ وَكَأَنَّ هُناكَ مَنْ يُمْسِكُ بِهِ ، حَوْلَ هٰذا الكَلْبِ المُعَلَّقِ هُناكَ ما يَزِيدُ عَنْ 13 كَلْباً يَنْبَحُونَ بِقُوَّةٍ وَكَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ شَيْئاً وَلٰكِنَّهُمْ خائِفُونَ مِنْهُ وَعاجِزِينَ عَنْ مُهاجَمَتِهِ
كانَ هٰذا فِي اللَيْلَةِ الثانِيَةِ مِنْ حادِثِ الفَتَى الصَغِيرِ ، بَدَأَتُ شُكُوكِي حَوْلَ هٰذا الشَبَحِ تَزْدادُ خُطْوَةً خُطْوَةً ، فِي اللَيْلَةِ الثالِثَةِ كُنْتُ خائِفَةً جِدّاً مِنْ حُدُوثِ أَمْرٍ مُرْعِبٍ ، وَهٰذا ما حَدَثَ بِالفِعْلِ حَيْثُ فَجْأَةً رَأَيْتُ وابِلاً مِنْ الحَصَى الصَغِيرِ وَالرِمالِ تَتَصاعَدُ مِنْ الشارِعِ إِلَيَّ زُجاجُ نافِذَتِي ، خِفْتُ جِدّاً وَقُمْتُ بِالرَكْضِ مُتَّجِهَةً إِلَى غُرْفَةِ والِدِي لِأُخْبِرَهُ بِما رَأَيْتُهُ ، اِسْتَجابَ لِي والِدِي وَعِنْدَما عُدْتُ مِنْ جَدِيدٍ لِغُرْفَتِي وَمَعِي والِدِي كانَ كُلُّ شَيْءٍ قَدْ اِخْتَفَى ، فِي الواقِعِ ظَنَنْتُ أَنَّهُ لا يُوجَدُ أَيُّ أَحَدٍ فِي المَنْزِلِ قَدْ رَأَى ما رَأَيْتُهُ بِاِسْتِثْناءِ جَدَّتِي ، مُجَدَّداً أَتَى والِدِي إِلَى غُرْفَتِي وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ أَيَّ شَيْءٍ غَرِيباً
بَدَأَتْ الأُمُورُ الغَرِيبَةُ تَحْدُثُ فِي كُلِّ مَكانٍ مِنْ أَنْحاءِ القَرْيَةِ تَقْرِيباً ، أَصْبَحَتْ العائِلاتُ تَتَداوَلُ الكَثِيرَ مِنْ القِصَصِ وَالأَحْداثِ الغامِضَةِ الَّتِي تَحْدُثُ فِي القَرْيَةِ ، بَدَأَتْ العائِلاتُ تَشْعُرُ بِالخَوْفِ مِنْ هَوْلِ ما تَراهُ كُلَّ لَيْلَةٍ ، قَرَّرَتْ الكَثِيرَ مِنْ العائِلاتِ تَرْكَ القَرْيَةِ وَالهِجْرَةِ مِنْها بِسَبَبِ هٰذِهِ الأَحْداثِ ، فِي الواقِعِ والِدِي أَيْضاً فَكَّرْ فِي الرَحِيلِ ، عَلَى الرَغْمِ مِنْ أَنَّ عائِلَتِي بِالكامِلِ كانَتْ مُعارِضَةً لِفِكْرَةِ الرَحِيلِ مِنْ القَرْيَةِ إِلّا أَنَّنا لَمْ نَكُنْ نَمْلِكُ خِياراً آخَرَ ، فِي نِهايَةِ المَطافِ تَرَكْنا مَنْزِلَنا بَعْدَ أَنْ اِزْدادَتْ هٰذِهِ الأَحْداثُ لِتَتَحَوَّلَ القَرْيَةُ بَعْدَها إِلَى قَرْيَةِ أَشْباحٍ فَالقَرْيَةُ تَقْرِيباً أَصْبَحَتْ خالِيَةً مِنْ ساكِنِيها.
سامي سادات 
 السودان
قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏طفل‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة