ابن تنمية
بعد أن حصل علي الماجستير قررت الجامعة إرسال عبده في بعثة دراسية إلى الخارج للحصول علي الدكتوراه.
لم يكن هدف عبده هو الحصول على درجته العلمية فهي مضمونة بما لا يدع مجالا للشك ولكن كان شغفه في السفر إلى الخارج لمعرفة سبب تفوق هذه الدول وتقدمها رغم فقرها الأخلاقي وما يعرف عنها من انحرافات في الإلحاد والعلاقات الشاذة وانعدام الروحانيات.
كان السفر إلى موسكو هي أول رحلة له خارج بلده، وجدها فرصه للتعليم والثقافة، فقد قرا عن الوجودية والشيوعية وكل ما يتعلق بإنكار الميتافيزيكس. وكان يدخل في جدال ومناقشات حامية الوطيس مع زملائه في الجامعة الذين تأثروا بأفكار لينين وماركس وخلافه من دعاه الإلحاد.
وكانت الجامعة وقتا أن كان طالب فيها يحضر مناظرات من هذا القبيل ووجد أن الوجودية وإنكار الأديان أصبح منتشرا بين كثير من الطلاب ومن تحليله لتلك الظاهرة وجد أن القاسم المشترك الأكبر بين جميع اتباع ذلك المذهب هو تقدم الغرب وتخلف الشرق الأوسط الذي ما زال يعيش علي أمجاد الماضي وإنجازات الأجداد.
لم يجد عبده أي سبب لتقدم الغرب غير أنهم طبقوا تعاليم الأديان السماوية رغم إلحادهم، تذكر وقتها مقولة الإمام محمد عبده أن، الغرب مسلمون بلا إسلام والشرق إسلام بلا مسلمين،.
وقتها أدرك عبده أن مقاومة ظاهره الإلحاد تكون بالتنمية والتقدم ولبس بإثبات وجود الله عبر العقل والنقل.
لأن المشكلة تكمن لدي الكثير من الملحدين في تخلف آلامه التكنولوجي والتنموي الذي جعلها في مؤخرة الأمم
وقتها قرر عبده بعد حصوله على الدكتوراه أن يكتب أول كتاب له ضد الإلحاد بعيدا عن الردود الدينية أو البراهين العقلية
يتحدث فيه عن أن الوسيلة الوحيدة لإيقاف ظاهره الإلحاد وكذلك نشر الفكر الصحيح واجتذاب الكثير من الضائعين في بحور الشك هو تقدم آلامه والرد ليس من المراجع والأقوال والمأثورات بقدر الرد في الواقع.
بل إنه اثبت في كتابه المانع أن التنمية ستقضي أيضا على الإرهاب وكثير من الأمراض الاجتماعية التي سببها الفقر مثل البطالة والجريمة والطلاق.
أثار الكتاب جدلا واسعا بين أفراد المجتمع بعضهم أنكر عليه ذلك الاتجاه لأنه يحجم النصوص ويهملها ويهمش دور الفكر التقليدي في الاستشهاد بالنصوص.
وآخرون اتهموه بإنكار فضل العقل في الوصول إلى الحقيقة لانت الأديان فطره للإنسان قبل أن تكون منهجا ومن هنا يأتي دور العقل في إثبات حقيقة الوجود.
ولم يسلم من اتباع ماركس ولينين كل هؤلاء اتحدوا على مهاجمته وان اختلفت الأهداف.
بعد أن أثار الكتاب الجدل بين أفراد المجتمع ما بين مؤيد ومعارض تم توزيع عدد من الطبعات التي جاوزت الملايين واستغلت إحدى دور النشر الشهيرة ذلك الرواج وطبعت ملايين النسخ ووزعتها في جميع الدول العربية.
وتم ترجمه الكتاب إلى عده لغات وزاد طلبه في بلاد آسيا مثل إندونسيا وماليزيا.
وأطلقت دور النشر علي الدكتور عبده لقب ابن تنمية.
استلم عبده الكثير من الجوائز والتكريمات من العديد من المؤسسات والهيئات وسافر إلى معظم الدول لعقد ندوات عن كتابه الجديد الذي أثار جدل المجتمعات الشرقية
ووصل الأمر إلى ترشيح الدكتور عبده لجائزة نوبل للآداب.
الجميع ناقش الكتاب وأدلى الكل بدلوه في اطرحوه عبده ما بين مؤيد ومعارض.
نال خلالها عبده الأموال والشهرة
ولكن لم يتم تطبيق أي سطر من الكتاب على أرض الواقع
الكل يتكلم ولا أحد يطبق.
ولما سأله أحد المذيعين في لقاء متلفز عن رأيه في رد ود أفعال المجتمعات الشرقية حيال كتابه الجديد
وما أثاره الكتاب من جدل
قال هم الآن في مرحلة القراءة والنقاش والحوار
سيأتي يوم يقودهم غيري إلى العمل
تمت
م محمود عبد الفضيل
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق