Translate

السبت، 4 يونيو 2022

انبلاج بقلم / أم أيمن - فلسطين


 قصة قصيرة جدا

انبلاج
على بساط من حرير، جمعت له دقات قلبها المشتاق، خانها
الوقت، ذرفت الدموع، لم يتبق لها سوى لسعة شوق، وبقايا من حنين.
بقلم / أم أيمن - فلسطين

ذنب الحالم بقلم / خالد العجماوي - مصر


  ذنب الحالم

   بقلم / خالد العجماوي - مصر

لم يعد أحد يحلم في قريتنا. كأن الأحلام قد نضبت فلا تكاد تصل إلى أخيلة النائمين. كان ذلك منذ زمن ليس بيسير، ربما منذ جيل أوجيلين. حيث تبدلت الوجوه فصارت واجمة، كأنها منحوتة من حجر، أو كأن الشفتين قد نسيتا معنى البسمة وتعابير الفرح. أنا لا أذكر أني حلمت يوما. قالوا إنه بالأحلام أستطيع أن أرى أمي، والتي لم أرها طوال سني العشرين. أذكر أن جدي حكى لي مرة إنه وجد نفسه يطير فوق منزلنا. وقتها لمعت عيناه وابتسم للحظة، ثم رجع إلى ملامحه الصخرية وهو يأمرني ألا أخبر أحدا، فلو كان قد نما إلى كبيرنا "الحقاني" ما حكاه جدي فلم يكن ليسلم قط. ربما عنفه وزجره. بل وربما أمر فحكم على جدي بأنه من المجدفين. والحق أن كبيرنا كان يهتم لأمر القرية. قال إن الأحلام من الشيطان، وإنها من ذهاب العقل وزوال الحكمة، كما قال إنه الواقع وكفى ما نحتاجه كي ينمو العمل، فتستمر حيواتنا وتزيد غلالنا وما نجنيه من محاصيل. كان يرى أن الأحلام صنف من صنوف الكذب، وأنه لا مكان للكذب إن أردنا أن نعيش قوة ذات بأس وكرامة. ولأجل ذلك فقد عين لديه مساعدا كالوزير؛ يكشف له الرجل الكاذب من نظرة عينه، فإن حكم بكذب رجل أو امرأة، حكم عليه الكبير "الحقاني" بما يتراءى له من العقاب. لم يخطيء ذلك الرجل قط، كان يكشف الكذاب من عينيه، حتى عرفته قريتنا باسم أفردته له وحده "الكشّاف".
ولكن كيف نضبت الأحلام؟ هل هو الخوف من "الكشاف"؟ هل وضع الخوف يده على منابع الأحلام فجففها قبل أن تشق في النفوس مجراها؟
ولكن ورغم جبروت الخوف وسطوته، إلا أنه لم يقدر على شعور أهل القرية بالفضول، والرغبة في تداول الممنوع، في جوف الليل، حيث يفر بعض من خيالهم من محبس النهار، ومن عيون "الكشاف" وأحكام "الحقاني" الكبير.
سمعوا أن ثمة من يزعم أنه يحلم، وأنه يمارس الأحلام منذ سنين، وأنه يجالس بعضهم في جيوب الليل البهيم، فيحكي لهم ما قد حلم به بالأمس، على أن يعدهم بأن يجتمع معهم في غده، فيدر عليهم خيالاته وأحلامه. كانوا يخرجون من عنده وفي قلوبهم وجل من أثر الذهول والدهشة، كما كانت في عيونهم لمعة، وبعض ابتسام.
كان أمره سرا يكاد يكون شائعة لا حقيقة. خبر بدأ كنطفة تخلقت في أرحام الظلمة، ثم نمت رويدا رويدا حتى صارت حقيقة يتداولونها حين سدول الليل، وينكرونها مع أنوار النهار.
ذهبت إليه. عيناه لامعة، وجهه نحيل، ولحيته سارحة.
لا تسلني من أوصلني إليه، ولا كيف رحت. ولكن سلني عن الدهشة، عن الحيرة، عن الذهول والارتباك كلما حكى وسرد. كم من مرة انتبهت على فمي منفرجا كأبله، ولعابي يسيل وقد نسيت أن أبلع ريقي.
ثم ذهبت إليه أخرى، مرات ومرات. كان وحده الخوف متربعا في النفوس، ثم وجد كائنا جديدا يريد أن يأخذ مكانه. شيء يشبه الوله، ويسمونه الخيال والجموح. كانوا يطرقون برؤوسهم بين يديه، ويبكون، ويطلقون الزفرات، ويذكرون له أحلامهم كأنها اعترافات. كانوا يقبلون يديه، ويعترفون أنه لولاه لما عرفت أحلامهم طريق النور، ولا أدركت أخيلتهم معنى الوجود.
اقتربت منه، وأطرقت برأسي، وبكيت:
- رأيت أمي بالأمس. احتضنتني بين ذراعيها وحملتني نحو السحب.
مسح على رأسي، وهو يرفع وجهي كي أواجه عينيه:
- وستراها غدا..وبعد غد..لم يعد بينكما حجاب..
- صرت أطير!
- مبارك لك الأحلام!
- هل أذنبت؟
- أذنبت في عرف "الكشاف" وعند قانون "الحقاني" ..ولكنك بالنسبة لأمك، فإنك أخيرا وصلت!
شعرت بغصة في نفسي..كأنها وكزة حادة نبتت في جنبات صدري.
تركته وذهبت، ثم سمعت جلبة من حيث تركته هناك. دخلوا عليه، وقيدوه ، ثم أخرجوه ليواجه السماء بجسد عار. تفسخ الليل، وحضر النهار ومعه سياط من لهيب الشمس، وحضر "الحقاني" وسط حاشية من الجموع. وخلفه كان "الكشاف" يتفرس فيه كذئب ينوي الانقضاض، أخذ يتفرس في وجهه النحيل، ولحيته السارحة. تواجهت العيون كما الفرسان في المعارك. عيناهما تحملان بريقا حادا، بريقا كنصول السيوف. أطرق "الكشاف" رأسه، ثم استدار نحو "الحقاني" وقد احمرت عيناه كالدم. لم نره بعدها. اختفى ذلك الذي حرر فينا الجموح، وألهم خيالاتنا الحرية. وشعرت بغصة في نفسي ووكزة.
ظللت أمارس الأحلام. طرت فوق السحب، وسبحت فوق الموج، ورأيت أمي، بيد أنها كانت حزينة، كأنها تبكي، أو تعاتبني، ثم تلكزني في جنبات صدري. لم يا أمي؟ هل أذنبت؟ حين كنت أسألها كنت أصحو. لم يبلغ الحلم حد الجواب قط، ثم إني لم أعد أراها. وحين كنا أنا وبعضهم نجتمع في الخفاء، حين يجن الليل، نتحاكى عن أحلامنا، لنمارس معا معاني الدهشة والجموح، أسمعهم يتهامسون بأنهم رأوه، إلا أنا! كلهم حكوا أنه ذهب إليهم وذهبوا إليه..وأنهم بكوا بين يديه. ولكنه بالنسبة إلي لم يزرني ولا مرة. فقط كنت أسمع أنينه. ضعيفا خافتا يتهادى. لماذا أيها الحالم؟ هل أذنبت؟ توقفت لدي كل الأحلام، ولم أعد أرى جموحا أو خيالات طائرة. ما عدت أرى سوى فمي، يبدو كبيرا وأسود، وهو يهمس في أذن رجل ما، بعينين كبيرتين، وحادتين، تحملان بريقا كعين الكشاف!
قل لي أيها الحالم..هل أذنبت؟
قد تكون صورة ‏نص‏

ندم بقلم / محمد السيد على


 ندم

فجأة هاج البحر واضطرب ، وضربت أمواجه الشواطىء فأغرق كثيرا من المصطافين ، فخاف الناس ، وغادروا شواطئه .
وفى اليوم التالى هدأ البحر وسكنت أمواجه وعاد لطبيعته ، نظر حوله فوجد شواطئه خاليه من الناس
تساءل حائرا أين المصطافين ؟
أين أحبائى الذين يعمرون شواطئى كل يوم ؟
لماذا تركونى وحيدا ؟
فعاد إلى نفسه نادما وحزينا
وقال
ليتنى تمالكت نفسى
_________________________
بقلم / محمد السيد على

الرواية بين المتعة والفن بقلم / ناجح صالح


 - الرواية بين المتعة والفن

سألني سائل أليست الرواية ضربا من ضروب المتعة واللهو ، فما جدواها وما نفعها ؟
وقبل الاجابة على هذا التساؤل الساذج أقول أن القرن التاسع عشر شهد مولد أدباء روائيين في بعض أقطار من العالم كانت لهم مكانتهم المرموقة .
ففي روسيا وحدها كان تولستوي وتورجنيف ومكسيم غوركي ودستوفسكي وتشيخوف .. وهؤلاء كانوا قمما شامخة ، أثروا الانسانية بشرارة أفكارهم المتوقدة ، وأنهم وصفوا المجتمع الروسي وصفا دقيقا بما فيه الطبقة الحاكمة المترفة التي أذلت شعبها الذل المقيت ، وكيف كانت معاناة هذا الشعب المغلوب على أمره بما كان يحتويه من فقر وبما يفتقده من حرية .. وهي أسباب دفعت الى الثورة فيما بعد .
وفي فرنسا كان فيكتور هيجو وأميل زولا و بلزاك يضعون لمساتهم السحرية في وصف ذلك المجتمع أبان تلك الحقبة الوصف الدقيق المحكم لنتعرف على كل شاردة وواردة ، وعلى ذلك الترف الذي يحظى به البعض بما فيه من لهو وعبث ومجون .. انها باريس مدينة الفكر والأدب والمتناقضات ، فيأتي القلم ليتحدث عن أجواء ما كنا نعرفها .
وفي بريطانيا كان ديكنز ومن قبل كان شكسبير ، واسم ديكنز وحده في عالم الرواية ما يحدث ضجة لما كان لقلمه من سحر عجيب ووصف مذهل .. ترى كيف كانت لندن في تلك الفترة رغم الثورة الصناعية التي ابتدأت منها ، وكيف كانت طفولة ديكنز نفسه .. ألم تكن طفولة بائسة تعسة !
في قصة مدينتين يتراءى لنا المشهد وكأنه قريب عنا نتأمله ونتحسسه ليصيبنا دوار من ذلك كله ، انها رحلة طويلة معقدة بين لندن وباريس ، فأي وصف يسحرنا به ذلك القلم .
وفي عودة الى السؤال المطروح ، فان الرواية هي فكر وأسلوب وفن ، تلك هي الرواية الهادفة الجادة ، ولا شأن لنا بالرواية الرخيصة التي تثير في القارئ غرائزه الحيوانية .
انه حقا لا تخلو الرواية من متعة ، لأن هذه المتعة هي التي تقودنا الى الاستمرار دون توقف ، وفي ذلك فن قلما يقدر عليه الكثيرون .
وهذه المتعة تقودك الى معرفة لست في غنى عنها .. وما العلاقات الاجتماعية الا جزء من هذه المعرفة ، كيف هي علاقة الرجل بالمرأة وكيف هي علاقة كل منهما بالمجتمع .
ثم كيف هو الحب ؟ وبأي منظار ننظر اليه ؟
ترى هل القلم قادر أن يهز مشاعرك ويوقظ فيك أحاسيسك تجاه موقف من المواقف التي غالبا ما تتكرر كل يوم .
وان كان لك ادمان على قراءة الرواية فستجد نفسك يوما مشبعا بل متخما بحصيلة من المفردات اللغوية لم تكن تعرفها من قبل .
واذا كان لديك دافع فطري في حب القلم فستجد نفسك تنقاد رغما عنك الى الابحار في رحلة الأدب ، ولا تجد لك سبيلا للخلاص من أسره ، وسيكون لك أسلوب تنفرد به وحدك .
فأي رحلة هذه التي تكون فيها على وفاق مع هذا الكتاب أو ذاك ، مع هذا الأديب أو ذاك !
انه ذوقك أنت من يدفعك لاختيار الكتاب واختيار الكاتب معه ، ذلك أنك تأنس به وتجد فيه متعة ألذ من متعة الطعام ، اذ هي تغرس فيك أشياء لم تكن تعرفها وأن عقلك بدأ يتسع معرفة وثقافة .
فهذا نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب .. ترى ما الذي احتوته رواياته حتى ينال هذا التكريم ؟
ان أغلب روايات نجيب محفوظ لاسيما الثلاثية كان أبطالها من أحياء شعبية وسط القاهرة ، هذه الأحياء تزخر بتراث يشد الأنفاس لما فيه من نفحات وايقاع ، علاوة على صراع الطبقات من أجل لقمة العيش ، ودور الطبقة الوسطى سيما فئة المثقفين منها في رسم صورة نابضة للحياة في ربوع المجتمع المصري .
ان الرواية جزء لا يتجزأ من هذا الأدب الزاخر بمعانيه ، لذا فهي عامل مؤثر في اعطاء جرعة من مفاهيم الحياة بكل زخمها وقوتها واندفاعها . ش
قد تكون الرواية سياسية وقد تكون اجتماعية وقد تكون عاطفية ، وقد تكون مزيجا من ذلك كله .
والروائي المتألق المقتدر هو من يمسك زمام العصا من جميع أطرافها لتكون الرواية همزة اتصال بينه وبين بيئته التي يحياها بكل مقوماتها وهواجسها ونبضها .
وبعد ذلك كله ألا نريد أن نتعلم من تولستوي وديكنز وأميل زولا ونجيب محفوظ دروسا في أدب الرواية لتكون لنا عبرة في حياتنا من أخطاء ربما نقع تحت طائلتها دون وعي أو بصيرة . بقلم / ناجح صالح

مدد بقلم / محمد عبد الهادي - مصر


 مدد

من نافذته الضيقة تأمل الأفق البعيد، قبض بيمينه حفنة من تراب أهالها على جسده المستعر ، عن كثب راقبته في حيرته، أسقطت غلالتها، أطعمته عوالم من النشوة، وعيناه الدامعة شاخصة للسماء.
بقلم / محمد عبد الهادي - مصر

بهتان بقلم / نجيب صالح طه (أميرالبؤساء)_اليمن.


 بهتان

وجدت الأعراب تمثالا لملك نائم؛ أسقطوه من قائمة:(نحن أول من).
بقلم / نجيب صالح طه (أميرالبؤساء)_اليمن.

مخمّصة بقلم / مهدي الجابري.. العراق


 

قصة قصيرة جدا
مخمّصة
أَشعلتُ إصبعي–أنرتُ دربه–
تمتع بسنينه دأبا، أنتظر منه العون، وَضعتُ الحجرَ على بطني؛ سرق صواع رحالنا!
بقلم / مهدي الجابري.. العراق
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

لا تنسى .... بقلم / ناهد الأسطة - السعودية

 



لا تنسى ....
عزمها على شرب فنجان قهوة في المقهى ، بعد أن شعر بأن علاقتهما بدأت تدخل مرحلة من الفتور ...
كانا قد أعلنا خطبتهما من قبل ستة أشهر مضت ، لكنه يشعر بإن الأمور لا تسير كم يشتهي ويتمنى ...
أسرعت لملاقاته بعد أن ترتبت وتزينت ، لم تنس أن تضع العطر الذي يفضله ،ارتدت ألوان الملابس التي يحبها ، ورسمت ابتسامة على محياها واتجهت لموعدهما .... كانت على شفا اليأس من أن علاقتهما تواجه فشلًا كبيرًا قبل أن تتوج بالزواج ....
مع الرشفات الأولى لفنجان القهوة بدأ بالحديث ...
- أحب أن يلطف الموضوع فقال : لنبدأ من جديد ... لننسى أي احتكاك حصل بيننا ... دعيني أعرفك على نفسي : أنا أحمد مهندس معماري معجب جدًا بحضرتك ممكن أن نتعرف ؟!!! ...
- ضحكت مهى وقالت : نعم لننسى ... ليس من المهم أبدًا ما مر ...لكن لو سمحت لا تنسى لأجل أن لا نختلف مرة أخرى .....
إنني أحب صديقاتي ولن أتركهن فلا تحد من حريتي ...
أحب أن أتسوق وأقضي ساعات طويلة في السوق ....
فلا تزعل كالمرة السابقة وتقول: أهملتيني !! ...
وماذا بعد .. آه تذكرت : أن تخفف من غيرتك فليس كل ما أمسكت بالهاتف تستعجلني وتضيق نفسك لتعرف من على الطرف الآخر من المكالمة ..
وأخيرًا... أرجو أن لا تنسى إنني أحب إنتقاء ملابسي ولست مرغمة أن آخذ رأيك بها كل ما أردت أن أخرج من المنزل ...
رفع أحمد يده مشيرًا للنادل أن يحضر الحساب
والتفت متشكرًا مهى للطفها ومتمنيًا لها السعادة مع شخص آخر لا يحب النسيان ومضى .....
بقلم / ناهد الأسطة - السعودية
قد تكون صورة ‏‏حلوى‏ و‏منظر داخلي‏‏

ذات غروب م . فتوح - تونس


 قصة قصيرة جدا:

ذات غروب
طقس ربيعيّ...غروب محمّل بأريج الياسمين يغازل الأفق ومقهى الحديقة يتنفّس رقّة وعشقا....
وضع النادل أمامهما كأسي عصير...شربا...تبادلا كلاما وأحلاما وابتسامات وأمنيات...
فجأة ارتبكت... أخفت وجهها بين يديها وهي ترتعش خوفا...تلعثمت:
- أخي...مصيبة...أخي...هناك... هناك...صحبة فتاة...تلك التي ترتدي فستانا أبيض... تعال ...قم...قم... فلنذهب قبل أن ينتبه إلينا...
التفت...سَكَنته دهشة فغضبٌ مُدمّر....قفز من كرسيّه جرى... صفع الفتاة...أمسك بتلابيب الشاب وانهال عليه ضربا وركلا وهو يردّد كالمجنون:
- ماذا تفعل يا ابن...قل ...قل ماذا تصنع مع أختي يا نذل؟...
م.فتوح
تونس

وشم بقلم / سعيدة محمّد صالح _تونس


 وشم

في رواق طويل ،لازالت تمسك رأسها بين يديها ،لم تحتويه نظرا لصغر حجم كفّها ، أخذت منديلا رماديّ ولفّت به اسطوانة تعجّ صخبا ، وتصدر ضوضاءتشبه،ضوضاءالشّوارع ،وفوضى النّاس الهائمة في براري الخوف والضباب،تنظر لصورة جدّتها التّي كانت ترعاها ، وعندما باغتها الموت ذات ربيع ، تركها لوحدة مبهمة بين أب وأمّ وإخوة ، لا يمكنها تحديد روابطها بهم ،
كلّما تامّلت الصورة ، تفيض حيرتها من تلك الرّسوم الزّرقاء تعلم سرّ ملامحها فيها وذلك الوشم المحفوف بالرّموز ، تمرّر يدها مرتجفة على سمرتها التّي ورثتها منها ،فهي حادّة النعومة مثلها ، تحسّس شعاع باهت من بين قطرات العرق المنهمر على سفح عمر مهمل ، منسكب من بين خصلات شعرها
الملقى على هامش الجغرافيا ،ما هذا الوجع في الٱعالي ، الذّي يلازمها كلعنة ٱلهة ، ماهذا الوجود الموعود بالفناء ؟! هذه اسئلة توجّج لهيبا في كيان الصّخر لا فقط في كيانها ! فتصرخ ،وتبكي ،وتمزّق ثيابها وتخرج عن سيطرة العاقيقر والعقل ...
فتراها بعينها الثّاقبة المحشوّة برأس موجوع ومهشّم خذلان ، لا تغفل على لطم تفاصيل حلم وأده أهلها وهي لازالت في شرائط البراءة الزّهريّة تعدّ أحلامها أمواجا وأقلامها قوارب ابحار، حين زجّوا بها في بنود صفقة ثراء لهم وعذابات نفسيّة مستمرّة لها ، وببرود حدّ القساوة، تأتي ابرة الممرضّة لتخرجها من نوبة صراخ هستيريّ لغيبوبة في سرير مهترئ كأيّام رحلتها الممتدّة شقاء!
بقلم / سعيدة محمّد صالح _تونس
قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏شجرة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

" غَفوَةٌ " بقلم / ثريّا الشّمام - سوريا


 ..ققج

" غَفوَةٌ "
تسابَقَ مَعَ ريحٍ حَلَّقتْ بطائرةٍ مَشنُوقَةٍ بِخَيطِ ٱلزَّمنِ.. غَفَا، حَيثُ يَحرِسُ ذِكرياتِهِ، في آخرِ دَورَةٍ لِلحَياةِ.
لَمَّا عادَتْ مُنهَكَةً، أَلْفَتْ أَوْصالَهُ هادِئَةً في زَمهَريرِالإنْتظارِ.
بقلم / ثريّا الشّمام - سوريا

أحببتك أكثر مما ينبغي د.سلوى بنموسى المغرب


 أحببتك أكثر مما ينبغي

سمحت لنفسي بدخولك سيدي لروحي ؛ وتوغلك بين أوردة دمائي ونخاعي الشوكي .وجعلتك ملكا على جنبات صدري ؛ واتخذتك قوتي وتاج رأسي سندي وعكازي مؤيدي وناصري
احببتك اكثر مما ينبغي ..
جعلتك اكليلا يطوق عنقي ..وازهارا تهيج بها احاسيسي ؛ والوانا تبهر مقلتي ؛ وخاثما يتلألأ في اصبعي لا ازيله قط ..اتباها به بين بنات جنسي واقرانك . وذبت في نعيمك وكلماتك الساحرة وانفاسك العطرة ..
احببتك اكثر مما ينبغي..
وجعلتك قديس هواي ؛ مالك لجامي ؛ وموضع سري وتقتي ووهبتك روحي وكبريائي ؛ وعذريتي وبرائتي وكرامتي ؛ واهديتك كل ما املك من ثروتي واحاسيسي الجياشة ..
كنت ظلي وبلسمي دائي ودوائي
احببتك اكثر مما ينبغي ..
ووضعت يدي بيدك وتخطيت الصعاب والمحن من اجلك
وجعلتك رسول هواي وتوأم الروح السجان والجلاد والقاضي
احببتك اكثر مما ينبغي ..
فرجاء لا تخيب أملي فيك ؛ واذنو مني ولا تبتعد قط .
وكن لي عزوتي وبهجتي
سر حياتي ومهجتي
احببتك اكثر مما ينبغي ..
فكن لي اهلي وناسي ؛ وساند ضعفي ؛ واذخل جنتي ولاتسأم أو تمل ؛ أو تجري جريا وراء بنات جنسي أكثر مني نضارة وجمالا .
فكن زهري ووعائي وسر قوتي وكينونتي
احببتك اكثر مما ينبغي ..
فكن لي رجلا اكون لك طاعة وكرما وحنانا
فكن صديقا أكون لك وفاء ومحبة طول العمر
سقط القلم !!
د.سلوى بنموسى
المغرب

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة