Translate

الجمعة، 30 ديسمبر 2022

وَ تُشْرِقُ شَمْسُ الْحُبِّ ... قصة بقلم الشاعر والأديب المبدع / مصطفى گرناط - المغرب

 قصة بقلم

المغرب
وَ تُشْرِقُ شَمْسُ الْحُبِّ ...
إنسلت رحاب من فراشها في صبيحة ذاك اليوم المشرق، و راحت تتمشى فوق الرمال ، تحتضن البحر بعينيها الجميلتين وتستنشق هواءه النقي، تاركةً نسائمه اللطيفة تداعب خصلات شعرها المتموجة لتلقي بها فوق أكتافها بخفة ، وهي تصيخ السمع لصوت الأمواج المتلاطمة بالصخور، و تتأمل جمال البحر الذي طالما شدها تقلبات أهوائه بين مد وجزر. و راحت تتأمل مدى عظمة الخالق أمام هذا الخضم المترامي الأطراف ، وهي تتطلع ببصرها الى ذاك الأفق البعيد حين تلتقي السماء بالأرض. اقتربت من الأمواج أكثر فصار رذاذها يتطاير حولها ، فأحست بقشعريرة خفيفة وانتعاشة تسري في كل جسدها. واصلت مشيها وهي تتمتع بهذه اللحظة الساحرة الذي جاد بها الزمان ، ولم تنتبه لنفسها إلا وهي أمام تلك الصخرة الكبيرة التي تقف كالطود في وجه لطمات الأمواج من حين لآخر. هنا عادت أطياف الماضي تعانقها وترميها على رصيف الشوق والحنين لتلك الأيام الجميلة، أجل عادت بذاكرتها إلى لقائها الأول بفارس أحلامها .. وبالضبط إلى تلك السنة التي كانت في إجازة بالشاطئ هي وأهلها حيث كان
حيث كان أيمن يمارس هواية الصيدفي ذلك الشاطئ. وكان وقتها شاباً طموحا يعمل موظفاً في السفارة المغربية،
في ذاك اليوم خرجت رحاب من (الشاليه) وقد أحست بضيق أنفاسها بداخله. فراحت تتمشى على الشاطئ وهي تترنم بإحدى أغانيها المفضلة، كي تطرد شبح الملل عن نفسها، وكأنها تغني على خشبة مسرح جمهوره الموج والنوارس، السماء الصافية و رمال الشاطئ . فأبصرها أيمن هناك لأولِ مرة وهي تتهادى بخطواتٍ موقعة كأنها فراشة تحلق من زهرة لزهرة، فجذبه صوتها وهي مستمرة في غنائها الشجي. وهنا شعر بخيوط من مشاعر إعجاب تجذبه اليها، لا إراديا حرك قدمه بسبب تفاجئه بظهورها أمامه ، فتحركت حصاة انحدرت من أعلى الصخرة الى الأسفل، الشيء الذي لفت انتباه رحاب ، في تلك اللحظة رفعت عينيها للأعلى فالتقت بأعين أيمن ... ولوهلة شعرا بأن الزمن توقف هنا ، فتسمرا في مكانهما ، وتمنيا ألا تنتهي تلك اللحظة . لم ير أيمن في حياته عينين بذاك السحر وكأن البحر صب صفاءه عليهما، أما رحاب ما إن لاحظت وجوده حتى صبغ الحياء وجهها ، و شعرت بإحراج كبير، إستدارت رحاب بخطواتٍ سريعة عائدة أدراجها ، وكان أيمن يتابعها بعينيه إلى أن اختفت
كزائر غريب تسلل إلى حنايا فؤادها ذاك الحلم الوردي الذي بعثر كل أوراقها وأمطر أسوار قلبها بسعادة لم تشعر بها من قبل، .
رتبت يد الأقدار الصدف بينهما ، وكأنها هيأت لهما جسور لقاء روحين دون سابق إنذار. هكذا أصبحت رحاب تراه باستمرار، إما على صخرته المعتادة يرمي بصنارته، أو يتمشى على الشاطئ .
بمرور الوقت أدمنت رؤيته كثيرا ،ويشاء القدر أن يقتربا أكثر من بعضهما بعد أن تفجر في أعماقهما بركان الحب ، بعد أن قيدتهما سلاسله . وتعددت اللقاءات بينهما فأصبحا لا يفترقان ، فقد أدركا أن القدر ربط مصيرهما ببعضهما البعض ، الشيء الذي دفع بهما للتفكير بالارتباط .
لم ينتظر أيمن كثيرا وراح لبيت رحاب لخطبتها رحب به والدها كثيرا ، وجلسا معا يتحدثان . فقدم له أيمن نفسه بانه موظف في السفارة المغربية في هذا البلد، وأنه مغربي الأصل والجنسية ، حينها تقدم أيمن بطلب يد ابنته رحاب ، فالتمس والدها مهلة للتفكير وأخذ رأي العائلة و وعد أيمن أنه سيرد عليه بعد أيام .
قد تقف حواجز الواقع عقبات أمام تحقيق الأحلام ، فتكسر أجنحتها عندما تلقي عادات بالية بظلالها الثقيلة على الأحداث .
ولعل التمسك بعادة زواج الأقارب هو إرث حمله البعض فأوقع الظلم بأبنائهم، وبناتهم ، وأجبر الأبناء على ارتباط دمر حياتهم وأفسد واقعهم . وكان والد رحاب من هؤلاء المتعصبين لهذه الفكرة ، فما أن انفرد بوالدة رحاب حتى أبلغها رفضه فكرة زواج ابنته من غير أبناء جلدتها . هنا احتد بينهما النقاش، حتى تعالت أصواتهما ، ولم تفلح معه والدتها في إقناعه بقبول هذا الزواج ، وظل والدها مصرا على رفض هذه الزيجة رفضا قاطعامعللا ذلك بأنه وعد أخاه بأن يزوج ابنته لأبنه سمير حسب تقاليد العائلة وعاداتها .
وقع الخبر على رأس رحاب كوقع الصاعقة ، فلم تتمالك نفسها ودخلت غرفتها و نشيج صدرها يعلو من شدة البكاء ، فلم تجد أمامها مناص من أن تخبر أيمن بالخبر السيء ، الذي فجره والدها بعدم موافقته على زواجهما ، وتفضيله لابن أخيه
لعبت أنامل الحيرة بمشاعر رحاب ، فباتت نهبا للأفكار مشتتة الدهن بين حب تراه ينهار أمامها ، وبين تزمت والد متمسك بعادات وتقاليد عقيمة أثبت الزمن بطلانها .
نفذ والد رحاب وعده لأخيه ، وأصبحت رحاب خطيبة لسمير ابن عمها الذي يعمل في الديار الفرنسية . و أصبح هذا الاخير يزورهم من حين لآخر ، كلما جاء في إجازة ، لكن رحاب لم تكن تستأنس به ، و كانت تشعر بالنفور منه ، لأن حب أيمن قد سكن منها الأعماق ،فهو بالنسبة لها الأمل التي تتنفس منه . هكذا بقيت رحاب تعيش على أمل انه في يوم ما سيجمعها القدر بأيمن .
أمواج المجهول قد تأخذنا لشطآن الحيرة .. ولا ندري الى أين تمضي بنا أيامنا المتثاقلة
ففي يوم من الأيام استيقظت رحاب على صوت والدها يناديها ، وكان يبدو على قسماته بعض القلق والتوتر ، فخرجت وسلمت عليه فسألها ألا زلت متعلقة بإيمن و متمسكة برغبتك بالاقتران به، ما كادت رحاب تسمع باسم أيمن حتى اكتسى وجهها بالحمرة والخجل، واستغربت سؤال والدها عنه في هذا التوقيت بالذات ، وطأطأت رأسها ولم تقل شيء ، فتدخلت والدتها ، وأنقذت رحاب من ارتباكها ، وأفهمت والدها بأنها بالفعل ما زالت وبإصرار ترغب به كما هو يرغب بها ، واستفسرت والدتها من زوجها عن سبب هذا السؤال، ففجر هذا الأخير مفاجأة لم تكن متوقعة مخبرا إياهم بأن سمير قد عاد من البلاد التي يعمل بها ، وقد تزوج بأجنبية وحل رحاب من أي ارتباط بينهما ! و في هذه اللحظة انطلقت زغرودة طويلة من فم أم رحاب تعبيرا عن فرحتها الكبيرة ، واستبشارها بزواج ابنتها من أيمن أفاقت رحاب من ذهولها ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك سماعة الهاتف تزف النبأ السعيد لأيمن . هكذا تم لهما ما أرادا في حفل بهيج ، أشرقت فيه شمس الحب من جديد بعد ليل من الأحزان ...iii
المغرب

الخميس، 29 ديسمبر 2022

رسالة من طفلة عربية تأليف / متولي بصل دمياط - مصر


 

رسالة من طفلة عربية

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر

كل عام والأشقاء العرب

في أمانٍ وسلامٍ ورخاءْ

لا يعكِّرْ صفوَهم مما نجدْ

أيُّ كربٍ أو وباءٍ أو بلاءْ

وأنا إن متُّ من برد الشتا

فليقولوا متُّ قدَرًا وقضاءْ

متُّ حرقا متُّ غَرَقا متُّ ظمَأ

متُّ جوعا متُّ مِنْ نقص الدواءْ

مَن يُبالي يا غوالي إن قضينا نحْبنا

في مُخيَّمنا المُشرّد في العراءْ

فاشربوا الأنخابَ أحيُوا لَيْلَكم

وارقصوا غنّوا رجالا ونساءْ

أيُّ عارٍ سوف يأتيكم إذا

مات نصفُ العرب في هذا المساءْ

كم قرأنا في عيونِ الكُتُبِ

كم سمعنا عن إباءِ العربي

وعجبنا من شهامتهِ التي

تُرْتَجَى عند اشتدادِ الكُرَبِ

ربما تاريخنا أكذوبة

مثل ما يعدوننا في الخُطَبِ

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر

 

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

بين الكرى والوسن للشاعر / متولي بصل دمياط - مصر


 

بين الكرى والوسن

كلمات / متولي بصل

دمياط - مصر

أقمرَ الليلُ وشطَّ بيَ الهوى

والنوى قد زادَ نفسي ألَمَا

ليت أنَّا في صعيدٍ واحدٍ

وأراكِ حقيقةً لا حلما

كم جدارٍ بات يفصلُ بيننا

وحدودٍ قدَّروها الظَلَمة !

هذه الأسلاك تدمي حبنا

ليتها تُمْحَى وتُمسي عَدَمَا

نحن من كنا قديمًا أمة

في العلا والمجد كانت عَلَمَا

شعبنا قد كان شعبًا واحدًا

كيف أمسينا شعوبًا أمما ؟!

تنهشُ الأطماعُ فينا مثلما

تأكلُ الكفَّارَ نارُ الحطمة !

وأتى اليأسُ على أحلامنا

فبَرَى العزمَ وفتَّ الهِمَمَا

وعجيبٌ أننا نحيا على

مجدِ من صاروا رفاتًا رمما

نرفعُ الهامات فخرًا أننا

ذات يومٍ قد بنينا هرما

ونغالي في بطولاتٍ مضت

لم نكن فيها يدًا أو قدَمَا !

ونسينا أننا بين الورى

ما صنعنا ورقةً أو قلما

عندنا النيل ونشكو الظمأَ

عندنا مصر ونحيا خَدَما !

عندنا القرآن لكن بعضنا

سفهوا الفقها وعابوا العُلَمَا !

أيُّ عارٍ جرَّهُ الجهلُ علينا

واتّخذناهُ إلهًا صَنَما !

كلمات / متولي بصل

دمياط - مصر

 

 

الأحد، 25 ديسمبر 2022

يطاردون بابا نويل بقلم الأديبة المبدعة / شوقية عروق منصور - فلسطين

 يطاردون بابا نويل

بقلم الأديبة المبدعة / شوقية عروق منصور - فلسطين

رأيتهم وهم يطاردون " بابا نويل " بدلاً من أن يطاردهم " بابا نويل " لكي يعطيهم الهدايا ، هم يطاردونه ، لكي يرحل من هنا ، فهذه الأماكن تشكل اغتصاباً واقتحاماً ، لذلك هم يحاولون طرده حتى لا تلتقطه عيون الكاميرات التي تسجل وتنشر كل تصرف .
وبعد أن يأسوا منه .. قاموا بقذفه بقنابل الدخان ، ثم بإطلاق الرصاص عليه .. وهرب بابا نويل من امامهم ..
تعددت صور بابا نويل ، فلكل بلد في العالم بابا نويلها ، شكله ولون بشرته ، وتعددت صور قدومه ومن يجر عربته سواءً الغزال أو الأسد أو الخروف أو القطط ، أو تتحول عربته الى دبابة أو طائرة أو غواصة ، حسب الظروف السياسية والاجتماعية للبلد الذي يأتي اليها ، لكن في النهاية نراه قادماً حاملاً كيسه المليء بالهدايا .. ومهما اثيرت حوله القصص والحكايات والمواقف والنكات ، يبقى وجوده في أيام الأعياد جزءاً لا يتجزأ من طقوس الفرح الانساني والطفولي الذي يتغلغل في النفوس ، حتى أصبحنا لا نستطيع الفصل بين العيد وبابا نويل .
لكن بابا نويل في فلسطين ، خاصة في مدن وقرى الضفة الغربية يختلف ، خطواته تتميز بالجدية ، لا يحاول الهرب أو العبث أو الاختباء ، لا يحاول افتعال المواقف والقيام بمقالب أو الغناء أو الرقص مع المحتفلين ، أنه بابا نويل جاد ، يحاول سرقة الخوف والاحباط والتساؤلات القاتلة وتحويلها الى لغة جديدة للفرح العابر ، لكن لا يستطيع ، فمهمته مختلفة هنا .. صعبة ، ففي هذه الاماكن البائسة ، بين البيوت وفي المخيمات والفقر ووجوه الاطفال ، وبين قبور الشهداء وفي الكنائس والمساجد هناك خيوط الدم النازفة ، من الصعب مسحها وجعلها شجرة تتألق بالأضواء .
رأيته يخرج في ثيابه الحمراء وينضم الى المتظاهرين ، يقف على الحواجز ويواجه الجنود ، والجنود لا يتحملون رؤية المتظاهرين الذين يقودهم بابا نويل .. لذلك يطلقون الرصاص وقنابل الدخان ، يحاولون ابعاده عن الحاجز وهو يقترب .. وكلما اقترب قاموا بإبعاده .. ثم صوبوا البندقية عليه ..فهرب .. خلف الجدار سألته :
لماذا هربت يا بابا نويل ... أنت تستطيع التحرك والتواجد في كل مكان قال :
- أنني خائف .. أرتعش من الرعب .. لقد قتل أبي برصاصة من جندي اسرائيلي قبل ولادتي .. وعشت في يتم ، تزوجت أمي .. وتركتني في رعاية جدي الذي يصر أن أعمل لأنه لا يملك قوته .. أنا أعمل في دكان للألعاب وقد طلب مني صاحب الدكان أن أرتدي ثياب بابا نويل واقف أمام الدكان حاملاً الجرس .. حتى يأتي الزبائن الى المحل .. وقد وجدت مظاهرة أمام الحاجز ، اعتقدت أن وجدوي مع المتظاهرين سيجعل وسائل الاعلام تنتبه للحواجز العسكرية ، وتبث صورتي على الملأ .. مما يدفع زملائي في عالم بابا نويل الاحتجاج والرفض .
لكن الظاهر أن ثيابي الحمراء وقبعتي الشهيرة ولحيتي البيضاء وجرسي لم تعد جميعها تشكل الدهشة والفرح .
أثناء حديثه .. سمعنا أصوات اطلاق الرصاص من قبل الجنود ..
اختبأ بابا نويل خلف احد الجدران .. انتظر حتى هرب كل من في الساحة ، فخرج .. ناده أحد الجنود ، وصل بابا نويل اليه .. شده الجندي من لحيته ، ثم طلب منه خلع بدلته الحمراء ... لم يتردد فقد قام بخلعها دون مقاومة .. أخذوا ينظرون الى ملابسه الداخلية الممزقة .. ضحك الجنود عليه ... لفوا البدلة الحمراء والقوا بها في الموقد المشتعل الذي وضعوه أمامهم للتدفئة في ليالي البرد .
وقف بابا نويل عارياً .. طلبوا منه الركض .. أخذوا يطلقون الرصاص في الهواء .. وهو يركض .. وصل الى أول بيت دق بابه لم يستجيبوا .. دق ودق وهو يرتعش .. ردوا عليه من فوق ، من الطابق العلوي ، طلب خرقة ، أو أي شيء يرتديه ، وعندما سألوه من يكون ، قال أنه بابا نويل .. !!
لم يصدقه أحد في الطابق العلوي ، بل اعتقدوا أنه رجل منحرف وعليهم ضربه ، فتحوا الباب وأخذوا يضربونه ...
سالت الدماء الحمراء .. على وجهه وصدره ... ومن بعيد ظهر كأنه يرتدي البدلة الحمراء ، لكن لم يسمعوا صوت الجرس وهو قادم .
شوقية عروق منصور - فلسطين

جلجلة قصة قصيرة بقلم الأديبة المبدعة / عايدة ناشد باسيلي - مصر

جلجلة

 قصة قصيرة

بقلم الأديبة المبدعة
عايدة ناشد باسيلي

مازلت أحبها، لم أنسها طوال السنوات التي باعدتنا، وكيف كان لي نسيان "غالية" أو "لولو" كما كانت تحب أن نناديها ، تربينا سويا، كانت الابنة الوحيدة للمعلم "عوض" صاحب المقهى، الذي في أسفل العمارة التي كان يملكها وكنا نسكن فيها معا ، في ذاك الحي الشعبي الشهير .
عم " مرزوق " أبي رحمه الله ، صاحب محل البقالة القريب من المنزل ، مرض مرضا شديدا ، وتوفاه الله وفارق حياتنا ، وكنت وأختي التؤام ، مازلنا في الحادية عشرة من عمرنا .
بعد حوالي العام. تزوجت أمي من تاجر كبير ، أحضرته لها، جارتنا "سنية" الدلالة ، كان مطلقا ، لديه ثلاث من الأبناء، تزوجوا كلهم ، كان يسكن في فيلا كبيرة ، في منطقة لم أكن قد سمعت بها من قبل وهي منطقة "العجمي" .
حصلت على شهادة الطب وبعد اجتياز سنة الامتياز تخصصت في أمراض النساء والتوليد .
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل ، حين استدعيت إلى غرفة الطوارئ ، لأجدها بين يدي. هي"لولو" نفسها جارتي في بيتنا القديم ، لم تتغير ملامحها كثيرا ، جميلة ، رقيقة القسمات ، تميزها تلك الشامة الكبيرة فوق خدها الأيمن ، جاءت حامل في شهرها السابع ، تعاني من آلام الوضع .
ماشاء الله ولد جميل كالبدر ، هذا ماقالته الممرضة وهي تقدمه لها ، قبلته و ابتسمت ودموعها تسيل فوق خديها ، اقتربت منها ، وكنت قد نزعت الكمامة من فوق وجهي قائلة لها : مبروك يا مدام "غالية" الحمد لله على سلامتك ، نظرت إلي ، اتسعت عيناها وهي تقول لي "حسن" ! ماذا تفعل هنا ياحسن؟.
علمت من والدتها أن زوجها قد توفاه الله بعد عام واحد من الزواج ، كان يعمل مهندسا معماريا ، يشرف على بناء إحدى العمارات الكبيرة، حين أفلتت من الرافعة كومة من الطوب ، سقطت فوق رأسه، أودت بحياته .
مسحت بيدى دموعها التى كانت قد ملأت خديها ، ربت على كتفها اقول لها : حبيبتي لا تدعيها ترى دموعك ، ستتأثر بك ، ستبكي ، فهي رقيقة المشاعر مثلك ، ستفسد الدموع مكياجها ، دعينا نسعد بلا دموع بزفاف ابنتنا " جلجلة ".
قد يكون رسمًا توضيحيًا

الوداع الأخير بقلم الأديب المبدع / حسن أجبوه - المغرب

 

الوداع الأخير
بقلم الأديب المبدع / حسن أجبوه
المغرب
رنين متواصل وعنيف، خط الشاشة استوى مستقيما، منذرا بحلول الكارثة. تسرع الأقدام من كل حدب وصوب، الأصوات تتعالى وتحتدم، لابد من الاسراع بحقنه بالديجوكسين : كم ؟
-250 ميكروغرام، بسرعة والا سنفقده !
يزداد تباطئ النبض، ومعها تحتار الرؤوس، وتتبعثر الأفكار، فيقدم أحدهم بسرعة لحمل طارات جهاز الصدم الكهربائي، صادحا بأعلى صوته :
- هيا ضعيه على 50 ميلي أمبير، بسرعة
- بنظرة مترددة، قد يموت..
- لا وقت لدينا...
يصرخ الشاب في وجوههم الشاحبة :
- « كلير »! فتبتعد الأعين، قبل الأجساد، و بسرعة يضع الطارات على الصدر المشعر، يرتجف أكثر، يسود صمت مخيف، إلا من خفقان القلوب والأجهزة.. فجأة سمع طنين الجهاز، منبئا بالبشارة :
- لقد عاد إلينا..النبض مستقر..
تلتف حوله الإشادات من كل جانب، بينما اكتفى كبيرهم صاحب النظارات المقعرة بابتسامة باهتة.
يحاول فتح عينيه، لكن الأضواء المسلطة عليه، تحول دون ذلك، يتناهى الى سمعه همسات حديث:
- ياليت كل الأبناء مثله، وهبها كليته وغامر بحياته لينجد والدته.
- إنه محظوظ، لقد أنقذه الدكتور سعيد..
أنقذني ! كان عليه أن يدعني أعانق ملك الموت، و تضم روحي حضنها الدافئ.
كشريط سينمائي بالأبيض والأسود، يحاول استعادة ذكرياته؛ طفل وحيد، لا يذكر أنه نطق عبارة " بابا "، منذ أن فتح أعينه على الدنيا، وخبرها، لصقت به تلك الكنية، وارتبطت بكينونته، كأنها خيوط شع عنكبوت، تأبى الإضمحلال حتى توقع بفرائسها، " لقيط "، ماذنبه في نزوة عابرة، بين أمه القاصر ورجل ما ؟
- أنت لست لقيطا، أبوك رحمه الله من عائلة محترمة، وأنت ياولدي وقرة عيني، سيدهم .
كلمات كانت فقط للتخفيف، عما يكتنفه من غضب و غل تجاه كل أقرانه الذين يتنمرون عليه..
- يجب أن نرحل من هذه البلدة يا أماه، وبأسرع مايمكن، لقد.. لم أقصد ايذاءه (صفوان ابن الحاج علي)، جعلني أضحوكة بالصف، في كل مرة يسأل معلمنا أن نأتي بمثال عما ندرس، يدرج كلمة
"لقيط" وفي عينيه الحمراوين، شرارة تخترق قلبي، وتعتصر ما في داخلي، إنه يتعمد إهانتي.. أنا فقط وسمت وجهه بعضة، سيتذكرها.. أرجوك يا أماه لنرحل.
تركنا البلدة سرا، تائهين، مجبرين على استنشاق عبق كرامة، في مدينة نتوه في دهاليزها، ولا تصنف سكانها وتعاقبهم على زلات الماضي..
-الحمد لله، يبدو أنك استفقت، سأنادي الدكتور سعيد، فلولاه لكنت في عداد الموتى، لقد أنقذ حياتك..
أحاول أن ألتفت للصوت، لكن إبرا لعينة متبثة بجانبي، وخزاتها تدميني..
- أرجوك سيدي، مازال جرحك لم يلتئم بعد، وتلزمك أيام من النقاهة.
أستفسرها، وصوتي يرتد من خلال قناع الاوكسجين، لا أدري هل فهمت مقصدي!
- اطمئن، أمك كذلك على أحسن ما يرام، لقد نجحت عملياتكما، ستعيش زمنا كافيا لترى أحفادها. ولن تضطر للمدوامة على غسيل دمها..
اه، كم أشتاق لك يا أمي، لا عيش لي بعدك، أنت عزوتي وملاذي. كل هذه السنين، كافحت لوحدك لإسعادي، تنقلت بين البيوت والحانات لتعليمي.. فما كان جزاءك ؟ دار المسنين! اللعنة على تلك المرأة العاقر، خيرتني بينها وبين أمي ! فاخترتها، لمذا ؟ سامحي عقوقي يا أماه. لقد سحرتني بغنجها الزائف، ولما أيقنت من عجزي أمام سخاء أبيها! تفننت بالتلاعب بي..
- كل ما تعيش فيه من بحبحة، هو من كرم أبي و عطفه عليك ! أنت مجرد زوج لابنته. والعصمة بيدي. أمك العاهر مكانها السجن وليس دار المسنين.
أستجمع قواي الخائرة، أنهض، يستتبعني الصوت محذرا من عاقبة القيام..
- في أي غرفة هي ؟
- سيدي، إنها بخير، إنها بآخر الردهة، وقد أقسمت على زيارتك، لا تتحرك، ستقفد المزيد من الدم !
متلاطما بين الجدران، عيوني تخونني، أتعثر بما يواجهني في طريقي، تطول المسافة وكأنها دهر، تحاول أن تمسك عضدي، فأبتعد عنها، لازال الطريق شاقا ومظلما..يطل علي وجهها السمح من كوة زجاج النافذة، يبدو أنها ستعيش، لقد اختفى اصفرار وجهها، الحمد لله..
- ها أنت قد رأيتها، هل ارتحت؟
أطأطئ رأسي بالإيجاب، ملتمسا طريقا لزر المصعد.
- أحذرك سيدي، ستتحمل بمسؤولية تهورك، لابد أن يؤشر الطبيب على خروجك!
يفتح الباب، أدلفه بصعوبة وكفي ضاغط على جانبي الأيسر..
- سيدي، أمك ستسأل عنك؟!
- ليثها كانت أمي ! وداعا.
تمت
✍️ حسن أجبوه
المغرب


السبت، 24 ديسمبر 2022

لا هروب من المكتوب تأليف الشاعر الفنان والقاص / رزق جادو مصر .. دمياط


 لاهروب من المكتوب

تأليف الشاعر الفنان والقاص رزق جادو

مصر .. دمياط
يوجد رجل موظف حكومي اسمه الاستاذ سعد .. يعمل مفتش تموين علي مخابز الخبز المدعم للشعب .
فكان يؤدي عمله بأمانة وحب
وكل يوم يشتري خبز لبيته بجنيهن .. من المخبز الذي يرى أن خبزه جيد ..
وكانت زوجته تحكي لاختها المتزوجة بجوارهم عن الخبز
الجميل الذي يشتريه الاستاذ سعد المفتش وكانت تعطيها منه دائما . ومن هنا أصبحت
أخت زوجته تبعث له يوميا جنيهين حتي يشتري لها بهما خبز . وذات يوم دخل مخبز
وراى ان خبزه جيد وجميل جدا فقال لصاحب المخبز اعطني كيسين من البلاستك ودع في واحد منهما خبز بأربعة جنيهات لأن غدا يوافق الجمعة ويكون إجازة بالنسبة لي فاحضر صاحب المخبز الكيسين ودع في كل واحد منهما خبز بأربعة جنيهات وأصر ان لاياخذ ثمنهم .. وأصر الاستاذ سعد ان يدفع ثمنهم .. فأخذ صاحب المخبز منه الفلوس ووضعها في كيس من الكيسين وسط الخبز دون أن يراه الاستاذ سعد ..
وذهب الاستاذ سعد لمنزله وزوجته ارسلت كيس من الخبز لمنزل أختها ..
ثاني يوم في صباح يوم الجمعة ..
كان لاخت زوجت الاستاذ سعد شاب عنده خمسة عشر عام . قال لامه اعطني عشرة جنيهات علشان اذهب الى مصيف رأس البر .. وانزل البحر مع أصحابي ..امه رفضت وقالت له لا انا اخاف عليك من الغرق .. انت حبيبي وليس عندي غيرك ..
ومع التحايل مع امه مدة طويلة . غضب غضبا شديدا
فقامت والدته وطيبت خاطره
بالكلام الحلو واحضرت له طعام الافطار .. واحضرت مع الافطار كيس الخبز ..
وبدأ يأكل ووضع يده بكيس الخبز ليأخذ رغيف . فوجد بين الخبز عشرة جنيهات فجن جنونه وصار في قمة السعادة
فتناول الطعام بسرعة وقام على الفور وخرج وذهب إلى مصيف رأس البر .. ونزل البحر .
وغرق ومات ..
وترك أمه حزينة ..
تأليف الشاعر والقاص الفنان رزق جادو مصر دمياط

نهاية رحلة الحلقة الواحدة والعشرين بقلم الأديب المبدع / رشدي الخميري - تونس


 نهاية رحلة

الحلقة الواحدة والعشرين
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
بدأ سيّدي المعلّم يحبّ عمله أكثر ويندمج بسرعة مع زملائه الجدد وتعلّم الشّيء الكثير من مديره وتعلّم خاصّة أنّ المعلّم سيّد قسمه حتّى مع المدير نفسه. وقد تعلّمها منه كلّ من عمل معه فهو مدرسة فعلا. تقاعد ذلك المدير وجاء بعده آخرون وبقيت المدرسة كعلم تعرف به الجهة من حيث نوعيّة المعلّمين وعدد النّاجحين في المناظرات الوطنيّة. بعد مضيّ ستّة أعوام في تلك المدرسة رجع إلى سيّدي المعلّم هاجس مواصلة الدّراسة فولداه كبرا ويمكنهما الاعتماد على نفسيهما. ومن جهة ثانية بنيت جامعة في المدينة وأصبح من السّهل التّوفيق بين العمل والدّراسة خاصّة وأنّه ابتاع سيّارة بعد الحصول على قرض" هههههه" إذ لا سبيل لمعشر الموظّفين للحصول على سيّارة أو بناء منزل سوى الاقتراض من البنك وتحمّل الفوائض والخصم من الرّاتب. ذهب المربّي بعد أن استخرج أوراقا مطلوبة ممّن يرغب في التّسجيل بالجامعة واتصل بمكتب التّسجيل. سيّدي المعلّم بدأ شعره يبيضّ وظهر عليه بعض الكبر مقارنة بمن هم في مثل سنّه، عندما دخل مكتب الجامعة المخصّص للتّسجيل وأخبرهم بأنّه يريد أن يسجّل بالسّنة أولى أنجليزيّة ردّ عليه المسؤول بأنّ التّسجيل شخصيّ، والمعني بالتّسجيل هو الّذي يتقدّم لهذا المكتب. ابتسم المعلّم وقال " ها أنا ذا" فالتفت إليه كلّ من في المكتب وكأنّه قال ما يعيب أو كأنّه خرق قانونا ما، وكنت ترى في وجوههم الرّغبة في الانفجار من الضّحك فهي سابقة في هذه الجامعة، وكاد المسؤول هناك أن يرفض تسجيل المعلّم وعوض ذلك طلب منه أن يحضر الدّفتر الصّحيّ من الجامعة الّتي درس بها من قبل. لم يكن ذلك ممكنا فهو غادر الجامعة منذ ثلاثين سنة والملفّ الصّحيّ بالذّات قد يكون أتلف وليس كباقي الأوراق أو الوثائق الّتي يمكن أن تجد لها أثرا في الحاسوب. خرج المعلّم من المكتب وهو يفكّر أن حلمه قد ينهار. وبينما هو كذلك، خرج المسؤول وقال له "صدّقني لو كان الأمر بيدي لمكّنتك من التّسجيل فورا ولكن القانون لا يسمح بالتّسجيل بدون الملفّ الصّحّي" ولأنّ المعلّم يعترف جدّا بالقانون أجابه " لا عليك سأحاول الحصول على الملفّ" كانت المديرة آنذاك مارّة بالقرب من سيّدي المعلّم فسألته" qu'est ce qu'on peut faire pour vous monsieur ?" كانت مديرة المؤسّسة فرنسيّة الأصل وزوجها أصيل تلك المنطقة، فأجابها المربّي محدّثا إيّاها بما دار بينه وبين المسؤول في مكتب التّسجيل. بطبيعة الحال كلّمها سيّدي المعلّم بالفرنسيّة. بعد سماعه طلبت منه أن يأتي معها إلى مكتب التّسجيل و"أمرتهم" أن يأخذوا أوراقه ويسجّلوه في انتظار الملفّ الصّحّي. والملفّ الصحّي هو على مرمى العين" ههههه". أو هو على بعد أمتار. نعم فقد طلبت المديرة من سيّدي المعلّم أن يذهب إلى عيادة الجامعة وأن يستخرج ملفّا صحّيّا جديدا بناء على معطياته الجديدة ثمّ يسلّمه إلى مكتب التّسجيل وبذلك تنتهي الاجراءات ويتحصّل الطّالب الكهل على شهادة تسجيل بالجامعة. وفعلا تمّ ذلك وأصبح سيّدي المعلّم طالبا جامعيّا سنة أولى انجليزيّة. وبعد ذلك ضبط جدولا خاصّا وفّق فيه بين عمله ودراسته، وصار مواضبا على دروسه كلّما سمح له جدول عمله في المدرسة. في الجامعة كان الطّلبة والعملة ينادونه بالعمّ ...... بعض الأساتذة كانوا كذلك ينادونه عمّي.......أو سي.....ولم يكن منزعجا لذلك أبدا ففي النّهاية هو يكبرهم سنّا. مجيء ذلك المعلّم زرع في معلّمين كثيرين الرّغبة في التّسجيل وبما أنّ الباب فتح فلا مناص من الدّخول ههههه حتّى ينتهي خجل سيّدي المعلّم من وجوده بين طلبة في مثل سنّ أولاده. وأحبّه الطّلبة والأساتذة. وبتواجد معلّمين آخرين تغيّرت أشياء كثيرة في السّاحة وعلى مستوى حضور المحاضرات والدّروس التّطبيقيّة فبرؤية الكبار مثابرين على دروسهم والحضور، صار الطّلبة أو جلّهم يحضرون وصار الأساتذة يجدون أمامهم طلبة يسعون للمعرفة والنّجاح أكثر بكثير من ذي قبل. هذا لم يمنع الطّلبة من سؤالهم للمعلّمين "لماذا تدرسون وأنتم في هذا السّنّ، وأنتم متزوّجون ،ولكم وظائف وأولاد ولكم سيّارات؟" كان تواجد المعلّمين وبعض الموظّفين الّذين التحقوا فيما بعد يعتبر غريبا فجلّ الطّلبة يربطون العلم بالوظيفة أو بالعمل عموما. عمّي سيّدي المعلّم نجح وتحصّل على الإجازة والماجستير في اللّغة الانجليزيّة، وهذا ما جعله متخصّصا في تدريس اللّغة الانجليزيّة في مدرسته. تتعاقب الأعوام بعد ذلك بحلوها ومرّها ويأتي دور سيّدي المعلّم ليترك السّبورة والتّلاميذ وتحيّة العلم و سيمرّ مرارا من أمام مدرسته ليتذكّر كلّ لحظة وربّما كلّ درس علق بذهنه.. تذكّر يوما مثلا انّه كان في القاعة عدد أربعة وكان يدرّس سنة رابعة فرنسيّة. في تلك السّنة عوّد سيّدي المعلّم تلاميذه على حفظ القصص الّتي يدرسونها في حصّة المطالعة وفي يوم. من الأيّام حضر مع المعلّم ما يقارب عشرين معلّما ومعلّمة مع مرشدين اثنين ومتفقّد الفرنسيّة ما سمّي بدرس ملاحظة. كان التّلاميذ متحمّسين وناشطين ولعب المعلّم دور المنشّط وأحيانا دور المؤطّر. مرّ الدّرس كأحسن ما يكون وعندما طلب المعلّم من تلامذته الخروج لأنّ المعلّمين سيناقشون بعض الأشياء لاحظ المتفقّد أنّ بنتا كانت ترفع إصبعها وتلحّ في طلب الكلمة فوافقها فقالت أنّها تريد أن تسرد قصّة طلب منها المعلّم حفظها للحصّة الفارطة ولكنّها كانت غائبة فابتسم الجميع وسمح لها المتفقّد بسرد قصّتها وقد أبلت بلاء حسنا بإلقائها وحركات يديها وجسمها وتفاعل قسمات وجهها وعندما انهت استعراضها حيّت الحاضرين كأنّها في مسرح فصفّق لها الجميع لتخرج بعد ذلك وهي فرحة وقد نالت إعجاب كلّ من في القاعة . تذكّر سيّدي المعلّم أيضا أنّ في يوم من الأيّام منح عون خدمات درجة "عامل رئيس" فاعتقد أنّه أصبح رئيس العملة لذلك تخلّى من الغد عن بذلة العمل وراح يأمر زملاءه بالقيام بهذا العمل أو بآخر فاشتكوا إلى المدير ، ولمّا سأله المدير عن تصرّفه ذاك قال بأنّ الإدارة عيّنته رئيس العملة" هههههه" لكنّ المدير ابتسم وصحّح له الفكرة بأنّ ما تحصّل عليه هو درجة في سلّم الارتقاء وليس وظيفة...
رشدي الخميري / جندوبة / تونس

ق ق ج تشييع للكاتب المبدع / فتحي بوصيدة - تونس



 ق ق ج

تشييع

للكاتب المبدع / فتحي بوصيدة / تونس

مبارك، قد حصل على العلامة الكاملة من بين الأموات...
كي يحملونه إلى مثواه، نزعوا باب كوخهم...
بعد الجنازة، أوقدوه...
فيما امتدّ الشتاء، جاوروا قبر والدهم... لا حاجة لباب يُحْملون عليه...
همسوا إليه؛-كم هو دافئ قبرك يا أبانا-.
فتحي بوصيدة / تونس



مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة