« على فكرة » قصة قصيرة
ما زلت أنتظرُها ولمْ تأت بعدْ ، ليلٌ يلقي سكونَه يلفُ أفكاري ، ألقيتُ بجسدي المتهاوي إلى فراشي ، يداعبُني النومُ ، يرتديني الدفءُ ، تتثاقلُ أجفاني ، تمدُّ يديها لي ، تداعبُ خصلاتُ شعرِها وجنتَيها ، تتهادى في ثوبِها الشفافِ الفضفاضِ ، فيتراءى لي جسدُها المرمري المتفجرُ بالحيويةِ ، تداعبُني :
- هيا انهضْ .. فأنا الليلةُ مفعمةٌ بالطاقةِ
- لكنَّ جسدي الليلةَ مُثقلٌ ، خَائرُ الهِمةِ
- إنْ لمْ تنهضْ .. فلن تَلقاني أبداً
متثائباً وقدْ تملكَني النومُ :
- لندع الأمرَ للغدِ
يمتقع لونُها ، يتمزقُ ثوبُها ، يتطايرُ شعرُها ، يخفتُ صوتُها ، تبعدُ ، يبتلعُها الضبابُ الداكنُ ؛ تختفي ، فلا أبالي ، أعانقُ النومَ بشوقٍ ، تطرقُ الشمسُ زجاجَ نافذتي ، يأتيني نهارٌ وضَّاءُ المحيا ، أجلسُ إلى مكتبي ؛ أعبثُ في أوراقي ، أبحثُ عنها دونَ جدوى ..
يضعون فنجانَ قهوتي أمامي :
- علام تحزنُ ؟!
بزفرةٍ حارةٍ وصوتٍ هامسٍ :
- على فكرة .
بقلم #سمير_لوبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق