Translate

الاثنين، 16 مايو 2022

الشاهد بقلم / يوسف غضبان عبدالله بغداد - العراق

 الشاهد . قصة قصيرة

منذ زمن لم يزره أحد في البيت ، وحيداً في المنزل وقد أعيته الوحدة والفراغ وقلة الحيلة وقد قارب السبعين عاماً ، أمسك دليل الهاتف وقرر أن يضع حداً لعزلته حدثته نفسه أن يجمعهم في بيته لوليمة عشاء . فأختار أسماء أربع من أعزهم على نفسه أخوه وثلاثة من أصدقائه حتماً سيأتون وقد لا يأتون هكذا حدثته نفسه . وعده الأربعة انهم سيكونون عنده في الوقت المحدد لهم العاشرة مساءً هو موعدهم . مائدة الطعام اكتملت بأصنافها التي جهد في أختيار ما يحبونه من الطعام والشراب . مرت الدقائق الأولى بعد الثامنة مساء ،ولم يحضر احد وهاهي الدقائق تتسارع تباعاً
كما تتسارع دقات القلب، وجرس الدار صامت، ولم يحضر جميع من هاتفهم . غالبه النعاس فقد بلغ من العمر ما لايتحمله البدن بالسهر الى منتصف الليل . ترك المائدة كما هي
وأنزوى الى فراشه محدثاً نفسه (سأسمع طرق الباب ان جاؤا) وأستسلم لنوم عميق . أفاق منه مذعوراً بعد قام أحدهم بكسر الباب
. اختبأ وراء الستارة خائفاً مرتعداً (أنهم حتماً لصوص . كسر الباب ودخل رجال الشرطة برفقة اربع اشخاص
الأول: ماهذه الرائحة الكريهة أكاد أختنق .
الثاني : أنظر إلى الطعام قد تعفن ولم يمسه أحد . لقد كان يتنظر ضيوفاً
الثالث : فلنذهب الى غرفة النوم ..
الرابع : الرائحة الكريهة تصدر من هذه الغرفة
الاول : أنه هو لا تقترب دع الامر للشرطة انه ميت.
لعل احداً قتله أو تسمم بشيء . ماهذا الهراء الذي أسمعه أنني هنا حسبتكم لصوص.أزاح
الستارة وصرخ بوجههم لقد انتظرتكم حتى غلبني النعاس تباً لكم كم تمنيت ان يزورني احدكم كم تمنيت ان يرن هاتفي او يدق جرس المنزل انظروا على مائدة الطعام في صالة الضيوف لقدأعددتها شرفاً لقدومكم فيها ما لذ وطاب مما
تحبه انفسكم من الاكل والشراب صرخ بهم لما لاتردون عليّ تفاجأ بهم وهم متجمعون على فراشه فرأي جسده النحيل ممدداً على فراشه وسمع همساً بينهم ( الجثة متحللة والرائحة تكاد تخنق ) .
أتجه بنظره نحو الصالة لينظر الى مائدة الطعام وقد تعفن ويبس) تيقن بانه قد غادر
هذا العالم وأصبح في عداد الاموات ولن يسمعه أو يراه أحد منهم . فهو روح بلا جسد
ياالهي لقد مت لم أحظى بهم حياً وهم الان
في بيتي مائدة الطعام نفسها . ونفسهم من حضر . أخذ يصرخ في وجوههم .يا الهي كم ينقشع المعروف عند الاحياء ان مات فاعله . بل يرمى صاحب المعروف بالخيانة . حملتكم صغاراً وظننت أني سأتكأ عليكم . قابلتم ذلك بالنكران والحجود. مالكم الا تسمعون ؟ هل أصابكم الصمم أم انتم للحقيقة تنكرون .
ايها الجاحدون لم تأتوا الي الا بعد موتى كم كنت سعيداً لو أنني رأيتكم قبل ان أموت .
الان انا اسمعكم واراكم لكنكم لن ترونني .
تعساً للغرباء الوحيدون الذين يموتون ولم يشفق عليهم احد .
وطوبى لكل من آثر الخلاص من ظلم الناس
أستمر يصرخ لكن هيهات أن يسمعوه فبينه وبينهم أمد بعيد .
حددت الوفاة قبل عشرة أيام. أطرق الجميع رؤوسهم الى الارض خجلاً فقد كان يوم رحيله هو نفس اليوم الذي دعاهم فيه الى منزله لوليمة العشاء .غادر الجميع بعد ساعات وبقيت روحه سابحة في الفضاء اللامتناهي مع أرواح من غادروا هذه الدنيا قهراً وكمداً الى عوالم أخرى لايتألمون فيها .
يوسف غضبان عبدالله
بغداد العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة