Translate

الأربعاء، 11 مايو 2022

اللوحة المتحركة بقلم / نايلي يوسف - الجزائر


 اللوحة المتحركة

توارت الذكريات في مخيلته الهشة!؟..، لايذكر من ترسبات الماضي الا ما حفرته معاول الصدفة، و ماكان
للمفاجئة من إثارة الانتباه لتواجده..، والغريب ان حضوره الدائم بالاماكن التي اعتاد ارتيادها لم تعطي
انطباعا حقيقيا عن شخصيته الانطوائية..، و لم تنكشف
للناس.، فالسنوات لم تكفي الزقاق ان يطرح رائحة العرق
المنبعثة من بين اللباس المكدس على كتفيه..، و بشعره
الكثيف و لحيته المنبعة الى اسفل..الى صدره يخيل لك انه قادم من العصور الوسطي... بل ان شئت فهو قادم من
العصر الحجري.. لولا تلك الهدوم التي هو بداخلها..،
كانه وسط بئر عميق تترصد انهيار قواه لتجتذبه للقعر
فينتهي لجثة هامدة..، تلك الثياب ذات الجودة العالية..،
و ربطة العنق بلونها الازرق عكست صفاء سريرته و نبل
خصاله..، انها جميلة كوجه البحر الهادئ المصغي لاصوات
المراكب.. و الطيور المحلقة حولها كلما عادت بحمولتها
نحو الشاطئ تغريها الاسماك الطآزجة و هي تركب لوجهتها المحتومة.،
انه هو..، ببذلته " البئر " ملساء الحواف و الجدران.. لن
يخرج منها الا ان يشاء الله..، او ان يتطوع من يهمه
امره و يخرجه منها.،
يبعث الامل في تلك اللوحة المتحركة..، يدفع بها مجددا
لازقاق فتنثر عطرها.. و تخبر جدرانه وواجهات محلاته..،
و المقهي اين يراقب زواره قرب عتباته لاجل تسديد ثمن
قهوة او اي مشروب تبادر الى ذهنه ساعتها..، و مايلبث
ان يمض من زقاق لاخر يحاصر الوقت بلافائدة..، لا ينتظر الكثير من عقارب الساعة؟!..،
لاتعني له سوى سوار بذراعه ينشغل به و في تدويره كلما
احس ان الليل حمل الجميع الى بيوتهم، اما هو فتوارت
الذكريات في مخيلته الهشة..،
لايذكر من ترسبات الماضي الا ماحفرته معاول الصدفة..،
نايلي يوسف / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة