الفستان الأبيض
وفقت أمامه وأصبحا وجهـْا لوجه، وهي مخضبة بكل أنواع العطور وأفخرها،غيرت رائحة الفضاء الموجودة فيه، وأنتشر عبقه في جميع الأرجاء .
حدقت فيه جيدْا وشريط الذكريات مارًا أمامها بسرعة إلا من بعض المحطات المؤلمة ،تأخذ منها لحظات وتزفر معها،ثم رجعت لحالها الأول، وهي تشعر بالغبطة والسرور لأن حُلمها قد تحقق ـ رغم السنوات التي عاشتها ـ وبشائر هذا الحلم المعاش في واقعها كأنها ولدت من جديد ، فراحت غارقة فيه ـ بابتسامة البراءة ـ كطائر يحلق في الفضاء ، أو ملكة متوجة بعرشها كالملاك ، والموسومة بالدلال والتبجيل.
أرادت أن تخاطبه لتعبر عن عمق سرورها ؟ لأن انتظارها طال ، حتى بدأ اليأس يدب نحوها .
عادت إلى فرحتها وهي منتصبة أمامه ، إنها المرآة التي تشاهد من خلالها وهي تلبس فستان زفافها.
بقلم / مصطفى ضو - الوادي / الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق