داء الفتور
يمر الكثير منا بذلك الموقف العصيب الذي يقف أمامه متعجباً من ذاته ، فكيف يقدر على الابتعاد عن الأمر الوحيد الذي يُثْبِت صلاحه وانتماءه لدين الإسلام ؟ ، كيف سوَّلت له نفسه الفتور في العبادة أو عدم الخشوع وقت تأديتها بفعل انشغاله بأمور حياتية أخرى ؟ ، فعليه أنْ يظل متشبثاً بذلك اليقين الذي يؤكد له أن كل أمور حياته لن تتيسر مادام بعيداً عن الطريق السليم للعبادة ويظل كذلك إلى أنْ ينقطع عنه تماماً بفعل وساوس الشيطان التي تُمهِّد له أفعال الشر والطغيان وتجعل كل تركيزه مُنصبَّاً على أمور سفيهة بلا جدوى فيخسر دنياه وآخرته على حد سواء ، فكل البشر معرضون للوقوع بذلك المأزق المؤرق ولكن الأفضل منهم مَنْ يحاول الاعتدال والانضباط والعودة للخشوع في العبادة بشكل تدريجي حتى يقتنع تمام الاقتناع بأنها السبيل الوحيد الذي يحقق له مبتغاه دون خشية الفشل أو التعثر كما ينقذه من الغرق في دوامات الحياة الطاحنة التي تجرفه إلى حيث لا يعرف اتجاهه إنْ فقد صوابه أو سلَّم مقاليد قلبه للشيطان والعياذ بالله ، فطريق الله نيِّر ، ملئ بالبصيرة التي تجعلك ترى تلك الومضة المُشعَّة التي ترشدك للسير في الطريق السليم حتى تصل لذلك النعيم الذي تصبو إليه منذ أنْ وطأت قدماك أرض الحياة لتملأها بالخير والبر والسعى وراء الحق حتى وإنْ ضل الجميع وأحلكت عقولهم وكأنها ظلمة لا نور فيها ولو سكت عنه أهل الأرض أجمعين أو قل مؤيديه ، فلا بد أنْ تكون على يقين بأن مَنْ يتبع طريق الهدى لن يخفق أو يخسر مطلقاً بخلاف مَنْ يتبع أهواءه وهمزات الشيطان التي يُمكِنه التغلب عليها إنْ كان يملك الإرادة القوية والإصرار على العودة لرشده مهما ضل سعيه في بعض الأوقات ، فكل ابن آدم خطاء ولكن ما يُفرِّقنا هو ذلك الضمير اليقظ الذي يجعلنا نستفيق في الوقت المناسب قبل أنْ نطيح بحياتنا في مسار غير مُحبَّذ أو مرغوب وقبل أنْ تفنى ونحن على ضلال وفسق وفجور ، فتلك الصلاة ليست بالأمر الهين والامتناع عنها قد يتحول لأسلوب حياة يعتاده المرء ويكون قد خسر كل شيء بمحض إرادته بفعل انسياقه وراء شهواته و وساوس الشيطان التي لا تتوقف وسوف تُوصِّله لأسوأ مما يتخيل إنْ لم يُحجِّمها في الوقت المناسب ...
الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "داء الفتور"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق