ورقتي في جيب معطفي
بقلم / عبد العزيزعميمر - الجزائر
_ورقة متعبه،من صيف حارق، غيّر لونها ،صفراء شاحبة،كأن المرض داهمها بالوهن والتأرجح،تحت ضربات الريح،التي تتدرّب وتبدي همجيتها في ورقة صغيرة،لم تفعل سوى خروجها للدنيا،مثل بقيّة الأوراق،والنباتات والإخضرار.
_حتى الأم رغم أنها أكثر قوّة،لكن لا تجد حماية عندها ،ولا إسعاف،تترك أولادها يسقطون الواحد تلو الآخر،هم مبرمجون لفراق طويل،ليتهم غادروا الأمّ في صحّة جيّدة! وليت الرياح أعفتهم وأشفقت عليهم لذبولهم ومسار النهاية الذي يمتصّهم بعد عبث ورمي،وضرب ،أكيد أن الورقة لا تتخلّى عن روحها بطيبة خاطر وسكينة كما كانت تتوهم ،في زمن الفتوة والإبتسامة والإخضرار الذي يهدي الحليب ،إنه الشباب،والخلايا الجديدة التي تدفع الدم بقوّة،ايه كانت الورقة مستعصيّة ومتمكنة ،زاهية لاهية،أيام الربيع،ما كانت تعتقد بأن الفتوة والاحمرار يصاب بالصفرة مثل الزعفران،وان الجسم ييبس ويجفّ ماؤه ،ويصبح هشّا ،يتكسّر ويثير طقطقة، تلك الأوراق
تشتهيها الماعز،تتنافس وتلتهم الأوراق تحبّ هشاشتها وفي صوتها افتخار لقوة أضراس الماعز وما تطحن،بابتهاج ونشوة،حتى الراعي يساعدها في جلب المزيد من الأوراق لتعطي مزيدا من الحليب! كل يفكر في مصلحته،وكل يأكل مايفقده الآخر،وتتكاثر وتتكالب المطارق في حالة العجز وعدم القدرة على صد الأذى،تحين الفرص،فرص الضعف والهوان،آه ياورقتي ،احسٌ بألمك ووجعك وهوانك على الماعز،والرعاة،والرياح،وعلى الخريف ،وعلى الزمن،وعلى الحياة،ايه! آكل ومأكول،لا ثالث لهما، وما أمر العدالة؟ أيّ عدالة تقصد!؟ ،،
_العدالة ساكتة ، تتكلم ! وتتخاصم فقط مع الأسد والذئب ! كلّ من له انياب ومخالب ويأكل اللّحم قبل موت صاحبه،فاعلم! أن العدالة معه! عفوا،،بل هو العدل!،وهو السيف! وهو المحكمة! والقضاة،كل شيئ عيش الطغاة وأولادهم ووراثة الأرض ،ويتدثرون بمعطف الديمقراطية وحقوق،،،،وحقوق الطفل ! والمرأة،وذكر المواثيق والمعاهدات.
_ايه ياورقتي سأتذكرك حبا ووفاء ،لقد أعطيتني الظل في وقت الجمر،وأهديتني الثمار فصبرت بها وعشت!
شكرا ورقتي ! اعدك سأحتفظ بك دوما في جيبي مع شهادة ميلادي،وشهادتي الجامعية،هذا ما املك ! هي كذلك أوراق مثلك فنامي في جيب معطفي واستأنسي بأوراقي الأخرى.
_اتركي أمر العدالة،فهي في انياب الأسد ومخالبه، وهي في مجلس الأمن في ثعالب الخمسة الدائمين، يرأفون بدجاج العالم الثالث، ويشتهونه محمرا فقط ،وطعمه لذيذ لأنه يتناول دودة الأرض.
عبد العزيز عميمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق