أحلام مؤجلة
بقلم / عادل سيد
مصر
صغيران.. ينتعلان الأرض، يجران أرجلهما معا، يستندان إلى بعضهما البعض، ترى شعر رأسيهما قد كساه التراب، وبعض بلل الماء حتى صار هذا الشعر جدائل لاتنفك مهما حاول الصغيران ذلك،
أخوان.. ضلا عن ملذات الحياة، ويحسبان أن الملذات هى التي ضاعت منهما، أو هي لم تكتب
لمثلهما أن يعيشا بها، أو يختبروها،
يائسان.. فهذا الأب كثيرا ما كان يغمرهما باللوم تارة، أو الازدراء والاحتقار تارة أخرى، وكأن هذا الرجل الفظ غليظ القلب، لم تتحرك بداخله يوما عاطفة الرحمة بولديه،
فكثيرا ما دأب على طردهما خارج البيت، فلا يجدان ملاذا أو مأوى لهما إلا أن يلتحفا الفضاء،
يتيمان.. ماتت أمهما..، وقد تكفلت زوجة أبيهما تلك المرأة الكنود الخرقاء، بإذاقتهما كل صنوف
الإهمال مرة، وحرصها على إغراء أبيهما بهما، فذلك الأب العاق كان يخشى سلطة لسانها، وسطوة يديها، لذلك فهو لايرد لها رأيا،
ولا يعصي لها أمرا،
راغبان.. أن ينالا من تلكم الدنيا ماقدر لهما من فضل الله، ولكنهما يطمحان على أقل تقدير أن يشعرا معا بعطف أبيهما ورحمة قلبه،
قادران... على تحمل ما يصيبهما من نكد الدنيا، وضجيج تعبها الجسدي، ولكنهما لايطيقان صبرا
على فراغ أفئدة من حولهما من العطف، أو قل الرحمة أحيانا،
آملان.. فى عدل الله أن يعيد لهما ما اغتصبه
بعض خلقه من حق لهما،
مؤمنان.. بأن الأرض وإن ضاقت بهما، فحتما
لن تضيق بهما السماء.
عادل سيد _مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق