Translate

الأحد، 8 مايو 2022

فطـــــــــــــــــــام مصطفى_نمر

 - فطـــــــــــــــــــام

- تولد فى الحياه مرة وتموت الف مرة
- رن هاتفه بعد الساعة الثانية عشر صباحا كما تعود ...جائه صوتها وكأنها تهرب من مجهول...
- لم تمنحه فرصة للكلام ... كل ما يتذكره ... وداع ...فراق...حد تانى....لم يهتم بما سيقال بعد .
- رد عليها طالبا لقاء اخير ؟ وافقت... وتعجب!!!
- اغلق سماعة الهاتف ...وضبط المنبه على الموعد ... ونام بعمق لم يناله منذ فتره عندما بدأت تراوده الشكوك.
-رن صوت المنبه... استيقظ... استعاد وعيه فجأه متذكرا كل التفاصيل حتى ادقها وامتلأ داخله بذكريات حتى فاضت خارجه كطوفان فى مجرى ضيق ... استجمع نفسه مقاوما السيل المنساب داخله ويغمره كالبحر... نجح بعد مقاومه عنيفة فى الخروج من الدوامة... ظانا انه اقوى...ويستطيع الصمود.
- انه محاصر بهداياها وصورها تملأ المكان من حوله، لمساتها وترتيب اثاث غرفته وستائر الحوائط وكل شئ باختيارها ،نعم سلمها كل شئ حتى ذاته.
- قرر ان يكون فى كامل هيئته واناقته .
- ارتدى القميص الاسود والبنطال الاسود والحذاء الاسود والساعه السوداء والنظاره السوداء ووضع الجراب الاسود لهاتفه.
-تحرك فى الشارع بثبات ورهبه واحتراما للحب المقتول الذى سيشيع جثمانه بعد قليل، فهو ميت يحمل ميت بداخله.
- دخل الى المكان الذى تعودا اللقاء فيه ، ولأول مره يدرك الالوان على حقيقتها انها الابيض والاسود فقط ... تساءل اين بقيه الالوان ؟...لم يجبة احد... وادرك انها خدعة اخيرا
- خجلت الاشجار بأوراقها الرمادية واشاحت وجهها عنه ، بكت السماء بالامطار واخذت تواسيه بدموعها لتستعطف حدقه عينه ليبكى ولكنها ابت ، تألم الطريق من سير خطواته عليه يريد ان يطول ويبعده عنها، اختفت الناس تماما ولم يبق فى الكون إلاه وهى .
- جاءت اليه جلست بجانبه قالت ... الزمن...الغصب...حد تانى ... رنت الكلمه بداخله لتكرارها.
- مدت يدها اليه ومد يده اليها احتضنت يده واحتضن يدها ، ودفن الحب فى تربه قلبه.
- رحلت...........
-اخيرا نزلت الدموع ساخنة منحدره على وجهه تعلن تحررها من وهم قوتة انه ضعيف ويحتاج اليها
- جرح غائر فى ذاته لم يعد هو انه شخص اخر.
- بدا يشعر بجوع المشاعر التى كان يأتى منها ...
-عليه ان يواجه الفطام كرجل .
-عرف معنى الفطام اخيرا كرجل وليس طفلا فى حضن امه وما اقساه .
- انه جوع لشئ لن يشبع ابدا ، مهما أكل وشرب.
تمت
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

مدعى الدين بقلم / الشاعر الحزين( حسن عبد المنعم رفاعي )


 مدعى الدين

=========
تدعو نفسك أمير المؤمنين
وأنت غاشم أثيم
مارق عن دين ربك
وأنت تابع الشياطين
أعوذ بالله منك شيطان رجيم
تطعن بخنجر الخيانة
باسم الدين وهو منهم برئ
الدين محبة وتسامح
لم يكن يوما غدر وخيانة
وليس قتل واغتصاب
بدماء الأبرياء تروى
أرض إطماعك وجشعك
الدماء تدعو وتستجير
يا رب العباد تنادى
أنت الحكم
قد استحلوا دمى
باسم الإسلام
ونحن مسلمين
أدعو الإسلام وكفرو المؤمنين
حسبي الله ونعم الوكيل
******** ************** *********
الشاعر الحزين / حسن عبد المنعم رفاعي

لعنة دلال… من حكايات الطفولة بقلم / ليلى المرّاني


 لعنة دلال… / من حكايات الطفولة

ليلى المرّاني
لم أتجاوز الشهر لا زلت حين توفّي والدي، شابّاً في منتصف الأربعينات من عمره. وبدل أن يعتبروني شؤماً، كعادة العوائل البسيطة آنذاك، أحاطني أخوتي وأخواتي الأكبر سنّاً بكلِّ الحبّ والرعاية، وغرقت أُمِّي بأحزانها منزويةً في غرفتها، رافضةً النظر في وجهي. رضعت الحنان الذي افتقدته من كفّي أختي الكبرى، تعلّقتُ بها واتّخذتها أمّاً، حتى جاء يومٌ مشؤوم آخر في حياتي. التحقت أختي بالجامعة في بغداد، وكنّا في العمارة، والتي تسمّى حالياً ميسان. أذكر يومها أني بكيت بحرقة وتعلّقتُ بثوبها، عانقتني ودموعها أغرقت وجهي الذي يتوسّلها ألاّ تتركني كما فعل والدي قبلها. سأعود بعد يومين، صوتها مختنقاً وهي تركض حاملةً حقيبتها، يصحبها أخي. يومها مرضتُ، وفقدت شهيّتي للطعام. شهرُ مرّ، وجاءت، تحمل لي الحبّ والحنان، ودميةً من المطّاط، صغيرةً عارية، تغمضُ عينيها الزرقاوين وتفتحهما حين تنام وتستيقظ. شيءٌ جديد ومذهل في عالمنا الصغير والفقير أن تمتلك إحدى الفتيات لعبةً جميلة، تفتح وتغمض عينيها، ويمكن تحريك يديها وساقيها!
ثياباً جميلةً خيّطت أختي لها بكشاكش وتطاريز ملوّنة، جعلتني أتباهى بلعبتي التي أسميتها - دلال - أمام صديقاتي وقريباتي. أشعر بالفرح والتميّز وأنا أراقب نظرات إعجابٍ كبيرلا تخلو من حسدٍ وغيرة، أنا المتفرّدة التي تتمتّع بترف اقتناءِ لعبةٍ عيناها زرقاوان. فجأةً اختفت دلال، لم يبقَ شبرٌ في البيت لم نبحث فيه، حتى غرفة والدتي المعتمة. تركتني هي الأخرى ورحلتْ كما فعلت أختي، ومن قبلها والدي. يومٌ أخر من الحزن والبكاء، وأعلنت الحداد ثلاثة أيّامٍ لم أذهب إلى المدرسة. شكوكي تحوم حول كلّ واحدةٍ من صديقاتي وقريباتي الحسودات.
وكما اختفت، ظهرت دلال فجأةً. وأنا أفتح الباب في طريقي إلى المدرسة، رأيتها مرميّةً على عتبة الباب، خفق قلبي وكاد يطير من بين أضلعي، عاريةً كانت، رفعتها، صُعقت، عيناها مفقوءتان، دلال الجميلة، عارية ومفقوءة العينين. بيدٍ ترتجف حملتها، ولأوّل مرّة أركض إلى حضنِ أُمِّي، باكيةً أرتمي على صدرها. بذهولٍ وحزن تنظرُ إليّ، وبتردّدٍ تضع يدها على رأسي، تعلّقتُ بيدها أقبّلها وأغرقها دموعاً ساخنة، ونسيت دلال وعينيها المفقوءتين وأنا أستشعر دفء حنان أمي تضمّني إلى صدرها.
لم أعد أطيق النظر إلى دلال، أصبحت تخيفني، أردت التخلّص منها… لبنت خالي الصغيرة ذات العينين الخضراوين الواسعتين والشعر الأشقر، اقترحت أمي أن أعطيها.
بخوفٍ هُرعنا إلى الباب يوماً، وطرقٌ عنيف يكاد يخلعه، عاصفةٌ هوجاء انطلقت زوجة خالي ما أن فتحنا لها، يسبقها سبابٌ وشتائم، وشررٌ يتطاير من عينيها. قذفت دلال بوجهي، تصحبها بصقةٌ كبيرة! لم أفهم ما حدث حينها… بحزنٍ بعد حين .. " وداد، بنت خالكِ فقدت بصرها "، ولولت أمّي. ذهولٌ أصابنا، كيف، ولماذا، وعيناها الخضراوان أين ذهبتا و.. و .. أسئلةٌ كثيرةٌ، حائرة اختصرتها أمي، " يقولون أنّكِ أعطيتها لعبتك العمياء، كي تحلّ عليها اللعنة، غيرةً من عينيها الخضراوين ".
وانقطعت علاقتنا ببيت خالي فترةً طويلة .

أدران الأرض مهدي الجابري - العراق


 أدران الأرض

أشارَ صديقي بيده ونحن نقترب من بحيرة تاريخية، كانت وجهتنا للترفيه وقضاء وقت للتأمل، فضاء واسع صحراء جرداء، نعلم أن مايميزها أنها لاتعيش فيها الكائنات الحية، المياه مالحة..
_ ماهذا؟! أين المياه لقد غارت هل ابتلعتها الأرض...؟
أتعلم إن هذه البحيرة منذ آلاف السنين وهي ترتفع وتنخفض مع المد وجزر البحر، المياه الموجودة ليس مصدرها نهر أو منحدر لمياه الأمطار إنما هي حالة تختلف تماما عن البحيرات… مصدرها قد يكون اتصالها مع البحر...
لنتخطى في أرضها.. لاحظ هنا، هناك ثقوب هي من تكون قد ابتلعت المياه! وبنفس الوقت هي من تعيد المياه إلى البحيرة…
في طريق العودة طلب صديقي الذهاب إلى نهر مدينتنا العريق، الذي يمتاز بعذوبة مياهه، ووفرة خيراته حتى سميت بلادنا بأرض السواد، افترشنا الارض وبساطها الطبيعي حشائشها، يظللنا النخيل الباسق الشاهق، والزرع الوفير.
_ نعم أراك تنظر إلى النهر
_ هذا النهر يوماً ما سيجف!
_ لا تقل هذا.
_ تحكمت بمياهه سياسات.. سيجعلون المياه بسعر النفط
_ اليوم يا صديقي حتى توقعاتك متشائمة.
_ بعدما أحكمت السدود يكون مصيرنا هكذا.
_ وهل هناك انفراج في قابل الأيام.
_ لا.. إلا إذا حدث أمر جلل.
_ ماذا تقصد؟
_ هزات أرضية تحطم السدود.
_ وماذا بعد؟
_ تحل الكارثة.
_ كيف تكون الكارثة؟ والمياه تصل الينا.
_ مخزون كبير للمياه ومن أرض مرتفعة جدا إلى أرض سهلية رسوبية تحدث كارثة.
_ أرهقتنا اليوم أنت متشائم، لنعد من سفرتنا.
في يوم ربيعي الأجواء متقلبة والغبار يغطي المنطقة وتكاد تنعدم الرؤيا، جاء صديقي يتعثر وكأن قامته قصرت ذاك هو صاحب الطول والجمال.
_ قل ماعندك؟
_ لقد سمعت بالأخبار أن هزة أرضية حدثت في السد المقصود؟
_ لنستعد إذن
_ لمن الاستعداد والمياه تأتينا طوعاً.
_ ستحل الكارثة.
_ كيف؟!
_ سيغرق كل شيء وتذهب الأرواح والأموال وتخرب البنايات وتذهب الممتلكات.
_ أحضر لنا سفينة تنجينا من هذا الفيضان الهادر، نكون أنا وأنت أحد ركابها وننظر ماذا يحدث!
لاحظ ذهب كل شيء ذهبت الأموال التي من اجلها زهقت الارواح ذهب كل شيء.
_ وهل هذا الوضع دائم؟
_ لا… سيغور الماء
وها هي سفينتنا رست والحمد لله.. المياه غسلت أدران الأرض فلنبدأ حياتنا من جديد.
مهدي الجابري - العراق

عدلية،اللثام يليق بك! قصة قصيرة بقلم / تركية لوصيف - الجزائر


 عدلية،اللثام يليق بك!

قصة قصيرة
تركية لوصيف/الجزائر
مسلك جبلى تقطعه العنزات فى خط عشوائى،تنط هنا وهناك كما لو كانت تتحرر من قيود الراعى التى يفرضها عليها بالعصا التى نحتها بسكينه الصغير لحظات عودة القطيع للتجمع ..
كانت العصا طويلة بطول الراعى القصير الذى يضع وشاحا يغطى به وجهه ،،
دورية عسكرية، يترجل العسكرى ويتقدم من الراعى الذى لم ينتبه للعساكر التسع ،،
العسكرى كم عنزة لديك ؟
الراعى :تسع عنزات ملك لزوجتى وانا أرعى فى هذا المكان القريب من بيتى
كان الراعى يتوقع طرح الأسئلة ولكن تجنبها بدعوة العساكر على الغداء على أكلة الكسكسى
العساكر يسرون بالدعوة ويمازحون الراعى
ماذا لوكانت مكيدة ؟!!
لم تغطى وجهك؟
دعنا نرى تفاصيله الكبيرة ..
ينزع الوشاح، فتظهر على رأسه خطوط لجروح تنبئء أنها كانت عميقة ،عراك ربما..
الراعى :قطاع الطرق فى الجهة المجاورة ،تعرضت لهجوم منهم ولكن لم يأخذوا القطيع، فقط ضربونى وطلبوا تغيير مكان الرعى..
العسكرى :كم عددهم ؟!!
الراعى :لم أعد أذكر ..
العسكرى :اخبرنا إن رأيتهم
الراعى :سأخبركم..
قطاع الطرق يضربون الراعى ولا يستولون على القطيع!! العسكرى يتمتم ..
كانت الزوجة عدلية تكنس الحوش وقد تلبدت السماء بألوان الغيوم القاتمة ،أدخلت صغارها وأحكمت الإغلاق بوضع حجرة كبيرة على العتبة،كانت ترقب عودة الراعى وحملت السلة لتقطف ثمار التين حتى لا تقتلعها الريح من الأغصان ..
أحست بخطى تقترب منها وصوتا يناديها و اخترق سمعها من ناحية البستان فارتعبت
كانت تدور فى مكانها وهرولت ودخلت البيت الطوبى ،،قطرات المطر تخترق السقف والراعى لم يعد بعد ،،وأحدهم يطرق الباب فتصاب بالذعر ،كان الطارق يعرف اسمها ويناديها عدلية..
كانت تتبين صوت المنادى الذى لم تسمعه منذ عام انقضى ،قمر الليل والليث يقف ببابها
هدأت من روع صغارها وفتحت كان الخال ومعه ثمانية رفاق ملثمين ومسلحين ..احتواها بينما الرفاق صاروا رفقةيداعبون الصغار ..
العنزات فى شطحات تعلن تمردها والزوج الراعى يمعن النظر فى شحذ السكين على الحجرة الصماء التى بيدى زوجته ففهم الرسالة ..
الملثمون ضيوفها والعشاء سيجهز ولكن العنزات تسع والعسكر يعلم ونقصان واحدة تثير الشك..
العاصفة على وشك وطبيعى يضيع من القطيع جدى صغير ..
خيوط الدخان تنبعث من المدخنة وعدلية تحفر حفرة عميقة بالبيت حتى تدفن فيها بقايا الجدى من أرجل ورأس وجلد،بينما رائحة اللحم فى المرق والكسكى أثنى عليها الملثون
الزوح يشكو لصهره تعرضه لهجوم سابق من طرف رجال ملثمين وصار لاىيبتعد عن المكان ولكن اليوم اقتربت منى دورية عساكر ..
هل يشكون بقدومنا؟؟
لقد دعوتهم للغداء..
الخال يوزع الرسالة للرفاق فيجهزون لأى هجمة مرتدة،،ويطلب من عدلية البحث لهم عن مكان آمن..فتشير للقبو..
الزريبة صارت بها ثمانى عنزات ويدخل الرفاق القبو الذى يؤدى لمخرج بسفح الجبل ،،ساعات وصاروا فى أمان..وتحل دورية العساكر ويلحظون خروج الزوجين من الزريبة ليلا..
عدلية :لقد اضاع هذا المعتوه جديا صغيرا وأمه العنزة فى جلبة لفقد صغيرها ..
يتأسف العسكرى ويؤكد على الدعوة التى يقبلها فى المرة المقبلة ،ينفلت الكلب من يده ويشم الحفرة ويكثر من النباح..
فيأمر عساكره بالحفر فيجدون بقايا الجدى المفقود..العساكر يطوقون المكان وينقلان الزوجين على متن المدرعة ويتركون الصغار فى عويل يجرون خلف المدرعة وتظهر وهى تقطع المنعرجات فى سرعة فائقة ..عويل الصغار الثلاث يتعالى ويقترب من مسامع الرفاق..
قمر الليل يضع يده على فاهه فينتبه الجميع فيقلصون المسافات بقطع الأحراش بينما يبقى ملثم يحمى الصغار ..
خط النار مثبت بالمتفجرات والمدرعة تقترب وطائرة مروحية ترقب المكان ،،تجحظ الأبصار و يتباعد الرفاق فى سكون ،تحوم المروحية ثم يتضاءل أزيزها وتغادر ..ينفلت الرفاق كحبات العقد والخيط يربطها فلا تضيع ويعيد ترتيبها قأئدهم قمر الليل..
الأسيران يتوسطان العساكر وينظران فى كل الإتجاهات عسىى قمر الليل يكون قريبا بالمكان فينقذهما..
المدرعة تقترب من خط النار وترتفع وتتطاير منها الأجساد ، وتعود المروحية للظهور فى عنان السماء الملبد بالدخان وتطلق القنابل وكانها فرس تدرس السنابل وتدقها فى شهر ايلول ..كانما الستار أسدل فتسلل قمر الليل للناحية الأخرى حتى يطمئن أو يرافق عدلية فى رحيلها..
العتمة والصراخ والجراح والدماء تفوح مسكا من أجساد الرفاق وكلمة الله أكبر جعلتهم أسودا ضارية تطوق الضباع..
كأنما يقتلع بذرة طاهرة من موضع غير موضعها،عدلية طاهرة تموت على كتفى على أن ينكل بها،كان يركض ويبحث عن مكان آمن لها حتى تلفظ الشهادة.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

زيارة بعد غياب سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية


 زيارة بعد غياب

سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية
وقفت أمام شقتها مباشرة وطرقت بابها عدة طرقات خفيفة ومتتالية مضت برهة من الوقت ولم تفتح الباب كررت الطرق وكان صوته على الباب واضحا..ولم أتلق ردا ايضا ..ضغط على زر جرس الباب وأصدر صوتا أنتظرت أن تفتح الباب ولكن دون جدوى ..تساءلت فى عقلى : ربما تكون خرجت لتبتاع شيئا ؟أو تزاور أحدى جاراتها ؟ عندما هممت بالرحيل سمعت صوتا يأتى من الداخل يقول فى وهن شديد : يا من تطرق الباب...الباب مفتوحا ..أدفعه ..فأنا غير قادرة على الحركة ..دفعت الباب ودلفت بداخل الشقة..كانت الأضاءة خافتة ..رأيتها راقدة على أرضية الصالة على جانبها الأيمن وتحتها مرتبه قديمة ومتدثرة ببطانية متهالكة ..كانت الصاله خالية من قطع الأثاث تقريبا .. ..على الوسادة وضعت هاتفها المحمول وبجوارها زجاجة مياه وهرتين...كانت قد شرعت فى تربية الهررة بعد أن أعتراها اليأس من عدم الأنجاب فوجدت فى تربيتها لها من يؤانس وحدتها ولاسيما بعد أن طلقها زوجها منذ ثلاثة عقود وتركها تتجرع الآم الوحدة وشظف العيش.
بدت شاحبة وهزيلة..تبددت ملامحها وبدت عجوز مسنه غزت التجاعيد وجهها.. ما أن رأتنى حتى انخرطت فى البكاء وقالت وهى تبكى :أخيرا تذكرتنى ...فأنا لم أرك منذ أن رحلت أمك من عشر سنوات الا مرة أو مرتين وكنت دائما فى عجلةمن أمرك..هانت عليك العشرة والجيرة ؟ هالنى منظرها وتغرغرت عينى وقلت لها والكلام تحشرج فى حلقى : منذ متى وأنت على هذه الحالة ...قالت وهى تبكى : منذ فترة ليست بالقصيرة ..قدماى متورمتان وأشعر وكأن موقدا فى باطنيهما لاينطفئ أبدا وأستطردت وهى لازالت تبكى: كل ما أرجوه أن أعود كسابق عهدى وأنهض من رقدتى وأستطيع أن أتحرك .
على كرسى كان موجودا فى الصاله مسحت ما علق به من أتربة وجلست عليه وقلت لها : هل ذهب بك أحد من الجيران الى المشفى أو الى الطبيب؟ هل عرفت شقيقتك التى تقيم بالأسكندرية عن حالتك ؟ أجابتنى وهى تمسح بيدها دموعها : جارتى أم فاطمه فهى لاتتركنى وتقوم على رعايتى ...فأنت تعرفها التى تقيم بالطابق الثالث.. أخذتنى الى المشفى وهناك فحصونى وأجروا لى التحاليل وأعطونى العلاج ومن وقتها وأنا أتناوله دون فائدة... وسيدة- تقصد شقيقتها- رحلت منذ عامين أو أكثر.
تنهدت ونهضت من على الكرسى وأطرقت رأسى فى حزن ...تذكرت شقيقتها عندما كانت تزاورها وتذكرت جاراتها عندما كن يجتمعن كل ليلة فى شقتها يتسامرن ...أننى أتذكر تلك اللحظات فهى لاتزال منقوشه فى ذاكرتى ومخيلتى ... ودعتها والدموع تنهمر من عينى وغادرت المكان وأنا لا أكاد أرى أمامى .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

قدور الشر علي الجوراني / العراق


 قدور الشر

يصنعون من الشياه ذئابًا ويشكون من وحشية افتراسها.
لم يسْتغرب كما استَغربَ شرذمة الوجلين المتملقين هذه، وقد سمع رجيف قلوبهم يكاد يكسر أضلاعهم، عشم مطففين أن يجّمَ مكيالهم، يسوقون بعصا تزلفهم تهانيهم المزيفة، أصوات مخنوقة يرافقها رشفًا للرضاب؛ سحقَتْ رقابهم قوائم كرسي منصبه الجديد، ذلك المنصب نَوَال يده المدماة ودسائس ومكائد نصبها أفخاخًا في طريق المعارضين والمناوئين لنظام الحكم كما كانوا يطلقونها عليه، عندما كان طالبًا جامعي، لم تتعدى أحلامه وظيفة تحفظ ماء كرامته، وكأي مواطن متذمر.. لعلع لسانه في المقهى والشارع وبعض التجمهرات هنا وهناك، إنسان حر.. كان له رأي في الشأن السياسي أبداه بكل حرية من غير أريحية! ولم يدرك إنه شريك الأفكار مع الخط المعارض..الذي يحارب بوسائل غير شرعية ومنافية لضمير السلطة!دارت رحى الاجتماعات السرية في العاصمة، تزاوجت أرائهم فأنجبت قوانين هجينة كان هو أول ضحاياها؛ وضعوه في خانة الخونة والخطرين، صادروا وظيفته ورموه في الشارع بين أناس نضح إنائهم أخيرًا، ولايعرف ما سر هذا الغيض المكظوم، ألسن البقر انقلبت وأصبحت دقيقة كألسنة الأفاعي، أوقدوا للشماتة نارًا، وتهديد إيحائي لاذع، تأسّدَ الجبناء وعاملوه كفريسة ليعتدوا عليه ويتكالبوا حوله: صه على جبينك ملف مطموغ وإلا أيها الحثالة...، أكثرهم جرحًا أقربهم صلة به، وبين الفينة والأخرى تسوق الوشاية جهات أمنية فيُقتاد بالركلات معصوب العينين، جهة مجهولة وتحقيق مرير، وشاية كاذبة من حقود حسود شعرَ إن حاجبه علا عينه فإمتعض، أو طالبا بثأر على أخصومة تافهة قديمة، فكان كل يوم يطلق سراحه فيه عيدًا واستجابة لدعوات زوجته التي تقضي أيامًا تخفف الأورام المبعثرة فوق جسده وتقلب أثار التعذيب الكهربائي، فأحدث الخوف المتكرر رجيفًا في قبله وأرق دائم، مما إضطره الهروب إلى حيث هو نفسه لم يتوقع أن يذهب إليه مطلقًا، يبحث عن نسمة اِطمئنان؛ وهنا حدث ما لم يكن بالحسبان، في أروقة أكبر مقرات الدولة وبالصدفة التقى بأعز صديق عليه، بينهما عشرة "زاد وملح"، تلقفه بالأحضان والترحيب وتبادلا التحية يخالطه شعور الخوف والطمأنينة، بعد فنجان القهوة استفهم كلاهما عن الأخر فوجد صديقه فردًا مهما في الحاشية، حكى ماآلت إليه ظروفه، حدّق في سحنته مطولاً ثم قال: لاعليك سهلة جدا، أولا تعلم أن كل شيء تغير...! من الأن أنت من الوطنيين المخلصين وبكفالتي، ومن ذلك اليوم أصبح كما قال، نفّذ ماطلبوه منه بالحرف فتلطخت يديه بدماء لايعرفُ أصحابها وسجّلَ فديوهات فضائح من لايخصه فاعليها، إبتزاز.. تهديد..خطف..إغتيال فلقي المديح والاِستحسان أمامه على مكاتب الكبار ولسان حال صديقه يقول: تفوق الطالب على الأستاذ فنال مانال منهم وتدرج شيئًا فشيئًا حتى نالَ أول منصب محى كل سجلات الشبهة التي أحاطته بعد تسنمه، تحوّل من مرعوب إلى مُرعبٍ ومن مُعذَبْ إلى جلاد، وهنا تأمل في وجوههم، هذا الوقح وذاك الحقير وحتى تلك الغير متربية أما آن الأوان لأسحقهم بحذائي انتقامًا، أم أترك الخوف الذي أذاقوني إياه ينخر قلوبهم وأرمي عبارات مشفرة مقلقة تزرع في قلبهم رهاب دائم، فأتاهم مالم يتوقعوه...
علي الجوراني/العراق
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏لحية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة