متعة و حسرة
قصة قصيرة بقلم / ناجح أحمد – صعيد مصر
ذات ليلة كنت واقفا أطل من شرفة منزلي المطل على البحر ، حيث أملي النظر للقمر الذي يبدو بدرا ، و البحر أرى بريقه يتلألأ كالسحر يجذبني ، و بينما أسبح بخيالي و إذا بي على الشاطئ الأخر تسرقني برهة من الزمن وردة وحيدة ، كانت من أجمل ما رأيت ، فحدثت نفسي إذا كانت بهذا الجمال ، فما بال عطرها ؛ اشتقت للوقوف جانبها عن قرب و لو ثانية ، لكن برد الشتاء قاس ؛ فوقفت في حيرة شديدة و شغف لم أرَ له مثيلا من قبل ، أمام عيني و لا أستطيع حتى أن أحدثها أو آنس و حدتها ، أقول لها : تعالي ، و لما لا ؟ ، كيف ؟! ، قد جن جنوني ، و لكنني تمالكت نفسي و استجمعت قوتي العقلية و حاولت التركيز لإيجاد طريقة للوصول إليها ، فطرأت الفكرة ، نعم أنا قد تعلمت السباحة ، و البرد سيدفئه لهيب الشوق ، فأسرعت إلى الباب و فتحته و رحت و كلي إصرار أن أتخطى كل العقبات مهما كلفني الأمر ، و حينما اقتربت أطلقت البصر نحو الشاطئ الأخر فإذا بمن يقطف وردتي الوحيدة و يأخذها نحو مكان مجهول تغرب فيه الشمس ؛ فذرفت العين اليسرى دمعة وحيدة سقطت على قلبي و كأنها تقول له لا تحزن يا قلب.
ناجح أحمد - مصر