Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة يوليو للقصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة يوليو للقصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 17 يوليو 2022

عطر الذكريات (منير علي) السودان


 

عطر الذكريات

(منير علي)
السودان
ما كان مجرد أريج ينبعث من ناحية مدرسة البنات المجاورة لمدرستنا، كان عطرا يشغل كل حواسي مجتمعة إلا حاسة واحدة ناقصة تُكمّل الحواس الأربعة، فإنها تخص عشقا طاهرا معافى، أريجاً محرما على التلميذات فإنهن لم يبلغن أجله حصرياً للسيدات المتزوجات، فرحت أفكر من أين جاءت، تلك الرائحة الذكية تقلب مواجعي منذ أن كنت في مرحلة ما، أَلاَ وهي أيام الصبا، ونحن تلاميذا بمرحلة الثانوية حيث بدأنا نشم رائحة عرقنا أنا وبقيتنا، ومن هم في عمرنا، كنت شديد الحساسية، اتجاه اي رائحة، إلا رائحة تعودت عليها وأحن لاستنشقها لسنوات، إلى أن تزوجت فتلك الرائحة هي نفسها من ضمن عطور زوجتي لكني لم أنتبه له إلا في لحظة ما، جمعت بيني وبين تلميذة كنت أعرفها في تلك الأيام، وليست مجرد معرفة وحسب، والغريب ما في الأمر كان نفس المكان الذي كنا أنا وهي فيه من قبل أعوام قد مضت، جاءت الأقدار تعيد ما فات، حتى عادت حواسي كماهي، ولكني لم أشتم رائحتها كما في سابق عهدها، لأن مذاق زوجتي الخاص؛ أكمّل بقية الحواس الخمسة.
(منير علي)
السودان

وما دخل العمر؟ م.فتوح - تونس


 

 وما دخل العمر؟

م.فتوح
تونس
وقف أمام المرآة يحلق ذقنه...سألته تجاعيد وجهه عمّ بقي له من العمر ...فاجأه السؤال...لم يفكّر قطُّ في الأمر من قبلُ فقد خلا ذهنه من مثل هذه الأسئلة ولعلّه نسي تماما أو تناسى أنّه كلّما ازدادت تجاعيده عمقا وانتشارا سارع نحو الموت وإن تباطأ خطوه وثقلت حركته.... كيف له أن يعرف ما تبقّى من عمره؟...ربّما يوم...يومان...شهر... سنة أو سنتان...أو لعلّه يَسقط اللحظة أو بعد حين.... من يدري؟...لو كان الأمر بيده لكتب لنفسه مزيدا من العمر علّ لقاءات الجارة فاطمة تروي ظمأه لحضنها وإن كان الحب ظمأ أبديّا لا يعرف ارتواء...
هو لا يطمح للكثير فقد علّمه جسده في سنّه المتقدّمة هذه أن يكون قنوعا...يكفيه أن يستعذب محادثتها ويمتلئ بنبرة صوتها وموسيقى ضحكتها....تجاهل ذات لقاء حواجز الأعراف والتقاليد...تجاهل أنّه متزوّج وأنّها إمرأة محصنة...تجرّأ وألقى في أذنيها في غفلة من الحاضرين: أحبّك يا امرأة
لم تقل شيئا لكنّ ابتسامتها الخجولة باحت بأحلام عذبة وأمنيات جميلة....
نادته زوجته مفيدة إلى فطور الصباح جلس قبالتها وفي رأسه صوت أمّ كلثوم يصدح بأغنية "مدام تحب بتنكر ليه ".
ظلّت مفيدة صامتة على غير عادتها. فجأة ألقت ما بصدرها دفعة واحدة:
- يجب أن نطلّق...لم أعد أستطيع العيش معك...
عقدت الدهشة لسانه...
- في حياتي رجل
قال ضاحكا كأنّما يريد إخفاء ذهوله:
- أنت حتما تمزحين...رجل في مثل هذا العمر...؟ أنت...
قاطعته بثبات:
- وما دخل العمر وما بقي منه؟ في حياتي رجل
- وكلام النّاس؟
- للنّاس كلامهم وليَ حياتي...
- ومن هذا الذي أخذ عقلك؟
هل أعرفه؟
صمتت لوهلة ثمّ ألقت قنبلتها:
- الصادق زوج جارتنا... جارتنا فاطمة....
م.فتوح
تونس

في استقبال المستشفى د. إبراهيم مصري النهر - مصر



في استقبال المستشفى
د. إبراهيم مصري النهر
مصر
تلقي نظرة أخيرة على هندامها وزيها الرسمي إلى المرآة، إنه كما يجب أن يكون لا كما تحب. بلوزة بيضاء فوق جيبة سوداء وتتدلى (الكارافتة) الحمراء على البلوزة، لم يبق إلا شيء واحد وهو ابتسامتها التي يجب أن تكون حاضرة ولا تفارق وجهها أبدا؛ كونها موظفة استقبال بمستشفى خاص.. تبحث عن هذه الابتسامة في خلجات نفسها، في صفحات ذكرياتها لتزرعها على شفتيها، لكن أنَّى لها أن تجدها بعد أن أنهت مكالمة شقيقها هاتفيا للتو في بلدها النائي لتطمئن على حالة أمها الصحية، الذي أخبرها أنها ما زالت على حالتها منذ تركتها في آخر زيارة، لم تتحسن قيد أنملة.
في أمس الحاجة إلى جراحة قلب مفتوح، ذات تكاليف باهظة -والعين بصيرة واليد قصيرة- وبدأوا في إجراءات عملها على نفقة الدولة التي تستغرق وقتا طويلا لأخذ التأشيرة ثم انتظار الدور في قائمة العمليات الطويلة.
دلف إلى الاستقبال أثناء هذا الاستغراق في التفكير أول مرضى هذا الصباح، ردت عليه التحية مغلفة بابتسامة لا تدري أين عثرت عليها، وهزة من رأسها مصحوبة بانحناءة خفيفة.
نظر إليها، تأملها تأمل من يريد شراءها، نقَّل نظراته من أخمص قدميها مرورا بقوامها كله، وانتهاء بخصلات شعرها التي تحملها دفقات هواء التكييف الباردة لتداعب وجنتيها تارة وتنزاح عنها تارة أخرى...
لم تلق لنظراته المتفحصة بالا، وتظاهرت بعدم الانتباه لها، وسألته: أي عيادة تبغي؟
أجابها باختصار شديد، وبدون ذكر اسم طبيب معين، وبدون إملاء شروط محددة، وبعد انتباهة من شروده: عيادة الأسنان، وأكمل: ولكني أريد أن أتحدث إليكِ خارج نطاق العمل.. وكمن فقد لسانه أشار لها بيده إشارة من يطلب أن يجالسها.
ردت عليه بلغة ليس فيها خضوع ووجه اختفت ابتسامته المصطنعة: عفوا يا أفندم، لا أستطيع، التعليمات هنا صارمة بألا نتحدث إلى مرتادي المكان فضلا عن مجالستهم.
جلس في صالة الانتظار كالغارق ذراه.. تأكد أنه ينفخ في غير فحم.
ووقفت في مكانها خلف (كاونتر) الاستقبال الخشبي، وأخذت تتفرس فيه بامتعاض. لا تدري إن كان القبح الذي تراه فيه حقيقيا، أم أوحى به تصرفه معها. رأت جسما ضخما، وكرشا تقاوم ضغط القميص، ورقبة غليظة اضطر معها أن يحل رابطة العنق قليلا، وعينين جاحظتين خلف زجاج النظارة الطبية، وذقنا حليقة يبدو من تثنيها أنها أكثر من ذقن!
في ذات اللحظة دخل مدير المستشفى ولمح هذا الرجل، اتجه إليه بخطوات، يهتف مبتهجا: أي ريح طيبة ساقتك إلينا يا سيد بيه؟!
وانحنى ليصافحه.. لم يقف له وصافحه جالسا.
حدج الموظفة ببصره وخاطبها بحدة لائما ومعاتبا: لماذا لم تفتحي لمعالي الباشا غرفتي يا مي؟! ألا تعرفين سيد بيه الشابوكشي أكبر رجل أعمال في بر مصر!.. حسابك معي فيما بعد.
استنهضه واصطحبه إلى مكتبه متأبطا إياه..
في الطرقة تذكر مرض أمها؛ التفت إليها وسألها: كيف حال والدتك اليوم يا مي؟
نظرت إلى الأرض وبصوت خفيض أجابت: الحمد لله.
بعد دقائق معدودة طرقت مي الباب وقدمت مشروب الضيافة وانصرفت..
قال المدير: مي ليست في غاية الجمال فقط بل في قمة الذكاء أيضا، لكنها ليست على ما يرام هذه الأيام نظرا لمرض أمها.. وسرد له حالة أمها الصحية بالتفصيل..
تبسم رجل الأعمال ابتسامة عريضة كمن وقع على صيد ثمين، وقال: أنا أتكفل بنفقة العملية كاملة من الألف إلى الياء، وفي أكبر مستشفيات القاهرة أو خارج مصر على حسابي الخاص، وتُجرى لها اليوم قبل الغد.. وأسرَّ إليه بشرط، واستأذنه.. أوصله المدير إلى عيادة الأسنان، ثم استدعى مي وسمح لها بالجلوس وقال لها: ستُجرى لأمك العملية في أقرب وقت وفي أكبر المستشفيات، ولكن...
وقبل أن يكمل؛ هربت بعينيها بعيدا، وبوجه يفتعل الابتسامة قاطعته بصوت مغصوص: أوافق على الزواج منه! أوافق على هذا العرض!
د. إبراهيم مصري النهر
مصر

السبت، 16 يوليو 2022

حكاية لم تنته بقلم / أميره صارم سوريا


 حكاية لم تنته

بقلم / أميره صارم 
سوريا
وعدها إنّه قادم، أخذت تراقب الطّريق من غير أن تنظر بعينيها، كان هدير قلبها يخبرها إن كان قد خرج أم لا وكم المسافة الّتي قطعها وكلّما زادت دقّات قلبها أحسّت إنّه اقترب أكثر وأكثر.
هاجت الخواطر و المشاعر الجيّاشة في تلك اللّحظات، تمنّت لو تستطِع أن تضمّه وهو يترجّل عن درّاجته بقوّة أبديّة لا يفصلها إلا الله و يحملها بين ذراعيه غير آبهٍ.
لكنّ الحياة المزورة بحملها لا تبيح
تنكر الحق و تبيح الباطل.
دخل المكان أناره رغم ظلمة النّهار
أحست الكثير لكن الكبرياء منعها من البوح
كانت تنظر إليه بشغف منقطع النظير، وهو غير مبالٍ أو ربّما حكم قدره.
قبّلها على الجبين، تناول طعام الفطور الأخير
وهو يحدّثها عن حبّه القديم بكلماتٍ حزينة، و هي تراقب بصمت منقطع النظير، كانت عيناها تروي قصائد العشق دون أن تبالي بحديثه عن أخريات،
كانت سعادة حب بلا وصال وبعيدة المنال تحكمه الكثير من العوائق، فاختلاف الأديان وتسلّط الواقع ومرارة العادات والتقاليد قتلت حبّ لاينتهي.
بقلم / أميره صارم 
سوريا

منزل متواضع بقلم / محمد سلاك


منزل متواضع
بقلم / محمد سلاك

في أسفل التلة و بجوار المدرسة يتواجد منزل عتيق ، يختزن الألم الذي يعكس الوجه الآخر للوطن، اناس يخفون أنفسهم من أعين المجتمع ، و ينتظرون بفارغ الصبر حلول موعد الهجرة للمغادرة.
تكدس أربعون فردا داخله، و توزعوا على أربعة غرف للنوم ، لدخول المرحاض عليك الإنتظار حتى حلول دورك و إن رغبت في اقتتاء اغراض من الخارج عليك بدفع العلاوة ، الكلام ممنوع و حتى الموسيقى، غلق النوافد و الباب الخارجي واجب محتم إذ لا يفتح إلا ليلا بعد حضور طفل مراهق،
بعد مرور أسبوعين ارتفعت الأصوات و حل الضجيج محل السكون، فتحت النوافد و الباب الخارجي، بين الفينة و الأخرى يطل أحدهم ليغازل فتاة أو يسأل عن حاجة، استشعر بهم الجيران، فوصلت الأخبار سريعا لمركز السلطات، هذه الأخيرة لم تضيع وقتها هباء بل لبت النداء، و أحضرت ثلاث عربات لحمل الجميع، توقفت قرب المنزل العتيق و أخرجوا الهراوات، دخلوا بدون إذن مسبق و تهافتوا على ضربهم دون رحمة و خاصة ذووا العضلات تلقوا نصيب الأسد و أصيبوا بكسور و جروح لم تندمل رغم مرور السنين .
محمد سلاك

 

إعترفات بقلم / حسن أجبوه المغرب


 إعترفات 

بقلم / حسن أجبوه

المغرب

* توضيح : السادة القراء، تجدون في هذا التقرير قصة واقعية نتحفظ عن نشر إسم صاحبها بناءا على طلبه :
القصة :
أنا لست لا دجالا ولا عرافا ولا قارئا للكف. أنا مجرد رجل أحبني الجميع، فأغدقوا علي بعطفهم وحنيتهم وأحيانا بمالهم، لا أدري من أشاع بين الناس بركاتي الربانية ؟ ومقدرتي على فك النحس وقراءة الطالع! المهم أن الأمر تخطى حدود قريتي المنسية، فأضحت الألسن تنشر خبر تواجد " الشيخ المغربي " ذو اللحية البيضاء المشدبة والعمامة الخضراء والجلباب الناصع البياض. صفات أعتقد أن جميع من هم بسني الذي تخطى العقد السادس يتصف بها. وليس في الأمر شيء من المعجزات أو الخوارق. ربما بدأ الأمر في يوم ماطر وبارد من أيام شهر شباط، عندما سمعت طرقا شديدا متواصلا بباب كوخي الطيني، وأنا في غمرة الإنشغال بمحاولاتي المتكررة لإيقاظ نار المدفئة القديمة، وما شاب ذلك من تصاعد للدخان ورائحة الأغصان الخضراء التي يصعب حرقها، مما أضفى على جو الكوخ نكهة بيوت الكهنة. دلفت إمرأة أربعينية ترتدي خمارا أسود يكشف تضاريس بدنها، ومن عينيها التي صبغ الكحل عليها صبغة حزينة، شرعت في سرد جمل غير مكتملة لم أستشف منها سوى أنها على أبواب الطلاق وبأن زوجها غادر البيت تاركا وراءه خمسة صغار بدون معيل. حاولت بشتى الطرق أن أشرح لمحدتثي أن ما بيدي حيلة ولست الشخص المنشود ! بكاءها المتواصل وترجيها لي بمساعدتها لكي تتخطى المأساة، جعلني أرتجل حيلة لتسريع مغادرتها حتى يتسنى لي تحضير وجبة العشاء. لذلك بدأت أسألها أسئلة عشوائية عن اسم زوجها وإسم أمه وسنه ... بعدها أخدت ورقة كان بقال القرية قام بلف السميد فيها. رسمت بها بعض الأشكال، طويتها لها بسرعة موضحا أن بها الحل. ولتعقيد الأمر عليها، أسررت لها بضرورة دفنها ليلا بعيدا عن أعين القضوليين، بعد أن تحرص على نبش قبر أم زوجها. لا أدري ماحصل !
بعدها بأيام، ذاع صيت بركاتي بعد عودة الزوج لأحضان زوجته وندمه على مافعل وطلبه للصفح.
والباقي معروف للجميع.
إنتهت القصة.
ملاحظة : إعترافاتي هاته هي مجرد تصريحات شخصية للمجلة، ولا أقبل بأي شكل من الأشكال نشرها إلا بعد وفاتي.
 حسن أجبوه✍️
المغرب

جيوب الفقر قصة قصيرة بقلم / سمير عبد العزيز مصر


 جيوب الفقر

قصة قصيرة
بقلم / سمير عبد العزيز
مصر
غادر ماكينة الصراف الآلى بعدما تحصل على راتبه الشهرى وكعادته أعاد عد النقود أكثر من مرة وبعد أن اطمأن وضعها فى جوف جيب بنطاله لترقد بأمان وأستيقظت فى رأسه من مرقدها الديون والأقساط والفواتير المنزلية ومصروف البيت .و..و. كادت رأسه أن تنفجر من كثرة التفكير والضيق ..مضى يقطع الطريق الى المنزل هائما على وجهه حتى كادت أحدى السيارات أن تصدمه لولا يقظة السائق الذى تفاداه وراح يكيل له بالشتائم...سقط على الأرض من شدة الهلع ..تجمع المارة حوله بسرعة ورفعوه عن الأرض ..حاول أن يدفع عن نفسه ما أصابه من هلع فطمأنهم أنه بخير وشكرهم ومضى فى طريقه .
أستقبل هاتفه اتصالا من ابنته تذكره فيه أن لاينس ما طلبته منه البارحة ...بعد برهة تلقى اتصالا من ابنه يحثه على سرعة العودة للمنزل كى يعطيه نقودا يبتاع بها هديه لخطيبته.....وما لبث أن أنهى الأبن اتصاله حتى تلقى اتصالا من زوجته تستعجله فى شراء قائمة الأشياء التى طلبتها منه قبيل أن يغادر المنزل صباحا ودونتها له فى ورقة ووضعتها فى جيب قميصه ...تحسس النقود فى جيب بنطاله خائفا وكى يطمئن عليها فلم يشعر بها ..أصابه الذعر فوضع يده وهى ترتعش فى جيب بنطاله فلم يجد النقود أخرج احشاء جيوب بنطاله الأمامية والخلفيه فكانت جميعها خاوية .
سمير عبد العزيز- مصر

ماء الحياة بقلم / محمد نشوان مراكش / المملكة المغربية


 ماء الحياة

بقلم / محمد نشوان
مراكش / المملكة المغربية
-----------
في الجهة المظلمة من حارتنا ، ناس تهزم الحياة بماء الحياة ،تغني ، ترقص ، تتألم ، تقاوم ...
في حارتنا كل الأشياء صالحة للبيع ، كل ما يخطر على بال انسان ، خبز يابس ،قنينات زجاجية أو بلاستيكية ، متلاشيات ، خردة مهملة ...هياكل آدمية بأسمال بالية . بائعو مأكولات رخيصة ، بائعو سجائر بالتقسيط ، بائعات الهوى و بالتقسيط المريح . عالم عجائبي ، غرائبي و بامتياز ... و أنا وسط هذه الفوضى ، تائه أبحث عن حبل نجاة ، عن شعاع ينير طريقي ...
الحارة بمن فيها و ما فيها مليئة بكل أنواع البؤس ، و نحن هنا صامدون ، باقون ، نهزم الحياة بماء الحياة ، نضحك ، نبكي ، نتألم، نتعارك ، نفعل المستحيل للبقاء أحياء . و مسؤولو مدينتنا ـ أكرمهم الله ـ أحاطوا حارتنا بجدار إسمنتي ، و رسموا على واجهته لوحات و خربشات لإخفاء ما بالداخل ، ربما أرادوا بإبداعهم هذا ، عزل هذا البؤس البشري ، و لو إلى حين ، و نحن هنا باقون ، صامدون ، نضحك من الحياة بماء الحياة .
يبدأ ليلنا المخمور بالضحك و الغناء ثم ينتهي بالنحيب و البكاء على الأحباب و الأصحاب ، على سوء الطالع و على مرارة التهميش.
يتكلم مصطفى أصغرنا و أعقلنا ليبين لنا أن الخمر يشفي المكلوم و ينصر المظلوم و ينعش آمال المحروم ، ولا ضير إن بالغنا في شربها و لو كانت مغشوشة .
كريمو مشاغب الحارة ، تحدث و أفاض ، و قال كلاما كثيرا لم أعد أذكر منه إلا القليل : ماء الحياة يا رفاق ، إبداع محلي ، إنتاج عبقري غايته تشجيع الانتاج الوطني ، و محاربة المنتوجات الاجنبية ، اجتهاد مقبول في زمن كثرة الفتاوي و الإجتهادات .
حائط حارتنا ، بمثابة صحيفة يومية ، نكتب ، نعبر ، نشتم بقاموس قل نظيره في لغات العالم الأخرى ، نخترع كلمات في السباب لم تعرفها لغة إنس و لا جن ...
تخرج الكلمات من أفواه السكارى ، بشكل مستفز يجعلك تشعر أننا نتقيؤها.
ليل حارتنا لا ينتهي إلا ليبدأ ، وحده الشعر يكسر برودة ليالي مراكش ، كنا نتفاخر بحفظنا لأبيات من شعر عنترة بن شداد و ترديد أغاني الغيوان .
"لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
و جهنم بالعز أطيب منزل"
تدور الرؤوس بالتي كانت هي الداء، نتكلم في كل المواضيع ، و في الصباح ننسى كل شيء ...
هذه الليلة ، كانت ليلة استثنائية ، فقد كان ـ عزيز أو عزيزة كما يحلو لنا أن نناديه . هو أنيسنا ، واحد من أبناء حارتنا ، أغرب ما فيه هو أنه جمع بين الدلال الأنثوي و الصوت الذكوري ، و ما أجمل أن يجتمع النقيضين في جسد واحد و روح واحدة ، كان عزيز يتقن الأغاني الإسبانية ، يسافر بك عبر الزمن إلى قرطبة ، تلعب الخمرة برأسه ، فتصبح ملامحه صارمة ، يقف بقامته الممشوقة يضرب الأرض بقدميه ، و يؤدي رقصة الفلامنكو تتناغم حركات الأقدام و الأيادي ... يتدلل ، يتبختر ، ماريا باخيس بثوب مغربي، يتحدى قانون الجاذبية ، قدماه تدك الأرض بشكل عصبي ، وحده يتقن هذه الأشياء إنه من عالم آخر ، يتحدانا جميعا بقدرته على فعل المعجزات ، هكذا هو عزيزة ...
و هكذا هي حارتنا تهزم روتين الحياة بماء الحياة و نحن نرقص ، نغني ، نتألم ، نقاوم و نقاوم
محمد نشوان
مراكش / المملكة المغربية

تصحيح مسار بقلم / صابر المعارج العراق


 تصحيح مسار

بقلم / صابر المعارج 

 العراق

ننوء تحت كومة قمامة، منغمسين في بركة عفن، أقبل صبي نحيل،قدماه حافيتين، يحمل كيسا وسخا على ظهره وبيده عصا صغيرة، انقض عليها وشرع من فوره ينبش فيها.
اقتربت منا طرف عصاه، تهللنا وانفرجت أساريرنا، أخيرا سنتحرر من قبضة العفن، من يدري لعل أقدارنا تقذفنا في قبضة أقل قسوة وأهون اختناقا...
بنشوة المنتصر تلقفنا الصبي قطعة قطعة! بعناية أودعنا كيسه…
على وقع خطاه أمضينا الطريق كله نهدهد ظهره.
جذلانا سكبنا الصبي على كف ميزان الصبي.
وبينما هو يستعجل الوزان، أمعنا النظر مليا في وجهه المتعب ووددنا أن لا نودعه!
قفل قبضته على دنانيره المعدودات وانطلق مبتهجا...
حملنا الوزان متأففا، ارتعدت فرائصنا أدركنا ان لا مفر، وأن مزيدا من العذابات في انتظارنا!
قذفنا في حوض تدور فيه شفرات وسكاكين، قُطعت أوصالنا إربا إربا، نعى بعضنا بعضا، أيقنا أن ساعة رحيلنا أزفت، وربما استحال البقاء واللقاء!
سلطت علينا نيران حاميات،ذابت واختلطت أشلاؤنا، أضحينا صلصالا...
رويدا رويدا، هدأت العاصفة.
رفعت عنا العذابات لفحتنا ريح باردة، اشرأبت أعناقنا، تطلعنا إلى أنفسنا اتسعت حدقات عيوننا، ملأتنا الدهشة!
فبينما كنا ثلاث أوان بلاستك محطمات وإبريق مثقوب؛ أمسينا زوج أحذية ملونة!
في اليوم التالي عُلقنا على واجهة متجر صغير.
صبي يحمل كيسا وعصا يقفل قبضته على دنانير معدوات تسمر قبالتنا، بدا حائرا مترددا، لعله لايملك ثمننا...
تقدم منا صاحب المتجر ورفعنا، دفعنا نحو قدمي الصبي.
ابتهجنا وضممناهما في أحضاننا برفق ودفئ.
وقبل ان ينطلق الصبي بنا صوب كومة القمامة، حاولنا تصحيح مساره صوب المدرسة.
صابر المعارج / العراق

لقاء في الغربة بقلم / ناجح صالح العراق

 


لقاء في الغربة
بقلم / ناجح صالح
العراق
--------------
كان يسير الهوينا في شارع عريض مزدحم من شوارع لندن في تلك الساعة يتأمل الوجوه لعله يجد وجها يعرفه وهو المغترب الذي فر من وطنه قبل أن تغتاله يد وحش قاتل .
مضى على اغترابه هو وأسرته أكثر من عام ، ورغم ما عاناه من ألم يرافقه حنين شديد الوطأة على نفسه الى وطنه فان النجاة من الموت أهون عليه من معاناته هذه .
ما زال يسير الهوينا يتأمل الوجوه فاذا بوجه امرأة يطالعه شعر معه أنه يعرفه ..ترى أين رأى هذا الوجه من قبل ! فكر سريعا لعل الذاكرة تسعفه ، أتكون هي الصبية التي أحبها قبل ثلاثين عاما ! لا .. لا يكاد يصدق انها هي ، ما الذي جاء بها الى الغربة ؟ ان الأمر محير حقا ..أترى هذه المرأة لها شبه بمن كان يعشقها ، غير انه اراد أن يحسم الأمر سريعا فلم يتردد باللحاق بها قبل ضياع الفرصة .
- عفوا سيدتي هل انت من العراق ؟
رفعت رأسها اليه مستغربة قائلة :
- أجل .
ابتسم ابتسامة الرضا وتنهد متسائلا :
- هل اسمك نوال ؟
- كيف عرفت اسمي وانا لا أعرفك ؟
تأمل في ملامحها وقلبه يزداد خفقانا وهو يقول :
- أنا سعيد مصطفى .. أنا من ..
قاطعته بعد أن تفرست في ملامحه مليا قائلة :
- لا . لا يمكن أن تكون أنت ، ما الذي جاء بك الى هنا ! كم تغيرت ملامحك !
احقا بعد كل هذه السنين نلتقي !
- أرجوك يا نوال لنجلس ساعة من الوقت في هذه الحديقة المجاورة نسترجع ما مضى .
ترددت قليلا ثم ما لبثت أن رافقته .. جلسا على أريكة متجاورين تحت ظلال شجرة مرتفعة بينما أضفت عليهما أجواء الحديقة بسحرها وجمالها وعبق ورودها راحة وسكينة .
تطلع الى وجهها لحظات قائلا :
- بالكاد عرفتك يا نوال ، لقد تغيرت ملامحك كثيرا .
- هكذا يفعل الزمن فعله ، كم من السنين مرت منذ افترقنا !
- أعوام طويلة يا نوال انتهت معها قصتنا نهايتها المحزنة .
- لا تلمني يا سعيد ، لم يكن الأمر بيدي بعد أن دفعت دفعا الى الزواج .
- لا لن ألومك ..هكذا فرضت التقاليد نفسها وسط بيئة محافظة .
- وأنت حينها كنت تلميذا في الجامعة بينما كنت أنا قد أكملت الدراسة الثانوية
- وهكذا قضي الأمر .
- رحم الله أبي كأنه لم يصدق أن جاءني خاطب ليحسم أمري من غير أن أنبس ببنت شفة .
- على أية حال كانت نهاية أليمة لقلبينا .
- أجل كنت أبكي بصمت وظل طيفك يطاردني أعواما وكنت أهمس مع نفسي ما الذي يفعله الأن وكيف احتمل الصدمة ! لقد كان قلبي يحترق أن تنعتني بالخائنة .
- لا لم اظن بك هذا الظن بعد ان عرفت نقاءك خلال عامين من الحب الرزين
تطلع الى وجهها من جديد وهو يتساءل :
- ترى ما الذي جاء بك الى الغربة ؟
- نفس الأسباب التي جاءت بك .
- ومن معك ؟
- معي ابنتي وولدي اما زوجي فقد اغتالوه قبل سنوات اربع وعلى اثرها قررت مغادرة الوطن .
- حال يؤسف له ..واعزيك على هذا المصاب .
تنهدت قائلة:
- وانت من معك ؟
- معي زوجتي وابنتي والواقع اني لم اتزوج الا بالحاح من امي وبعد عشر سنوات من زواجك انت .
نظرت اليه نظرة اشفاق وحنان وهي تقول :
- هكذا انت يا سعيد نسيج من خلق رفيع
- انت يا نوال لم تبارحي ذاكرتي قط حتى الزواح لم يقف حائلا من التفكير فيك ..وقد فقدت طعم الحياة منذ افترقنا .
- انت تثير في المواجع بعد كل تلك السنين التي مضت وانا حزينة من اجلك
- الآن انا فرح وقد التقيت بك وانه يجب ان اراك بين حين وحين نستعيد فيه ذكرياتنا فحسب .
- قالت بتعجب متسائلة :
- كيف استطيع ؟
- لا حرج في ذلك ونحن في بلاد الغربة ..أبسطي الي يدك ولتكن بيننا صداقة
ابتسمت وهي تردد :
- وهكذا يتحول الحب الى صداقة ، قرار صعب .
- ما من حل آخر ، المهم أن نلتقي .
- وشعلة الحب هل تنطفئ ! والقلوب التي تنبض على ذكريات ما زالت تلاحقنا ماذا نفعل ازاءها ! قل لي لماذا التقينا اليوم ! وأي قدر جمعنا بعد فراق طويل !
- لا تخيبي أملي يا نوال ..عديني بأن نلتقي فحسب
- حسنا سأفكر في الأمر .
بسط اليها يده مودعا وهو يكتم صرخة من الحزن كادت تفضحه بينما حاولت هي أن تحبس دموعها في اللحظة التي تودعه .
ناجح صالح / العراق

المصباح والأشباح محمد أبو الفضل سحبان المغرب


 

 المصباح والأشباح 

محمد أبو الفضل سحبان 

 المغرب

جلسوا يفكرون في ارتكاب حماقة أو إنجاز شيء مختلف، يخرجهم من تلك الرتابة، وقد ملوا حياة التسكع في الفيافي ولعبة الركوب على ظهور الحمير .!
اقترح عليهما فكرة فراقت لهما .. بدأ الثلاثة في حماس يخططون لعملية السطو على عناقيد العنب من مزرعة تعود ملكيتها لخواجة مقيم هناك ..
قال صاحب المشروع : سرقة مشروعة ! فنحن في الحقيقة لا نسرق .. نحن نأكل فقط .!
الثاني : العنب البلدي من حقنا .. أليس ينبت في أرضنا ؟!
الثالث : سنعصره ونشرب ماءه، وستَحْمَرُّ ليلتنا ويحلو فيها السهر ..!
ثم عاد الأول للقول : سنلتحف السلاهيم الكحلية، ذات الأقباب الدخانية، فلليل هو الآخر في قريتنا الوادعة عيون لا تنام . !
كان حارس المزرعة ينام عادة ببيت المراقبة، والعصا بجانبه ، تاركا بزة الحراسة على الكرسي بالخارج، حتى يوهم أي غريب بأنه يقظ وفي الجوار .. كان الثلاثة يعلمون بالحكاية بحكم صداقة أحد أصدقائهم له .. وفي تلك الليلة، وبعد ساعات من التأهب؛ مضوا لتحقيق الهدف ..
فطن رابعهم إلى أن هذا الحراك المفاجئ يبعث على الريبة؛ فقام بتعقبهم حتى وصلوا للمزرعة وظل يراقبهم ...نط أحدهم واجتاز الحائط الخلفي ،ثم مشى قليلا حتى صار بالقرب من تلك الدوالي اليانعة وخاطب مشاركيه بصوت خافت وهو يبلع ريقه : العناقيد تتلعلع ! إنها تجذبني ! افتحا الأكياس من فضلكما : الغنيمة باردة .. تهللا وتعانقا؛ وفي تلك اللحظة خرج عليهما في خفة كالصاعقة، وضرب بضوئه فأعماهما، ثم قال بصوت مرعب : قفوا أيها الأوغاد ! ما هكذا تؤكل الغلال !
إهتزا وألقيا بالأكياس، قفز ثالثهم مرتبكا وهربوا باتجاه الغابة الخالية والخوف يكاد يقتلهم .. ظل متعقبا لخطواتهم، وكلما أسنى زادوا في سرعة جريهم، حتى سقطوا سقوطا ذريعا في حفرة كبيرة موحلة ..! بدأوا يتزحلقون ويتخبطون، قبل أن ينجح الزعيم في الطلوع من المستنقع ممرغا، وهو يصرخ ويرتعد محاولا انتشالهما : هيا أسرعا .. الوحش قادم !
فروا بلا أجساد ولا رؤوس، إلا من عيون مرتجفة تركض ليلا وسط الحقول، توقفوا ثم تواروا منبطحين في أسافل حصيدة وهم يلهثون ..، ولكن من سوء حظهم أنه هو الآخر كان مستلقيا هناك .. أمهلهم قليلا لأخذ نفس قصير، وليأخذ هو الآخر نفسا بعد هذا السباق المجنون .. نهض بعد ذلك - رأفة بهم- ليصارحهم بأنه صديقهم، وأنه إنما كان يمازحهم؛ فنبح كلب كان قابعا هناك منذرا بالخطر...!
خرجت في الحال سربة من الكلاب تفحص كل شبر بحثا عن أثر ذلك الضوء المريب وتلك الأشباح المثيرة للخوف والقلق ! خبا ذلك النور وغبروا من المكان .. وقبل أن يقفلوا راجعين سمعوا صوت قهقهة مجلجل ! التفتوا فزعين وهم يصوبون فوهات بنادقهم؛ فتراءى لهم على ضوء قناديلهم حمار من حميرهم يلوح بحافريه ، ويرقص رقصة المصباح و الأشباح.
محمد أبو الفضل سحبان / المغرب
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏، ‏نظارة شمسية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

جراح كلمة بقلم / ناهد الاسطة

 جراح كلمة
بقلم / ناهد الاسطة
من خيوط الشمس غُزل تاجها ... و ضوء اللجين ولِد بين يديها ... من تحت خطواتها نمت أحرف هامسة لها أنت للعزة والرفعة عنوانَ هذا ما حاولت ترديده أيام وأيام أمام مرآتها عَلها تستعيد رباطة جآشها... كانت شذى شخصية منطلقة اجتماعية، مقبولة الحضور كثيرة الاصدقاء ، تحب الحياة وتتواصل مع الدنيا بسهولة .... أمعنت النظر مرة اخرى في المرآة وخاطبت صورتها : غاليتي أعلم أنك تعرضت لموقف بشع ، لكن هذا الموقف ليس أنت ، إنه خارج عنك ، فلا تستسلمي للاحباط وعاودي الانطلاق .. أرسلت قبلة طائرة لانعكاس صورتها في المرآة داعمة لها ..... كانت شذى قد تعرضت فعلا قبل أيام لخلاف كبير ، نتيجة لموقف سئ فهمها به ، مما أدى لتوترها توتر شديد ...
ابتسمت لصورتها المنعكسة أمامها في المرآة وقالت لها نعم غاليتي : أنت تعلمي إن الناس تختلف عن بعضها البعض من حيث منشأهم ، بيئتهم المحيطة بهم ، العلم الذي تعلموه والتجارب التي مروا بها .....
لذا لا تحزني إن أحداهم أصابك بجهالة ، فهو لا يعرفك ولم يترعرع معك ولا يعرف ظروف حياتك ....
كانت قد تجمدت معالم وجه شذى أمام سيل الكلمات التي سمعتها ....
كانت تتكلم بعفوية وانطلاق تطلق نكتة هنا ونكتة هناك عندما ... بهتت وتلعثمت وشعرت أن قلبها سينفجر من شدة الخفقان .......
بصعوبة استعادت تركيزها لتفهم ما حصل ......
الكلمات هاجمتها بأبشع الصفات ........
اقتربت مرة أخرى من المرآة ، أصلحت خط الكحل الذي كانت ترسمه ، وعاتبت نفسها يجب أن تسيطري على نفسك ، لا يعقل أن ترتجف يدك كلما مرت ذكرى ذلك الموقف في ذهنك ...
دعي الاساءة تنطلق بعيدًا وعادت تتمتم مع لحن راقص :
من خيوط الشمس غُزل تاجها ...
و ضوء اللجين ولِد بين يديها
من تحت خطواتها نمت أحرف
هامسة لها انت للعزة والرفعة
عنوانَ
عندما حاولت شذى أن تفهم أين وقعت في الخطأ
كان جرح الكلمات قد حفر بأعماقها عميقًا ..
لم تعلم ما حدث كانت تتكلم مازحة ولم تدرك اِن ما تقوله ممكن أن يكون سببا في اِذاء احد أو مضايقته اطلاقا .....
أنهت تَجهزها واستعدادها للذهاب لحفلة دعيت لها، وأعادت النظر لصورتها في المرآة قائلة:
لا عليك غاليتي أنا أثق بك بشدة ، وأحترمك فآمني بنفسك ، ولا تُقللي من تقديرك لنفسك ..
سنتجاوز هذه المرحلة سريعا ، أنا أحبك وسنتساند معا ونعبر هذا المنعطف من حياتنا ...
عندما بدأت شذى بمراجعة ما قالته لتستوضح ما الأمر .... تبين لها كيف تؤثر اختلاف الثقافات والمفاهيم ، على تقبل الناس لبعضهم البعض ، حتى ولو كانت الكلمات قيلت لنكة فقط ....
ففهمت لمَ سمعت تلك الكلمات الجارحة ، فقد ما كانت تعتبره مضحكًا كان كارثيًا للآخر ......
أوضحت ما كانت كلماتها تقصد ، واعتذرت عن خطأها الغير مقصود .....
انطلقت لحفلتها آملة أن تتخفف من آلم تلك الكلمات البشعة التي أثقلت نفسها ، وعند مدخل الاحتفال التقت بصحيبات الدراسة يتراشقنا بالمزاح والنكات ، وقبل أن ترد السلام ، ارتفع صوت مشاجرة من الداخل وتطايرت الكلمات ..
- لم أتوقع منك ذلك ...
- لا لم أقل ذلك ....
همست شذى محدثة نفسها :
- لمَ لا نسأل قبل ان نقع في خلاف
"لقد وصلني منك هذا المعنى .... هل ما فهمته صحيح ؟!!!!" ...
بقلم / ناهد الاسطة
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏حجاب‏‏
x

مجتمع ذكوري بقلم / هيفاء رعيدي سوريا


مجتمع ذكوري
بقلم / هيفاء رعيدي
سوريا
كيف لي أن أنسى ذاك المساء الذي كانت ملوك القسوة تجلد رغبتها المحمومة بضم فؤادها وتلوذ خلف المحطات المهترئةوالمأهولة بالوجع.
كيف لي أن أنسى ذاك المنظر الرهيب.
تلك المسكينة والدموع على خدها ترسم طريق البؤس والمرارة،بعد سقوط صغيرها عن درج البيت،مما أدي لقطع لسانه،بينما كانت تعمل في ترتيب المنزل.
سهت عنه برهة فكان قدره الأليم.
ربما في هذه الأيام أيام النت واسبابه بالإهمال..
أما ماأرويه في الثمانينات قبل مظاهر الحضارة المزيفة.
لم انسى عندما لحقتهم إلى المشفى بسيارة ثانية،لم يرض الزوج الأرعن باصطحابها وعندما خرج صغيرها من غرفة العمليات أخذ الزوج الأرعن ذاك الوحش المتزمر راكلا إياها بقدمه مرمية على الأرض.
تبالهذا المجتمع الذكوري عند البعض،مجتمع رضع الجهل والتخلف من أثداء الحقد
تبا لعادات متوارثة باضطهاد المرأة وتحميلها عبء كل شيء
فشل الأولاد،تعاستهم،تمردهم،ينسب لها والنجاح للأب.
ربما في هذه الأيام لتخصيص ربات المنزل وقت كبير للفيس.
أنا مع المرأة المعطائة المحبة لأنها تنثر عبيرها لمن حولها.
هي الجنة والطاقة الإيجابية والسكينة للبيت.
وعندما يكون سندها رجل واع وراق فتكون أكثر إنتاحا وهناء
مافائدة الغيث عندما يلامس أرض صخرية
بقلم / هيفاء رعيدي
سوريا
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة