Translate

الجمعة، 13 مايو 2022

نور الحق بقلم الشاعر/ رجب عبدالله عبدالعزيز الفخراني


 بقلم الشاعر/ رجب عبدالله عبدالعزيز الفخراني

(( نور الحق ))
فى سبيل الحق
أقف مناضل كبير
والحق حقا أسير
إنى حبر القلم
وجلد البعير
أكتب ما أشاء
فى سبيل الحق
ومن أجله أسير
يسعدنى أن أمت
من أجله موتا أكيد
إنى طيب مع الطيب
ورزين مع الرزين
ومخادع وماكر
مع كل ثعلب حقير
أنا نصف القمر
وشعاع الشمس
ووهج النور
أنا بن الاكرمين
متى دعيت للفروسية
تزاحمت بالقتلى الميادين
متى دعيت للمظالم
رددت الحقوق قاطبة
دون نقص أو تدنيس
أسألوا الدروب عنى
يجيب الثرى طيب
ما أشجع من فتى
يقود الحق ناصرا
يحكم القرآن المجيد
يذهق الباطل دون تبرير

الرماد قصة قصيرة بقلم / سمير عبد العزيز – مصر العربية


 الرماد

قصة قصيرة
سمير عبد العزيز – مصر العربية
تقلبت فى فراشها فى محاولة للنوم ..عبثا حاولت فرأسها يكاد ينفجر من كثرة التساؤلات والحيرة ..أضاءت الأباجورة الموضوعة على سطح الكوميدينو ...قالت فى ضيق ممزوج بالبكاء وهي تخبط بيدها على الفراش : ما الذنب الذى أقترفته لكى تجرحنى وتتزوج بأخرى ؟ اليوم حلا بعينك غيري بعدما قضمت شبابى وعمرى أيها الخائن ...غادرت الفراش وهى ترتجف ..فتحت خزانة الملابس وأفرغتها أرضا ثم أفرغت الأدراج وبعثرت محتوياتها زفرت غاضبة وجثت على ركبيتها اصطدمت يدها بألبوم صورهم ..فتحته ..مرت بيدها على صورتها وهى بفستان الزفاف ..شعرت بالأختناق يمتلكها .....زاد بكاؤها وشهيقها وهى تنظر لصورها معه...مزقتها وهى تصرخ بهستيريا: خائن ..خائن..ثم أحضرت مقصا ومزقت ملابسه بقسوة وهى تتخيله بداخلها .
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

رابحه العدويه بقلم / محمد فضيل


 رابحه العدويه

منذ صغرها نشأت رابحه في حي شعبي يسمى العدويه مزدحم بالعشوائيات نظرا للفقر الشديد الذي يعاني منه كل أفراد الحي أراد و الدها ان يزوجها بسرعه رغم صغر سنها لتاجر خرده في المنطقه كان والدها يعمل عنده و رغم ان التاجر كان كبير السن و متزوج وله اولاد الا ان ذلك لم يمنع الزواج
وكان التاجر بجوار عمله بالخرده يعمل في تجاره المخدرات و الحبوب المخدره على نطاق صغير
ونظرا لتلك الظروف تولدت لدي رابح شخصيه قاسيه القلب لا تميل الي العاطفه تحب ذاتها
وقررت رابحه ان تشارك مع زوجها في العمل في مجال فرز القمامه و جمعت من ذلك العمل مبلغ جيد ساعدها في أن يكون لها دولاب مخدرات و ذاع صيتها في الحبوب الهلوسه
و المنشطات
وبعد مرض الزوج وكبر سنه ووقاه زوجته الأولى أدارت رابحه عمل زوجها بالخرده و ضمت عمله في تجاره المخدرات الي عملها و احتضنت أبناء زوجها و جعلتهم يعملون معها
وبعد و فاه الزوج احست رابحه ان العمر يمر خاصه انها لم ترزق باولاد فاهتمت بشكلها و ملبسها و اثناء ذلك تعلق قلبها بأحد العمال الذين يعملون معها في تجاره الخرده خاصه انه شاب و متعلم وصحته و قوامه مميزين و متعلم حيث انه حاصل على دبلوم
واحسن باعجابه بها و لكن هو متردد افارق السن ووضعه المادي الصعب
و عرضت رابحه عليه الزواج و تم الزواج بعد خطبه قصيره
واسفر الزواج عن طفل جميل
ولكن بعد فتره تم القبض على رابحه اثناء استلامها شحنه من المخدرات بمبلغ كبير و تم ايداعها في السجن
واثناء المحاكمه توفي ابنها و طلقها زوجها بعد أن تم الحكم عليها ب ١٠ سنوات
و في السجن مر شريط حياه رابحه. أمامها ووجدت انها اضاعت عمرها بلا فائده و ان الحياه لا تستحق كل هذا العناء
فبدات في استغلال فتره السجن في التعليم و حفظ القرآن
و القراءه وسماع الدروس الدينيه و الذهاب للمسجد و مصاحبه السيدات ذات الأخلاق الجيده في السجن
وبعد خروجها فتحت في منزلها محل لبيع الحلويات و المشروبات الغازيه
و هبت نفسها برعايه اهل منطقتها و مساعدتهم و ان تكون بمثابه الأخت الكبرى و الام لجميع اهل المنطقه
مع استكمال تعليمها و مواظبتها على الذهاب للمسجد
حتى أصبحت ذات سيره طيبه وأطلق الجميع عليها ام الحته

#شيرين #عطر #القرن الحادي والعشرين بقلم / نجيب صالح طه ( أمير البؤساء)_ اليمن.

 

#شيرين #عطر #القرن الحادي والعشرين
جعلك الله في جنة الخلد.
وومن يدخلون في قوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء )
وممن شاء أن يغفر لهم...!
#اعذرينا ... شيرين.
سيدة الصمود، وأسطورة المجد والخلود، من اصطفاها الله لأن تكون اليوم حديث كل الأرض..!
من بين رجال ونساء العالمين، ربما لحكمة أرادها الله ويأبى بعضهم التفكر فيها والاعتبار منها...!
فآحاد أمة الإسلام ممن تصدروا للفتوى، لا عهد لهم بلبوة مثلك، طوال عقدين ونصف من الزمان، وهي تجابه العدو الإسرائيلي وتعري وتكشف حقيقيقه، بمسؤولية لا تهاب الموت، ولا تتشبث بالحياة الدنيا..!
فهواة التطرف الذين، قابلوا تضحيتك بروحك ودمك، ببعض اللغط والجدل المفرغ تماما من فقه المعاملات وفقه الواقع،يظنونك حكما من أحكام الطهارة أو الصيام أو الصلاة أو الزكاة،.... فهم قابعون هناك وبخلافات تصل حد التبديع والتفسيق لبعضهم البعض..!
فبأي ذنب قتلت؟
وأين قتلت؟
ولماذا وبرصاص من قتلت؟ ليست واردة في خارطتهم الذهنية التقليدية الصدأة ! التي مازالت تنظر لصوتك على أنه عورة، وأن مكانك البيت ......
أعذرينا ولا تعجبي..
فمحرموا الأغاني اليوم _مثلا، أحلوا دماء ملايين المسلمين.
فأدعياء اليوم الذين أفتوا بالتطبيع، وتنازلوا عن فلسطين، وكفروا حركة حماس ومن ناصرهم وأيدهم وكل من اتصل بهم وآمن بفكرتهم، كافر...!
خارج عن دائرة الإسلام التي رسمتها شخوصهم ، وأباحوا قتلهم، بتطويع وتكييف للنصوص حسب رغبة الحاكم الظالم والطاغوت المستبد، وإن عاقر الخمر وزنى وأفسد في الأرض هم الآحاد أنفسهم الذين، يفتون اليوم بحرمة الترحم عليك...!
لأنهم أعجز من أن يسجلوا حضورا أسطوريا مثلك في مقارعة ومحاربة العدو صديقهم المقرب المفضل عليك وعلى الملايين غيرك.، فيحاولون تسجيل حضورهم في ذاكرة رمادك، ورائحة دمك الأطهر مما يتقولون ويأفكون، وهم أساسا أحد أهم أسباب سفك دمك ومئات الآلاف من الشهداء قبلك...!
يامن تقدمت للموت وهي تعلم أنها قد لا تعود، في سبيل عدالة قضيتها المصيرية المقدسة، فهم لا عهد لهم بهذا الثبات الأسطوري البطولي النادر، فهم يجيدون فن التزلف والتملق والنفاق والهروب حال أن يشعروا بالخطر على حياتهم وأموالهم وزوجاتهم المتعددة غالبا، فيفروون حد سخرية النعام...!
وتلكم الآحاد لا تمثل ملايين المسلمين الذين انفطرت قلوبهم على رحيلك، وعطروا أكوانهم الملبدة بغبارهم وأدخنتة حروبهم وفتاويهم بعطر سيرتك المشرفة الباعثة على الفخر والزهو والاعتزاز...
أيها الصوت القوي والنصر المبين في زمن الهزيمة والخرس....
رحمة الله تغشاك..!
وهي دعوة معظم المسلمين اليوم لك ومن القلب، دون أن يكثروا لتلك المرايا المعدودة القاتمة التي تحاول تمرير نورها الأسود من خلال فحم نشوتها والذي سرعان ما يوقودن به مصالحهم الذاتية،..!!.
رحمة الله تغشاك..
يا براءة وطهرا، لن ينجسه التطرف ورهبان الموت، ودعاة الكراهية، وأعداء المحبة والتعايش والسلام...
فلأنت عند الله أكرم وأعظم، من تلك الإسرائيلة التي كانت تمتهن الزنا، فسقت كلبا بحذائها، فأدخلها الله الجنة حسب ماذكر في كتبنا الصحاح....
وماذكر كثير ممن وجبت لهم الجنة وهم ليسوا بمسلمين بالمعنى الحصري المغلوط في العصر الحاضر...
لأنت أفضل عند الله من ذلك الجندي الإسراييلي الذي أطلق عليك الرصاص، حين أرعبت دولته كلمات الحق التي صدعت بها فقضت مضاجهم، وعجزت عنها كل لحى التظير والتكفير والتفسيق، والمداهنة، لمن كان بالأمس أصله قردا أو خنزيرا أو فأرة كما يقولون ولا يفعلون..!!
ستظل رائحة دمك الطاهر، المنبعثة من أفواه بنادق أعدائك وأعدائنا وأعداء الله عطر الأرض والسماء، وتعازينا الحارة للقدس فهي أكثر من سيفتقدك، ثم لأمة المآذن والكنائس، وهو بصورة أعز لأفراد أسرتك الكريمة وذويك ومحبيك...
نجيب صالح طه ( أمير البؤساء)_ اليمن.
لا يتوفر وصف للصورة.


الأربعاء، 11 مايو 2022

الكابوس الوردي بقلم / محمد جحم - سوريا


 الكابوس الوردي

كان عائدا إلى منزله بعد أن أنهى عمله في كازية الشمال بالكاد استطاعت خطواته أن توصله إلى غرفة نومه ليرتمي في فراشه دون أن يغتسل على غير العادة ، ذلك أن التعب كان قد بلغ منه أشده ولم يعد قادرا على الحراك
ولم تمض نصف ساعة حتى كانت قدماه تتحرك ببطء ثم أخذت حركتهما تشتد شيئا فشيئا
أما جبينه فقد أصبح مبللا بالعرق
كان يعيش في تلك الليلة واحدا من أسوأ كوابيس حياته بل لربما كان أسوأها على الإطلاق
استيقظ لاهثا في الساعة الثانية فجرا ، استغرق بعضا من الوقت ليدرك أن ما رآه وسمعه لم يكن حقيقيا
حمدالله على غير عادته ومد يده نحو إبريق الماء على الطاولة كانت يداه لا تزالان ترتجفان حتى أنه سكب نصف الماء على الأرضية
وعاد ليندس تحت غطائه وهو يقرأ المعوذات
في اليوم التالي تكرر الحلم ذاته
واستمر الكابوس دؤوبا على زيارته طيلة الأسبوع الأمر الذي اضطره للتوجه نحو طبيب نفسي ، بالرغم من عدم قناعته بمثل هذه الأمور لكن الوضع كان قد خرج عن سيطرته ولابد له من أن يبحث عن حل
في العيادة أخبر الطبيب بتفاصيل تلك الكوابيس
حيث كان يرى في كل ليلة بأنه قد تحول لكلب وبأن صوته بات نباحا واضحا
وكان لسانه قد أصبح أطول ولعابه يملأ المكان حين يشاهد طعامه الذي أصبح يوضع في إناء خاص
أما رقبته فقد كانت محاطة بطوق أسود اللون ينتهي بسلسلة معدنية طويلة
لكن الغريب في الأمر أن الناس جميعا كانوا يعرفونه ويتعاملون معه على هذا الأساس
حتى أنهم كانوا يستطيعون فهم نباحه بدقة متناهية
لم تستطع الأدوية التي وصفها له الطبيب أن تخلصه من تلك المعاناة فاستمر الكابوس يراوده ولكن بوتيرة أقل
وفي كل ليلة من تلك الليالي يكون جبينه المرصع بقطرات العرق دليلا على أنه ينبح في مكان ما من هذا العالم
مرت عدة شهور على تلك الحالة قبل أن يقصى من عمله بطريقة تعسفية اعتباطية
فكمية المحروقات المتوفرة تستوجب ربع عدد الموظفين على حد تعبير مديره
ولحسن حظه فإن فترة مكوثه في البيت لم تطل كثيرا فقد كان أحد أصحابه ممن عرفوا بقرار فصله قد عمد على جعله يتسلم منصب ناطور في إحدى المزارع الفارهة ليؤمن شيئا من معيشته
في تلك المزرعة كان يوجد كلب حراسة ضخم من نوع الجيرمن يوحي منظره بأنه سليل عائلة نبيلة
وكانت إحدى الواجبات المنوطة له أن يتقدم لهذا الكلب بوجبات طعامه في كل يوم
كانت كل وجبة مليئة بأنواع مختلفة من اللحوم
ومرة بعد مرة أصبح معتادا على أن يخبأ لنفسه شيئا من ذلك اللحم ليتناول به العشاء في غرفة محرسه
مبررا سرقته بأن الإنسان أثوب من الحيوان
وفي الليلة الأولى التي قرر فيها كابوسه اللعين أن يزوره في محرسه الجديد
راحت قدماه تتحرك على السرير
لكن جبينه كان خاليا من أي قطرة عرق هذه المرة
وحدها ابتسامة عريضة تلك التي كان ضوء القمر يعكسها عن محياه
محمد جحم -سوريا

أُرجُوحَةُ المْشانقِ بقلم / هيثم العوادي - العراق


 أُرجُوحَةُ المْشانقِ

صباح يوم بهيج، صحوت على صوت أهازيج فرح، وأناشيد حرية تنطلق في حيّنا، هرعت إلى الشارع، أحمل في صدري أنفاسا مكبوتة من سالف السنين، تكاد حنجرتي أن تنفجر من فرط الكلام الذي صدأ فوقها، وأصابعي ترتعش كجناح طائر لم يحلق طيلة حياته، وجبيني الذي تعود أن أنكسه من ذل الحياة وقساوتها، والإحساس بالدُّونيّة والهوان، اليوم رفعته إلى عنان السماء وأنا أتذكر كلمة لا أعرف مصدرها لكنها كانت شعار المستضعفين أمثالي (ارفع راسك أنت عراقي).
وجدت أصدقائي، يحملون أسلحة ويتجهون صوب مقرات الحكومة زودني أحدهم بسلاح وانطلقت معهم يحدوني أمل بانبلاج فجر جديد.
شباب بعمر الياسمين تحملنا تلك المسؤلية الكبيرة، انطلقنا لتحرير المدينة من دنس العبودية، حين وصلنا شحذت همتي ورفعت بندقيتي، وجدنا أزلام النظام متمترسين خلف السياج، ما إن شاهدونا حتى بدأوا بإطلاق النار علينا بكثافة، بقينا في محيط المكان ونحن نقاتلهم ببأس شديد، عرضنا عليهم الاستسلام لكنهم رفضوا...صرخت بمجموعتي:
-هيا بنا نهجم عليهم.
على بعد خطوات من مكاني حين شرعت بالهرولة، تلقيت رصاصة ثقبت جبهتي واستقرت برأسي، أحسست بحرارتها تذيب دماغي، سقطت مضرجا بدمائي، تجمع حولي أصدقائي، حاولوا إنقاذي، حملني أحدهم على كتفه وركض بي إلى مكان آمن، كانت روحي تتسرب من بين جوانبي.
صرخت بأعلى صوتي:
- يا إلهي لا أريد أن أموت.. يا إلهي لم أذق طعم الحريه بعد.. يا إلهي انقذني انقذني...
أضرب بيدي ورجلي لكن صراخي لم يصلهم وأنا أراهم يبكون بحرقة وحرارة فوق جسدي، زاد اضطرابي وتوتري وصراخي، فإذا بصوت أمي:
-ماذا بك يا ولدي؟ استيقظ، إنه كابوس استيقظ ياحبيبي، هيا يا ولدي.
ان استيقاظي اشد علي من موتي، فلا حرية إلا في حدود فراشي، كلها أوهام تلاشت مع أول نظرة لواقعي المزري، ما زال الظلم يفتك بنا، ما زالت تُحسب علينا أنفاسنا، ما زال الأخ يكتب على أخيه، والوالد يشي بولده.
تثاقلت أقدامي وأنا أتوجه إلى ملعب كره القدم إلى حيث أصدقائي الذين شاركوني حلمي، ذهبت وكلي لهفة للقائهم، وأقص عليهم رؤياي وما هو دوري وأدوارهم في تلك الرؤيا، أسرد لهم ما حصل وكنا مبتهجين وفرحين لم تغب نواجذنا عن الظهور حين تعلو ضحكاتنا.
أعمارنا صغيرة لكن آمالنا كبيرة، لم نرَ شيئا من هذه الحياة غير القهر والضيم، تلك النكات والضحكات نطلقها بعفوية لكي تنفس عنا القليل من همومنا والمستقبل الأسود الذي ينتظرنا فلا ضوء في نهاية نفق حياتنا.
لعبنا المباراة بروح وثقة عالية. كأننا في يوم من الأيام سوف نشق الكفن الذي يحتوينا، وننفض التراب عن وطننا الجريح.
وصلت تلك الليلة إلى البيت وأنا سعيد بلحظات الفرح التي شاركتها مع أصدقائي لكنها لم تدم طويلا، حين طُرق بابنا في منتصف الليل بقوة، وقد استشرفت ذلك، فالسر لايمكن أن تحتويه ثمانية عشر قفصا صدريا، لابد لأحدهم أن يفرغ ما في صدره، لكني قلت في نفسي ماذا سيفعلون بي إنه مجرد حلم.. خرج إليهم والدي فسأله أحدهم:
--هل ابنك طارق موجود؟
-نعم.
-اذهب واجلبه إلينا، ماذا فعل؟
-قلت لك اذهب، وإلا أسقطنا البيت على رؤوسكم، هيا بسرعة.
جاءني أبي تعلو وجهه علامات الخوف والشفقة والغضب بآن واحد:
-ماذا فعلت؟
- لم أفعل شيئا.
-هيا اذهب معهم. وسوف ألحقك.
سحبوني بقوة إلى السيارة بعد أن كتفوا يدي
ووضعوا قطعة قماش سوداء على عيوني.
لم يدر في خلدي أن يكون أحد أصدقائي سبب شقائي، فأنا أعرفهم جيداً، قد يكون أحد منهم كلم أبيه وبدوره نقلها لشخص آخر دون قصد، كل شيء جائز، لكنها ستبقى أضغاث أحلام..  
في مركز أمن الدولة في المحافظة، رأيت الجميع فقد جمعوا كل رفاقي، ووضعونا في قاعة كبيرة وحققوا معنا واحدا تلو الآخر، وكأنهم لا يعرفون من هو صاحب القضية أو من هو المتهم، وقفت وسط الجميع وقلت لهم أنا صاحبكم، اتركوهم فهم لا ذنب لهم.
أخرجوا كل من في القاعة وأخذوا بتعذيبي وضربي بقوة وقال أحدهم:
-من الذي علمك بهذه الفكرة؟
-أين الفكرة بالموضوع كل إنسان تراوده الأحلام.
-أنت تخطط لانقلاب عسكري، وقد شرحت ذلك لأصدقائك وتحججت بالحلم، من يقول؟ ومن يعرف؟،ربما أردت طرح فكرك الأسود وتريد تطبيقه.
-نحن شباب صغار ليس لدينا أسلحة وليس لدينا ماضٍ إجرامي إنه مجرد وهم وسراب.
ضربوني بهستيريا إلى أن تعبت أيديهم والأسلاك التي يحملونها.
قلت لهم وأنا في تلك الحالة:
-إذا كنت أنا صاحب الفكرة، ما ذنب هؤلاء الشباب؟
لم يعجبهم كلامي وتركوني ملقى على أرضية القاعة يحيطني الألم وتأنيب الضمير.
في اليوم التالي اصطحبونا إلى محكمة الثورة
بدأ القاضي بالشروع في المحاكمة، كانت المحكمة كلها صورية حتى المحامي والذي من المفروض أن يدافع عنا، تكلفه المحكمة ليثبت التهمة علينا، بل إنه يزيد الطين بلة... أصعدوني إلى قفص الاتهام، قال لي القاضي:-
-ماذا تريد من فعلتك هذه؟
-لا شيء، وأردفت إنه مجرد حلم.
-أنا أعلم أنه حلم لكن عقلك الباطن يفكر في هذا العمل وبما أنك تفكر بهذا الموضوع فأنت خطر على الدولة، بل إن كل الشباب الذين تفاعلوا معك هم شعلة نار ستحرق الجميع، وإن لم تفعلوها اليوم فغدا ستكبرون أنت وأصدقاؤك وتفعلونها، إن الإجرام في عقولكم الصغيرة هذه وسيكبر معها، يجب أن يُعدم الجميع.
ثماني عشرة مشنقة تلاعبها الريح كالأراجيح تنتظر بلهفة رقابنا الصغيرة، كنت أول الصاعدين على تلك الدرجات الصغيرة.. أتذكر أيام فوزنا بالبطولات، وكيف نصعد إلى المنصة، لتعلق أطواق الياسمين والمداليات برقابنا، أحسست بنشوة الفوز تسري في عروقي، قبل أن تسقط آمالي واصلت مسيري وصعدت كي يوصلوني إلى مشنقتي لعلي حين أغفو تجف آلامي وأعاود حلمي.
هيثم العوادي /العراق





تصرف حكيم بقلم / هيفاء رعيدي - سوريا


 تصرف حكيم

عشقها بعد ملاحقة دامت حوالي العام بالجامعة.لجمالها وتهذيبها..
بعد أن تعرفا على بعض قررا الأرتباط.
أُعجبت بشخصيته القويه الجذابه،مع أنها تفوقه علماً.
طلب يدها عارض بعض من أسرتها لأنه لايملك شهادات عالية.
أصرت على الارتباط به قائلةً : العلم والشهادة للإرتزاق ،وهو يملك المال والبيت والسيارة .
أضافت الثقافة العامة والأدب والكرم يعطي الشاب مقومات ليغري الفتيات..
تزوجا وهما سعيدين بزواجهما.
في إحدى أيام الجمعة كان الزوج يهيء نفسه لصلاة الجمعة وهي تجهز نفسها ليذهبا بنزهة بعد انتهاء الصلاة.قُرع الباب فتحت وإذ بمتسول
من خلف الباب أطلت ودعته للإنتظار قليلاً ريثما تأتي له بما فيه النصيب،عادت واستغربت من اختفائه،نظرت إلى الشارع يمنة ويسرةً لم تجد أحداً.
الزوج من الطارق؟...
الزوجة متسولاً ذهبت لأعطيه فلم أجده
غادر الزوج البيت للجامع وهي أخذت تجهز نفسها،دخلت غرفتها لتبدل ملابسها،وهي على المرآة تنظر ماذا ترتدي وإذ بشاب ظهر على المرآة مفتول العضلات قوي البنية .
صُدمت
لكن ترائى لها شريط أمام عينيها للحظات ،ماذا تتصرف وهي تناجي ربها في أعماقها بأن يلهمها التصرف الجيد دون المساس بها.
تقدم إليها مبهوراً بجمالها
بادلته نظرة خوف مع ابتسامة تخفي ورائها الكثير .
قالت..أنت !...
من أين دخلت ؟...
أجاب أنا المتسول...
أجابت ظننت..
وكأنك تراقبني من فترة أليس كذلك ؟...
خطرت ببالها هذه الجملة.
أجابها وكيف علمتٍ ؟..
أجابت إحساسي
قال بجد !...
أجابت قائلة :ببعض الغنج. المصطنع أجل.
اقترب خطوة رجعت قليلاً وقلبها ينتفض خوفاً.
لكن قالت في قرارة نفسها عليها بالدهاء
اقترب امسك بكتفها بعنف وضمها لصدره.،تركت نفسها بين يديه لتشعره إنها تريد مستسلمةً لساعديه المفتولين.
بعد أن أحست إنها لاتستطيع الإفلات من يديه
نظرت إليه وهي بين أحضانه بعينيها الخضراوتين كمرج أخضر متوسلة أن يدخل الحمام وكل شيء على مايرام....
لبى النداء وهو ينظر إليها كوحش مفترس قائلاً سأعود ....
عندما دخل الحمام وأحست أنه يستحم ركضت لدرج الخزانة وأخذت مسدساً لزوجها ملقما بطلقتين وركضت واختبأت بمكان في الغرفة عندما دخل يبحث عنها أطلقت عليه النار برصاصتين في الصدر أردته قتيلا وسقطت مغميا عليها عاد الزوج من الجامع بعد انتهاء الصلاة وأطلق زموراً من سيارته لتخرج زوجته ...
لاأحد يجيب
ترجل من السيارة وقرع جرس الباب أيضاً لأحد يجيب
عاد لسيارته وتكلم مع اهل زوجته يسأل عنها فنفوا وجودها
أخذ مفتاح البيت من السيارة ودخل البيت ثم دخل غرفة النوم ليرى هذا المنظر المروع
اتصل بالشرطة فوراً
وقام الأمن بالإجراءات واسعفت الزوجة للمشفى بصدمة عصبية
بقلم هيفاء رعيدي /سوريا /

زنجي أبيض بقلم / إحسان علي العارضي - العراق


 زنجي أبيض

حين لامس شعاع الشمس لون بشرته الداكنة، ابتلعته خلاياه المتراصة القاتمة، نأى بنفسه عن الجميع، جالس أنيسه الوحيد بقلب سليم، دائما يحاوره ويلعب معه فرحا به، أنه ينبع من أعماق قلبه الساحر على قسمات وجهه الضاحك دائما، ببراءة متناهية قال له:
- أنا ليس لدي غيرك.
- طبعا أنت صديقي الوحيد.
- أكيد نحن لانعيش إلا سوية ولانموت إلا سوية.
- أكيد
لغة الإفتراق تلاشت من مخيلته، وكذلك رديفه الروحي، صديقه المدلل، الذي لاينفك يتكلم معه، حتى أمه السوداء تسترق السمع من باب غرفته، تبدي إستغرابها الكبير لذلك، إنها تفرح أن لإبنها صديق أبيض، كأنهما روحين في جسد واحد قد تساميا على معاملة الشارع العنصري المقيت، وطرد الصبية البيض لذلك الطفل الأسود الصغير من أن يلعب معهم: أغرب عنا يازنجي...
كان يعتصر ألما لذلك السباب الشنيع الذي أشبعوه الكبار لصغارهم...
أمه تمنت أن يلعب مع الصبية الآخرين، وأن يترك البيت، رفض بشدة، وقال لها: يكفيني صديقا واحدا يا أمي، لا أحتاج للغير إنهم يكرهون بشرتي، أما هو أبيض وهو يحبني وأنا أحبه.
كانت العنصرية لاترغب في ذلك وترش البنزين على الحطب، قامت الأم بالتكلم مع الطبيب النفسي، حول إبنها، حين قالت له أن لديه صديق وحيد، ويقفل عليه الغرفة حينما يلعبان، كنا نسمع حوارا ولكن ولا مرة رأيت ذلك الفتى الأبيض عندما يدخل أو يخرج من بيتنا حتى أشكره لأنه وافق على اللعب مع إبني، وعندما أسال إبني عنه... يتحجج بحجج مختلفة، ابتسم الطبيب النفسي بحزن مدقع كبير ثم قال:
- أن صديق إبنك الأبيض لاوجود له!
- عجيب كلامك يادكتور، أنه يتكلم معه، وأنا أسمعه!
- نعم أكيد، ولكنه يحاور سريرته البيضاء فلا تحزني.
إحسان علي العارضي / العراق

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة