Translate

الأحد، 8 مايو 2022

عدلية،اللثام يليق بك! قصة قصيرة بقلم / تركية لوصيف - الجزائر


 عدلية،اللثام يليق بك!

قصة قصيرة
تركية لوصيف/الجزائر
مسلك جبلى تقطعه العنزات فى خط عشوائى،تنط هنا وهناك كما لو كانت تتحرر من قيود الراعى التى يفرضها عليها بالعصا التى نحتها بسكينه الصغير لحظات عودة القطيع للتجمع ..
كانت العصا طويلة بطول الراعى القصير الذى يضع وشاحا يغطى به وجهه ،،
دورية عسكرية، يترجل العسكرى ويتقدم من الراعى الذى لم ينتبه للعساكر التسع ،،
العسكرى كم عنزة لديك ؟
الراعى :تسع عنزات ملك لزوجتى وانا أرعى فى هذا المكان القريب من بيتى
كان الراعى يتوقع طرح الأسئلة ولكن تجنبها بدعوة العساكر على الغداء على أكلة الكسكسى
العساكر يسرون بالدعوة ويمازحون الراعى
ماذا لوكانت مكيدة ؟!!
لم تغطى وجهك؟
دعنا نرى تفاصيله الكبيرة ..
ينزع الوشاح، فتظهر على رأسه خطوط لجروح تنبئء أنها كانت عميقة ،عراك ربما..
الراعى :قطاع الطرق فى الجهة المجاورة ،تعرضت لهجوم منهم ولكن لم يأخذوا القطيع، فقط ضربونى وطلبوا تغيير مكان الرعى..
العسكرى :كم عددهم ؟!!
الراعى :لم أعد أذكر ..
العسكرى :اخبرنا إن رأيتهم
الراعى :سأخبركم..
قطاع الطرق يضربون الراعى ولا يستولون على القطيع!! العسكرى يتمتم ..
كانت الزوجة عدلية تكنس الحوش وقد تلبدت السماء بألوان الغيوم القاتمة ،أدخلت صغارها وأحكمت الإغلاق بوضع حجرة كبيرة على العتبة،كانت ترقب عودة الراعى وحملت السلة لتقطف ثمار التين حتى لا تقتلعها الريح من الأغصان ..
أحست بخطى تقترب منها وصوتا يناديها و اخترق سمعها من ناحية البستان فارتعبت
كانت تدور فى مكانها وهرولت ودخلت البيت الطوبى ،،قطرات المطر تخترق السقف والراعى لم يعد بعد ،،وأحدهم يطرق الباب فتصاب بالذعر ،كان الطارق يعرف اسمها ويناديها عدلية..
كانت تتبين صوت المنادى الذى لم تسمعه منذ عام انقضى ،قمر الليل والليث يقف ببابها
هدأت من روع صغارها وفتحت كان الخال ومعه ثمانية رفاق ملثمين ومسلحين ..احتواها بينما الرفاق صاروا رفقةيداعبون الصغار ..
العنزات فى شطحات تعلن تمردها والزوج الراعى يمعن النظر فى شحذ السكين على الحجرة الصماء التى بيدى زوجته ففهم الرسالة ..
الملثمون ضيوفها والعشاء سيجهز ولكن العنزات تسع والعسكر يعلم ونقصان واحدة تثير الشك..
العاصفة على وشك وطبيعى يضيع من القطيع جدى صغير ..
خيوط الدخان تنبعث من المدخنة وعدلية تحفر حفرة عميقة بالبيت حتى تدفن فيها بقايا الجدى من أرجل ورأس وجلد،بينما رائحة اللحم فى المرق والكسكى أثنى عليها الملثون
الزوح يشكو لصهره تعرضه لهجوم سابق من طرف رجال ملثمين وصار لاىيبتعد عن المكان ولكن اليوم اقتربت منى دورية عساكر ..
هل يشكون بقدومنا؟؟
لقد دعوتهم للغداء..
الخال يوزع الرسالة للرفاق فيجهزون لأى هجمة مرتدة،،ويطلب من عدلية البحث لهم عن مكان آمن..فتشير للقبو..
الزريبة صارت بها ثمانى عنزات ويدخل الرفاق القبو الذى يؤدى لمخرج بسفح الجبل ،،ساعات وصاروا فى أمان..وتحل دورية العساكر ويلحظون خروج الزوجين من الزريبة ليلا..
عدلية :لقد اضاع هذا المعتوه جديا صغيرا وأمه العنزة فى جلبة لفقد صغيرها ..
يتأسف العسكرى ويؤكد على الدعوة التى يقبلها فى المرة المقبلة ،ينفلت الكلب من يده ويشم الحفرة ويكثر من النباح..
فيأمر عساكره بالحفر فيجدون بقايا الجدى المفقود..العساكر يطوقون المكان وينقلان الزوجين على متن المدرعة ويتركون الصغار فى عويل يجرون خلف المدرعة وتظهر وهى تقطع المنعرجات فى سرعة فائقة ..عويل الصغار الثلاث يتعالى ويقترب من مسامع الرفاق..
قمر الليل يضع يده على فاهه فينتبه الجميع فيقلصون المسافات بقطع الأحراش بينما يبقى ملثم يحمى الصغار ..
خط النار مثبت بالمتفجرات والمدرعة تقترب وطائرة مروحية ترقب المكان ،،تجحظ الأبصار و يتباعد الرفاق فى سكون ،تحوم المروحية ثم يتضاءل أزيزها وتغادر ..ينفلت الرفاق كحبات العقد والخيط يربطها فلا تضيع ويعيد ترتيبها قأئدهم قمر الليل..
الأسيران يتوسطان العساكر وينظران فى كل الإتجاهات عسىى قمر الليل يكون قريبا بالمكان فينقذهما..
المدرعة تقترب من خط النار وترتفع وتتطاير منها الأجساد ، وتعود المروحية للظهور فى عنان السماء الملبد بالدخان وتطلق القنابل وكانها فرس تدرس السنابل وتدقها فى شهر ايلول ..كانما الستار أسدل فتسلل قمر الليل للناحية الأخرى حتى يطمئن أو يرافق عدلية فى رحيلها..
العتمة والصراخ والجراح والدماء تفوح مسكا من أجساد الرفاق وكلمة الله أكبر جعلتهم أسودا ضارية تطوق الضباع..
كأنما يقتلع بذرة طاهرة من موضع غير موضعها،عدلية طاهرة تموت على كتفى على أن ينكل بها،كان يركض ويبحث عن مكان آمن لها حتى تلفظ الشهادة.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

زيارة بعد غياب سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية


 زيارة بعد غياب

سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية
وقفت أمام شقتها مباشرة وطرقت بابها عدة طرقات خفيفة ومتتالية مضت برهة من الوقت ولم تفتح الباب كررت الطرق وكان صوته على الباب واضحا..ولم أتلق ردا ايضا ..ضغط على زر جرس الباب وأصدر صوتا أنتظرت أن تفتح الباب ولكن دون جدوى ..تساءلت فى عقلى : ربما تكون خرجت لتبتاع شيئا ؟أو تزاور أحدى جاراتها ؟ عندما هممت بالرحيل سمعت صوتا يأتى من الداخل يقول فى وهن شديد : يا من تطرق الباب...الباب مفتوحا ..أدفعه ..فأنا غير قادرة على الحركة ..دفعت الباب ودلفت بداخل الشقة..كانت الأضاءة خافتة ..رأيتها راقدة على أرضية الصالة على جانبها الأيمن وتحتها مرتبه قديمة ومتدثرة ببطانية متهالكة ..كانت الصاله خالية من قطع الأثاث تقريبا .. ..على الوسادة وضعت هاتفها المحمول وبجوارها زجاجة مياه وهرتين...كانت قد شرعت فى تربية الهررة بعد أن أعتراها اليأس من عدم الأنجاب فوجدت فى تربيتها لها من يؤانس وحدتها ولاسيما بعد أن طلقها زوجها منذ ثلاثة عقود وتركها تتجرع الآم الوحدة وشظف العيش.
بدت شاحبة وهزيلة..تبددت ملامحها وبدت عجوز مسنه غزت التجاعيد وجهها.. ما أن رأتنى حتى انخرطت فى البكاء وقالت وهى تبكى :أخيرا تذكرتنى ...فأنا لم أرك منذ أن رحلت أمك من عشر سنوات الا مرة أو مرتين وكنت دائما فى عجلةمن أمرك..هانت عليك العشرة والجيرة ؟ هالنى منظرها وتغرغرت عينى وقلت لها والكلام تحشرج فى حلقى : منذ متى وأنت على هذه الحالة ...قالت وهى تبكى : منذ فترة ليست بالقصيرة ..قدماى متورمتان وأشعر وكأن موقدا فى باطنيهما لاينطفئ أبدا وأستطردت وهى لازالت تبكى: كل ما أرجوه أن أعود كسابق عهدى وأنهض من رقدتى وأستطيع أن أتحرك .
على كرسى كان موجودا فى الصاله مسحت ما علق به من أتربة وجلست عليه وقلت لها : هل ذهب بك أحد من الجيران الى المشفى أو الى الطبيب؟ هل عرفت شقيقتك التى تقيم بالأسكندرية عن حالتك ؟ أجابتنى وهى تمسح بيدها دموعها : جارتى أم فاطمه فهى لاتتركنى وتقوم على رعايتى ...فأنت تعرفها التى تقيم بالطابق الثالث.. أخذتنى الى المشفى وهناك فحصونى وأجروا لى التحاليل وأعطونى العلاج ومن وقتها وأنا أتناوله دون فائدة... وسيدة- تقصد شقيقتها- رحلت منذ عامين أو أكثر.
تنهدت ونهضت من على الكرسى وأطرقت رأسى فى حزن ...تذكرت شقيقتها عندما كانت تزاورها وتذكرت جاراتها عندما كن يجتمعن كل ليلة فى شقتها يتسامرن ...أننى أتذكر تلك اللحظات فهى لاتزال منقوشه فى ذاكرتى ومخيلتى ... ودعتها والدموع تنهمر من عينى وغادرت المكان وأنا لا أكاد أرى أمامى .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

قدور الشر علي الجوراني / العراق


 قدور الشر

يصنعون من الشياه ذئابًا ويشكون من وحشية افتراسها.
لم يسْتغرب كما استَغربَ شرذمة الوجلين المتملقين هذه، وقد سمع رجيف قلوبهم يكاد يكسر أضلاعهم، عشم مطففين أن يجّمَ مكيالهم، يسوقون بعصا تزلفهم تهانيهم المزيفة، أصوات مخنوقة يرافقها رشفًا للرضاب؛ سحقَتْ رقابهم قوائم كرسي منصبه الجديد، ذلك المنصب نَوَال يده المدماة ودسائس ومكائد نصبها أفخاخًا في طريق المعارضين والمناوئين لنظام الحكم كما كانوا يطلقونها عليه، عندما كان طالبًا جامعي، لم تتعدى أحلامه وظيفة تحفظ ماء كرامته، وكأي مواطن متذمر.. لعلع لسانه في المقهى والشارع وبعض التجمهرات هنا وهناك، إنسان حر.. كان له رأي في الشأن السياسي أبداه بكل حرية من غير أريحية! ولم يدرك إنه شريك الأفكار مع الخط المعارض..الذي يحارب بوسائل غير شرعية ومنافية لضمير السلطة!دارت رحى الاجتماعات السرية في العاصمة، تزاوجت أرائهم فأنجبت قوانين هجينة كان هو أول ضحاياها؛ وضعوه في خانة الخونة والخطرين، صادروا وظيفته ورموه في الشارع بين أناس نضح إنائهم أخيرًا، ولايعرف ما سر هذا الغيض المكظوم، ألسن البقر انقلبت وأصبحت دقيقة كألسنة الأفاعي، أوقدوا للشماتة نارًا، وتهديد إيحائي لاذع، تأسّدَ الجبناء وعاملوه كفريسة ليعتدوا عليه ويتكالبوا حوله: صه على جبينك ملف مطموغ وإلا أيها الحثالة...، أكثرهم جرحًا أقربهم صلة به، وبين الفينة والأخرى تسوق الوشاية جهات أمنية فيُقتاد بالركلات معصوب العينين، جهة مجهولة وتحقيق مرير، وشاية كاذبة من حقود حسود شعرَ إن حاجبه علا عينه فإمتعض، أو طالبا بثأر على أخصومة تافهة قديمة، فكان كل يوم يطلق سراحه فيه عيدًا واستجابة لدعوات زوجته التي تقضي أيامًا تخفف الأورام المبعثرة فوق جسده وتقلب أثار التعذيب الكهربائي، فأحدث الخوف المتكرر رجيفًا في قبله وأرق دائم، مما إضطره الهروب إلى حيث هو نفسه لم يتوقع أن يذهب إليه مطلقًا، يبحث عن نسمة اِطمئنان؛ وهنا حدث ما لم يكن بالحسبان، في أروقة أكبر مقرات الدولة وبالصدفة التقى بأعز صديق عليه، بينهما عشرة "زاد وملح"، تلقفه بالأحضان والترحيب وتبادلا التحية يخالطه شعور الخوف والطمأنينة، بعد فنجان القهوة استفهم كلاهما عن الأخر فوجد صديقه فردًا مهما في الحاشية، حكى ماآلت إليه ظروفه، حدّق في سحنته مطولاً ثم قال: لاعليك سهلة جدا، أولا تعلم أن كل شيء تغير...! من الأن أنت من الوطنيين المخلصين وبكفالتي، ومن ذلك اليوم أصبح كما قال، نفّذ ماطلبوه منه بالحرف فتلطخت يديه بدماء لايعرفُ أصحابها وسجّلَ فديوهات فضائح من لايخصه فاعليها، إبتزاز.. تهديد..خطف..إغتيال فلقي المديح والاِستحسان أمامه على مكاتب الكبار ولسان حال صديقه يقول: تفوق الطالب على الأستاذ فنال مانال منهم وتدرج شيئًا فشيئًا حتى نالَ أول منصب محى كل سجلات الشبهة التي أحاطته بعد تسنمه، تحوّل من مرعوب إلى مُرعبٍ ومن مُعذَبْ إلى جلاد، وهنا تأمل في وجوههم، هذا الوقح وذاك الحقير وحتى تلك الغير متربية أما آن الأوان لأسحقهم بحذائي انتقامًا، أم أترك الخوف الذي أذاقوني إياه ينخر قلوبهم وأرمي عبارات مشفرة مقلقة تزرع في قلبهم رهاب دائم، فأتاهم مالم يتوقعوه...
علي الجوراني/العراق
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏لحية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

كورونا وأهل الريف د. ابراهيم مصري النهر مصر




 كورونا وأهل الريف

سافر بعد أن أتم تعليمه الجامعي إلى احدى بلاد الخليج العربي، ليجمع مهر محبوبته من بين براثن الغربة وأنياب الرق المقنَّع تحت مسمى الكفالة...
عاد بعد عامين ليجدها قد تزوّجت من موظف حكومي، وافق عليه أبوها برغم أنها أبدت عدم رغبتها في الزواج منه، لكن هيهات هيهات أن تلقى مثل هذه التوسلات آذانا صاغية في مثل هذا المجتمع الريفي...
وأَدَتْ حبها ودفنته في تلافيف مخها وسويداء قلبها، وما كان منها إلا أن أذعنت لأمر أبيها، وإن كانت صورة فتى أحلامها لا تفارق خيالها لحظة؛ بحسن سمته، وأناقة هندامه، وطيب خلقه، ونور وجهه من مداومته على الوضوء ومحافظته على الصلاة.
كتم صدمته بخبر زواجها لم يبدها لأحد، استحضر أول صورة لها طبعت في ذهنه؛ وهي تجلس خلف أبويها في الحقل وغروب الشمس، واختلط شفق الغروب بشفق وجنتيها، ممسكة بكتاب تلوح به بين الحين والآخر لتهش الفراشات التي تزاحمت على نور وجهها...
ثم أطرق مليا، وتذكر أخر لقاء بها قبل سفره بساعات تحت شجرة سامقة أشهداها على العهد "ألا تكون إلا له حتى أخر العمر وألا يكون إلا لها حتى أخر العمر“...
رفع عينيه إلى السماء، تصنّع رباطة الجأش، افتعل ابتسامة عريضة على شفتيه...
تزوج من غيرها وسافر ثانية مثخنا بالجراح، مخبئا جثة حبه القديم في مقبرة تفوح عطرا بين أضلعه كلما نبشتها مخالب الذكريات...
طالعتنا وسائل الأخبار المسموعة والمقروءة والمرئية عن منظمة الصحة العالمية، من توخي الحذر وأخذ كافة التدابير والاحتياطات الاحترازية والوقائية، لانتشار فيروس كورونا المستجد، والذي سيسبب وباء وجائحة عالمية قد تودي بأرواح الآلاف من البشر، بل قد يتخطاها إلى الملايين إن لم نلتزم بحظر التجول وارتداء الواقيات واستخدام المطهرات...
أصيب الموظف الحكومي نظرا لطبيعة عمله واختلاطه بالأجانب بكورونا وتم عزله بمستشفى الحجر الصحي، وقامت الجهات المختصة بمنع الدخول إلى قريته والقرى المجاورة لها أو الخروج منها، وأخذوا مسحة من الحلق لجميع المخالطين له، والذين ظهرت عليهم بعض الأعراض.
أظهرت نتائج المسحة إيجابية مسحة زوجة الشاب المسافر وتم عزلها هي الأخرى بمستشفى الحجر الصحي...
عاد الزوج المسافر بعدما علم بإصابة زوجته بفيروس كورونا، فور وصوله وأثناء ذهابه إلى مستشفى الحجر التي بها زوجته، مر على مجموعة من الشباب: شُعث، غُبر، في أسمال بالية، من قرية الموظف الحكومي المصاب المجاورة لهم، يهشون بالعصي على أغنامهم في طريقهم إلى المرعى...
سمعهم يتغامزون ويلسِّنون عليه أنه الزوج المغفل، الذي يزور زوجته ليلا هذا الموظف وهو نائم في العسل في غربته، ولذلك انتقلت إليها العدوى، وتعالت ضحكاتهم الساخرة وهم يضربون كفا بكف...
انتفخت أوداج الزوج غضبا وتقدم ناحيتهم مزمجرا: اخرسوا، قطع لسانكم، والله لتطيرن في هذه الكلمة الرقاب، ولطم أحدهم على وجهه...
وعاد مسرعا ليخبر أبيه وأعمامه وأهله بما حدث، وما يحاك لهم بليل وما تلوكه الألسن من شرفهم وسمعتهم دون تروٍ أو برهان، وأن الخبر ينتشر انتشار النار في الهشيم، مخلفا لهم العار والشنار...
استلّوا بنادقهم من مخابئها وعمّروها وساروا في سرداب الثأر للعِرض مدجّجين؛ التقى الجمعان عند منعطف الجهل، تبادلا اطلاق الأعيرة النارية، ولولا تدخل الشرطة والمشايخ والعقلاء من القرى المجاورة ومن الطرفين لراح ضحية هذا المنعطف الكثير...
بعد كر وفر، وشد وجذب، توصّلوا إلى جلسة عرفية للفصل بين الطرفين، وأُرجِأت لحين شفاء المريض والمريضة...
ظل الزوج يقتله ما يقال من وراء ظهره من خيانة زوجته له بدون دليل، وزوجته لا تعلم عما يقال عنها شيئا، ولم يستطع رؤيتها إلا مرة واحدة لا تسمن ولا تغني من جوع، من خلف ألواح الزجاج العازلة لوح لها ولوحت له من خلف الأسلاك الموصولة والخراطيم المثبتة بجسدها.. ليس لدى من يتكلمون في عرضها أدلة تدينها إلا الإصابة بڤيروس كورونا، وليس لديه أدلة تبرئها إلا إحساسه.
بدأت حالتيهما الصحية تسوء يوما بعد يوم، مات المصاب ثم المصابة ومات معهما السر، وظلت بعض الأفواه في الخفاء تنهش لحمهما بعد الموت بدون دليل...
جاءت لحظة الصفر، حان موعد الجلسة العرفية، اجتمع الخصمان في صوان كبير تحت غطاء أمني، استمع المحكّمون لكلا الطرفين ثم اختلوا بأنفسهم ساعة، جاءوا بعدها لإعلان الحكم.
قام أكبرهم سنا وأكثرهم علما وحلما، بسمل وحمد الله ثم قال: توصلنا بعد المداولة إلى أن يتزوج الأرمل من الأرملة.
د. ابراهيم مصري النهر
مصر

أحلامي بقلم / ربيعة مسعودي


 أحلامي

بقلم ربيعة مسعودي
كانت أحلامي تتطاير وكأنها أوراق الشجر تأخذها نسمات عاليا إلى ماوراء الغيوم البعيدة هكذا كانت أحلامي .حلمي أن أعيش كباقي الناس بين أهلي وأحبابي ،وأن أشعر بالسعادة بينهم لكن دائما هناك شيء يجعل من فرحتي تتأجل .
الشيء الذي أعلمه هو يقيني وثقتي بالله التي لا تخذلني أبدا خاصة بعدما وهبني أب حنون ،عطوف، طيب القلب، يعتبرني كإبنته الحقيقية ،كلماتي لا تستطيع أن تصف مشاعري تجاه هذا الرجل الذي يدعمني بكلماته الراقية إنه "أبي الحاج الناجي المولهي "كلمة أبي من اول مرة نطقتها تحمل في طياتها مشاعر الاحترام والتقدير.
أختي وصديقة دربي" سارة الشيخاوي" هذه الأخت الفاضلة التي منحتني ثقتها وحبها لي برغم من بعد المسافات ،أنا أحبها حبا لا مثيل له لأنها ذو أخلاق وخلق عالية ،ابتسامتها تنسيك متاعب الحياة فكل عباراتي لا تفي حقها ،فأنا محظوظة بكوني لدي إنسانة جميلة مثلها صادقة في أحاسيسها.
برغم من قسوة الحياة ومتاعبها ومرضي الذي مازال يلازمني فهو إبتلاء من الخالق والحمدلله على كل حال، إلا أن الله لم يتركني وحيدة بل وضع أمامي إنسان عزيز على قلبي ،يواسيني في أحزاني ويسعد معي عندما يراني سعيدة ،يدعمني ويشجعني على مواصلة الحياة ،جعلني أعرف طعم الحياة معه،فحبي له يزداد يوما بعد يوم ،واشتياق له تخطى كل الحدود .
**مراد** هذا الاسم سيظل محفورا في قلبي مادمت على قيد الحياة.
نصيحتي مني إليكم لا تفقدوا طعم الحياة فهي بيد الخالق فهو مسيرها ،فلا تيأسوا فبرحمته تغير الأقدار واحمدوا الله دائما وأبدا على النعم التي تملكونها.
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

حبل الغسيل ✍️ حسن أجبوه - المغرب


 حبل الغسيل :

في بيتنا الذي نكتريه أو بالأحرى اكترته جدتي لأمي منذ عقود خلت إبان هجرتها من قريتها طريدة جراء فعلتها الشنيعة بحملها خلسة من شاب عشقته فسلمته أغلى ما يمكن أن تملكه فتاة مراهقة في مثل سنها..هاجرت إلى عالم جديد الغلبة فيه لمبدأ الغاب : القوي يلتهم الضعيف،فاستكانت مدفوعة برغبة البقاء الى التيهان في أقدم مهنة عرفه الكون : البغاء..ومنه شاخ شبابها وقل مدخولها ولم تورث إبنتها الوحيدة ( أمي ) سوى التنمر و الخدلان و البيت بأعلى السطح،ماتت الجدة ومعها دفن تاريخ طويل من المعاناة و القسوة.. أدرك أبي كل ذلك مبكرا فهجرنا ونحن صغار وتكررت حكاية مأساة الجدة مع ابنتها وكأن التاريخ يعيد نفسه..يا لهذه الحياة اللعينة،وهذا القدر اللئيم : كان على أمي أن تئدني قبل أن يشتد عودي وأصبح محط أطماع العيون القارضة التي تبتغي نهش لحمي..لا أريد أن أعيد نفس التراجيديا ،سأرحل عن هذا العالم القذر الذي يكرر نفس الحلقة المفرغة و يكرس هيمنة القوي على الضعيف. يا إلهي لمذا خلقتني أنثى ؟ لا أريد أن أستمر في نفس معاناة أمي وقبلها جدتي ! لا أحبذ فكرة الرحيل،ولا أقبل أن أصير لقمة صائغة ووعاء لنزوات الرجال .فيما ذا سينفعني دبلوم التجارة والجميع لا يوظف الا كفاءات الجسد ! سأضع حدا لهاته الديمومة ، لهاته الحياة البئيسة ...
سارعت إلى الحبل الذي تتدلى منه ملابس متعددة الاحجام والالوان ،فككته بعنف وألقيت بما عليه غير ابهة بوابل الامطار والريح التي كانت تتقاذف جسدي النحيل،عقدت العزم على هزم القدر وهذا هو الوقت المناسب مادامت سخط السماء لجانبي فالكل رابض في بيته اتقاءا من هول البرد والمطر . وضعت عقدة الحبل بنحري ووقفت فوق الكرسي الخشبي .. حانت اللحظة الحاسمة لهزيمة القدر ..أتأكد من سمك الحبل الذي سينتشلني من عالم رسموه لي،صعدت فوق الكرسي المهترأ . لن تهزميني أيتها الرياح ، واثقة الخطوات للزواج الأبدي بجحيم القدر دفعت الكرسي... لكن ياللهول لحظة...
- سعاد ! أسرعي ،الاكل على المائدة ! اتركي تلك الأوراق يا ابنتي.فيما ستنفعك ؟
- حاضرة يا حاجة . الغذاء لن يهرب والاوراق التي تزدرئينها هي التي غيرت حياتنا .
✍️ حسن أجبوه
- المغرب -

من العالم الموازي بقلم: نرمين دميس جمهورية مصر العربية


 من العالم الموازي

اهتزت أرجاء القاعة المكتظة بالوافدين من كل حدب وصوب، رافعين لافتات التأييد، ينتظرون بدء الجلسة بفارغ الصبر؛ فاليوم موعد اختيار "بطل العام" الذي سيهتف الجميع باسمه، ويحملونه على الأعناق.
يتجمهر المؤيدون خارج القاعة أملا في الدخول، تدور بينهم مراهنات ومناقشات حادة حول فائز هذا العام، يحاول أفراد الأمن تفريقهم؛ منعا للشجار والمنازعات.
رغم تنافس الكثيرين على اللقب، والذي يتمتع صاحبه وعائلته بحصانات وامتيازات لمدة عام كامل، إلا أنه انحصر دوما بين عدد من القوى، يتناوبونه فيما بينهم، كل على حسب نشاطه وإنجازاته السنوية.
فهاهم أحفاد "الطاعون"، يحتلون مقاعد الصف الأول، منتفخين كالطواويس، تفيض نظراتهم بالكبر والتعالي؛ فقد حافظوا على اللقب لسنوات متتالية؛ بفضل أمجاد أجدادهم، وما حصدوه من أرواح لفترة زمنية بعيدة، فلا مجد يعلو على مجدهم.
تتوسط القاعة عائلة" الأنفلونزا الموسمية" تراقب الوضع في صمت كعهدها دائما، تتحسر على الأيام الخوالى، تتعجب من تجاهل الجميع لها واعتيادهم عليها، حتى أنهم أمنوا شرها لدرجة أنستهم أنها قاتل ناعم، خرج من عباءته أجيال وسلالات عديدة، نالت قسطا وافرا من الشهرة، كأنفلونزا الطيور والخنازير وغيرهما.
أثارت انتباه الحاضرين ضجة عارمة في مؤخرة القاعة، إثر شجار وصل إلى تراشق بالألفاظ واعتداء بالمقاعد، بين أنصار "فيروس سي" الذين يرون أحقيته بالفوز باللقب؛ فهو من احتل الأجساد في صمت لسنوات وسنوات، التهم فيها أكبادهم، ليفيقوا وقد فات الأوان؛ فلا يجدون طوقا للنجاة، وبين أنصار فيروس" شلل الأطفال" الذي اعتقل آلاف من البراعم البريئة في سجون العجز، سارقا فرحة أيامهم بكل قسوة، راسما الدمعة مكان الضحكة، ليتدخل الأمن لفض الاشتباك، حاملا بعضهم خارج القاعة.
فجأة..تغرق القاعة في سكون مطبق، حين دخل ذاك الشاب صغير السن ضئيل الحجم، المدعو "كورونا" والذي ذاع صيته مؤخرا، مرتديا حلة لامعة، يعتلي رأسه هالة ضوئية كالتاج، يسير بخطى ثابته، تعلو وجهه ابتسامة واثقة؛ بينما يلاحظ العيون المحدقة إليه؛ فهو من شل حركة العالم في بضعة أشهر، قبض أرواح قرابة المليون شخص حتى الآن، حار فيه العلماء والخبراء، ومازالوا لا يجدون إليه سبيلا، لذا يتوقع أن يكون بطل هذا العام.
ماجت القاعة هرجا ومرجا من جديد، مع دخول مجلس الحكماء إلى المنصة، ليسأل رئيس المجلس الحضور الهدوء، وإلا ألغيت المسابقة، يبدأ بدوره في فحص أوراق المرشحين، وعندما هم بالحديث، انحبست الأنفاس في انتظار اسم الفائز، ليفاجأ الجميع بقوله:
"رفعت الجلسة للمداولة"
بقلم: نرمين دميس
جمهورية مصر العربية
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

الاحترام واجب محمود محمد عبد الفضيل / مصر

 


الاحترام واجب

في بدايه حياته وبعد تخرجه من الجامعه سافر حسين الي احد الدول العربيه للعمل هناك و اخد يجمع المال يوما بعد يوم حتى يستطيع أن يتزوج و نظرا الغربه و الوحده التي يعيشها طلب من احد قريباته ان تبحث له عن فتاه ليتزوجها.
وفي إجازته السنويه القصيره ذهب ليري الفتاه ووجدها من اسره متوسطه و متوسطه الجمال فوافق على الارتباط بها
وبعد الزواج التقليدي سافر حسين الي عمله و لكن وجد ان بعده عن زوجته أثر عليه ووجد مكالمتها معه قليله و تقليديه فبحث في مواقع التواصل عن تسليه له يقتل بها الوقت
و بدا محادثات مع احد السيدات في بلده و طال الحديث بينهما و الصور و المكالمات الساخنه
و تواعدا على اللقاء بعد نزوله الاجازه السنويه للزواج سوا حيث شرح لها انه متزوج وهي كانت مطلقه
فطلبت منه أن يرسل أموال حتى تجهز للزواج و توفيرا للوقت و ارسل لها مبالغ كبيره على أمل أن يتزوجها بمجرد نزوله لبلده
و قرب نزوله إجازته انقطعت أخبارها و وجد نفسه محظور من جميع وسائل الاتصال بها
فايقن انه تعرض لعمليه نصب شديده جعلته يخلص لزوجته بقيه حياته
تمت
محمود محمد عبد الفضيل
مصر
قد تكون صورة ‏‏‏‏٨‏ أشخاص‏، ‏‏أشخاص يجلسون‏، ‏أشخاص يقفون‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

الرحلة محمود أحمد العراق / نينوى

 الرحلة

ليس بعطاء وخصوبة البستان ، إذا ما أيقنا أن حجمه بعطائه ، ونتاجه .
بعد جهد جهيد ، وسهر ليال طوال ، حقق الفوز الكبير.
صدحت الأصوات بالفرحة ، إلا الأم، فاستغرب:
- ما لك يا امي ، و أنت بذلت راحتك لأجلي ، ووفرت علي المال والوقت ؛ لأصل ؟
وبشت الأم ( وروح الأم الوليد ) ، أن هناك ما هو أهم، وعليك بني ، أن تبدأ؛ فالطريق جد وعر ، واختصاره ليس بالسهل الهين ، كما تتصور .
أجاب :
- هو ذا يا أمي ، و أنا أعدك. اطمئني ؛ فالقلم اصدق للمرء من صاحبه ، وفقط علي أن أوجهه ؛ خشية الوقوع في براثنه .
فضحك .
وتهلل وجه الأم ، كأنصع ما يكون ، وكما أصفى ، وأحلى عينين رأى فيهما الفتى صورته .
الكاتب القاص : محمود أحمد
العراق / نينوى

جولَةٌ في غُرفةِ المفقودة خالد الرقب _الأردن


 جولَةٌ في غُرفةِ المفقودة

بحذرٍ شديد يتوجهُ فريقُ العملِ نحوَ مكانِ تصويرِ المشهَدبالكادِ فُتِحَ الباب، الغُرفةُ ظلامها دامس، يتسلّلُ إليها شُعاعٌ خافتٌ من نّافذةٍ موصَدة على متنِها قطةٌ لم تصحُ منذُ سنوات عجاف و قفصٌ خالٍ من القوتِ و الماء كانَ قبرًا لعصفوريّن بعدَ أنْ كانَ ملاذًا لهُما سابِقًا
تعلو هذهِ النافذة التي توقفت بها الحياة طبقةٌ من الغبارِ الكَثيف و تقعُ إلى الزاوية اليُسرى من السّريرِ الذي ترتَمي عندَ وسادَتهِ المّمزقة بعضٌ من الدّمى، تنظرُ إلى ملامحها المُخاطَة فترى فمَها مُقوّسٌ للأسفل و العيونُ تحدّقُ بشكلٍ يجعلُكَ تشفقُ عليها، وجّهوا الكاميرا إلى وسطِ السرير فوجدوا دُميةً مبتورةُ اليَد ، حدثَت هذهِ الواقعة التي شغلت الوالديْن، عندما كانت تتشاجرُ المُتوفاة مع أختها و أرادت أنْ تنتقمَ منها فقصّت يدَ الدّمية المفضلة لديها بتربصٍ و هربت على أطرافِ أصابعِ قدميها الصغيرتيْن ، شعرُها مسدولٌ على جسدِها المحشوّ بالقُطن ينعى من كانَ يسرّحه، تشعرُ لوهلة أنّ هذهِ القماشة المحشوّة تبكي و تتحسّر و تشتاقْ! و كأنها روحٌ بشرية، و عينيها المثبتينِ بزرينِ ملوّنين يستولي عليهما الكِدّ و الذبول!
إنّ القصة القصيرة التي رواها سكّانُ السرير ذي السلّم المكسور كفيلة بصُنع حفلةَ بكاءٍ لدى الجمهور المُتابع لهذا الفيلم الذي شهدَ إقبالًا على عكس غيرهِ من المشاهِد.
لا علينا فقصصٌ أخرى مبهمةٌ ستوضحها الكاميرا بعدَ لحظةٍ من الآن.
تحرّكَت النّافذة قليلًا و أصدرت صوتًا إثرَ ريحٍ خفيفة داعبَت زجاجهُ المهشّم،كانت هذا الصوت، السيمفونية الحزينة للحلَقة.
توجّهنا إلى المكتب أو بقايا المكتب إن صحّ التعبير، فوجدنا أوراقٌ متناثرةٌ بالأرجاء و كتبٌ مفتوحةٌ على مصرَعِيها و رواياتٌ أوقفَ أحداثها فواصلٌ مُتآكلة.
كوبٌ من الشايٌ صنعَ العنكبوتُ لهُ شبكةً في جوفه و بسكويتٌ مُحلى لم يبقَ منه غيرَ فتات، أقلامٌ انتهى حبرُها و ساعةٌ من الرملِ تسربَ كلّ رملِها إلى القاع، و صورةٌ مكسورةُ الإطار، و كمانٌ مقطّعُ الأوتار و قرصُ الموسيقى الكلاسيكية توقفَ عن العمل، و هاتفٌ مهجور، أزرارهُ بكماء و سمّاعتهُ صمّاء، دفترٌ من الذكرى لم يُفتَحْ مُذ فارقَت مدوّنتهُ الحياة حتى أنّ قِفلهُ موصَد و مِفتاحهُ مخبأٌ في مكانٍ مجهول،علبةُ مناكيرٍ جافّة و مزهريّاتٌ ذاتَ أزهارٍ ذابلة .....
بجانبِ هذا المكتبِ الميّت تقبعُ خزانةٌ آيلةٌ للسقوط فارغةٌ لا تحتوي على شيء غيرَ خربشاتٍ منمّقة بريئة و لوحاتٍ صغيرة و صورٍ معتقة علّقت على أبوابِها - يُقالُ أنّ الأم انتشلت قطعة من ملابسها الصغيرة على عُجالة حتى تحتفظَ بشيءٍ من عطرِ ابنتها-.
أُغلقَت الخزانة بأسًى و إلى جانبها درّاجةٌ غطّاها الغُبار، مستندَةً إلى الحائط بحُزن، هي نفسها الدراجة التي تركبُها الفتاةُ في هذهِ الصورة
- وُجهت الكاميرا إلى الحائط المرقّع ببضعةِ صور عتيقة وقتئذٍ-
لكن الموتَ انتشلَ رفيقةَ الدراجة بلا سابقِ إنذار
السقفُ يا سادَة تخضبهُ الرّطوبة و المكانُ بكلّ تفاصيلِه بائس، تكادُ تشعرُ أنّ هذهِ جِنازة و جميعُ الأشياء بالغُرفةِ أقامت الحداد حتى اللحظة و ربما بل حتمًا للأبد.
و عندما أجروا مقابلة مع والدةِ الطفلة كانت بحالة يُرثى لها فقالت بصوتٍ وُلِدَ من رحمِ الدّموعِ :
- في كلّ ليلة أسمعُ نُواحًا مصدرهُ هذا المكان
فكانَ هذا جوابَ سؤالِ الحلَقة
(هل تحزنُ الأشياء على صاحبها حين يموت؟)
قالَ الحضورُ بصوتٍ موحدٍ ذي نبرةٍ حادّة تعزفُ أشجانًا:
نعم نعم، فكراسيّ السينما لم تعد تريدنا أيضًا
أسدلَ الستار و غادرَ الجميع كلٌ يكفكفُ دموعه.
خالد الرقب _الأردن
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏لحية‏، ‏وقوف‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة