Translate

الثلاثاء، 10 مايو 2022

سهرة فوق العادة سعيدة محمّد صالح _تونس


 سهرة فوق العادة

_ سكبت الشّاي ، بعد الإفطار مباشرة ، في قاعة الجلوس ،عدّلت الشّاشة ، تبحث عن مسلسل درامي تعدّل به نكهة سهرات رمضان، كان الجينيريك والعنوان جاذبا ،،، باهتمام بالغ كانت تتابع الأحداث..
....ماذا ترى ؟ ...ماذا تسمع ؟! تكاد لا تصدّق ...!! تنتفض ،يزيد ارتباكها، تسارع إلى جهاز التّحكّم وهي تستحضر كلّ الفاظ القرف والاشمئزاز والرّفض
_ قائلة:" ما هذاالاستهتار؟! وكم هو فجّ هذا القبح
الذي رايته....!
نظرت بجانبها الأيمن لتلمح ضحكة مكتومة تبادلها كلّ من رحاب ابنتها البكر وسليم .
دلفت إلى المطبخ دون ضجيج ، لتعدّ لهما "البوزة" بينما الغضب والحنق يجتمعان في صدرها،
عقلها يضجّ بواقع اعلامي يتمادى في بثّ سمومه ، فهو يضيف جرعة تطبيع مسمومة مع مظاهر اجتماعيّة واخلاقيّة فيها الكثير من التمرّد والإنحلال ، زد على وسائل تواصل مشرعة على أبواب الشرّ ! بلا حسيب ولا رقيب ، ،،
شعرت بمنسوب ضربات مطرقة الحيرة تدق ّبعنف أفكارها ،ووجع ينتاب املها المدسوس في أبنيها ...
من مدّة ،اكتشفت ابنها وهو يسجّل على هاتفه "لعبة الحوت الازرق" ، أعدّت كلّ عدّتها التربويّة والعاطفيّةلتفتح معه حوارا يصل به لقرار محوها ، وهي تستحضر هذا الغول الذّي أدّى بالكثير من الأطفال إلى هاويّة الانتحار،، ،
أيّ أبالسة هؤلاء لا تراهم ، إنّهم جنون التكنولوجيا ؟!
،
رفعت رحاب وجهها تجاهها قائلة بنبرة هامسة:
_ أمّي ,زائد سكّر ها تحليّة، هذه اللّيلة ، على غير عادتك ،فأنت حريصة على التّخفيف منه خوفامن عواقب استهلاكه!
حضنت وجهها بكلّ عطف ، كأنّها تعتذر عن غفلتها
وعادت بخطوات قليلة أرتمت على الأريكة بثقل المهموم ، وهي تحاول لفت انتباه سليم لها ، لأنّه لم ينتبه لتذوّق "البوزة" فهو منصهر التّركيز في شاشته ...
أطلقت زفرة من أعماق خوفها ، على أولادها، لتخبرهما أنّ امست
قلقة عليهما ايّما قلق ...
و لتخبرهما بأنّها امست بلا عقل
، وانّها قلقة لأجلهما:
_كنت مجبرة على اقتناء هواتف ذكيّة لكما ...!!
قالت رحاب : " أمّي أنت هشّة كقطرة ندى ، تحيلك الهواجس في لحظة لكتلة من قلق على كينونتنا.. .."
لم تكمل حديثها حتّى وضع سليم هاتفه جانبا
و همس مطمئنا والدته : " هذه الوسائل ضروريّة ولها أيضا استخدامات مهمّة ،فهي جسر التّعلم عن بعد ...
انسيت زمن الجائحة ،ماما ؟!
ماما أحبّك ..لا تقلقي !
قطع حوارهم ، استدارة المفتاح في قفل الباب ، هلّلوا مرحبين بوالدهم العائد لتوّه من صلاة التّراويح ..
تعجّب من صخب أصواتهم المخترق الباب الخارجي على غير العادة ،، وانتابه ذهول عندما شاهد محطّة غير التّي تعوّد بحضورها في سهرات رمضان !
اكتفى بتلويح ابتسامة الفاهم ، لن يفوّت هذه اللّمّة ، ودخل غرفة النّوم ليغيّر ملابسه ويعود لسماعهم ...
سعيدة محمّد صالح _تونس
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏، ‏حجاب‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ضواحي باريس عبدالمجيد بنداش


 عبدالمجيد بنداش

ضواحي باريس
__________________
في المقهى
جلست كعادتي في انتظار الصديق الناجم في مقهى كلمونتين،(البرتقالة) أتت شابة جميلة المنظر، تنبعث بها رائحة العطر الطيب، ترتدي قميصا أبيض شفاف و سروالا اسود ضيق لإظهار تضاريس الجسم، طلبت منها أن تأتي لي بإبريق شاي من النعناع و ترفقه بزيت الزيتون وخبز من الشعير.
ثم وجهت نظري في اتجاه الطريق المعتاد الذي يسلكه الأستاذ الناجم كي يصل إلى المقهى لكن هذه المرة لم الاحظ سلته للتسوق في يده ولا حذاءه الرياضي الأبيض الذي يلمع من بعيد ولا ابتسامته العريضة،
قلت في نفسي لربما فاتته الحافلة.
بعد عشر دقائق أتت النادلة وكل الأنظار تتجه حولها من كثرة جمالها الطبيعي الجذاب، أما صاحب المقهى يتابع نظرة الناظرين من الجالسين و الواقفين و المارين، لأنه عدّ النادلة رأس ماله بما تجلب له من الزبناء.
ما أن حطت الصينية وإذا بالأستاذ الناجم يبدو واقفا أمامنا مبتسما
قائلا : أسمح لي اخي عبد المجيد لقد فاتتني الحافلة لهذا أتيت متعطلا،
فأجبته : لابأس اخي الناجم ليست لدي مهمة عاجلة ثم أنا في عطلة.
ثم طلب الأستاذ الناجم فنجان قهوة مع خليط من حليب دون سكر مخافة من تأثير السكر على المرض السكري الصامت القاتل ولاسيما إذا كان مصحوبا بالضغط الدموي والكولسترول كما يردد الاستاذ الناجم.
ونحن نتبادل أطراف الحديث وسرعان ما تأتي إمرأة تحمل رضيعا في ظهرها تبيع المناديل، منحتها بضع دراهم ولم آخذ مبيعاتها. حالها ومنظرها الحزين تجعل مشاعر الشفقة تتدفق إلى السطح.
شرح لي الاستاذ الناجم أن هذه طريقة جديدة للتسول، نساء يحملن رضع وأطفال صغار لا يذهبون إلى المدرسة.
وأنصرفت المرأة، لست أدري إن كانت متسولة أو بائعة أو مريضة أو متسكعة، إلى الطاولة الجانبية منا فلم يشتروا منها شيئا.
بدأ الناجم يسألني عن أحوال الطقس والمعيشة في باريس ولا سيما عن عملي في المتحف. ثم طرح لي سؤال تقني عن كيفية شراء القطع النادرة في المتاحف خصوصا أنه يملك البعض منها.
ثم سألني عن برج ايفل إذا كان يجلب الكثير من السيّاح و بسخرية عالية قال متحسرا :
نحن لدينا برج البرتقال الموجود أمامنا لكن يجلب فقط المجانين لقد أصبح كالأطلال من قلة الصيانة.
وللصدفة يظهر على بعض امتار رجل يلبس ثياب متسخة ورثة يقترب بسرعة الضوء من الطاولة، يسرق كأسي من الشاي دون إذن.
التفت إلي الناجم و هز رأسه قائلا لي:
لا تقلق هذا السلوك عادي نتعايش معه كما نتعايش مع الذباب والنحل في المقاهي.
لم ينه كلامه وإذا برجل يصرخ ويشتم لست ادري من ولماذا؟
وشرح لي من جديد صديقي الناجم أن اخبار السوق تروج بأن هذا الرجل منذ أن اكتشف خيانة زوجته له وهو يعيش هكذا في الأزقة. الشارع ملجأه في غياب مستشفى الامراض العقلية.
طلبت من النادلة أن تأتي لي بكأس كي انهي شرب الشاي.
وأنا في انتظار النادلة لفت انظاري رجل مسن يقود دراجة هوائية قديمة من نوع پيجو 700 تنتمي إلى حِقْبَة الستينيات، وقلت لصديقي : تلك الدراجة الهوائية لها قيمة تاريخية وتراثية مكانها في المتاحف.
فرد علي بتنهيدة كبيرة : يا أخي عبد المجيد في هذا البلد يجب عرض البشر كذالك في المتاحف لان الكثير منهم يعيش معيشة الستينيات، عام الجوع والفقر المدقع.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏نظارة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

شبه أنثى بقلم / دحدوح ياسمينة


شبه أنثى

انا بدون هوية حتى.بدون عنوان على تراب خلقت منه البشرية . حسنا ربما سأعطي لنفسي أسماء لقيطة .أخترت اسم حنان .لأنني فقدته يوم رأت عيني نور الحياة .يوم تاهت الأنفاس بين دنيا بلية ، تيتمت وانا لا اعرف العد ولا معنى ما يخبأه لي الغد ، لم يبقى لي سوى ورقة مكتوبة بحبر جاف وقاس، غادرت والدتي بعد لفظ آخر الأنفاس ،وفارقني والدي قبل ذلك بشهور ،يومها كنت نطفة سوية . وبعد تلك القصة . تجولت بين دور الأيتام ،من قفص لقفص ،كطير مجروح ينتظر فقط يوم الاعدام . لا اعرف أحد ،لا اعرف سوى أسماء ووجوه عابسة ،قفرة ،ترهقها مشاق الدنيا ، يوم أشرفت على سن البلوغ لم يكن لي غرفة خاصة لي ألجأ إليها في عزلتي ، لم يكن لي جدار بغرفتي ،أرسم وأكتب به ما أشاء . يوم البلوغ لم يكن صدر حنون ،أشكو إليها مخاوفي ،وأفراحي ،وهمومي . رغم أنني لا اعرف معنى والدة ،لكن كنت أشعر بشيء يجدبني إليها . كنت دائما أحلم وأتأمل أن أحد الحنان في مكان ما وأطلب من الله ذلك . صبرت انا حنان على القسوة ،والظلم ،والاستعباد ،والمعاملة السيئة ، مرت سنوات على نفس المشاهد تتكرر ،الى أن جاء يوم يشبه كل الايام الخالية من الأرقام . سافرت أنا مع مجموعة تابعة لمدرسة الايتام .وبما أنني كنت متفوقة ،جدا في دراستي ،اختارتني لجنة تابعة الدار أن امثلها بالمسابقة المقامة بخارج الوطن ، وكانت لي اول مرة أركب فيها طائرة . احساس غريب جدا ،وانا انظر من فوق ليس كالنظر من تحت ،فرق شاسع ورهبة كبيرة ،تتملكني حينها ، وعرفت يومها ،ما الفرق بين الاعلى والاسفل . رغم سعادتي كنت أشعر بفراغ وخوف من الموت ،وكأنني احتاج الامساك بيد والدي ،رغم أنه غير موجود ولا اعرف معنى الأبوة ، اغمضت عيناي في غفوة ،واذا بي ارى قوس قزح بألوانه الزاهية يتوسط السماء،ورأيت أبي وأمي يمسكان بيدي فوق الغيوم البيضاء ،امرح وألعب وأغني ،اغنية الطفولة ، وكل هذا كان في غفوة وياليتها لم تنتهي ،ولم أستيقظ .سمع المضيفة الطائرة بالوصول أيقض احلامي الوردية . بعد ساعات بدأت المسابقة المنتظرة ،. وطبعا بدون تفاصيل تحصلت على جائزة أحسن طالبة في علم النفس ، وليس هذا فقط ،لقد رعتني كلية هناك ومنحتني منحة دراسة لان أتخرج ، بالطبع وافقت ،فورا ،ويا لسعادتي التي لا توصف ،رحت يومها أبحث عن من يقاسمني فرحتي ،ولكن دون جدوى ،أمي ليست موجودة . واصلت مشواري التعليمي بكل أجتهاد .إلى أن حصلت على شهادة الدكتوراه .وأصبحت عميدة لكلية علم النفس. تحسنت حياتي . أنتم تتسائلون لما لم أتزوج . اقول :بلى جائني الكثير من عروض الزواج منهم من قبلت وفي مرحلة الخطوبة أتوقف لأسباب لا تناسبني ، وهكذا حتى وصلت إلى الاربعين ،دون أن أشعر ،ولحد هذا السن لم تتوقف عروض الزواج. لكن كنت أرفض ، شاركت في عدة ملتقيات وبعثات الى دول أخرى ،لقبت حينها بسفيرة العطاء والحنان . أستمرت حياتي بنجاحات وشهادات وتكريمات، الى أن وصل بي المطاف على فراش بدى يسرق مني عقلي الذي كان هو باب جنتي بالحياة ،سرق قوتي، سرق ضحكتي ،سرق لهفتي للدنيا ، لكن تعلمت منه في الاخير أنه لم يسرق مني شيء ،بل انا من سرقت نفسي بنفسي ، انا من تبعت حلمي الوردي ،انا من تباهيت بعقلي وقوتي ،أنا من ضاعت بين اوهامها ،تهرب من حقيقتها المؤلمة ،انا سارقة . ولكن لي تبرير وحيد أن كان حقا يشفع لي أمام حقيقتي . لم أرتبط ولم أشأ أن يكون لي رابط مع أحد ،لم أرد أن يكون لي أبن فيأتي يوم وأتركه مثلما تركتني والدتي ،لم أشأ أن يشعر بالوحدة واليتم ،مثلما مررت به انا ،لم أشأ أن أكون له ذكرى من الماضي ، لم أرد أن أكون له ورقة تأخدها الرياح إلى مكان بعيد . لم أكن أريد أن أعيد تكرار المشاهد ، هذا هو قدري انا حنان بالرغم من أسمي الذي يحمل دلالات ،لكنه خال من كل هذا . كنت فقط أبيعه أوهامي للبشر ،وأعالج أحزانهم وفي نفس الوقت لا أجد من يداوي أسقامي . هي نهاية حزينة بالرغم من وجود انتصارات على حب الذات . حنان ترحل للأبد وتترك رسالة أمام جدار ميتم .
الى اللقاء
بقلم دحدوح ياسمينة
قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏نظارة‏‏ و‏حجاب‏‏

غرز و دماء... زكرياء نورالدين الجزائر


 غرز و دماء...

خوفا من المجهول و المستقبل الغامض، لم يجد بدا من أخذ تذكرة و حمل نفسه إلى وجهة هو أصلا لا يدرك منتهاها، كما القمر لا يدرك متى يشع و متى يأفل، متجدد منتشر في أرجاء ذاكرته الهائمة بين من أرادها و لا تريده، لكنه على الرغم من ذلك يعي جيدا أن دار الأوبرا تلك التي يرتادها كبار القوم ستكون معقلا لخفة نعليها و مشاقة جسدها، كل الأمر هو الرغبة في إلقاء التحية لا غير.
برلين؛ كانت تلك قبلة و موطن جسد، سير نحو اللامكان و الخوف، الهروب في حد ذاته هروب، ليست المرة الأولى التي يرتحل لأجلها و رغم ذلك تظل مجهولا بالنسبة لحاضره و الماضي السحيق بذكرياته، لم يكل من أن يحشر نفسه في يوميات اللاوعي التي يعيشها هو و وخزات الإبر، كانت تلك موضة العصر آنذاك، فمن لا يحقن لا يحق له أن يتسم بالرجولة، أما بالنسبة له فالهروب سبيل و الحقنة المزكمة لحالته شيء من حب و فراق، اللاملتقى كان صفة، و الكبرياء سمة و الفزغ جزاء، كل شيء عكس ما كان يروم، أما هي فتربو بعد كل عرض، يتهافت الساسة و رجال الأعمال و الفلاحون حتى سائس الخيل الذي يجر العربة التي تقله في أزقة برلين الحجرية لن يفوت على نفسه فسحة النظر إلى ذلك الجيد و تلك الحركات و اللفات، لا يستفيق من وقع ما يسري و دمه، اللعاب نفسه الذي يتدلى كشلال أصابته نزلة صقيع، لكن كل و سيلانه، يشير السائس لصاحب القبعة و السيڤار(أرأيت البغل الذي هناك) يلتفت مقاوما وضعه(ما خطبه) يسأل دون وعي و الصخب كل الصخب برأسه، عكس المكان و خلوته فالضوء الخافت و الشرائط المتدلية كالجريد المنسابة فوق متنها تهب المكان سكونا فاخرا، لم يزل الزعاف يسود أجواءه لا شيء في بسطة فكره و مشاهد عينه سواها و الرجل الذي يسحب دخانه بنهم(انظر كيف يشير لقواده. عله يرومها؟) لا تقاوم أية راقصة هنا ثخانة جيبه تحسبه يملك العالم(أين نحن من كل هذا) يتعبد من بعيد، حتى الأماكن المخصصة لأمثاله ذات زاوية ضيقة كحظه العثر كذلك السيڤار؛ غير السجائر التي يلفها كل ليلة بتبغ رخيص(ليس الوضع كما ترى، هي أقوى من أن تجلس حيث يرغب، أعرفها) كيف لا و هي التي لازمت شخصه منذ آلاف السنين، هي الآن في عالم حتمي فرضته ترانيم المال و اصحابه، و هو بعالم سحيق يحيا على فتات آماله(أنت لم تدفع لي جيدا، لو دفعت لجلبتها لك) كانت تلك آخر كلمة نبست بها وقاحته، يعرف كيف يغرز مسلة بقلب أحدهم دون أن يحس لا هو و لا الجموع، لم يكن يعلم أنني لم أطمئن له منذ أن اعتليت عربة النقل خاصته، هنا في برلين، كثر هم القوادون حتى أنت لا أظنك سعيدا ببعدك عن ذلك الجيب لعلكما تلتقيان في النار حيث الدفئ الدائم(أم أنك لا ترغب في أن تكون جليس ذلك السائس البائس المعتر الذي أراد أن يتقرب منك عن طريقها، و هذا السيڤار الذي ألفت غمسه في جسد الغانيات اللائي تشتريهن لن يتسخ برماده مرة أخرى أراكما في النار). و انسحب كمن ألف الهروب، هي صفته و ذلك عهده، لم يبق سوى ضوءها ينير المكان، تدرجات الصوت و الأغاني و الحمرة التي طغت، كأنها علبة ليل، بل هي كذلك، لا يأتي ها هنا سوى من يرغب في الإفصاح عن رغبته أو أن يصرح بشئ لأحدى الراقصات، أما أنتِ فلا أحد يمكنه الوصول إليك ما دمت إسكافي ذلك الحذاء الذي تتمايلين به فوق دماثة حظك و صخب فجورك، أعرفك كالقمر الشاحب الذي لا يدرك ماضيه، كل الرسائل التي بعثت من بريد قلبي لم تصلك ما من شيء سوى أنك لا ترغبين بإسكافي يتعطر بفوح أحذية البرجوازيين و القوميون الجدد، صدقا أحاول أن اكون مثلهم لكنني لا أملك خيارا آخر(سأرجع من حيث أتيت) قد تكون باريس أو لندن قادم عروضها(أرجو أن تظل) ما الداع ما دمت نخرة الجسد، ما الداع لكل هذا الألم الذي يسكنه دم الذين يرومونك أكثر من رغبتي في قطف حاضرهم و جعلهم من الماضي(قد ترسل الشرطة في طلبك فأنت مطلوب لديها)؛ربما أضع نهاية لقصتي، قد أصبح أحدب نوتردام أو فرانكنستاين، هنا رغم الأسى و الانكسار لا مكان للحب و الحلم كل الذي أستطيع فعله هو التواري خلف كومة الأحذية النتنة، أمارس هواية القتل التي أحترف، ليس الليل الذي أعيش كليلكِ، و لا النهار، سرمدي الدم أنا احفوري الهوى، لا أتركك تنسلين من بين شتات أفكاري، حتى العطر الذي اقتنيته لك من ساحات روما صارع مقاتة دكاني و كيره(ربما نلتقي في مكان آخر غير هاته الخرقة و هذا الجدول) لايلفك شيء سوى عرقي الذي يستنفذ آهاته و لا يحتويك سوى خوفك من مسلتي(أعرف جيدا كم تخافين) هنا راحة نفس لي و وداع لأجل قريب(هل أغير الطريقة أم أن الطبع غلاب).
زكرياء نورالدين الجزائر.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏لحية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

الاجندة الزرقاء محمد فاروق عبدالعليم مصر / سوهاج


 الاجندة الزرقاء

دخلت غرفتي المغلقة
اشعلت ذاك القنديل
جلست علي طاولة
الخيرزان تناولت
محبرتي اكتب
بداية النهاية
بداية يحبوها الامل
والذكريات
اخذت اعاتب نفسي
والومها
واوبخها فهي دائما
في عزلة تحب الهدوء
والابتعاد عن الحاقدين
والحاسدين والكذابين
والمنافقين والمضلين
واصحاب النفوس
الضعيفة
اخذت ابحث
عن الحب وسط
الركام بين الاعداء
في زمن الحرب
ابحث عن السلام
اتسائل عن الفرح
الذي بداخلي
والهدوء وراحة البدن
والاعصاب
فيتولد الصبر بداخلي
اخذني الحنين
اتطلع للماضي اضحك
تداعبني الذكريات
اتمسك ببصيص
من الامل لعلها الفرصة
الاخيرة
اغفوا لحظات والقلم
في يدي افيق
وصوت الناي
والكمان يمتزجان
مع صوت الكروان
تدب في اوصالي
قشعريرة
انظر لتلك الفراشة
تداعيني رياح
الشرق ونسيم العصاري
ابكي تارة واضحك
تارة والامل
يداعب احلامي
احلام المساء
محمد فاروق عبدالعليم
مصر / سوهاج
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

متعة و حسرة قصة قصيرة بقلم / ناجح أحمد – صعيد مصر


 متعة و حسرة

قصة قصيرة بقلم / ناجح أحمد – صعيد مصر
ذات ليلة كنت واقفا أطل من شرفة منزلي المطل على البحر ، حيث أملي النظر للقمر الذي يبدو بدرا ، و البحر أرى بريقه يتلألأ كالسحر يجذبني ، و بينما أسبح بخيالي و إذا بي على الشاطئ الأخر تسرقني برهة من الزمن وردة وحيدة ، كانت من أجمل ما رأيت ، فحدثت نفسي إذا كانت بهذا الجمال ، فما بال عطرها ؛ اشتقت للوقوف جانبها عن قرب و لو ثانية ، لكن برد الشتاء قاس ؛ فوقفت في حيرة شديدة و شغف لم أرَ له مثيلا من قبل ، أمام عيني و لا أستطيع حتى أن أحدثها أو آنس و حدتها ، أقول لها : تعالي ، و لما لا ؟ ، كيف ؟! ، قد جن جنوني ، و لكنني تمالكت نفسي و استجمعت قوتي العقلية و حاولت التركيز لإيجاد طريقة للوصول إليها ، فطرأت الفكرة ، نعم أنا قد تعلمت السباحة ، و البرد سيدفئه لهيب الشوق ، فأسرعت إلى الباب و فتحته و رحت و كلي إصرار أن أتخطى كل العقبات مهما كلفني الأمر ، و حينما اقتربت أطلقت البصر نحو الشاطئ الأخر فإذا بمن يقطف وردتي الوحيدة و يأخذها نحو مكان مجهول تغرب فيه الشمس ؛ فذرفت العين اليسرى دمعة وحيدة سقطت على قلبي و كأنها تقول له لا تحزن يا قلب.
ناجح أحمد - مصر
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏الشاعر ناجح احمد‏'‏‏

الصفعة الهادئة عبد السلام سليمي الرقاب سيدي بوزيد تونس

 الصفعة الهادئة .

خرج كعادته في المدينة
تجول في صمت الشوارع
دخل دكان العم مامول
القي السلام .
ردت له التحية
خرج وواصل الطريق
كم وكم يلزمه من وقت ليكمل جولته .
في المقهي
جلس حدث الانا .وقف
ترك الكرسي
تقدم خطوتين
ثم عاد ...
جلس ...وطلب سيجارة من زبون
رفض الطلب .
غادر المقهي .
ترك المراة علي الطاولة
الزم نفسه بالعودة اليها ولكنه لم يفي بالوعد
حمرة الجزار
دخل ولم يلقي السلام
راي اللحم اكوام
لم يسال عن الثمن
نظر في عجب .
كل الالات الحادة جاهزة وفي اماكنها معلقة
خرج وهو ياكل شفاهه .
واصل الطريق
وطار السير
بدات شمس الغروب تختفي
والاشعة تستقطب عودة الليل ...
قرر ..ماذا ..؟
ان يصفع نفسه ...
هو يدرك انه عنيف ...
تري ....اصفع نفسي ولا احد يسمع صوت الصفعة ...
توارت له كل الصفعات الا صفعة واحدة
نعتها بالهدوء ومر في طريقه دون ان يعرف من صفعه .
عبد السلام سليمي الرقاب سيدي بوزيد تونس .
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

جويده... بقلم محمد سعد شعبان - الاسكندريه/ مصر

 جويده...

اسكن بجوار المقابر وكنت العب مع اصدقائي بداخلها،كنا نصيد العصافير ونجمع ثمرات التين الشوكى. وعند اذان المغرب نخرج منها الى بيوتنا حتى لاتخطفنا العفاريت والاشباح! وق سمعنا بهذا الصدد اساطير كثيرة، مثل ابو رجل مسلوخه،ابو رجل ماعز،المحروقه وابو شوال وغيرها.
فلما كبرنا كذبنا ما سمعنا رغم ما يؤكده الكبار،وكان اكثرنا تكذيبا جويده فتى الصحراء.
اهله من البدو الرحل جاءوا واستقروا بجوارنا.كان يؤكد ان ما شاهده فى الصحراء وهو صغير يتخطى بمراحل ما سمعناه! وانه لا يخاف شيئا. فتحديناه ان يبيت ليلة بمفرده فى المقابر.فوافق على ان يحصل على خمسون جنيها،ولكى نتاكد من ذلك طلبنا منه ان ياخذ مسمارا كبيرا ويدقه فى الشجرة العجوز الموجوده فى وسط المقابر. على ان يقوم بالدق على فترات، فاذا سمعنا الطرقات ونحن فى بيوتنا تاكدنا بانه فى الداخل. وفى الساعة الثانية ليلا توقفت الطرقات! وسمعنا صراخ جويده وهو يقول اتركنى،اتركنى ثم صمت مطبق؟؟؟ فتجمعنا عند باب المدافن ومعنا كشاف،ودخلنا ونحن نقدم رجل ونؤخر رجل
نقرا المعوذتين واية الكرسى.
فلما وصلنا الى الشجرة وجدنا جويده مغشيا عليه،وقد قام بدق المسمار على طرف جلبابه باسفل جذع الشجرة،فحملناه الى الخارج وقمنا بايقاظه ونحن
غارقون فى الضحك.(تمت)
بقلم محمد سعد شعبان
الاسكندريه 🇪🇬 مصر

الاثنين، 9 مايو 2022

الشرنقة أحمد التهامي / مصر


 الشرنقة

مازالت تلك الفوضى العارمة من الضوضاء والغوغائية الكبرى، تطارده بقوة وقسوة وعنف.. تحاصره بشده وتحد أينما وجد مقتربه منه شيئا فشيئا بعناد شديد وإصرار بشراسة وإنتقام، منذ سنوات ليست بعيدة.. فلم يعد مستريح البال والخاطر حتى في جلسته المؤقتة بشرفته العلوية.. فقام بعمل ستارة تحجبه عن الآخرين..لم تفلح الفكرة فغيرها إلى عمل زجاج.. متعدد الأشكال والألوان والزخارف الملونة.. ولكن الوضع ظل كما هو يزداد ويتفاقم ويشتد.. ومازالت تلك الأصوات المحيطة المزعجة ترن في أذنيه بقوة وتزداد إقترابا منه.. يوما بعد يوم، كالحية الرقضاء.. فاضطر منسحبا إلى الداخل.. أغلق عليه حجرته بإحكام شديد.. ومازالت تلك الأصوات النشاذ تطارده متسللة إليه في رعونة وصخب.. تتعدد وتتزايد.. منتشرة كالرماد في الهشيم بإختلاف أنواعها.. تلاحقه أينما وجد وفي أي مكان.. فأضطر للدخول داخل شرنقة كدودة القز تماما محاولا أن ينسج خيوطا من حرير وديباج لعزل وكتمان الصوت تماما ولكنه عجز وفشل عن نسج وصنع تلك الخيوط الحريرية الملساء الناعمة جدا المتماسكة.. فاضطر لصنع نفايات من النابالم واليورانيم المشع كمواد محرقة.. لينفث بها جم سمومه التي مازال يستنشقها يوميا منذ سنوات بالكربون وحتى الآن.. من تلك السيارات المتعددة في شكل شظايا مشعة أو قنبلة ذرية لإرسالها إلى العالم كله بقدر تنفسه وتشبعه بإستنشاقه منها تماما حتى رئتاه الممتلئ، وقلبه بتلك السموم المدمرة مع بقيه جسمه المشع المتلألئ بالآلآم والأوجاع والآمال البعيدة.. حتى أصبح الآن كمحمية صناعية كبرى ضد الفناء والموت القريب والإندثار، عبر الأزمان القادمة والغامضة جدا.
أحمد التهامي / مصر
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

الأحد، 8 مايو 2022

وفاء رياض انقزو مساكن/تونس


 وفاء
أقعى قطمير بباب الكهف. انخرطوا في سبات عميق. حين علا نباحه استيقظوا. تسلّلوا الواحد يتلو الآخر، وقبل ذلك كانوا قد أجهزوا على الكلب.
رياض انقزو
مساكن/تونس

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة