Translate

الجمعة، 20 مايو 2022

وكر الخديعة بقلم / فضيلة مبارك - الجزائر

 وكر الخديعة

كان يراها نجمة ، قدم لها قلبه على طبق من ذهب، غرها بريق المجوهرات ، ورنين مفاتيح السيارات ، أعادت له حطام قلب ، نحت الصخر ، داس على الرقاب ، كسر قلوب الكثيرات ، ما انطفأت نار الإنتقام ، دخل في زمرة الطغاة .
فضيلة مبارك الجزائر

مناسبة بقلم / محمود أحمد ابراهيم العراق - نينوى

 مناسبة

الرجل خضر له اعتباره في الوسط الاجتماعي ؛ لما يمتلكه من ثروة كبيرة .
حين مات عن عمر يناهز الثمانين ربيعا ، سألني أحدهم في عتب على الزمان :
- ماذا يعني هذا ؟
أجبت :
- غير جدير بما هو أصلح لغناه.
***
ويوارى التراب ، ولا شيء ، جثة هامدة مستكينة ، كالقبر في ضيقه ، وظلمته. وما كان الرجل حيا غنيا في حياته ، أو ليمارسها ضمن المعقول ، والمقبول ؛ ليعتبر بالوجود الغني بدلالته.
الكاتب القاص : محمود أحمد ابراهيم
العراق / نينوى

العودة بقلم / حسن أجبوه


 ق.ق.ج :

💢 العودة :
توالت الطرقات المتسارعة والمزعجة على الباب،يخاف أن يصدر صوتا بالداخل فيسمعه الطارق،فهو يتحاشى الجميع منذ صرف معاشه الهزيل واستل الى منزله ليلا، الكل يدين له بالمال ، ومعاشه بكفي فقط لسد الفتات من المأكل! يخف الطرق ومعها تخف نبضات قلبه المريض.. يزحف كالأفعى إلى كوت صغيرة ليطل من النافذة !
تتساقط قطرات عرق بارة كالجليد لما تحقق من الطارق : إبنه العائد من المهجر محملا بالحقائب بعد عشر سنوات من الغربة.
✍️ حسن أجبوه
قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏لحية‏‏ و‏نظارة‏‏

الخميس، 19 مايو 2022

العم يوسف قلم/محمد سعد شعبان.. مصر - الاسكندرية

 العم يوسف.. خاص بالمسابقة

لم نرى له ولدا؟ كنا جميعاً اولاده، نقضى جميعاً طلباته.
فقد كان كريمأ معنا، يوزع علينا القروش وحبات الفاكهة.
وكان يجلس معنا امام بيته يقص علينا الحكايات ويصلح بين المتخاصمين.
كبرنا ولم نعد نراه، طرقنا الباب لنسأل عنه، فتحت لنا زوجته واخبرتنا انه مات واوصى ان يدفن فى بلدته.
بكينا كثيراً حتى بعد ان علمنا انه غير مسلم! لم نشعر بذلك.
كنا نحبه كثيراً وكان يحبنا كثيراً، عزينا زوجته، وتعاهدنا ان نمر عليها لنقضى حاجاتها. تمت... 
بقلم/محمد سعد شعبان.. 🇪🇬 
مصر الاسكندرية

حساب بقلم / إسماعيل خلف - مصر


 حساب

وضع رأسه على الوسادة٠٠
استعرض شريط الأحداث اليومي٠٠
حاول كشطه أو تعديله فلم يستطع٠٠
رماه خارج قلبه٠
إسماعيل خلف/مصر

موعد القطار بقلم / محمود عبد الفضيل - مصر


 موعد القطار

كان على موعد هام وذهب ليستقل القطار و لكنه لم يلحق به و اخد يعدو خلفه ولكن هيهات
بعد ساعه اتصل به صديقه و ليخبره ان القطار انقلب
بقلم / محمود عبد الفضيل - مصر

صراخ بقلم / د.سلوى بنموسى المغرب


 صراخ

وضعت أصابعها في آذانها وهي تستغيث :
أحد ما ..سرق محفظتي إبن الأبالسة بداخلها مبلغ مالي كنت سأشتري به لأمي المريضة الدواء
انطلق شاب جريا اتجاه المكان لمساعدتها والقبض على اللص
وعاد وهو يلهث مناولا اياها محفظتها ؛ التي لم تمس قط
مسحت دموعها وشكرته بقطعة شوكولاطا
وجعلته يبتسم ويودعها بقلبه !!

قسوة بقلم / ولاء جاسم جميل / العراق

قسوة
كدت أجن،بعد أن رأيت تعامل تلك السيدة مع طفلتها، وهي تتوسلها لشراء الشوكلا،الأمر الذي دفعني لأعطائها ماتريد،خلسة عن أنظار والدتها، وعندما لاحظت فم صغيرتها بكت،واسرعت بفتح حقيبتها،أستغربت تصرفها!!حتى حقنتها بجرعة الأنسولين.
ولاء جاسم جميل/العراق

الاثنين، 16 مايو 2022

المجهول بقلم / طالب غلوم طالب - دولة الإمارات العربية المتحدة


 قصة قصيرة (المجهول)

ينفثُ جمرُ الليالي سوادَه المرعبَ في جديلة الوحدة، ينتظر خطوطا بيضاء حُرّة لامعة من وهج النور.. (موسى) شاب صغير، يتقمص لغة ألف شاعرٍ طريد، ينتظر خطًا أبيض واحدًا منها فقط!.. يعتكفُ في صالة الانتظار ليطحن عيون القصائد مع حقائق غير منشورة... فهو منزوٍ لا يرتاد أعين المجاهيل والتفاصيل المغسولة بحوار الوجوم ولهجة الروتين، فما زالت كل الحقائق باردة كهذه القهوة العربية الباردة، أو كروح مومياء مُسجّاة في دهليز متحف مهجور ... مومياء مشبعة بالقداسة والأسطورة... مجاهيل ما زالت تسبحُ في فسحة عينيه الراحلتين... ارتجّ صدره، وانفجر باب الحوار الآسن... صرخ، صاح: الأقدام اللاهثة آتية، تحمل عويلاً ولعنةً. كلعنة براقش الغابرة آتية، ليست مثل كلبتنا الوديعة (ميمي)، إنها تحملُ دُموعًا مُوحشةً قادمة، انهضوا، اتركوا رأسي المقطوع هنا، ارحلوا، ودعوا الرجال النائمين يسخرون من جنوني... شرع (موسى) يصيح بجنونٍ رهيب، يبكي، ولغته يلفّها صمتُ القبور، فقد يضيع صوته الأول، وهناك أصواتٌ أخرى تتوالد، تصدحُ بالترانيم والأغاني الناعمة، ترتعش طرباً بعرسٍ جديد... عرس عجوز هجره العنفوان والأمل.. عشق ارتياد الفَورة ليبحر على شطآنه المائجة... قلب فتاة صغيرة، سيقت إلى مقصلة الذاكرة والمتعة الأزلية... سيقت مع أشياع القرابين النادرة.. عجوز يستلذ بحرقة ووجع وبطولة اليوم الأول والدمعة المكسورة الأولى.. وسيفرّ من الأيام الآتية الأخرى.. عجوز يحرق أجساداً خضراء في لحظة!.. (موسى) ابن التعب المنهك، مع أنين الليل وحده، تأكل عنوانه ديدان الصمت والفستان الأبيض والشعر الأبيض والكفن الأبيض.. محطات شاردة تُذكّره بخطوطٍ سوداء لم يعرفها بعد، ولغات باردة لم يفقهّا بعد.. والعجوز المتعجرف اللاهي لا يعبأ بثورة الزمن، سوى الاستمتاع بكلمات المباركة:
- مبروك يا (أبا موسى) على زواجك الميمون...
فعبارات التهنئة تمرّ مخدَّرة بإدمان اللوعة، تمر سكرى، والعجوز فرِح في موكبه السامي، يجرّ معه ألف أمنية، ويجرّر معه ألف عنوان ومصير مجهول!.. ضاع كل شيء و(موسى) يصيح، ينادي: أبي.. عرسك الموعود ليس ملحمة الشجعان!.. أضعت كل شيء، مات صوتُ القربان معك، موسيقاك الصادحة قتلت نباح الكلب المسعور، قتلت الصوت المموّه فقط، الكلب ما زال جاثمًا على جرح قريتنا الصغيرة.
أبي! قتلت حلمي القديم، أي جنون هذا؟!.. عرسك ليس حصادًا ولا جسدًا ولا انتصارًا، بل لعنة متسرمِدة أصابت نفسين في مقتل وجاءت الرياح لتشيعهما!..
لكنّ صيحاته ضاعت وسط عبارات التهنئة وزغاريد العُرس.
دولة الإمارات العربية المتحدة

الدوامة بقلم / زهيه نكاع - الجزائر/ سطيف


 الكاتبه:زهيه نكاع

البلد:الجزائر/سطيف
قصة قصيرة بعنوان:الدوامة
نص القصة(الدوامة)
كان سيد علي يمشي بخطى متهالكة يجر جسدا ثقيلا نحو المجهول,تتصاعد أصوات السيارات المارة أمام عينيه كأطياف لخيالات مجسمة...حتى لم يعد يراها لتختنق معها أنفاسه اللاهثة تحت وقع أشعة شمس العاصمة الحارة,وتتسبب في تلك الرطوبة المختلطة ببخار البحر..فيتصبب لها جبينه بل وكل جسده عرقا يلتصق بملابسه..بإصرار مثير للقلق...
اختنق الشارع من الدخان الذي كان يخترق كل شيئ في المدينة وفيه,ويلوث الجو...كل شيئ في ذهنه كان ملوثا ويدعو إلى الضجر..
يدعوه لأن يشتم ويتذمر ويسب..لكنه كان يتمالك أعصابه لاعتبارات عديدة..لماذا؟لماذا أصحاب السيارات هؤلاء والذين كان كثيرا ما يهتم بالنظر والتحديق الى وجوههم الباهتة وأجسادهم الضخمةوملابسهم الفاخرة..يبدو عليهم الغنى..ولكنه كان لا يحسدهم الا على شيئ واحد...لعله الجهل الذي كان سببا او طريقا لثرائهم الفاحش ذاك..فسيد علي إطار جامعي منذ سنوات..بحث وبحث وبحث...عن عمل يسد به رمق اسرته ويملا به فراغه..بحث عن العمل مرارا وتكرارا ودق عدة أبواب..لكن الحظ لم يحالفه مرةواحدة,فاستسلم هو وأسرته إلى مصير البطالة برضاءاوعلى مضض...ومازالت خالتي خديجةتدعو له بالتوفيق..كلما خرج او سمع له طرق باب...
مرت كل هذه الأفكار في رأسه وهو يعبر الشارع تائهانحو بقال الحي الذي امتلأ عنده دفتر الديون على عاتق سيد علي المغبون..ليشتري بعض الاغراض للبيت...
مرت سيارة مسرعة لحد الجنون فبللت ثيابه وكادت ان تدوسه...انتبه اليها وكانه صحا من غيبوبه...ليبصر سائقها المتهور وهو يكاد يشتاط غضبا...لقد عرفه...انه زميله عصام..ذلك التلميذ الذي رسب في دراسته وطرد من المتوسطه منذ ماينيف عن خمسة عشر عاما....
ياللهول!يا لسخرية القدر...يالها من مزحة ثقيلة يا كسول المتوسطة!
آه!دارت الأيام وانقلبت الموازين وأصبحت اليوم تسخر مني وتتخذني هزوا..هنيئا لك هنيئا.
أذكر جيدا كم كنتُ اضحك منك هازئا من كسلك حينا وناصحا لك حينا آخر اذكر جيدا..ولابد انك انت ايضا تتذكر دروسي في الاخلاق ومحاضراتي الملتهبه بنار حب العلم وحماسه الطموح ..وكم انتَ إذاك تضحك مني ومن مثاليتي والتي كنت تنعتها بالسذاجة التي لا تليق بزماننا ولا تماشي عصرنا..عصر الماده والسرعه وعصر البزنس والزافيرات...
مرت تلك الايام بسرعه وتحالفت كلها جميعا..لتقف في وجه سيد علي...الطالب الجامعي المتخرج بلا وظيفه...ترى..هل هو الوحيد ؟؟؟كلا بل هناك الكثيرون مثله..
اما الذين لم يكونوا يولون للدراسه اهميه كبيره في هذا البلد...هم الان تقريبا كلهم ذوو مناصب واصحاب اسماء لامعه في عالم المال والتجاره وفي مجتمع الدولار...
ماذا بوسعك ان تقول يا سيد علي....؟؟
وبزفره حسره وتنهيدة عميقه...قطعتها سياره اخرى واخرى واخرى...كلهم ذوو وجوه مألوفه...وماض باهت في عالم العلم والمعرفه...وهو لا يزال يجر اثقال جسده الهزيل المتهالك على جسر للمجد الحالم...وآخر للحلم الهالك..يحمله نحو الدوامة نفسها...والشارع ذاته والبيت نفسه والوجوه ذاتها.. يا سبحان الله!عصام كاد ان يدوسني هازئا مني عابثا بقيمتي ومستواي...اتراني في نظره لا اساوي قرشا في سوق النخاسه...سوق الدولار الذي دخل اليه هو من باب واسع...!!
اراد ان يستفزني...ويهينني....تبا ...تبا له...بل تبا لي!!ياااالله..سامحني..
قاطعته خالتي خديجه والحيره بادية على وجهها:
-سيد علي ولدي...مع من تتحدث .ماذا تقول؟؟؟ماذا جرى لك مع عصام هذا؟
-امي...كاد ان يدهسني...بسيارته الفارهه...وانا اعبر الطريق....
رد عليها دون وعي بعد ان القى بجثته علىأريكة الصاله المهترئه...
-اتعلمين يا أمي...؟؟؟عصام هذا هو أكسل تلميذ عرفته في حياتي...اكسل تلميذ...
كاد ان يدهسني ليقول لي:هذه نتيجة اجتهادك وهذه نتيجة كسلي...
تركته امه لتذهب الى المطبخ وتفرغ كيس الاغراض التي جلبها...ثم عادت اليه بكوب من الماء البارد...لتجده قد عاد..
من جديد الى دوامته المفرغة ويحرق آلامه بسيجارةقديمة أمسكها بين اصابعه ثم رمى بها ارضا وداسها كما كان يتمنى انه داس عصام...
هنالك رن الهاتف:الو..الو...من معي..هل انت سيد علي؟؟هههههههههه
انا عصام...اما عرفتني؟
المهم على فكره سمعت انك تبحث عن عمل ههههه
حسنا اريد مساعدتك..عملك عندي متوفر...
هل تقبل العمل في شركتي كموظف؟؟؟
انه عمل بسيط لكنه بالنسبه اليك باب كبير للربح..
هاه..ماقولك؟
اموافق انت يا سيد علي؟؟اثق جدا في قدراتك ..ههههه
هيا اجبني حالا..والله انك اولى من كثير ممن تقدموا الى المنصب..وذلك باعتبارك زميلي السابق ..اعرف انك ستوافق...
آه اضحك كلما تذكرت دروسك الاخلاقيه..ههههه يا سيد علي..هل تذكر؟؟؟
ولم يتوقف عن الكلام...
كان سيد علي يستمع اليه...وهو يغوص في دوامته...
عصام ايضا كان جزءا من الدوامه...

الشاهد بقلم / يوسف غضبان عبدالله بغداد - العراق

 الشاهد . قصة قصيرة

منذ زمن لم يزره أحد في البيت ، وحيداً في المنزل وقد أعيته الوحدة والفراغ وقلة الحيلة وقد قارب السبعين عاماً ، أمسك دليل الهاتف وقرر أن يضع حداً لعزلته حدثته نفسه أن يجمعهم في بيته لوليمة عشاء . فأختار أسماء أربع من أعزهم على نفسه أخوه وثلاثة من أصدقائه حتماً سيأتون وقد لا يأتون هكذا حدثته نفسه . وعده الأربعة انهم سيكونون عنده في الوقت المحدد لهم العاشرة مساءً هو موعدهم . مائدة الطعام اكتملت بأصنافها التي جهد في أختيار ما يحبونه من الطعام والشراب . مرت الدقائق الأولى بعد الثامنة مساء ،ولم يحضر احد وهاهي الدقائق تتسارع تباعاً
كما تتسارع دقات القلب، وجرس الدار صامت، ولم يحضر جميع من هاتفهم . غالبه النعاس فقد بلغ من العمر ما لايتحمله البدن بالسهر الى منتصف الليل . ترك المائدة كما هي
وأنزوى الى فراشه محدثاً نفسه (سأسمع طرق الباب ان جاؤا) وأستسلم لنوم عميق . أفاق منه مذعوراً بعد قام أحدهم بكسر الباب
. اختبأ وراء الستارة خائفاً مرتعداً (أنهم حتماً لصوص . كسر الباب ودخل رجال الشرطة برفقة اربع اشخاص
الأول: ماهذه الرائحة الكريهة أكاد أختنق .
الثاني : أنظر إلى الطعام قد تعفن ولم يمسه أحد . لقد كان يتنظر ضيوفاً
الثالث : فلنذهب الى غرفة النوم ..
الرابع : الرائحة الكريهة تصدر من هذه الغرفة
الاول : أنه هو لا تقترب دع الامر للشرطة انه ميت.
لعل احداً قتله أو تسمم بشيء . ماهذا الهراء الذي أسمعه أنني هنا حسبتكم لصوص.أزاح
الستارة وصرخ بوجههم لقد انتظرتكم حتى غلبني النعاس تباً لكم كم تمنيت ان يزورني احدكم كم تمنيت ان يرن هاتفي او يدق جرس المنزل انظروا على مائدة الطعام في صالة الضيوف لقدأعددتها شرفاً لقدومكم فيها ما لذ وطاب مما
تحبه انفسكم من الاكل والشراب صرخ بهم لما لاتردون عليّ تفاجأ بهم وهم متجمعون على فراشه فرأي جسده النحيل ممدداً على فراشه وسمع همساً بينهم ( الجثة متحللة والرائحة تكاد تخنق ) .
أتجه بنظره نحو الصالة لينظر الى مائدة الطعام وقد تعفن ويبس) تيقن بانه قد غادر
هذا العالم وأصبح في عداد الاموات ولن يسمعه أو يراه أحد منهم . فهو روح بلا جسد
ياالهي لقد مت لم أحظى بهم حياً وهم الان
في بيتي مائدة الطعام نفسها . ونفسهم من حضر . أخذ يصرخ في وجوههم .يا الهي كم ينقشع المعروف عند الاحياء ان مات فاعله . بل يرمى صاحب المعروف بالخيانة . حملتكم صغاراً وظننت أني سأتكأ عليكم . قابلتم ذلك بالنكران والحجود. مالكم الا تسمعون ؟ هل أصابكم الصمم أم انتم للحقيقة تنكرون .
ايها الجاحدون لم تأتوا الي الا بعد موتى كم كنت سعيداً لو أنني رأيتكم قبل ان أموت .
الان انا اسمعكم واراكم لكنكم لن ترونني .
تعساً للغرباء الوحيدون الذين يموتون ولم يشفق عليهم احد .
وطوبى لكل من آثر الخلاص من ظلم الناس
أستمر يصرخ لكن هيهات أن يسمعوه فبينه وبينهم أمد بعيد .
حددت الوفاة قبل عشرة أيام. أطرق الجميع رؤوسهم الى الارض خجلاً فقد كان يوم رحيله هو نفس اليوم الذي دعاهم فيه الى منزله لوليمة العشاء .غادر الجميع بعد ساعات وبقيت روحه سابحة في الفضاء اللامتناهي مع أرواح من غادروا هذه الدنيا قهراً وكمداً الى عوالم أخرى لايتألمون فيها .
يوسف غضبان عبدالله
بغداد العراق

قاضي الدم بقلم / محاسن علي عبد الرحيم مقلد - مصر

 

( قاضي الدم )
جات لحد عندك ياشيخ ( علي ) ماذا أنت فاعل
قال هذه الكلمات وهو ينظر إلى المرأة ويمسح دموعه التى تتساقط كما الشلال
أمعن النظر وشاهد نفسه شاب في العشرين من عمره تخرج للتو من كلية أصول الدين ، وعاد محمل بالدين وأصوله إلى قريته التي لا تعلم عن دينها الكثير ، بل دينها العصبية والقبيلة
أفاق من ذكرياته على صوت يقول ( ياعود طري واتلوي، ميل ومال على الأرض، امبارح كان في وسطنا، والليلة تحت الأرض"،
اتنين عليك واتنين على النخلة.. خدوك يا حبَيِبي ساعة الغفلة".
وقفوا الحدادي على جميزة ..ناضرين الصقر ساعة عوزة
وقف على البيت غراب البين ماكانش يومك ياغالي يازين )
فخرج يهرول مسرعا وكاد أن يسقط عندما التف طرف السجادة على عكازة الذي يتكأ عليه ..وهو ينادي ياحجة ياحجة قولي للي بتعدد دي تخرج بره داري نهائي ، لم يسمع إجابة لنداءه من الحاجة ولكن رد عليه أبن أخيه عصام حاضر ياعمي الشيخ خلاص مشيت ، ما تشغلش بالك ، واقترب منه وهو مطأطأ الرأس ، ايه ياعمي هنعمل أيه ، قال هذه الكلمات وهو ينهن بصوت مكتوم، رد الشيخ علي العمل عمل ربنا ، أروح الأول أشوفه ، خرج يجرجر قدميه التي لا تحمله وحاول عصام أن يسنده ويكون عكاز له ولكنه رفض وقال له أنا لسه شديد ياعصام ، استقلا السيارة ومن ورائهم خرجت عشرات السيارات تنهب الأرض نحو المشفى الحكومي ، وعندما وصلوا جاء الطبيب إلى الشيخ علي والذي كان يعرفه أشد المعرفة وقبض على يده وشد عليها، شد حيلك يا شيخ علي ، أمر الله نفد ،
نظر الشيخ إلى عيون الطبيب والتي كانت عبارة عن جمرتان حُمر يا دكتور عاوز أشوف حسن
أخذ الطبيب بيده إلى المشرحة وفتح أحد صناديقها وأخرج جثة حسن ، وكأنه نائم ، العيون مغلقة والشعر الناعم يغطي جبينه ، ولحية سوداء صغيرة تحيط ذقنه ووجه بياض مشرئب بالحمرة وكأنه خارج لتوه من الحمام ، ضم الشيخ علي رأس حسن إلى صدره ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون ، احتسبتك ياولدي شهيد عند الله ، شهيد الغدر وشهيد كلمة الحق ،
ثم انسابت الدموع تغطي وجنتيه وتبلل شعر صدر حسن الذي كان يغطيه ، والتي كانت جدته تمسح على هذا الشعر في صدره وتقول له ياحسن في صدرك شعره من الأسد ، أنت راجل وقوي وما تخاف كيف الأسد ،
بكى الشيخ علي وأبكي كل الحضور على حسن ، فمنذ ساعات كان معه يقبل يده ويستأذنه للخروج لقضاء بعد المصالح الخاصة بيوم عرسه ، ولم تمض ساعة حتى جاء الخبر المشؤم ألحق ياشيخ علي حسن أضرب بالنار على الزراعية ، خرجت القرية عن بكرة أبيها ، والجميع لايصدق ما سمع حسن قُتل لماذا ، وهو الشيخ بن الشيخ وليس لهم ولا عليهم عداوة لأحد ، حسن المحب للجميع الخدوم للكل ، فرحه بعد أيام قليلة ، ياااااه السنين عدت ياحسن وكبرت وهتبقى عريس ياولدي يافرحة قلبك ياشيخ علي ، منذ ساعة كان يقول ذلك الشيخ علي ، وتذكر كيف أنه عاد من تعليمه الأزهري إلى قريته يُعلم ويُجاهد ، ويُحارب الجهل والفقر والتخلف ، ويحارب أسوء عادة في القري وفي الصعيد وهي عادة الأخذ بالثأر والتي تقضي على الأخضر واليابس ،
الثأر شر لا بد منه هكذا كان يقول بعض من أصابهم فيروس الثأر،
وأصحاب الدم ماينفعش يرفعوا راسهم إلا لما ياخدوا بدمهم ولو بعد سنين، وفى تلك الفترة يعيش الناس أسوأ أيامهم ، فلا زراعة ولا صناعة ولا عمل لهم إلا كيفية التخطيط للأخذ بالثأر
حتى تحين لحظة الأخذ بالثأر، وقتها تقوم العائلة التي أخذت ثأرها بإطلاق النيران، فرحاً وابتهاجاً بعودة الحق ورفع الرأس مرة أخرى ،
وينصب سرادق العزاء ، وتنوح النساء وتلطم الخدود
ومن له ثأر يبيع أرضه لشراء السلاح للأخذ بالثأر، وبعض الناس تقضي عمرها كله تشتغل عشان تجيب سلاح وتاخد تارها وبعض الناس تؤجر حد ياخد بثأرها، ومن لم يأخذ ثأره يشعر بالعار والمعايرة والشماتة ممن حوله ، وعليه أن يرد اعتباره وكرامته ، وأن يرفع رأسه ، وإلا يلبس الطرحة ويعيش عيشة الحريم ، الشيخ علي حاول هو ومن معه أن يحد من هذه الكارثة حتى أنه لقب بقاضي الدم في قريته نسبة إلى شيخ القبيلة الذي يحكم بين الناس في مسائل القتل والجروح والديات في جرائم الثأر ،
خرج الشيخ علي من المشفى الحكومي يستند على عصام ابن أخيه ، ووجد عائلته في انتظاره وقد أمسكوا برجل في الخمسين من عمره ، وعندما رأي الرجل
الشيخ علي قال له هل دقت حرقة القلب ،هل جربت موت الضنى، هل جائك خبر أغلى من عندك على غفلة ، هل مازالت لا تصدق أن ابنك مات وفارق الحياة ولن يعود ، هل شعرت انك بدون جلباب وإنك عار ، هل حسيت باللي أنا حسيته لما ابنك مات زي أبني ، أبني اللي أنت بتدخل وعاوزني أسامح واتصالح مع اللي قتله ، أنا قتلت ولدك يالا نتسامح ونتصالح ايه رأيك ، رد الشيخ علي أنا عمري ما أجبرت حد على الصلح والسماح أنا ممكن اقعد شهور وسنين علشان أقنع بالصلح إنما عمري ما أجبرت حد أنه يسامح ، ياعصام سلمه لمأمور البندر ، وفي لحظة اقتحمت المكان سيارة نصف نقل وألقت حمولتها في منتصف الطريق ولاذت بالفرار وكانت الحمولة عبارة عن مجموعة من خيرة شباب عائلة هذا القاتل وقد تم قتلهم جميعا ،
وهنا أخرج أحد الأفراد بندقيته وصوبها تجاه القاتل ياعمي احنا مش قليلين علشان الحكومة تاخد حقنا ، احنا لازم ناخد حقنا بيدنا وسحب الزناد للضغط عليه وهنا تصدى له الشيخ علي وأخذ الرصاصة بدل من القاتل
تمت
الاسم / محاسن علي عبد الرحيم مقلد
الشهرة سنا الشرق ام محمد
البلد جمهورية مصر العربية

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة