Translate

السبت، 4 يونيو 2022

عابر سبيل (حكايات صغيرة) بقلم / رعد الإمارة /العراق - بغداد

 


عابر سبيل (حكايات صغيرة)
١ (الحب الكبير)
كان ميتاً حين أوقظته صباحاً، لم أصرخ، كما أني لم أخمش خدي كما هو معمول به، كل مافي الأمر أني لذتُ أكثر وأكثر في أحضانه، جذبتُ الغطاء، وأخفيت رأسينا!.
٢ (عتاب)
مثل مشي السلحفاة تخطو أقدامك صوبي، لم تكن بداياتنا هكذا، أرنبي العزيز!.
٣ (بكاء الورد)
أنا وعزلتي لطالما تحدثنا عنكِ، كلانا يلقي اللوم على الآخر، كلانا ينحب، ان مسّتْ أصابعنا أوراق الورد.
٤ (حياء الرجال)
مالت برأسها فمسَّتْ كتفه، احمرَّ وجهه، الملعون كان خجولاً، حتى أكثر من وردة!.
٥ (رحيل)
قبل أن ينقطع خيطها، صفّقَتْ الطائرة الورقية بأجنحتها، لكنها ابتسمتْ قبل ذلك، بوجه الطفل الأعمى!.
٦ (كآبة)
لازمني الصداع في وقت مبكر من الصباح، حدث الأمر في يوم خريفي، أذكر أني بكيت بلا سبب! حتى أني دست عشب الحديقة الندي، حين عدت لغرفتي احتضنت الوسادة، ثم خنقتها!.
٧ (خجول)
على رأس السلّم كدت أرتطم بها، صدرها وهو يعلو ويهبط أربك حالي، أدخلت المفتاح في شقة جاري!.
٨ (ثمار)
لا أعرف، أنا فقط هززتها من كتفيها، فتساقطت كل ثمار أنوثتها!.
بقلم / رعد الإمارة /العراق - بغداد

صراعاتي! بقلم : محمد دومو - مراكش/ المغرب


 صراعاتي!

تأملت يوما في أحداث ذاكرتي.
استحضرت لحظتها أيام شبابي.
كنت أتأسف تارة عن حالي،
من تحول البارحة إلى اليوم.
وأخرى ألوم نفسي،
على هذا التحول الطارئ.
كان الشاب في داخلي يثور،
وأنا الكهل أستقبل انفعاله.
أحيانا أحس بذنب لم أفعله!
وأخرى أقول في نفسي:
هي لحظات انفعال الشباب.
صمتت كثيرا وهو يحكي،
أو يتكلم في داخلي!
ثم انقضى برهة صبري.
فقلت له:
أنت الأصل في شخصي،
وأنا أبقى مجرد تابع..
فمن شب على شيء،
شاب عليه..
أرجوك يا أنتاي
يا أيها الماضي في حاضري!
اتركني وابتعد عني.
لقد بتت أحداثا مضت..
فلا تتحكم الآن في أفعالي!
أريد التحرر منك،
ومن كل أشياء الماضي.
أريد حرية لإختياراتي..
والتمتع بأحداث الحاضر.
صدقني، فأنت عزيز علي.
وسأبقى دائما على العهد.
منسجما مع حالي.
فكما كنت، أنت في أنا، البارحة،
سأبقى إلى حيث هذا المتكلم.
فلا تقسو علي أرجوك!
فنحن نبقى كيانا واحدا..
بقلم : محمد دومو - مراكش/ المغرب

نظافة بقلم / أميرة صارم - سورية


 نظافة

تلك الريح تشقّق الأرض تلقح الزهر تساعد طيراً في هجرته، و أخرَ تعيدهُ إلى أرضه المنكوبة، ولا فرق بينها و المطر فاثناهما زيادتهما كنقصانهما، و لكن ما لكل ذلك أحبت تلك المرأة الشمس الحارقة، بل كي لا تبدو ساحةُ منزلها مبرقعة من كثرة الغبار.
بقلم / أميرة صارم - سورية

الشبيه بقلم / عبدالله أبوزوير - مصر


 الشبيه

ما ان وطئت قدماه الأرض وطلت جدته على ملامح وجهه بوجهها المتفلق من غبار السنين الحزينة فهى تعانى الوحدة فى داخلها رغم كثرة الأولاد والأحفاد حولها. تجمدت العروق من هول المفاجئة ثم اكتظ القلب بالنبضات العالية وسال من جديذ بين ضلوعه كما قد حدث مرة مذ أكثر من سبعين خريف.
سقطت دمعة على وجه الوليد مسحتها بشفتيها الناشفتين فأحمرت من جديد.
بقلم / عبدالله أبوزوير - مصر

داء الفتور بقلم / خلود أيمن - مصر

 




داء الفتور

يمر الكثير منا بذلك الموقف العصيب الذي يقف أمامه متعجباً من ذاته ، فكيف يقدر على الابتعاد عن الأمر الوحيد الذي يُثْبِت صلاحه وانتماءه لدين الإسلام ؟ ، كيف سوَّلت له نفسه الفتور في العبادة أو عدم الخشوع وقت تأديتها بفعل انشغاله بأمور حياتية أخرى ؟ ، فعليه أنْ يظل متشبثاً بذلك اليقين الذي يؤكد له أن كل أمور حياته لن تتيسر مادام بعيداً عن الطريق السليم للعبادة ويظل كذلك إلى أنْ ينقطع عنه تماماً بفعل وساوس الشيطان التي تُمهِّد له أفعال الشر والطغيان وتجعل كل تركيزه مُنصبَّاً على أمور سفيهة بلا جدوى فيخسر دنياه وآخرته على حد سواء ، فكل البشر معرضون للوقوع بذلك المأزق المؤرق ولكن الأفضل منهم مَنْ يحاول الاعتدال والانضباط والعودة للخشوع في العبادة بشكل تدريجي حتى يقتنع تمام الاقتناع بأنها السبيل الوحيد الذي يحقق له مبتغاه دون خشية الفشل أو التعثر كما ينقذه من الغرق في دوامات الحياة الطاحنة التي تجرفه إلى حيث لا يعرف اتجاهه إنْ فقد صوابه أو سلَّم مقاليد قلبه للشيطان والعياذ بالله ، فطريق الله نيِّر ، ملئ بالبصيرة التي تجعلك ترى تلك الومضة المُشعَّة التي ترشدك للسير في الطريق السليم حتى تصل لذلك النعيم الذي تصبو إليه منذ أنْ وطأت قدماك أرض الحياة لتملأها بالخير والبر والسعى وراء الحق حتى وإنْ ضل الجميع وأحلكت عقولهم وكأنها ظلمة لا نور فيها ولو سكت عنه أهل الأرض أجمعين أو قل مؤيديه ، فلا بد أنْ تكون على يقين بأن مَنْ يتبع طريق الهدى لن يخفق أو يخسر مطلقاً بخلاف مَنْ يتبع أهواءه وهمزات الشيطان التي يُمكِنه التغلب عليها إنْ كان يملك الإرادة القوية والإصرار على العودة لرشده مهما ضل سعيه في بعض الأوقات ، فكل ابن آدم خطاء ولكن ما يُفرِّقنا هو ذلك الضمير اليقظ الذي يجعلنا نستفيق في الوقت المناسب قبل أنْ نطيح بحياتنا في مسار غير مُحبَّذ أو مرغوب وقبل أنْ تفنى ونحن على ضلال وفسق وفجور ، فتلك الصلاة ليست بالأمر الهين والامتناع عنها قد يتحول لأسلوب حياة يعتاده المرء ويكون قد خسر كل شيء بمحض إرادته بفعل انسياقه وراء شهواته و وساوس الشيطان التي لا تتوقف  وسوف تُوصِّله لأسوأ مما يتخيل إنْ لم يُحجِّمها في الوقت المناسب ...




الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "داء الفتور"

الكلب الراعى بقلم / عصام الدين محمد أحمد


 الكلب الراعى

يتنزه "عربي" فى مدينة الأكابر،سأم من الشغل المتوالي طوال أيام عمره،لو كان آلة لأصابها العطب منذ سنوات،وللحق بها التكهين،ولكن المكن لا يأكل ولا يشرب،غير مسئول عن عيال،وهم لا يتلم،قال له بعض الأصدقاء أن المدينة تحيط بها الغابات والمستنقعات،يمرق الوقت فيها كالشهب،سينسى تعب السنين،ويرتق جسده البالي،يزيَّت المفاصل،ويستبدل الخردة بالجديد،وكأن للغواية بريق.
يتمهل الخطى،الشارع هادئ إلا من هسيس هنا وهناك،في انحناءات الشارع سكون وريبة،فهو لم يعتد مثل هذا الهدوء،فالحياة فى عرفه بلا زحام طعام ماسخ لا نكهة ولا رائحة،ومقاعد على الرصيف الواسع شاغرة،منحوتة من الخشب بمنمنمات بديعة،يردد فى سريرته:
يرحم أباك يا أبو العربى لو شاف هذا السكون ما مات.
من عمارة شاهقة يخرج كلب مهول،شكله يثير الرعب،فراؤه كثيف،لونه أسود بحمرة خفيفة،عيناه تبرقان،أذناه منتصبتان مثلثتا الشكل،يتوقف "عربي" ليحافظ على بعد المسافة بينه وبين الكلب؛فرملت قدماه دون إرادة منه،فذكرياته مع الكلاب قل عنها يا حفيظ احفظنا.
فوق الرصيف طفل يلهو،ملابسه رثة متسخة،تي شيرت مهترئ،سروال قطني متنسلة خيوطه فى أكثر من موضع،يصيح علي الولد،لا يلتفت له،يمتطي سيارته البلاستيك،يدور،يرجع للخلف،ينغم نبرات التنبيه:
بيب..بيب.
ربما كان منشغلاً في عالمه!
وربما أسره الرصيف ببلاطه اللامع وطراوته!
السلسلة المطوقة لرقبة الكلب مقطوعة،اكتشاف "عربي" عظيم؛أليس كذلك؟
ما جدوى السلسلة طالما الكلب طليق؟
يتمشى،يشارك البني آدمين التنزه ،يدفس رأسه فى الأرض،يشمها،وكأنه يقص أثر أنثاه،يرفع رأسه وكأن جهوده باءت بالفشل،يتبدل هدوءه شيطنة.
يلمح الطفل،يقترب،يقعى على قدميه الخلفيتين،يتموضع بهيئة المستعد للهجوم،يتريث ،يهجم علي ذراع الطفل اللاهية بمقود العربة الصفراء،سرعان ما يستغيث،يصرخ،تمزقه الآلام،يرفس بكل خلاياه.
يتناجى عربى:
أيمكنني إنقاذ الطفل؟
يفتش جيوبه عن عصا،مطواة،مسدس،لاشيء فيها سوى بعض وريقات،يتقدم خطوة نملة،يتراجع قفزة نمر،لا يحتمله جسده فيتهاوى؛يلوم نفسه:
أهذا وقته يا فالح؟
خيالات النجع تزاحم ذهنه:
" تسوخ قدماه فى إبليز الترعة،ينكفئ على وجهه،الكلاب تلاحقه،هلع وصهد وآلام مبرحة."
سائل لزج أسفل أذنه اليسرى،أشجُت رأسه؟
لِمَ السؤال والدم يسيل؟
يدوس على الجرح،مازال الدم يتدفق،يدبق أنامله،يستل منديل القماش الأبيض من سرواله،يكبس الشج،يستهلكه الوقت ما بين التوجع واللافهم،لم يستوعب المشهد بعد،ربما كان الطفل دمية،والكلب كرتون مقوى!
وربما كان الحدث برمته من صناعة مخرج سينمائي،تبثه ماكينة عرض مندسة فى إحدى البلكونات المواجهة!
يدعك عينيه،يغلقهما ويفتحهما على التوالي.
هاهي امرأة من بعيد تصفر صفيرا حادا متقطعا ،تترنم في دلال نزق:
اتركه ،لم يحن وقت الغداء بعد.
يزوم الكلب معبرا عن غيظه ،يغرس أنيابه أكثر،تبتعد المرأة،تقترب من "عربي" ،يبدو عليها التوتر،تنظر فى جميع الاتجاهات،وكأنها تستشرف عدد الحضور،تفحص الوجوه،وجودها يرققه،هذا ما يبدو للرائي،ولكن قى دواخله بركان متقد وحفيف جسد ملتهب،يتناجى:
"ما بال الجسد اللدن يخبل عقلك؟
تسيب مفاصلك،ترتخى أعصابك،وتُمنى الجسد بوجبة لحم كالمهلبية،لا تسرح كالأهبل،أيتركك الكلب تنغمس معها فى دلو المتعة؟"
الكلب يجر الطفل بعيدا،يقبض على قدمه بأسنانه،تتداخل خطوط الدم فوق الرصيف،أضحى الرصيف كلوحة طفل عابث بالألوان.
الصغيريقاوم الانسحاق بصوت واه،ببقايا أظافر لبنة،بأنفاس غاربة،الفرفور يحاول الرفس،خار عزمه،انكشف صدره المخضوضب بالدم.
ذو السترة الواقية الواقف أمام مبني الزجاج يجرب خطوه الرتيب،يحمل بندقية آلية وهراوة من البوص المضفر،يقترب ببيادته الضخمة،يرفع ويخفض رنين اللاسلكي،أصوات تتداخل،يقصد مسرح الكلب،يشرئب "عربي" بعينيه،لير من فوق الرؤوس نجاح إنقاذ الطفل،وشكم المتوحش أو قتله،هذا ماتمناه،ولكنه لم يتحقق، وما أن يدنو الحارس من الكلب حتي يتحسس"عربي" وجهه المتواري خلف الدم، زغللة في عينيه،وشيش في أذنيه:
"فى الخور يستبدلون عارضتي المرمى بالصخور،يراوغ "عربي" لاعبى الدفاع،تهتف حناجر شباب وكهول النجع،تنثال الأهداف،يركض الكلب هائجا،يتعثر فى فزعه،ينط شواهد القبور،يفر للصحراء،رمال كثيفة وأحجار مسنونة وكلب منقوع بكراهيته،لا يعلم يقينا كيف تخلص من نذير الشؤم هذا،يختبر مشوار العودة انهياره."
اللاسلكي يتذبذب،فيتقهقر حامله،يدور للخلف،يلاحقه "عربي":
------------
أتعلمنى مهام وظيفتى؟
هأ..هأ..
ذاب كفص ملح،همبكة فاضية،آلى وعصا ولاسلكي،كأنه مارينز يا خي!
لم يحاول-مجرد محاولة-تخليص الولد من بق الكلب،شمال..يمين..معتدل مارش،الدور الذى ارتضاه بالرواية ما كان.
أيأكل الكلب الطفل؟
هكذا تساءل أحد المارة ،لا يملك "عربي" أجابة،ولكنه يسأل الحشد المتنامي:
ألا يتحرك أحد ؟
تجيب المرأة وكأنها تفرج عن هم أرقّها طويلا:
ولكنه كان أليفا.
ما ذنب الطفل؟
أخشى أن تسوء حالته النفسية.
ها..ها..والطفل يا سنيورة؟
لم يُهندس الرصيف ليلعب.
طوابير من السيارات،المرأة تصرخ في هاتفها المحمول ،تأمر وتشخط،سيارات تعبر يميناً،وسيارات تعبر يساراً،والكلب يفرغ لتوه من إزدراد الذراع ،تتذمر أبواق النظارة:
الكلب مفتر.
تقر المرأة في وجل:
ما الجديد؟
جميعكم حضرتم لرؤية هذا المشهد اليومى،أتزعزع إيمانكم بقداسته؟
يستنكر "عربي":
لم أمكث فى مدينتكم إلا ساعة،أفيون القداسة نفد.
يسأل "عربي":
أين أبواه؟
لا أحد يرد،فما جدوى السؤال؟
وماذا سيفعل الأبوان؟
ألم ينته المشهد؟
لم يبق سوى تبادل الحسرات،وقليل من التفكير فى الهوامش،ليكتمل العرض،ويتفرق الناس.
الأصوات المنطفئة فى الصدورتردف "عربي" بالإغفاءات:
"يستطيل الليل ولا نوم، اهتاجت الكلاب،نباح ممطوط،وآخر قصير،وثالث متقطع،أمسى أثير القرية متخما بالنباحات، وشواشي أعواد الذرة تصفر لحناً جنائزياً،يشعل خرقة الزيت،تطفئها الرياح،يشعلها ثانية،لهاثها يبتلع النار،يسرجها ثالثة ،يردف الجسر الترابي،يتسلل من بوص الذرة الندي،يبتعد،لو أضيئت الشمس لما رأيت ضيفه،سمانة ساقه اليسرى تؤلمه بشدة."
تكتسي اللوحة بالصمت الأسود،المئات والمئات يتكدسون بالشارع، ينظف الكلب أسنانه من نثار اللحم واللُّغام الأحمر،المرأة تغادر،يتبعها الكلب،تربت فوق ظهره،يتقافز وراءها،أين المرأة،كلما ابتعدت الصورة تاهت المعالم،ما يرى سوى كلبين يتغازلان،أفن عقل "عربي" :
كلب وامرأة،كلبان دون امرأة!
أين نخوتك يا فتي الجنوب؟
مائة سؤال وسؤال يهجم علي عقله،دعه الآن،فالكلب لمحه،واحد،أثنان،ثلاثة،يا فكيك...فجأة نبتت الأسوار،حاطت المدينة.
ويُحكى أن "عربي" لم يغادر المدينة.
هناك من رآه بصحبة الكلب،والبعض رآه برفقة المرأة التى كانت مع الكلب،أيضا شاهده البعض وهو يحفر قبرا،عموما تباينت الرؤى والمشاهدات.
تمت بحمد الله
بقلم / عصام الدين محمد أحمد

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة