Translate

الأحد، 8 مايو 2022

انْتِصارٌ لحسن ملواني ـ قاص مغربي


 انْتِصارٌ

بقلم : لحسن ملواني
في قلبه تتواجه المتناقضات ،ألوان تريك المقاساة ، وأخرى تريك النعومة بأزهى وجوهها أو ترسم الشحوب بكل تقاسيمه...
سيخرج إليهم هذه المرة... قال ذلك وهي تشك في عزمه أدار وجهه في كل الجهات أمَرَّ كفيه على صدره ،صعد إلى السطح ،حدق في السماء دقائق ،عاد إليها ، ودعها وانسحب من عالمها منذ ذلك اليوم.
كانت تتذكره وهي تغسل ملابسها وملابس ابنتها وابنته الصغيرة...تتذكره وهي تهوي على فراشها متعبة ...كان يقول لها لن أفارقك إلى الأبد ،وإن كان لابد من الفراق ، ففي قلبي مسكنك الحديدي الذي لن يهدم أبدا..
اتهموه بالتجسس وهو البريء الطاهر الذي يتقي كل ما يخرم المروءة..قالوا عنه جبان ، وهو الذي خلص شبانا ورجالا ونساء من ظلم متمردين..للأسف تم ذلك بعيدا عن أنظار هؤلاء الأغبياء الجناء بحق..
أحمد حميد الصفات ، صافي القلب ،سيعود أخيرا ..كانت امرأته في ذلك اليوم تستبشر خيرا حين تراءى لها في الحلم مكللا بتاج النصر..
ماذا فعلت يا أحمد ؟
قال والفرح مشرق على وجهه :دخلت مدرسة صناعة المناعة ، فكما للماء سدود تمنع انتشارها لتضعف وقد تفرقت في الأرجاء فللنفوس سدود وأبواب تمنع التفاهة كي تنفذ إليها ..يطمئن صاحبها ، يصير صخرة لا تزعزعها لا الرياح ولا الأمواج..أبشري يا فاطمة لقد عدت عالما معلما... لن نقنط أبدا.
لحسن ملواني ـ قاص مغربي

وصية ولاء جاسم جميل / العراق


 وصية

أعياء برد بسيط،أدى به لتهويل الأمر ليسأل زوجته هل ستتزوجين بعدي؟بغضب شديد أجابته مستحيل ياعزيزي،سابقى على ذكراك أبد الدهر.
فقال لها:لاياعزيزتي تزوجي انتِ مازلتِ شابه،لاتفني حياتك بعدي،كررت أصرارها وأنها لن تتقبل وجود شخص أخر في حياتها غيره.أصر الأخر وقال انا اوصيكي بأن تتزوجي بعد وفاتي هذه وصية ويجب أن تنفذ،قالت:حسنًا سوف أنفذ وصيتك لا تقلق،فسألها هل سيسكن في منزلي؟ اجابته طبعا فهو منزلي،وهل سيأكل من أكلي؟بالتأكيد ياحبيبي،وهل سيلبس ملابسي؟اجابته لا،مستحيل!!!قال لها:ولما!!هو سيستحوذ على كل شيء ملكي ماالمانع في سلب ملابسي أيضًا!؟؟
أجابته لأنه أسمن منك بكثير.
ولاء جاسم جميل/العراق

ألف ليلى في زاوية أسامة الحواتمة / الأردن


 ألف ليلى في زاوية

بل لا وجود لألف إلا بليلى واحدة في تلك الزاوية ولا حتى ذلك العاشق إلا نادل طقوس عشقية، يبدو كنازع الأرواح من وسائد أسِرَّة قلبين، لكن رداء وجهه مألوف لدم الطين. لا، لا.. هو القائم والواعد والنابه. بل ويَخاله العاشقُ نديما بين عينيهما في لوحة رسمتها أبخرة متصاعدة من فنجاني قهوة يتحدثان بسرمدية ذاتية لا انقطاع لها.. ثم ويكأنه يصرخ لولا نادل الأرواح ذاك الذي يتلصص ريبة في الصدر.. في لحظة أصبح يشك حتى بقداسة المكان أَن لا وجود لأحد فيه إلا من عينين متقابلتين كل بزاوية تتكلمان بمناجاة المستحيل، صوت لغتيهما لا يرتفع عن صوت اصطدام الرمش بالرمش، ولا عن صوت خافقيهما.. تماما كأنهما عينان بشفتين دون لسان بل بأهداب تعيا الألسن بمثل حديثهما.. أ هما مجرد فنجانين يتبادلان خواطر العرافين وحكايا الأنفس المنزوعة من أصفاد عقلها؟ حقا هي لغة فنجانين، على وجه كل منهما، عينان نضاختان.. ثم على حين غِرَّة، يَسوَدُّ الطقس، يمطر الرصاص وتفترقان.. حلقت عينها غيمة بيضاء في السماء تنتظره؛ ويستفيق العاشق بيد أبيه يركضان إلى عراء رصيف ويحتضنان، وهي لا تزال في السماء يبصرها وتبصره.. فجأة يميط النادل الكوفية عن وجهه الملعون ويشير ويؤكد ثم يستتر خلف الميركافا.. لينزل القناص وبسبابته المعقوفة يضغط وبحنق.. وهي من فوق تمد لهما من أهدابها جناحين ويعرجان.. وله تغمز هناك خلف البرزخ... وعينه الأخرى تبصرُ بوضوح آلاف النوادل يفترشون طين الأرض.
أسامة الحواتمة/الأردن
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

لعب على المكشوف هيام جابر. سوريا


 لعب على المكشوف

كالملدوعة بأفعى، تركتني واقفة أمام باب منزلها مع ابنتيها الشابتين الصغيرتين.
اتجهتٓ مسرعة عبر خربة خلف بيتها، وسط ذهولي.. من تصرفها الغريب.
سرعان ما عادت كشهب النار، تعدو. يلحق بها زوجها.
ذهلتُ مما يجري.
يا إلهي ما هذا؟
ما الذي يجري؟
اختفت عن عيني زوجها.. الذي لم يرها و هي تدخل البيت.
سألنا مبتلعا ريقه، مهزوزا : أين هي؟
صمتنا. لم نخبره أنها دخلت البيت.. فقد أشارت لنا بإصبعها الا نخبره.. بينما تصعد الدرج لطابق يعلو بيتها.
توقع أنها ذهبت للشارع الرئيس المفضي لمنزل أهله، لتشي به.
غاب قليلا. ثم رجع من حيث أتى.
أثناء مطاردته لزوجته علمت من كبرى بناته التي كانت تقف معي.. انه كان عند جارتهم الأرملة سعاد.
كان رجلا نحيلا.. تجاوز الأربعين باعوام قليلة.. لكنه كان يبدو أكبر من ذلك بسبب عمله الشاق.. و لكثرة ذريته. فقد أنجب العديد من الصبيان و البنات في سنوات قليلة بعد زواجه من رحاب.
لم تكن رحاب بالإمراة الجميلة ، خاصة بعد ولادات متكررة، ذاقت أمراضا خلالها عديدة. كل ما كان يميزها سعيها الدائم ونشاطها لتأمين قوت أولادها جنبا إلى جنب مع زوجها. كما أن عينيها الصغيرتين سرعان ما تنبأن عن امرأة تملك من الذكاء قدر لا يستهان به.
بعد أن شاهدت زوجها من حيث تقف في الأعلى يعود إلى عشيفته، نزلت إلينا.
تأملتُها كثيرا و بإستغراب. سألتها ما جدوى ما قمت به؟
ضحكت كثيرا. لكنه ضحك يسيل الما.
ثم أجابت..
اريد ان يعرف أنني اعرف انه يخونني. و أنني لست بمغفلة.
لم اقتنع.. لكني اعتدت عدم مناقشة أمور شاىكة.. لا علاقة لي بها.
أدخلتني بيتها و كانت لا نية لي بذلك.. فقد مررت بها لأسداء صدقة.. كما يفعل كثيرون.
قدمتَ القهوة و كان شيئا لم يحدث. و بدأت تقص علي قصتها.
قالت :
استقبلتها مشفقة عليها.. فقد أتت حينا.. امرأة مقطوعة من شجرة.. لا زوج و لا ولد.. أرادت أن تأنس بنا كجيران . إلا أنها راودت زوجي عن نفسها. و أصبح يخترع الأسباب للذهاب خفية إليها.
تابعت...
لم أكن بغفلة عما يدور حولي.. خاصة بعد تغير طرا على زوجي..
منعتها من زيارتنا...
لكن لا جدوى..
أصبح زوجي يترك عمله و بيته ليختلي بها..
حاولت أن اصدقه أنه لا علاقة له بها.. إلا أني لم أعد احتمل ظنه أنني لا أدري.
و سكتت.
قلت :
و الآن قد علم، ماذا تظنين انه فاعل؟
أجابت..
أصبح اللعب الآن على المكشوف.. غدا سأذهب إلى رئيس عمله لأبلغه أن زوجي يهرب الآثار و يتاجر بالممنوعات.
هيام جابر. سوريا
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏

عيون الشقاء بقلم / أوسان العامري/ اليمن

 عيون الشقاء

لمحت وجهي في المرآة لم أعرفني
غزى الشيب شعر رأسي ولحيتي
لا أظن أنني كبرت
قبل أسبوع أطفأت شمعتي الخامسة والثلاثين
لكن للشيب طقوسه الخاصة
وأنا أتأمل ملامح وجهي التي أجزم أنها ليست لي
تذكرت تعويذات أمي كنت لاأغادر المنزل إلا وقد حصنتي
حكت لي لأكثر من مرة وأنا أستمع لها بشغف أنني في صغري أصبت بالعين كادت أن تقتلني منذ ذلك اليوم الذي شاركت في مسابقة هي الأولى من نوعها ومثلت فيها مدرستي وحصدت المركز الأول
بعدها لازمني صداع حاد لزمت فيها فراشي لأيام
لم تجد المسكنات نفعا ..أشارت عليهاجارتنا أن تذهب بي لشيخ يرقي من العين يقصده الكثير من الناس
تماثلت يومها للشفاء لكن ذلك الصداع يزورني بين فترة وفترة
قال الشيخ أن العين التي أصابتني قوية
زاد قلق أمي فقد فقدت اثنين من أخوتي بمرض الصرع الذي كان بدايته صداع
كانت تجزم أن سببها العين فكلاهما كانا يتميز بذكاء يشد الانتباه من حوله
لم اتذكر تلك الحادثة إلا أن أمي مازالت حريصة على مسح رأسي بزيت الزيتون وتقرأ علي المعوذات وأدعيتها التي تهمهم بها
مما جعلني معرض للسخرية بين أخواتي
فيهمزن ويلمزن:
أماه وحيدك هذا ليس لها جمال يوسف حتى تخافين عليها
فكن يغضبنها فتخلع نعلها وترميهن بواحدة تلو الأخرى
فاسمع ضحكاتهن من خلف الباب
أحمد هل تستترك هذه المرآة لصاحب المنزل
هاه،لا سنزلها حالا
ـ يعز علي مغادرة هذا المنزل فقد ولد فيها محمد وسارة
تبا للجشع
ـ لا عليكِ ياعزيزتي سنقطن منزل آخر ربما أوسع منه
ـ ستصبح المدرسة بعيدة أكثر عن الأولاد
ـ سأدبر الأمر
تلك الحقيبة أحملها بحذر
ماذا بداخلها
أشياؤك
شهائدك وأوسمتك
حرصت أن تكون لها حقيبة خاصة
اغتصبت ابتسامة باهتة وبلعت عبرتي
سيكون لك شأن يا أحمد لقد تخرج على يدي من هذه الجامعة الكثير من الطلاب لكني لم أصادف أحد بمثل نباهتك وذكائك
لست أنا من يمدحك الجميع يتحدث عنك
أثق أنك ستصبح مهندس يشار إليه بالبنان
أحمد!
أين شردت؟
هاتفك يرن بين يديك
فتحت الخط:
ـ المهندس أحمد
ـ نعم، معك
هل وجدت عملا ؟
للأسف لا مازلت عاطلا
لقد وجدت لك عملا
حقا!
تعال غدا
- هل أصطحب مؤهلاتي الجامعية؟
لا داعي لذلك
العمل الذي لدي لا يحتاج كل هذا
خذ هذه القفازات تحمي يديك من الاسمنت
وهذا الطوب يجب حمله إلى الدور الثاني
كلما كان العدد أكثر كان أجرتك أكبر ..
اعتدت على العمل رغم مشقّته
أول يوما من مزاولتي للعمل ناداني المشرف بالمهندس
رد أحد العمال
كلنا هنا عمال بناء من هذا المهندس الذي بينا
ثم أردف باستهزاء:وأنا كذلك دكتور
ضحك الجميع
في اليوم الثاني ربطت شهادتي في عنقي
وبدأت أسلم عليهم واحدا تلو الأخر
حتى وصلت إلى ذلك العامل
همست له :انظر خريج كلية الهندسة أنظمة حاسوب
ثم هززت كتفه وأردفت:وزيدك من الشعر بيت الأول على دفعتي وهذه شهادة بين عدة شهائد في حوزتي
طأطأ رأسه لم ينبت ببنس شفة
لم يصدق العمال مارأوا
بحلقت عيونهم وشدهوا
وضعتها في جواري وأكلمت عملي
في تلك الحظة داهمني الصداع فجأة
أخر مرة زرت فيها الطبيب قال أني أحتاج عناية خاصة وقد يتسبب ذلك الصداع في مضاعفات خطيرة منعني من التعرض للشمس والضوضاء
نصحني عن الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي
أخذت دواء ثم تركته لكنني اليوم بحاجة لأمي لتمسح على رأسي بيديها المرتعشتان وتنفث دعواتها التي تشعرني بالأمان
عند عودتي ذهبت لزيارتها دعوت لها كثير
وبللت قبرها بدموعي
خاطبتها:كنت دائما تحصنيني من عيون البشر فلم تصبني بعد تلك العين عين
ونسيتي ياأماه أن للشقاء عيون.
أوسان العامري/اليمن

إيثار صلاح نبيل. مصر



مقابل دراهم معدودة باع صديقه، وشى على موقعه، اقتاده جنود العدو في الزمان والمكان المحددين بدقة، يصاحبهم الرعب من قيوده وسلاسله وحرارة جسده وعنفوان بطولته، كانوا يتجنبون النظر لعينية المتداريتين خلف تلك الغمامة السوداء خشية إصابتهم بشرارة حامية من بريق عينيه، مكث في السجن سنوات طوال فقد معها الأمل في الحريه، لازمه مصحفه ويقينه وحنين للأهل والولد، لم يندم لحظة على ماقدمه لوطنه ومقدساته وإن كان مصيره الحرمان من الحرية، أطفاله وحضن زوجته الثكلى.
ستة عشر عامًا قضاها وحيدًا لايرى شمسًا ولاقمرًا فقد أذل العدو وطالما يتمَ أبناء جنوده ومعاونيهم، لاحقته دعوات أمهات محتلات ثكلى أقمن بوطن لاحق لهن فيه، رفضوا قتله ردًا لجرائمه، قرروا إركاعه لغطرستهم وبذائتهم، رفض بشدة، عاقبوه بنقل إحدى كليتيه لأحدى أمهات ضحاياه - على حد زعمهم-، هاجت منظمات حقوق الإنسان في وطن يعطي للحيوان حقوقًا أكثر من بني الإنسان، رفضوا استئنافهم، حددوا موعدًا للعملية، انتزعوا كليته الصحيحة كما ينتزع المسمار من القدم العارية، أو كما ينتزع السم من جلد من لدغ بسم الثعبان وحاولوا إنقاذه قبل أن يفكروا نتيجة فعلتهم، تألم كثيرًا بكى، أصابت كليته الأخرى العلة وساءت حالته، طالبوا أسرته بمتبرع لكلية لسجينهم، كثر ولوجه للغيبوبة، زادت سموم جسده، كاد دمه أن يتلوث، لم تتوافق فصيلته مع أفراد عائلته، منهم من اعتذر بالمرض، الإرهاق والتعب، حاولت زوجته مرارًا التقدم لفداء حبيبها ولكن لم تتوافق التحاليل الخاصة، فما كان من "إيثار" إلا التقدم بخطوات ثابته للمهمة كأنها متجهة لمعركة حربية، كانت جينات البطولة مختلطة بدماءها، تلك الفتاة التي تم حبس والدها وهي لم تتجاوز عدة أشهر، الآن نضجت وبلغت ريعان الشباب، توافقت فصيلتها وتحاليلها مع والدها ووقع الاختيار عليها.
صلاح نبيل. مصر.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

الطبيبة.... قصة قصيرة من واقعنا د عزمي رمضان الاردن


 الطبيبة.... قصة قصيرة من واقعنا

د عزمي رمضان
الاردن
فقيرة معدمة الحال ، لا جاه ولا مال ،والدها في نظرها كان سيد الرجال ، خاض مصاعب الحياة ومصاعب الأعمال ، ما فتئت عزيمته من الاحمال .
في بيته كانت بسمته فيها لمسة جمال ، وكم سرد لهم من الحكايا والاقوال ، كانت تفخر به في كل الأحوال ، هو طعم الحياة وبسمتها لها ولاسرتها اذا الحديث عنه جال.
كان سعيدا بعمله يؤمن طلبات بيته واسرته وابنته ، ولا يشكو العيلة وقلة المال ، كان وصولا لرحمه ودائما بهم على وصال .
عامل نظافة كان ، ويفخر بعمله اينما كان ، وكان صغار العقول يسخرون منه ويستهزؤون منه لانه فقير الحال ، وكانت ابنته تلحظ ذلك وتخفي دموعها التي كان يمسحها بطرف كمه ، ويبتسم لها ويقبلها بين عينيها حين كان يوصلها لمدرستها القريبة من بيته.
كانت سعيدة سعادة الكون في اسرتها ، واجتهدت دون كلل ودون ملل في دراستها رغم حزنها لاستهزاء الناس بوظيفة والدها ولباسه. لم يعلموا انه ينظف اخلاقهم ويمسح اوساخ عقولهم المهترئة ، ويرتقي فوق اخلاقهم بخلقه الجميل ، كان يبتسم للجميع حتى لو نظروا له النظرات الدونية .
واجتهدت الابنة وتفوقت بجدارة لترفع راس والدها عاليا بها
مما أهلها لدخول الجامعة بكلية الطب منحة لها لمعدلها المتفوق العالي ، واجتهدت اكثر فاكثر وتفرغت كليا لدراستها مما جعلها تتفوق على نفسها وتفاجيء الجميع ان ابنة عامل النظافة تتفوق على الجميع فاحبها الجميع لدماثة خلقها من مدرسين وادارة الجامعة وزملائها الذين أصبحوا يكنون لها كل احترام وتقدير. ارادت ان تصبح طبيبة متميزة لتساعد كل محتاج. وترفع راسها بوالدها فخرا. وتفتخر به في كل مكان.
وجاء يوم الحصاد وتفوقت وحصلت على المركز الاول مع مرتبة الشرف الاولى بتميز منقطع النظير وحان موعد التخرج من الجامعة ، لحظة طالما انتظرتها وتعد العدة لها.
طلبت من والدها ان ياتي لحفل التخرج بملابس العمل فرفض ولكنها اقنعته بذلك فاستجاب لها وحضر مع اسرته ليشاهد تكريم ابنته التي طالما حلم بها بان تكون طبيبة متميزة.
كانت الابنة في اول الحضور بين الخريجين كونها الاولى على الجامعة بحصولها على التميز بمرتبة الشرف الاولى
وتحدث منسق الحفل ودعا راعي الحفل للوقوف على المنصة لتسليم الشهادات للخريجين وتكريم المتفوقين، وكان اسمها الاسم الاول بين الخريجين فصعدت وتسلمت شهادتها وتكريمها ، واعلنت ادارة الجامعة فورا انها قد عينتها مباشرة كمعيدة في كلية الطب وتعيينها كطبيبة في مستشفى الجامعة .فاستاذنت من راعي الحفل بان ياتي والدها الى المنصة فوافق ونادت عليه واخذ يلتفت يمنة ويسرة وهو خجول، فقام من مقعده وتقدم نحو المنصة وساعدته ابنته للصعود فقبلته بين عينيه وصرخت باعلى صوتها ورفعت يده عاليا هذا هو ابي
هذا هو فخري وسبب سعادتي وتفوقي هذا عامل النظافة الذي جعل مني طبيبة متفوقة وانني في هذا اليوم اهدي شهادتي وتفوقي وبكل فخر له. واشكركم جميعا فقام الجميع احتراما وتقديرا للوالد وابنته الخريجة ودوى التصفيق الحار في القاعة من هيئة التدريس وراعي الحفل ومن الطلبة جميعا والاهالي الذين حضروا التخريج وشكر الوالد ابنته وحيا الحضور ونزل من عن المنصة مع ابنته والدموع تملأ عينيه واعين كل من حضر واستمر التصفيق حتى عاد كل الى مكانه لحين انتهاء مراسم التخريج والكل يبتسم لهم.
### بقلمي د.عزمي رمضان
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

صورة من الماضي للكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي /القاهره


 صورة من الماضي

كان ينطلق بسيارته في شوارع القاهرة والمذياع يصدح "إنت وبس اللي حبيبي وما فيش غيرك ع البال" لا يدري لماذا قفزت إلى مخيلته الآن بعد عشرة أعوام كاملة يتذكر لقاءهما الأخير كأنه الأمس، ترقد قمر على سريرها شاحبة الوجه هزيلة الجسد قد سقط شعرها تماما ؛ وهو يجلس جوارها وقد حلق رأسه بالموس حتى يشبهها ؛ تعلقت بعنقه كطفلة صغيرة (عدني) قال أعدك وضعت سبابتها على فمه عدني ألا تتزوج بعدي قال أعدك ألا أعرف بعدك امرأة، أحاطت عنقه بيديها ثم قالت إن فعلتها سأعود وأنتقم ؛ تراخت ذراعاها فجأة لقد رحلت؛ اليوم يوم زفافه، عشر سنوات مرت صمت المذياع نظر بمرآة السيارة، رأي صورتها، قالت لقد عدت لأنتقم ثم تذكر أسعد لحظات عاشها معا والأماني الجميلة أن يجمعهم بيت صغير يسعدا سويا ولكن كان القدر أقوى من الجميع وماتت بين يدي وتكسرت أشرعتي وتحطمت سفني ومرت السنوات، ويوم زفافي موعد ذكراك والله ما نسيتك يومًا وإن تباعد جسدانا ستبقى روحانا متعانقتين، لكن حبيبتي أردت أن أحيي ذكراكِ بمنح ابنتي شرفَ اسمك لتظلي معي وأذكرك كلما ناديت عليها أو داعبتها أو طبعت على وجنتيها قبلة، أنت خلالها، فهل يشفع لي ذلك عندك وأجدك صافية القلب وكريمة الأخلاق كعادتك؟ ونزلت على نفسه السكينة والاطمئنان ونظر نحو المرآة فقد تبددت الصورة السابقة وظهرت بصورتها الجميلة التي أحبها حينما رآها أول مرة وتبتسم له كما كانت تبتسم حين كانا يلتقيان وهمست في أذنيه تقول حبيبي سوف أنتظرك لنحيا معًا من جديد، واختفت صورتها في المرآة وحينها فهم أنها موافقة ومضى في طريقه من جديد...
===================
للكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي /القاهره

بإختصار بقلم: دحماني كريمة من الجزائر


 بقلم: دحماني كريمة

من الجزائر 🇩🇿
العنوان: بإختصار
قد يتسنى لك في الحياة معنى الحب وضده الكره، وحين يخطفك نرجس الشعور ما بين الصحيح والخطأ، إنه الحس المذبذب يضعك فوق آخر نقطة حكاية السطر لتسرق منك عمرا تلك النقاط، التي تسرح على مساحة من التساؤلات تعرض عليك رحلة لتتقمص روح إنسان وقد مضت تنصب على هامش، الذكرى أشياء تحمل اعترافات ساعة الفرح،والحزن، هكذا بعثرت فوارق الفصول الوعد شاطرت خصال إحتضنتها فوق جوارح الانفاس، و بقيت واسطة الإحتمالات البوح أنت والضياع على أرض قاحلة لا أنفاس فيها تحرق الأعصاب تخدش جوانح روحي، هذا الجحيم الذي رسمني فيه سيد اللوحة اللعينة بريشته المفتولة بلونه الرمادي الذي رسم جميع ألوان الطيف، جميعها تفرش لسعة أشواك الورود ، مصقولة بروحه الهائمة بين أحبال وشاح الهمسات، تمزق وهمي وندمي، فيه حسرة آدم وخياله ظهر و إنكسرت أوتار قلبي، ظلت مظلمة في أحداق عيوني، صورة تتحنط لواعج وغزة الدمعة تدفقت باكية إخترقت لظة نبضاتي ودقاتي وآهاتي ودمعاتي،
وصارت خطب اللغة في وجنة الاحلام بين الحروف وتقبيل الورق إنها المجدالية، حرقة تتجمر على حطب الشوق، حتى القمر تييم بضيائه ليمنح موعد مع الليل، وهو يسامرني في محراب عبادة الحب، حتى يتوب الانفصال وتشد تمائم عقدة الحميمة .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

نداء بقلم / د.سلوى بنموسى المغرب


 نداء

قامت من نومها شعرها منتوف ؛ هندامها متواضع ..تنتعل شبشبا زهريا ..
غسلت وجهها ؛ ورسمت ابتسامة على محياها ؛ وهي تنظر لمرآة قلبها !!
كيف لا وهي تستقبل يوم جديد ؟؟! تنتظر بزوغ فجره بلهفة تحتضنه ..وكلها خفة ونشاط وأمل ..
بعد تناولها فطورها المكون من زيت وزيتون ؛ وجبن طري وخبز محمص ؛ وكوب من الشاي المنعنع المنعش .
أخذت كراستها بين راحتيها ! وبدأت تتفحصها كما يتصفح بائع المجوهرات ألماسه الثمينة .. وبائع الورود ازهاره الفواحة ..
وفجأة تغيرت ملامحها وهي تنادي بصوت عالي مزعج : أين أنت ..أين أنت ..
اخرج عليك الأمان ..
لا تسمع سوى ترددات صوتها أمام غرفتها المبعثرة ...
وما فتءت أن وردت لها فكرة ما ..
لم لا ترتب غرفتها قد تجده ..
قد تجده ..ربما ..
إنها لا تستأنس إلا به بين يديها !! وتداعب به اغلى اللحظات والأحداث والوقائع في اختلاف الأمكنة والأزمنة
لأنه أضحى صديقها الودود .لا تريد استبداله بأي شيء ؟؟
لحظة ..لحظة ..ها هي قد وجدت كنزها الضائع ينظر إليها بقلق ؟؟ لم أضعتني ثم تبحثين عني ؟؟ أما كان عليك أن تجدي لي مكانا مناسبا .. أرتاح فيه بعد تعبي المرهق وسهري ليلة امس ؟؟! أجابته بدلال : صدقت صديقي سأرتب لك أفضل ركن في الغرفة.. فلتهدأ عزيزي فلتهدأ ..فنحن معنا نشكل تالوث عجيب و الله معنا .. قبلت ملمسه ورأسه الأجوف وبدأت تطرز به أحلى المعاني والكلمات والنوادر ..
وهو في نشوة يطيعها ولا يعترض بشيء ؟! بل يشجعها في تدوين كل ما يخطر لها من طرائف وآداب وفنون وأحجية
ولما انتهت... شكرته واحتضنته كما تعانق الأم رضيعها .
انه يا حضرات قلمها الذهبي
« نون والقلم وما يسطرون »
فسبحان الله العظيم في خلقه وخلقه ؛ وفي تدبيره وتسييره
إذ جعل الأقلام تنوب على الألسنة .
وجعل الفضفضة والترويح عن النفس ؛ من أسس الصحة السليمة العقلية والأدبية والفكرية والثقافية ..
إنها تكتب ..
إنها تعيش ..
إنها تتنفس ..
حكمتك يا رب العالمين .
د.سلوى بنموسى
المغرب

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة