Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة يوليو للقصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة يوليو للقصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 22 يوليو 2022

غيابٌ طوعيٌّ وحضورٌ دائمٌ قصّة قصيرة عامر عودة - فلسطين


 غيابٌ طوعيٌّ وحضورٌ دائمٌ

 قصّة قصيرة

عامر عودة- فلسطين


- أنا متأكّد أَنَّ دار أبي ريّان هُم مَن أطلقوا النّار على بَيْتَيْنا.
- وهل يوجد شَكٌّ في ذلك؟
- بالطّبع لا. لكنَّ الشُّرطة لَمْ تفعل شيئًا على الرّغم من تقديم شكوى ضدّهم!
- الشّرطة غائبة عن بلدنا يا ابن العم. فكلّ يوم تقريبًا نسمع دويَّ إطلاق نار. حتى أصبح اليوم الّذي لا نسمع فيه صوتَ الرّصاص يومًا غير عادي! وقد قُتِلَ خِلال أربعة أشهر ثلاثة شبّان، دون إلقاء القبض على القتلة! هذا ناهيك عَنِ التّخريب والسّرقات والتّهديد.
هذا ما دار مِنْ حوار بين أدهم وابن عمّه زِياد في أحد مقاهي بلدتهما. وقد كانا شديدَيَّ القلق والغضب بسبب إطلاق النّار على بَيْتَيهما، نتيجةَ خلاف عائلي قديم بين عائلتهم وعائلة دار أبي ريّان.
أَشعَلَ أدهم سيجارة ونظر حوله... اقترب من زِياد بعد أنْ سَبَرَهُ وقال له بصوت خافت:
- لقد جَزُلَ الأمر. يجب ألّا نسكت. فلأوّل مرّة تُطلَقُ النّار على بيوتنا، وهذا أمرٌ خطير... سكوتنا يُتَرجَمُ إلى خوف، مِمّا يشجّعهم على إعادة اعتدائهم مَرّة أُخرى، خاصة أنَّ الشّرطة لا تقوم بواجبها لردعهم.
- وماذا سنفعل؟ ليس بأيدينا سلاح.
تساءَل زِياد بِحيْرَةِ، وسادَ الصّمت.
نظر أدهم حوله بِتَوَجّس... مال برأسه ناحية زِياد وقال بصوت خافت يشبهُ الهمس:
- بما أنَّنا لا نملك سلاحًا، فسنرجم سيّارة أبي رَيّان العربيد بالحجارة وهو في داخلها.
اِتّسعت عينا زِياد دهشةً... رَدَّ على أدهم بصوت مُتَهَدّج:
- لكنّه سيعرف وينتقم.
- اِخفض صوتك.
نَهَرَهُ أدهم . وتابَعَ:
- لَنْ يتعرف علينا أحد. سنغطّي وجهَيْنا. أمّا بالنّسبة للشّرطة فَلَنْ تلتفت إلى مثل هذهِ الحوادث. فإذا كان إطلاق الرّصاص اليوميّ وجرائم القتل المتزايدة لا يعنيها، فهل ستبحث عَن شابَّيْن رَميا سيّارة واحد مِنْ أهلِ البلد بالحجارة؟
نظر زِياد إلى عَينيّ أدهم بقلق وخوف، وساد الوجوم... ثمّ قاما مغادريْن المقهى إلى بَيْتَيْهما...
عندَ الغَسق، اختبأ ملثّمان في العِقدِ الثّاني مِنْ عمرهما داخل حرش قريب مِنَ الشّارع الرّئيسي للبلدة، يراقبانِ السّيّارات المارّة وبِيَدِ كل واحد منهما حَجر. ورغمَ الخوف الّذي كان يسيطر عليهما، إلّا أنَّ إصرارهما على الانتقام كان أقوى. وفي الوقتِ المتوَقّع، ظَهرَ الهدف... توفَّزا كجنديَيْن يحملان قنبلتيْن يدويّتيْن... إنّها سيّارة أبي ريّان... انتظرا حتّى أصبحت في أقرب نقطة منهما، وقذف كلّ واحد "قنبلته"... الحَجَر الأوّل أصابها بِدِقَّةٍ، أمّا الثّاني فقد أخطأها مصيبًا سيّارة أخرى كانت تَعبر في الاتّجاه المعاكس. وبالصّدفة كانت تلكَ السّيّارة تابعة للشّرطة. هربَ الملثّمان إلى داخلِ الحرش، ومنه عاد كلّ واحد إلى بيته.
في اللّيل حام طائرُ القلق فوق رأس زِياد، وهو يفكّر ساهمًا في كيفيّة إصابته لسيّارةِ الشّرطة بالخطأ. هاجمتْهُ الهواجس، وتسلّلت جيوشُ الأفكار السّوداوية إلى رأسه. اِعتراهُ النّدم على اشتراكه مع أدهم في عمليّتهِ النّزقة تلك. ورغم أنّه كان مطمئنًا مِنْ أنَّ الشّرطة لن تستطيعَ التّعرّف عليهما، لكن مع هذا لم يُغمض له جفن...
صُدِمَ، وَوَجَفَ قلبه خوفًا، عندما شاهد مِنْ نافذته سيّارَتيْن للشّرطة تَقِفان بِجانب بيت أدهم... بعد دقائق شاهدَه والأصْفاد بيديه يجرّه شرطيّان. دُهِشَ! كَيف استطاعتِ الشّرطةُ التّعرّف على مَن كانَ المسؤول عن رجم سيّارتها بحَجَر رغم أنّه بالخطأ، ولَمْ تستطعِ التّعرّف على مَن يَقتل مَع سبْقِ الإصرار والتَّرصُّد، أو على مَن يُطْلِقُ الرّصاص على بيوتِ النّاس يوميًّا؟! اِختلج قلبه توجّسًا وتسارعت نبضاته... أخذَ العرَق يتفَصّد مِنْ جبينه... اِنتظر أنْ يأتوا لأخذه هوَ الآخر. لكنّهم لم يفعلوا، بل رموا أدهم داخل إحدى سيّاراتهم وغادروا المكان مسرعين... وبعد قليل، وكما في كلِّ يوم تقريبًا، سُمع دويُّ إطلاق نار في البلدة!
(عامر عودة- فلسطين)

من حيث لا ينفع الندم : .........محمد جعيجع - الجزائر


 من حيث لا ينفع الندم :

محمد جعيجع 

 الجزائر

..................
كان عمي عمر رجلا يشتغل بالبناء كبناء وهو ابن الثالثة والأربعين، قويّ البنية متوسّط القامة، تعليمه محدود فقد حصل على مستوى الثالثة من التعليم الثانوي ، لكنّه حافظ لخمسة وثلاثين حزبا من القرآن الكريم بانتسابه للكتّاب التابع لجامع قريته وهو في ريعان شبابه ، تزوج من ابنة خاله فاطمة وأنجب منها أولادا وبنى بيتا من عمله عند الناس بأجرة يومية ودون انتساب إلى تأمين ولا ضمان اجتماعي يعينه في شيخوخته ...
أسرته مكوّنة من سبعة أفراد ، أربعة أولاد ذكور تخامسهم بنت وحيدة أبويها وقد توسّطتهم سنّا ، أكبرهم نبيل يدرس في السنة الثانية من التعليم الإعدادي.. تعيش الأسرة في بيت مقبول الحال كأقرانه بالقرية ؛ أسرة يعيلها عمي عمر من عمله ومن أجرة جيّدة مكّنته وعائلته من عيش كريم ووفّرت لهم كلّ ما يحتاجونه من ضروريات المعيشة ، وكان يحقق لأولاده كلّ متطلباتهم فعاشوا في سعادة إلى أن جاء ذاك اليوم المشئوم ؛ سقط عمي عمر من أعلى بناء كان يشتغل به على الأرض من ارتفاع كان كافيا ليكسر ظهره ، حمل إلى عيادة صغيرة بالقرية ثم إلى مستشفى المدينة حيث أجريت له عملية جراحية أعادته إلى الحياة وإلى الدنيا ، لكنها لم تعده كسابق عهده حركيا نشيطا...
لقد عاد يتحرك على كرسي وبلا عمل وبدون أجرة تعيله وأسرته ؛ العملية الجراحية والعلاج أتوا على الأخضر واليابس ولم يعد للأسرة ما يعينهم على اقتناء متطلباتهم كسابق حالهم ، سوى ما يأتي من المحسنين فهو بالكاد يكفي لسدّ الجوع ...
وأثناء زيارة بعض أصدقائه له ؛ طهور إن شاء الله .. بالشفاء إن شاء الله .. قدّر الله وما شاء فعل .. إنهال عمي عمر بالبكاء ولم يتمكّن من كتم أنينه ولا حبس دموعه.. وبعد أن أثنى على الله حمدا وشكرا استطرق قائلا : أتذكر يا علي الأيام التي كنت دائما تنصحني بالانتساب إلى صندوق الضمان الاجتماعي وتلحّ عليّ وأنا لم أعط لذلك أهمية وكنت أحسب أن الحال سيدوم وتناسيت أنّ "دوام الحال من المحال" و كنت أعمى أيامها ولم أر الصحّة وهي فوق رأسي ، ولم أحسب حسابا لهذا اليوم ولم أتّخذ بالأسباب ، ولم أر للدنيا سوى وجهها الحسن ولم أستمع لنصيحتك وها أنا وأنا على هذه الحال تمضغني الحسرة ويأكلني الندم ...
.................
محمد جعيجع من الجزائر 2022/07/14

سكون يسبق العاصفة ........... د.سلوى بنموسى - المغرب


 سكون يسبق العاصفة

د.سلوى بنموسى
المغرب
تتسائل في قرارة نفسها :
ماذا اذا رفضت ذلك الزواج المدبر ؛ وسيقت إليه مرغمة كما تساق الأنعام يوم العيد ؟؟ واذا تريثت.. ورفضت الصفقة بالمرة ؟؟
هل سيزج بها في سجن القبور ؟
أم سيفوتها زهرة العمر ؟
أم سيكتب عليها عبارة شقية الى يوم الدين
أم مجنونة القرن
ماذا إذا أصرت وأكملت دراستها ؟ هل ذلك سيكون نهاية العالم ؟ ولم تمادت في الانجاب بدل التوقف ؟ هل لتقول بأنها جميلة ومحبوبة عسى غرورها أن يستقر !! وروحها تتفتح حنانا وطيبة وبالتالي يزول ظلامها وسجنها ؟ تنظر للأفق البعيد قائلة : ليت الشباب يعود يوما
وتكون هناك فرصة أخرى ؛ تنير سجيتها وتمسح سوادها ؟
ولم هذا الرجل بالذات والرجال قلائل ؟
تنظر في أعماقها وقد تتهم جحودها ؛ وانكماشها على نفسها وضيق صدرها .
فلم يا ترى الإعلان عن ضرب كل المعتقدات
والبحث عن منفد للنجاة بجلدها ؟
صحيح معاملة بعلها لا بأس بها لأن الطبع يغلب التطبع . فلم تبحث عن المستحيل أما زالت لم تفطم بعد من حليب الرضاعة ؟
وتختبئ في جلباب أمها.
أليس لكل عصر زمانه وناسه ومعضلاته ؟
تمسح من جبينها عرق بدأ ينزلق نحو أنفها وفمها ..
قائلة : رباه كم الجو حار ! هل تراها ستعاثب حتى الأرصاد الجوية ؟ ولم قبلت ان تعيش في بيئة بعيدة عن جوها المحيطي الحافل بالنسمات البحرية ومنبثق بروح الحرية ؟ سجينة زوجها ..
كان الله تعالى في عونها وجعلها تستكين لأوجاعها وهمومها وضجرها
هي تريد والله تعالى
فعال لما يريد
حكمتك يا رب العالمين
ستتعايش على مضض مع واقعها واين بالله عليها الهروب مع جيش من الأولاد ؛ يرصدون حركاتها وسكناتها ومع الجلاد والقاضي أبو العيال
تنظر ..وتنظر .وتتأمل ..
وتلف الغطاء على وجهها الباهث ؛ وملامحها الحاقدة
لربما تحلم ؛ وتعاودها ذكريات طبعت قلبها وعقلها طيبة وجعلتها تحس بأنوثتها وبجمالها وبالاحترام لكينونتها كإنسان !! وليس عبدا ينفد الأوامر ؛ بطريقة آلية ومضحكة
كان الله في عونها وفي بنات جنسها ؛ اللواتي سرقت منهن جمالهن وضحكاتهن وأعمارهن .. وأحلامهن ..
فهل من منقد يا ترى !؟
د.سلوى بنموسى
المغرب

عندما تجسدت الظلال سعد محمدين مصر

 عندما تجسدت الظلال

سعد محمدين
مصر
ليس غريباً ان يقولها فهو فى كل مره كان يقول ما يجول بصدورنا و نخشى ان تتلفظ به السنتنا
وبعدها يتأهب للرحله المعتاده التى اصبحت له و لاسرته شيئاً مألوفاً
صرة الضروره معلقه على المسمار المجاور لزر النور خلف باب مدخل الشقه يأخذها بيده و يشير بيده الاخرى إلى زوجته و اولاده و هي مقبوضه
كانت غيبته تستمر ما بين الشهر او اكثر و لكن هذه المره قد طال غيابه يمضى الشهر تلو الآخر دون عودته او سماع اخبار عنه ٠
ما دلنى عليه غير صوته و بقايا صورةً له فى مخيلتى
حاولت جاهداً ان اشق صفوف الصغار و الذين التفو من حلوله بعضهم يصفق له و البعض الآخر يرميه بالحجاره وهو يعتلى بعض الادراج الحجريه
وقف شامخاً وسط الميدان الفسيح و الذى لا تُغمض جفناه من اثر دقات عقرب الثوانى و قرع نعال البشر وقالها و بأعلى صوت و عيونهم ترقبه
لكنهم هذه المره كانو غير عابئين بكلماته ووجوههم تعلوها ابتسامة من انتهت الجوله لصالحه
بدأ صوته يخبو رويداً رويداً و فى سخريه راح يضحك و يشير باصبعه فى اتجاه المبنى العتيق و نظرات حيرى تحمل شظى ينبعث من عمق عينيه كأنما يبحث عن ضالته
بعدها رفع رأسه إلى السماء صامتاً و كأنه طلب ان تنهمر دموعه لتطهر جرحاً عميقاً كان تحت مقلته
بدأ الجميع ينصرف من حوله حتى الصغار إلا ان صغيراً واحداً فارق رفاقه و رجع له اخذه من يده و حمل جعبته المليئه بالأوراق و الخرق الباليه بيده الأخرى و كأنما الجزع تسند الأوراق
شقا طريقهما وسط الزحام يمشى خطوه و يكبو أُخرى وظللت أرقبهما حتى تلاشيا
سعد محمدين
مصر

أشباه الرجال بقلم: محمد يعقوب السودان

 



أشباه الرجال
بقلم: محمد يعقوب
من السودان

بين صديق و اخر احدهما محبا مخلص صاحب ايمان ان الصداقة عهد و وفاء و اخر لا تصف الكلمات مكر نواياه
يذهبون سويا ويمرحون سويا وكأن الاول لا يعلم ان صديقه يصاحبه من اجل اخته الجميله اختار لها باب وصولآ غير سوي ...
في ليله ما اخبر المحب صديقه بأنه علي سفرآ و انة مودع متجها الي وجهته ، شيء ما اثناة علي العودة قبل إكمال الطريق
عاد و دخل دارة دون طرق الباب وجد اخته مع صديقه في حال لا يرثي عليها... تفاجاء صديقه لبس ثيابه وخرج ولم يعلق ...
بعد تلك الحادثه كره لقاء صديقه قاطعا كل روابط الاخاء بكل احترام و كأن شئ لم يحدث ..
اما الاخر يذهب الي المجالس متحدثا دون حياء من فعله وانه استطاع ان يكسر عينها و عين الاقرب له ذات يوم ...
احيانا الغفران جريمة يجب ان نحاسب عليها و الافعال تترك فينا ملامح تظهر مختلفة عن اصل معدننا ...
تساءل الناس بينهم كيف عادت الحياة و عادت صداقتهم و كيف لك ان تغفر و انت لم تشفي ! متناسيين شبح الانتقام ..
اوهم صديقة بالغفران و اعد لة كاسآ مما شرب ، اخبره ذات يوما عن فتاة و عن جمالها حتي تجسد وحيها في خيالة كيف لا و انت تعلم اماكن ضعف صديقك قبل عدوك ....
دخل عليها اولا مقترحا علية ان يكون التالي ...
كما الاتفاق تماما ادخلة عليها في غرفة امتلكها شبح الانتقام و حطام النفس ...
يجتاح ظلامها الدامس الارجاء تركه ٦٠ ثانيه فقط و كآنها العمر فرحآ منتصر ..
اضاء بعدها الغرفه وإذا بها اخته في وضع مخل و كآن الايام تعود عليك بما تفعل ، و اخيرا شرب من بئر افعالة ... لم يقاوم الايام كما فعل صديقة لم يقدر علي الصمود اختار مفارقة الحياة علي ان ينظر في وجة صديقة او اختة ...
قبلها كتب نادما علي افعالة طالبا السماح و المغفرة ...
بقلم: محمد يعقوب
من السودان
النص بعنوان "اشباه الرجال "

آنهيار السدّ ............... بسمة رجب - تونس

 آنهيار السدّ

بسمة رجب 

 تونس

إنّه الفجر الربيعيّ النّديّ ..وها هو النّوم يجافيني ..يحدث هذا الأمر رغما عنّي إذ أحبّ مواصلة رحلة الهروب ساعتين أخريين على الأقلّ.. في هذا الوقت الميّت أكون بخير ..بخير جداّا..
أزحت السّتارة وفتحت النّافذة .. استعذبت هذه النّسمات الباردة ..استنشقت هواء جميلا ملء روحي وعيناي مغمضتان ..احتضنت نفسي..وضعت رأسي على كتفي.. واكتفيت ..
شعرت أنّ هذه الغيوم تبتلع كلّ شيء والكون في حالة ولادة ..
وهذا الضّوء الذي بدأ ينتشر يزعجني ..وشعرت أنّ هناك من يستمع إلي ..
هل أنا المجنون!؟
كانت تصفني بالمجنون..هي التي جعلتني أحبّ أن أكون مجنونا ..هي لم تعد موجودة ، لكنّها عشّشت بداخلي وكلّ طاقاتي وخيالاتي معها ..وَيْلَ نفسي من وحشة الرّوح!؟
أشعر أنّي الغريب مذ فقدتها ..لا أفهم إلى الآن كيف حصل الأمر !؟ عقلي يؤنّبني « لقد خذلتك !؟لم تنتظر اكتمال التًحقيق لتثبت براءتك … أنت سجين سياسيّ .. أنت صوت حرّ في زمن الخوف ..أنت مثقّف شجاع..هل كان كثيرا عليها آنتظارك خمس سنوات !؟ انس أمرها لأنّها فكّرت في نفسها وقبلت أوّل عرض زواج ..!!مثلها مثل غيرها ..لقد آختارت أقرب الطّرق إلى الأمان …".
أمّا قلبي فعالق في فجوة آلتماس العذر لها ، بلغني أنّها سعت للتّواصل معي ،لكنّها فشلت في ذلك لأنّ حبيبها بقي سنتين كاملتين لا أحد يعرف عنه شيئا ، في الأثناء ضغطت عائلتها بكلّ قوّة وأصرّت على تزويجها..بلغني أنّها هربت إلى عائلتي وآحتمت بهم. لكنّ والديّ عملا بما يقتضيه العرف الآجتماعي ّ والأصول وأعاداها إلى أهلها معزّزة مكرّمة على دموع أمّي وزفرات أبي ….
طويل زمن هذا الفجر!!كأنّ نسائمه تخبر عن زخّات مطر عائدة..كان الرّذاذمتقطّعا طول اللًيل موسيقاه أبهجتني حتّى آستغرقت في النّوم ..
أريد أن أصرخ وأخبر الدّنيا أنّني الجسد بلا روح ..
أنً اللّيل بداخلي طويل !! ..أنّ رسوماتي النّاجحة هي ترجمان وجعي …أنّي لا اتلذّذ أيّة تكريمات ….
رفعت رأسي عن كتفي وقد وخزني ألم حادّ..آلمتني رجلي …أقف على رجل واحدة كلّ هذا الهذيان ولم اثبّت الأخرى الخشبيّة..كان خبرا قاسيّا ذلك الذي تلقّيته في المستشفى تحت حراسة مشدّدة .. أخبرني أحدهم بوجه بارد مثل لوحة معدنيّة أن درجة التعفّن كبيرة وقد مسّت العظام ..تحدّث عن تسوّس مسّ قدمي …
تعقّدت حالتي في دهاليزهم المهينة ..كنت معتقلا سياسيّا نكّلوا به تعذيبا حتى فقد الإحساس بالألم ..كنّا نُلقى مثل الجيفة ننزف من كلّ فتحة حُلْم…أكداس من نداءات الحريّة والعدالة والدّيموقراطيّة …
تتعفّن الجراح وتتقرًح وتصدر روائح كريهة …
العلاج الوحيد هو الصًبر وقوّة التحمّل وغسلها بماء وملح نتكبّد عناء في الحصول عليه …أصبت بالسكّري في الأثناء ، لم اتفطّن إلى أنّ عدوّا آخر ،لا يقل ّ بشاعة عنهم ،قد آخترق حصوني ونخر عظامي…
أنا كومة ذكريات حزينة ….
قال ذلك الطّبيب أن البتر ضروري لحماية بقيّة رجلي ،فقدمي لم تعد صالحة لتحملني ..أخبرني عن أمر السكّري .لم أشعر حينئذ بأيّ شيء…فقط أردت أن أموت في تلك اللّحظة …
وإلرّغبة نفسها تزداد إلحاحا كلّ صدمة جديدة ..هل أكثر إفلاسا من رؤية تلك الشّعارات المقدّسة …شعارات حرّيّة الشّعب وحقّه في الحكم و….أراها مطيّة سهلة للجبناء الأمس يتسلّقون بها أعلى المراتب ويدوسون على النّاس..خونة لصوص..إنّهم فقاقيع الرّبيع العربي …ربيعهم هم ورياح السّموم لي ولشعبي ……
بسمة رجب من تونس

الفطرة الضائعة بقلم / حبيبة نقوب الجزائر


 الفطرة الضائعة

بقلم /  حبيبة نقوب
الجزائر
صرخ أحدهم من أمّي أنا؟ هل أمّي التي ولدتني ؟ هل يكفي ذلك لتكون أمّا حنونة مربية وراعية؟ لقد حيرتني معنى هذه الآية " إنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ " آية 2 سورة المجادلة ، ماذا أقول ؟ لم أجد التعبير السليم لإيصال فكرتي ليس لصعوبة تفكيري و لا لقلة تعبيري ولا خانتني الكلمات... لكن عجز اللسان عن التعبير من الشيء غير المعقول، عجزتُ أن أطعن في الفطرة، عجزت عن الخروج عن المنطق... هل ضاعت الفطرة مع الإنسانية؟ هل غاب الضمير؟ أم تاهت النفس في الهوى اللئيم ؟
لم أتعلّم من مدرسة التعليم، لكن علمتني مدرسة الحياة، أنّه ليس كل أمّ أنجبت تعتبر أماّ.
فقد نجد صفات الأمّ الحقيقية التي لم تنجب من صلبها، قد نجد صفات الأمّ الحقيقية في الجدة، أو في العمّة أو في الخالة أو في مربيات الأطفال أو...
لكن لم أجدها بذاتي في أمّي التي ولدتني ، ربما تتسألون لماذا أقول هذا، ربما تقول هذا الشخص عاقا لأمّه، ربما، تتهموني بالجنون، أو تتهموني بالتيهان و ربما و ربما ...لكن لما تعرفوا حقيقتي و عمري سوف تصنفوني في الخانة المناسبة لما كتبت، أو ربما سأثير شفقتكم و أجلب مشاعركم النبيلة، أو استضعف عطفكم في لحظة التيه؟ فقد يبكي أحدكم و يتألم و يستغرب في نفس الوقت، أنا متأكد لوكنت أمامكم لأخذتموني بالأحضان، أو لتمنيتم أن أكون ولدكم و لو بالتبني... سوف تتسألون و تتحيرون حتما ماذا أخفي وراء آلامي و أحزاني و آهاتي ؟ ماذا حدث لي؟ من أكون؟ أذلك الطفل الساذج أم ذلك الطفل الذكي ؟ أم ذلك التائه في دجى السديم؟ أم ذلك الغارق في البحر المهيّج تحركه أمواج البحر مدا وجزرا؟ أم ذلك الطير الذي يسبح في الهواء و هو فاقد اتجاهه، يا ترى إلى أين يستقر؟ أيستقر نحو اليمين أم نحو الشمال ؟ .
من يرشدني ؟ من ينقذني ؟ من يخرجني من المتاهة ؟ أليس لكل متاهة بداية ونهاية؟ لكن غابتا عني كلاهما، لأنني فجأة وجدت نفسي في وسطها ؟ لا أعلم كيف وصلت إلى هنا؟ أم وضعوني هناك دون درايتي؟ أم أنني من ضحايا القدر، أم جئت عن سوء اختيار وتقدير؟ أم جئت من حيث لا أعلم؟ أم لنزوة من أحدهم ؟ و يا ليتني ما جئت نهائيا؟
إلى حد الآن الكثير منكم يتساءل مرات عديدة ما سرُّ تدمير نفسيتك لهذا الحد ؟ ؟
سأخبركم الآن من البداية، لكن بعد ما تسمعوا حكايتي وطريقة معيشتي، فأنا ذلك الشخص المتذبذب الحال شارد الفكر أحيانا أجد نفسي أعيش مع أمّي وأحيانا تدفعوني غصبا عني لأعيش مع أبي، إنّ صح التعبير ترمي بي كالكرة وسط الملعب فأجد نفسي في كل مرّة محملا بحوائجي وحقيبة ملابسي ومحفظة مدرستي التي تزن أكثر من وزني مرميا أمام محل أبي لبيع المواد الغذائية، أحيانا أبقى أنتظر بالساعات... متى يأتي أبي؟ أبعد ساعة أو ساعتين؟ أو في نهاية اليوم؟ أو قد لا يأتي في ذلك اليوم نهائيا، أبقى أتخبط في ظل الانتظار غير المعهود، و هل أستطيع أن أعيش معه؟ رغم أنني أدرك جيدا أنه عاجز عن إعالتي، لذا أرغب أن أعيش البعد المحتوم والوحشة لأعيش مع الفطرة و لو أنني أشعر إن مشاعرها ضاعت مع ملهياتها، متى أعود مرّة أخرى؟...
و ما تلبث أن تمرّ بضعة أيام حتى أجد أمّي ( ؟ ) تأخذني من جديد دون سابق انذار مهددة إيّايَّ بأن لا أرجع أبدا للعيش مع أبي (؟) و تتكرر هذه الحادثة مرارا و تكرارا ... ترمى بي ثم تأخذني بنفس السناريو " اذهب عند أبيك لا أريد ان تعيش معي هو من يتحمل مسؤوليتك". ماذا أقول فطبيعتها النرجسية هكذا منذ عرفتها...
و كأن طبيعتها تعود من جديد تهمس في وجدانها متناسية مسؤوليتها اتجاه أبنائها تبحث عن راحتها متناسية فلذة أكبادها منشغلة بحياتها تتنقل من مكان إلى مكان و من ولاية إلى ولاية همّها الوحيد إرضاء نفسها وتلبية رغباتها، أي فطرة هذه؟ أي أم هذه ؟ أي مربية هذه؟ أي مسؤولة هذه ؟ أليس من المفروض من يعبد هوى نفسه و يعبد عمله و يعبد الدرهم والدينار لا يستحق أن يكون أمّا .
أتوجد أمّا تعامل ابنها بهذا السلوكيات؟ أليس لها قلب حنون؟ أم ليس لها عقل راجح؟ أم طغى عليها حبّ الذات وسيطرت الأنا لديها؟ كما يقول المثل أعيش أنا ولتغرقوا في الطوفان... فالقلوب التي تخون مودّتها أحيانا فالموت أرحم لها بلا رجعان...
أعرفتم الآن من أنا ؟
فكيف لا تتدمّر نفسيتي؟ و يتشتت فكري ؟و كيف لا يختل عقلي؟ أو يعقل أتمكن من استيعاب معلوماتي و أتحسن في دراستي ؟
كيف أشعر براحة البال اطمئنان النفس في ظل هذه الحياة المضطربة ؟ أيعقل أمّ حاجات تلعب بعواطف فلدة كبدها من أجل تلبية عواطفها تجاه الجنس الآخر ؟
كيف طوعت لها نفسها أن تدوس شعور الأمومة التي تتمناها كل أنثى؟ كيف لا يؤنبها ضميرها أم دفنته في السديم ؟ أم رمته في بحري لجئ ؟ أم غاصت في ملذات الحياة والترف اللئيم؟ أم ماذا حدث؟ لم أجد جوابا لسؤالي مهما فكرت و خمنت ؟ لكن كما تقول جدتي الطبع يا ولدي يغلب التطبع، فكل إناء بما فيه ينضح ، والخطأ ليس من الآن ولكن الخطأ على من انتسب اسمي له، للأسف لم يستخير ولم يستشير ولم يتعلم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " اختاروا أخوال أبنائكم " فكنت الضحية وبقية اخوتي، بعد طلب أمّي الطلاق، أتعلمون من أنا؟ أنا طفل عمري عشر سنوات أعرفتموني الآن من أكون؟ كيف تصنفوني الآن يا ترى؟
العبرة
مستقبل الولد من صُنع أمّه
عقوق الأمّ لابنها من أكبر الظلم في الحياة

اختبار ................. أحمد الواجد - سوريا


 اختبار

أحمد الواجد - سوريا

ادلهمّ الليل يومها وبدا سرمدياً ، على تلّةٍ قفراء موحشةٍ ، وبردٍ زمهريرٍ يفتك بالأمعاء .. أجدني أتزلّف لتلك الدار موارباً.. علّني أصلها وأحقّق هدفي .
إلّا من قميصٍ وبنطالٍ خلا جسدي ، وقلبٍ تسلّح بالإيمان أقاوم بهما كثيراً من الشّر ، لست نادماً على شيءٍ ، فأنا أمام أمرٍ واقعٍ وخيارٍ واحدٍ .. أنْ أصل لتلك الدّار أو لا أصل!! .
تدمدم الريح بمعزوفة الشيطان على ذلك السفح .. تحْرفني عن هدفي أحياناً ، أعجاز نخلٍ تتدحرج باتجاهي .. تحاول عرقلتي ، عيونٌ تقدح خلف الأحجار ، أقفز فوق هذا وأتحرّف عن ذاك .. لعلّي أبلغ حاجتي . قدماي تتثاقلان ، تغرزان في ذلك الطين الرّطب وكأنني أدوس حافياً على بساطٍ من الضفادع .
ليلةٌ عصيبةٌ ، أزدادُ إصراراً لتحقيق غايتي ، لن أحيد عنها .. فلتأكلني الوحوش ولتطرحني أرضاً تلك النخلات ، ولتصرعني تلك الرّيح فأكون جثّةً هامدةً على درب الآلام ، ولتسقط كل المغريات دون رغبتي ، فدواء والدتي صار همّي ، والطبيب القابع في تلك الدار هو من يملك الدواء .
أمتارٌ قليلةٌ تفصلني عن تلك الدار ذات النوافذ الصغيرة .. بلا شبابيكٍ ، ترمقني منها رؤوس شياطينٍ تدور حول نارٍ مستعرةٍ .. هكذا لتكتمل معي حكاية الرّعب وأنا أقترب منها .
هرجٌ ومرجٌ .. تتعالى الضّحكات والهمهمات ، يقشعرّ بدني .. فرؤوس الشياطين تومئ باتجاهي ، يتآكل عمري كما جسدي ، لن أيأس!!.. وأحسب أن بقاياي الصّامدة ستكون انطلاق حياةٍ جديدةٍ لوالدتي - تجمّدْ ياقلبُ كماعهدتك - أُصَبّر نفسي وأنا أمسك بمقبض الباب متسمّراً ، أغامر بآخر نَفَسٍ استدبرته المُهلكات تمْخَر به ، لن ألتفت إليها قيد أُنملةٍ ، وسأواجه الشياطين وأنطلق بالدواء لوالدتي .. فليذهب الباب أدراج الرياح فأنا صاحب حقّ .
ركلتُ الباب بقوةٍ لتستقر صورتها أمامي ، وتنطلق الألعاب النارية من خلف الدار معلنةً فوزي وقد كَتَبتْ في السماء .. انتهت اللعبة .
بيديها الحانيتين تطوّق عنقي وتقبّلني :
- بُني .. لماذا تحرق أعصابك ووقتك بهذه الألعاب ؟! ، ألم تعدني ألاّ تعود إليها مرة أخرى ؟! ، فالامتحانات على الأبواب ..
همستُ بأذنها وهي تحضنني :
- أنا عند وعدي .. سامحيني هذه المرة .
أحمد الواجد - سوريا

الأربعاء، 20 يوليو 2022

النتيجة بقلم / لحسن ملواني - المغرب

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

 النتيجة

لحسن ملواني

المغرب


سمع أنينها في حقل قريب ، أنين ذو نبرة جارحة للقلوب الحية، هب واقفا ونزل الدرج بسرعة تعكس صحته الجيدة رغم تقدمه في السن.أوقفته زوجته تريد سؤاله عما به ، أبعدها عنه وواصل سرعته نحو المرأة ،فتح الباب ،وما زال أنينها متواصلا ، يعرف أنها تحتاج إلى نجدة وإعاثة...
في الحقل وجدها متمددة وجسمها يرتعد ، على أنفها وعلى عنقها دماء ...ثوبها المخملي ممزق ، وشعرها الذهبي اللون منثور على الأرض.
اقترب منه مردد " لا حول ولا قوة إلا بالله ،من هذا الوحش الذي لا يعرف الرحمة ولا معنى الرجولة؟..."
أجلسها بهدوء ، ومسح التراب العالق بها ، وأخرج من جيبه مناديل ورقية فمسح أنفها وكل وجهها..نظرت إليه وأخذت تنتحب ، وهو يسألها عما بها...وبعد إلحاحه في للحصول على الشخص الذي أنزل بها هذا العقاب أجابته بكونها المرأة الجديدة التي تزوجها خفية لتعيش معي مدة سنة كاملة...كنت خادمتها المطيعة ، أحترمها وأعتبرها بمثابة أختي ، وحين تراءى لها أن زوجي ما يزال يميل إلي رغم ماتحاول به أغراءه به من تجمل مزيف وكلام يخفي حقيتها ، أخذت تفتفتري علي ، وكانت في كل مرة تختلق جرما تتهمني به ،وحين لم تثمر حيلها الجهنمية ،دبرت لي مكيدة الخيانة ، حين كنت نائمة واتفقت مع سكير كي يدخل بهو المنزل حين شاهدت الزوج عائدا من عمله ولا يفصله عن البيت سوى عشرات الأمتار، نفذ السكير مطلوبها بمقابل باهض ،وأخبرت اللعينة الزوج قرب الباب بسر خروجه هاربا ...صدقها ووجدني نائمة ، وكان سبب نومي شعوري بتعب ووجع فظيع في كل جسمي.
دخل علي ، ولم يسألني ولم يتحقق ،وانهال علي ضربا وجرني من شعري وأنا أستغيث وأستعطفه كي يمهلني لأخبره بالحقيقة ،ولم يهدأ له بال حتى أسقطني هنا كما ترى.
تنهد الرجل قلقا بما جرى ، وبحث عن الرجل ،واستفهمه عما وقع ،ورفض الحديث والتحاور في أول الأمر ،لكنه هدأ أخيرا وأخبره عما وقع بالتفصيل ،واتهمه الرجل بالتحقق قبل الإقدام على الانتقام ،فقد علمتنا التجارب أن المرأة الجديدة تكون حاقدا على الأولى وتسعى إلى الإضرار بها بكل الطرق...لذا أمره الرجل بالتقصي والتحقق في اتهام امرأته الأولى...
مرت الأيام والرجل يستقصي ويتتبع كل ما تقوم به امرأته الجديدة بسرية تامة واكتشف الحيلة التي دبرتها واتفاقها مع ذاك السكير لتنفيذ خطتها الشيطانية..شعر بالذنب واضطجر لما قام به إزاء البريئة ...
بعد ست سنوات طلق زوجته الجديدة ،وبحث عن المطلقة
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

على العهد باقون ڨوامي نور الاسلام - الجزائر

 على العهد باقون

ڨوامي نور الاسلام 

الجزائر

في غابة يحكمها أسد مستبد ،اليوم ستتم محاكمة عصفور كناري جميل اللون بهي الطلعة،بتهمة انه أطلق تغريدة خارجة عن العرف المتبع.
وقف الاسد مخاطبا الجماهير: إن غابتنا هذه لديها قوانين محددة يجب الالتزام بها ،لقد منحت بفضل حكمتي ودهائي العصافير مكانة خاصة في البلاط فقد نصبتها على رأس وزارة السعادة ،فصارت بألحانها الجميلة تطرب مسامعنا وتزف لنا السعادة والفرحة .وإذ بي اتفاجئ من تصرف هذا العصفور المتمرد الذي اطلق تغريدة مخالفة لقوانين البلاط، يزعم انه يريد استرجاع حريته في التغريد والطيران ،أهكذا تصرف يجوز في حضرتي.
هتفت الجماهير الحاضرة مساندة لرأي الاسد الا الطيور كانت تتبادل النظرات وكأنها تأخذ الموافقة على امر تدبره .حانت اللحظة ،وضع رأس العصفور على المقصلة رفع رأسه لاحظ غياب العصافير ،إنحنى بعينيه الى الأرض حزينا كئيبا، فجأة بدأت تتصاعد اصوات الجماهير والكل رافع رأسه الى السماء ،نعم لقد اعلنت الطيور حالة التمرد الجماعي ،و بأجسادها كتبت شعارا,"ولدنا احرار ،نعيش احرار ،وسنموت احرار".
ڨوامي نور الاسلام 
الجزائر


الأحد، 17 يوليو 2022

الملطوش للكاتب / وليد محمد عدس - سوريا


 الملطوش

الكاتب وليد محمد عدس

الدولة : سوريا

في بلدة وادعة جميلة اشتهر أهلها بألقابهم أكثر من أسمائهم، عدنان المُعلم الودود المبتسم دائماً الأنيق في لباسه وعطره وتسريحة شعره وأحاديثه. لقبه أهل البلدة بالشلهوف لغرامه بالنساء وقلبه الكبير الذي يتسع لعدد لا يستهان به منهن حسب ظن أهل بلدته به .
الشلهوف الذي يحارب يومياً في زحمة الركاب للصعود الى الحافلة برغم ما يحظى به من تقدير وواجب من أهل البلدة وإفساح المجال له كي يصعد. في يوم غائم عاصف تزاحم الركاب على باب الباص لكنه صعد دون وحل على حذائه وأطراف بنطاله السفلية ودون آثار غبار الباص على معطفه فالوصول لمتن الحافلة انتصار هائل عظيم. صعد الأستاذ وفي حركة عينيه لهفة للفوز بكرسي يجلس عليه في رحلته اليومية إلى دمشق كي يسترخي استعدادًا للعراك العقلي مع طلبة لا يرحمون وهو لا يرحم نفسه الا إذا قدم كل ما عنده .. حركة عينيه العجولتين للفوز بكرسي يريح جسده المرهق من سهرة حمراء وقراءة في رواية سخيفة لساعات نزولاً عند رغبة صديق ألح عليه برأيه فيما كتب والذي كتبه لا يستحق القراءة ولا يصلح لجريدة صفراء تهتم بقصص العشاق من أهل الفن والساقطات من بنات المراقص الليلية الرخيصة ... فجأة توقفت عينا الشلهوف على وجه مدور كبدر في منتصف الشهر وتعلقت عيناه بعينيها وكأن تيار من كهرباء القلوب انتقل عبر عيون حسناء الباص الى صدره الذي بدأ ينوء ببوادر عشق يتذوق طعمه للمرة الأولى ولن ينساه بقبلة أو جلسة في مكانٍ قَصِيٍّ بعيداً عن عيون العزّال ... تثاقل في مشيته وعيناه في عينيها حتى طأطأت رأسها خجلاً، اندفع برفق ليفوز بالكرسي المقابل لكرسيها حيث تجلس بجانبها امرأة يبدو أنها أمها.
جلس في كرسيه لا يفصل بين وجيف القلبين ولهاث العشق إلا الممر الذي ازدحم بالركاب وبشابين التصقا ببعضهما يقهقهان كسكارى يوم الخميس بعد خروجهم من حانة شعبية تقدم مشروباً رخيصاً لو شربته النياق والأباعير لما قويت على الوقوف على قوائمها. حقًّا ما أضعف الرجال أمام لغة العيون والابتسامات لأنها تمخُرعباب القلب والروح، لقد أحبها ولأول مرة يعرف طعم الحب رغم التهم التي يكيلها أهل بلدته له حول شغفه بالنساء حقا الحب لأول مرة له ولو قُدِّر له أن يصرخ لفعلها ولو عرف أنها ستنجو من حبه لصرخ معترفاً لها قبل أن تضيع ويضيع معها حفقات لقلب يعرف الحب وطعمه للمرة الأولى ويستمر لأيام وسنوات ينتظرعودتها من العاصمة لضيعتهم التي تفخر بهواء نقي نظيف وشمس مشرقة وعادات أكل عليها الدهر ولم يشرب لتبقى الغصة في حلق العاشق المغفل الذي يحترم العرف والتقاليد ويداري ما اتفق عليه بسطاء بلدته بأنه عيب وتطاول على الأخلاق والقيم حسب زعم سفهاء القيم والأخلاق البالية.
تهادت الحافلة وتوقفت في ساحة داخل العاصمة خصصت كموقف لحافلات عدة بلدات، نزل الركاب ولم يوفق الأستاذ في الحديث مع حبه الأول ولو بكلمتين ليعرف من تكون نزيلة الفؤاد الكسير والروح المتيَّمة والقلب الذي يقرع طبول العشق . غادرت الحبيبة وواظب العاشق الولهان في الحملقة في وجوه الراكبات في باصات ضيعته في رحلته اليومية لسنوات طويلة وقلبه المتيم يئن تحت وطآة حبه الضائع كمعتوه حتى لقبوه بقريته بالملطوش. هاجر من بلده الى بلدان أخرى ومازالت عادته الحملقة في وجوه الراكبات عسى أن يلتقيها تلك التي حطمت كيانه وعاش على أمل أن يحظى بها، وعندما همَّ بالعودة من مهجره بعد أن هرم وشاخ سأله أحد الأصدقاء بقوله: "نريد أن نزورك في بلدك". أجاب: "أهلا وسهلا لكن لا تسألوا عن الأستاذ عدنان نور الدين بل اسألوا عن الملطوش المفتش عن حبيبته المفقودة والذي لقب سابقا بالشلهوف ومازال البحث جاريا عن المحبوبة التي أدمت قلب الشلهوف سابقا والملطوش حاليا ً..!!

نذير خالد الرقب الأردن

 

نذير

خالد الرقب 

الأردن

كان النسرُ يقفُ ثابتَ القدمِ كالجبالِ على عرشه الصخريّ، حتى مرت أمامه كالضوء المتقطع فراشةٌ ،فسألها في وقارٍ فيمَ ارتجاجُكِ كأنّكِ تقفينَ على أرضٍ متزلزلةٍ ؟أهاربة اَنت من مفترسٍ يطاردُكِ ؟ وفيمَ دورانُكِ في حيرةٍ كالعاشق؟ .
الفراشةُ في صوتٍ مُتَحشرِجٍ مضتْ أيامٌ ربيعية،ٌ وصيفيةٌ لهوتُ فيها أنتقلُ من زهرةٍ إلى زهرة ،ٍ أصغي الى خريرِ مجاري الماء،
أرتِشفُ عطرَ كل زهرةٍمتفتحةٍ وألثمُ شفاهَ الورودِ، أمسحُ دموعَ الأقاحي ،أغازلُ خيوطَ الشمسِ واعزفُ ضوءَ القمر، ألهو معَ صَغارِ البشرَ وقتَ الضحى،أشبعهم ركضاً خلفي وهم يلهثون ويلهثون أنا أراوغهم مُطْلقا ضَحَكاتي الساخرة، أنام على خدودِ الوردَ وافترشُ الّندَ وأصحو على وَقْعِ قطراتِ الندى
والآن. ....
والآن ماذا ؟ يسألُ النسرُ .
_ بالأمس كنتُ اشدو والآن أشكو .
_علامَ الشكوى ؟
_ إنه الخريفُ يعقبُه الشتاءُ إقفارُ الأشجارِ، عطرُ أزهارٍ متطايرٌ، ورودٌ بلا شفاهٍ، اقاحٍٍ بلا دموعٍ، خيوطُ شمسٍ مُهتَرئةٍ، ضَوءُ قمرً خافتٍ ، صغارُ لايلهون، خدودُ وردٍ متجعدةٌ مصفرة ٌ ، ضبابٌ ،أشواكٌ، رياحٌ عاتيةٌ، امطارٌ غزيرةٌ . برقٌ رعدٌ سكونُ ليلٍ مجنونٍ، صمتٌ مخيفٌ في الغصونِ ، نومٌ تنكرت له الجفونُ، دموعٌ .... دموعٌ .... إنه الموت ( انهارت الفراشة باكيةً ) هوتْ تحتَ أقدامِ النسرِ تتزلزلُ وتترجرجُ وتلوحُ لها الذكرياتُ كبقايا رؤيا منامٍ ولم تكدْ تلفظُ أنفاسَها الأخيرةَ حتى التقمها بسرعةً البرقِ جندبٌ لونه كصفارِ الخريفِ ملتهماً إياها.
مدّ النسرُ قهقهةً دوّت في مَسمعِ الغابةِ كلّها قائلاً بتهكمٍ: قد أحيا ألله بك جندباً لولا الخريُف ما سَعِدَتْ مَعِدَتُه بكِ وغداً تسعدُ به معدةُ غيره، ومع ذلك الربيع آتٍ يزهو خضرةً من جديد. ثم صاحً صائحٌ كأنه صوتُ الغرابِ. .. يمضي الربيعُ، ويأتي حرُ الصّيفِ، ثم اصفرارُ الخريفِ، فارتواءُ الشتاءِ، وانتَ أيها النسرُ تبقى شامخاً ثابتَ القَدَم فمنْ سيهزّ عرشَكَ الصخريّ . ولكن ثقْ تماماً أنك فانٍ ويبقى عرشك الصخريُّ دليلاً على ماضٍ كنتَ تستعرضُ فيه مكاناً وتستطيلُ زماناً .
وكمْ نسرٍ سيخلُفك ؟؟ واحدٌ ، عشرةٌ، مئةٌ . ... ولكن سيخلف الفراشةَ ألوفا بل ملايين. ....
ترَقْرقت العبراتُ منْ أربعة النسرَ سجاماً ومد نظره إلى السماء مردداً :
لا اشتكى الدنيا ولا أحدَاثَها
فهذه مشيئةُ ذي المشيئِة فيكَ
لو أملكُ الأقدارَ أو تصريفَها
لأمرْتُها فَجَرَتْ فيما يُرضَيكَ
فردَ عليه الصوت :
انظر الى شتى معاني الجمال
منبثةً في الأرضِ أو في السماء
إلا ترى في كل هذا الجلال
غير نذيرٍ طالع ٍ بالفناء
انكسرت أنفاسُ النسر ، ِوهوى من على عرشه الصخري ، نظر إلى السماءِ ثم نظرَ إلى عرشه الصخري ثم طارت روحه محلقة في السماء ..... وبقي العرش الصخري ثابتا مكانه .
خالد الرقب _ الأردن

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة