Translate

الجمعة، 7 يناير 2022

الفلاشه لا تزال في جيبي محمد فاضل

 الفلاشه لا تزال في جيبي

تخرج عصفور من كليه التجاره بأحد الجامعات الإقليميه بتقدير جيز و نظرا للبطاله المتواجده في المجتمع و انه لم يجيد حرفه يدويه ووضعه كخريج جامعي لا يسمح له بأن يقود توكتوك
قرر عصفور تطوير نفسه بالالتحاق بدورات الكومبيوتر و اللغه و حصل على عده دورات جعلته متميز في ذلك المجال و تواصل مع خاله الاستاذ تحسين و الذي يعمل بأحد شركات للزجاج الكبرى بالقاهره للعمل بشركته
وبعد عده أشهر اتصل به الاستاذ تحسين لينضم الي شركته في مهنه اداريه و سكرتير لاحد المديرين بالمصنع
ومن خلال مهاراته في الكومبيوتر بدا المدير في طلبه في صيانه اجهزه الكومبيوتر في القسم
وذاع صيته في هذا المجال بين جميع الأقسام و أصبح هو المتخصص في صيانه اجهزه الشركه
ومن خلال عمله في الصيانه اكتشف عصفور مخالفات كثيره في كل قسم وان رغم تعدد روافد الفساد الا انه مثل شبكه المجاري متصل ببعضه البعض
جمع عصفور كل التجاوزات من كل قسم على فلاشته الخاصه وذهب الي البيت و جلس امام جهاز اللاب توب و انرل فيه كل محتويات الفلاشه وجلس يفكر هل أبلغ صاحب الشركه عن تلك التجاوزات ام استغل تلك التجاوزات في الحصول على امتيازات و منح قد لا اصل إليها بعد سنوات وقد لا اصل الى شئ في هذا الوضع الردىء
و قرر ان يستغل الفرصه و وبدأ في إرسال اميلات تحتوي التجاوزات الخاصه بكل قسم على حدي لمسؤل القسم المتوزط
وبدأ النتورطون في الاستجابه لطلباته و ابتزازه و أصبح له نصيب في كل مكسب و ترقيه في كل دوره و سياره و مكافأت
ولكن كل مسؤل أراد أن يورط عصفور حتى يتجنب ايذائه او طمعه في المستقبل
فبدا تيسير مدير الاداريه في إرسال السكرتير الحسناء الي عصفور لتسجل له مكالمات غراميه و تعرفه على سيدات ساقطات وتسجيل لقائتهم معه
و كذلك حارس مسؤل الأمن بدا في إرسال تقارير للاجهزه المختصه عن نشاط عصفور و انه متعاطف مع احد التيارات و يروج فكر مناهض وهدام
أما امين مسؤل المخازن جمع قدر لا بأس به من المستندات التي تدين عصفوور
وهكذا وقع عصفور في الفح و أثناء ملََاحقه الأمن لنشاطه تم ضبطه متلبس بفعل فاضح في شقه مشبوهه و تم اقتياده الي القسم و عندما علم امين بذلك اتصل بصاحب الشركه و ارسل له مستندات تدين عصفور
و أثناء جلوس عصفور في الحبس اخرج الفلاشه من جيبه
وحطمها واسنسلم لمصيره
لان الفساد لا تستطيع أن تقاومه ولا يسمح لك ان تشترك فيه او تستفيد منه

مابعد_النظرة_الأولى الشيخ محمد محمود البلد : موريتانيا

 قصة قصيرة

في أعماق القلب وسط رَوْنق الإعجاب الذي ينبثق من القلب في حالة غفلة يداهمُ العاشق المعشوق
تحديدا في تلك اللحظة ظهر طيف مُحياها
بتنهيدة منها و برق عين مني
و إحمرار الخد و إنعقاد اللسان
كل هذا في الدقيقة الأولى
الله ، كيف سيكون باقي الوقت
نطقتْ أول كلمة ، كلمة كانت كفيلة بإنتكاستي و غرقي
و العجيب أنها لم تلقِ بالاً لهذا الجسد الذي أضحى صريعا من حُسنها
لله در تلك العينين و تلك الخدين
فالذي خلق ذلك الحسن و صوره
قادر على إنعاش جسدي الهزيل و بزوغ شمسي على أرض تحتوي جميلتي وحدها ، هي فقط
فكيف للقلب أن يسهوا عنها و هي التي بطرفٍ مُرتبكٍ جعلتني دمية تسبحُ في خيالها
أكثر ما يحُز في نفسي إنعقاد لفظي و عدم إجاد لفظٍ يعبر لها عن مايجول في أحشاء ضميري
لم أستطع أن أقول لها أنها أخذت بحُسنها بساطا سحري و أوصلها إلى مملكة صغيرة في أعماق صدري
لم أستطع أن أخبرها أنها أخذت تاج ملكي و ألبست نفسها إياه و دون منازعٍ لها
وكيف لنّجوم أن تنازع القمر في حسن طلعتهِ
الله يجمعُ الشتيتين بعد ظنهم أن التلاقي محالُ
فحشاه أن يعُز عليه جمعي بمن سلبت لُبي بنظرة عابرة
الشيخ محمد محمود
البلد : موريتانيا

أقصوصة شال قرمزي بقلم منير الجابري

 


أقصوصة شال قرمزي

نظر اسماعيل من حوله. ثم جلس واسند ظهره الي صندوق ملقي بالقرب منه ٠فقد انهك العمل جسده ٠
اشعل سيجارة خفية حتى لا ينتبه اليه أحد ٠فهو يعمل منذ ساعات الصباح الأولى ٠
كانت روائح الجلود تنبعث من كل مكان :فهو يشتغل في مدبغة جلود :لازالت تعمل بالطرق التقليدية ٠تتطلب مجهودا
بدنيا ٠
هو شاب في السابعة والعشرين من عمره:بشرته سمراء ٠
لقد قدم منذ سنوات من إحدى دول جنوب الصحراء الي المغرب :وهدفه السفر إلى أسبانيا ٠
عرف بين زملائه بابتسامته التي لا تغادر محياه ٠كما اشتهر بتفانيه وحبه لشغله٠
رن جرس المدبغة في الساعة الخامسة مساء ٠
هم اسماعيل كعادته بالخروج :أن صاحب المدبغة طلب منه مواصلة العمل حتى منتصف الليل ٠لان الشهر الاخير من كل سنة يمثل ذروة العمل ٠قال اسماعيل مخاطبا نفسه وقد شعر بالغضب والخيبة
_كيف ستمضي هاته الليلة وقد اشتد البرد
ثم مسح المكان بنظره فوجد عشرات الجلود مبعثرة هنا هناك مهمته تنظيمها ثم وضعها في أكياس بلاستيكية ٠
اصبحت جاهزة للتصدير ٠
وعلى حين غفلة جلب انتباهه صخب كان مصدره باب المدبغة ٠هرول مسرعا حتى يكتشف الأمر
فوجد فتاة ملقاة على الأرض. فقد دفعها الباب لحظة خروجها وذلك بفعل قوة الرياح ٠
ابتسم لها ومسكها من يدها ليساعدها على الوقوف ٠حدقت في عينيه بنظرة جريئة وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة ثم ضغطت بيدها على يده ٠
تامل اسماعيل وجهها المشرق الذي رفعت نحوه. فانتابت موجة من البهجة جسده ٠
كانت فتاة واسعة العينين. جسمها ممتلئ ٠
غزت رائحة عطرها أنفه. كانت ترتدي شالا قرمزيا يحيط برقبتها ٠
عاد الي عمله. قفزت به الذاكرة وانتشلته من لحظات السعادة
حين همس صدى صوت زوجته التي توفيت أثناء سفرهما الي المغرب ٠فهي تعرضت الي حادث اليم ٠
تالم كثيرا لفراقها وبقيت صورتها عالقة بذهنه ٠
وبينما هو منشغل بالجلود. اقبل عليه حارس المدبغة وبيده كأس شاي وقال له
_تفضل
مد يده الي الكأس وجذب سيجارة ثم رد عليه
_شكرا لك
جلس الحارس وتطلع الي وجهه ثم قال
_عندما جلسنا اخر مرة في المقهى كنت مصرا على الهجرة السرية!
_لم أتمكن من جمع المبلغ
_لم أفهم سبب رغبتك بالهجرة
_وما حيلتي فأنا في أشد الحاجة إلى حياة افضل
_لقد سمعت قصصا مأساوية عاشها كل من القى بنفسه في سفن الهجرة الغير نظامية الي أوروبا ٠
_لكني مجبر على ركوبها؟!
_ساروي لك حادثة وقعت لشخص ركب سفن الهجرة متوجها الي اوربا لكنه غرق ومات
_وماهو مصير عائلته
_لقد أجبرت الزوجة على التجارة بالجنس حتى يعيش أطفالها لأنها دخلت البلاد خلسة ولا تملك أوراق إقامة. استغلوا ظروفها
سمع الحارس ازيز سيارة يقترب من الباب. اسرع الخطى لفتحه وبقي اسماعيل يتجادل مع نفسه
_كيف يمكن التخلص من سجن الماضي. لقد حان الوقت للفرار منه النظر الى المستقبل بعين حالمة
بقى إبراهيم يفكر فما سمعه من الحارس ٠فهو قد سمع اشياء كثيرة وحكايات لايدري مدى صدقها عن الهجرة وتخلص رويدا رويدا من فكرة مغامرة الهجرة
وبدأ يتقرب من صاحبة الشال القرمزي
الكاتب والقاص :منير الجابري
عصامي التكوين. تونس
عامل نظافة نشرت قصصي في عدة مجلات منها جريدة العراق ٠مجلة الفردوس ٠مجلة القصة المصرية ٠مجلة الاتحاف تونس ٠كما انشر في مجلات إلكترونية
عضو باتحاد الكتاب التونسين
لي ثلاث مجموعات قصصية ٠صدرت الأولى سنة 2019بعنوان ٠حكايات غرقي والثانية سنة 2020بعنوان معزوفة لاصابع الماء والثالثة سنة 2021 بعنوان حكايات

السبت، 18 ديسمبر 2021

لغتي هى لغة القرآن تأليف / متولي بصل دمياط - مصر


 

لغتي هى لغة القرآن

يا من تسألني عن لغتي

اقرأ حرفا أو حرفين

فحروف اللغة العربية

نور للقلب وللعين

اقرأ واكتب شيئا منها

واعلم أن اللغة كيان!

ألف باء تاء ثاء

جسد من لحم ودماء

ليست أشكالا جوفاء

أو بعض حروف صماء

اللغة العربية فاعلم

قبس من نور الرحمن

 لغتي هى لغة القرآن

معجزة نبينا العدنان

كلمات وحروف تُتلى

في كل زمان ومكان

اللغة العربية نور

ذكر وشفاء وبيان

لغتي هى أصلي وتكويني

وعِماد لحياتي وديني

أقرؤها شعرا أو نثرا

فتزكي النفس وتُحييني !

ما أجمل لغتي ولساني !

أدب  وكمال وجمال

رددها إن كنت تعاني

وستصبح في أفضل حال

حين أردد جملا منها

أبرأ من كل الأحزان !

لغتي مثل البحر الصافي

فيه اللؤلؤ والمرجان

وحروف اللغة العربية

لا ينكرها أي لسان

تتضوع مسكا عربيا

كزهور وورد البستان !

كل لغات العالم تفنى

أو تحجبها أي غيوم

إلا لغتي ما أجملها

يحفظها الحيُّ القيوم

خالدة كخلود الدهر

لا يأتي عليها النسيان

حمدا لله على نعمه

وعطاياه وهداياه

كم من نعم لا نحصيها

قد أسبغها علينا الله !

أذن تسمع عين تبصر

ولسان يذكر مولاه !

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر

 

 

 

 

 

 

عَيْنُ الرَّسَامِ بقلم / سمير لوبه

 كتب سمير لوبه

« عَيْنُ الرَّسَامِ » قصة قصيرة
فِي المَدِينَةِ العَجُوزِ تُخًيمُ العشوَائيةُ عَلَي الشَّوَارِعِ ، يَحفُرُ الجَهلُ بِمخَالِبِه فِي مُخَيلَةِ قَاطِنِيهَا قَبلَ عَقلِهم الغَوغَائِيةَ ، تُضَيّقُ الأدخِنَةُ أنفَاسَهم ؛ يُطبِقُ الحُرَاسُ على الشَّارِدَةِ والوَارِدَةِ ، يَقِفُون فَوقَ رُءوسِ قَاطِنِيهَا، يُولَدُ فِي المَدِينَةِ العَجُوزِ الأطفَالُ شُيُوخَاً ، جِنازاتُ الأًحلَامِ لا تنقطعُ ، لَا شَيءَ يَقبَلُه المَنطِقُ ، رُءوسٌ طَأطَأهَا العَوَزُ ؛ فلَا تَلمَحُ فِيهَا مَنْ يَرفَعُ رَأسَه ، تَزحَفُ العُيُونُ تُلَاصِقُ الأَرضَ ، تُفقَأ إحدَاهُمَا إنْ ارتَفعَت لتَرَى السَّمَاءَ ، وتُترَكُ واحِدَةٌ لتَرَى مَا يُرِيدُون لقَاطِنِيها أنْ يَرَوه ،
يَجلِسُ الرَّسَامُ عَلَى رَصِيفِ المَقهَى الضَيقَةِ يَملأَهَا الدُخَانُ يَخنُقُ الصُّدُورَ ، تَبكِي ذَاكِرَتُه " أمْ الضَفائِرِ " حَبيبَةَ قَلبِه الَّتِي فَقَدَهَا يَوَمَ رَآهَا كَبِيرُ الحُرَاسِ وطَلَبَهَا مِنْ أبِيهَا النَّحَاتِ فلَمْ يَستَطِعْ أنْ يَرُدَّ طَلبَه ، وذَاتَ يَومٍ رَفَعَ عَينَيه الاثنَينَ يَرنُو إلِيهَا وَهِيَ تُطِلُّ مِنْ نَافِذةِ بَيتِ كَبيرِ الحُرَاسِ العَالِي فَفَقد إحدَى عَينَيه ، فَجأةً يَقطَعُ حَبلَ الذَّاكِرَةِ صَوتُ مُعَلِقِ المُبَارَاةِ " هدفٌ فِي الوقتِ الضائعِ " يَنبَعِثُ صُرَاخٌ يَهِزُّ المَكَانَ ، يُطَأطِئ الرَّسَامُ رَأسَه يَنظُرُ فِي لَوحتِه بالعَينِ الوَحِيدَةِ ، يَنصَرِفُ الجَمعُ ، مَن لَه عَينٌ وَاحِدَةٌ والأُخرَى مَفقُوءةٌ ومَنْ نَال الحظَّ ومَازَال يَحتَفِظُ بعَينَينِ ، صَامِتُون تَزحَفُ عُيُونُهمْ عَلَى الأَرضِ لَا تَجرُؤ عَلَى النَّظَرِ لِلسَّمَاءِ ، يَنبَعِثُ نَحِيبُ النَّاي بأغنِيةٍ ، تَتَلَقَفُهَا أُذُنَاه ، يُتَمْتِمُ بِكَلِمَاتِهَا :
• ألف الشوارع
• أتوه في المدينة
• أضيع في المواجع
• وفي دموعي الحزينة
• وفي كل الشوارع
• لا ضاعت مواجع
• ولا هديت عيون
- كَيفَ حَالُك يَا فَنَّانُ ؟
- كَمَا تَرَى بعَينَيك الاثنَينِ ، فُقِئَت إحدَى عَينَيَّ ، أبحَثُ عَنْ عَملٍ
- كُنْ مُطمَئناً ؛ عِندِي لَك عَملٌ
- مَتى ؟
- عَليك أنْ تُحضِرَ أولاً صَحِيفَةَ أحوَالِك الجِنَائيةِ " فيش وتشبيه " مِنْ عِندَ الحُرَاسِ
- غَداً سَأذهَبُ لِعَملِه
- أرَاك بَعدَ أنْ تَنتَهِي مِنه
تَمرُّ عُشرُون سَنَةً ، يَتقَابلُ ذو العَينَينِ مَع الرَّسَامِ وقدْ بات كَفِيفًا :
- أينَ كُنت يَا فَنَّانُ ؟
- فِي جَبَلِ المَغُولِ
- لِمَاذَا ؟ !!
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

الموهبة الادبية بقلم الأديب / عبد المجيد أحمد الخولي


 مقال

الموهبة الادبية
عُشرها إلهام، وتسعة أعشارها جهدٌ وتعب!. هكذا وصفها الكاتب الايرلندي المسرحي #برنارد #شو
إنها الشمس التي يشع ضياؤها في دياجر النفس، هي ذلك النسيم الذي يحمل إلينا الحنين والتَّطَلُّع إلى المجهول، هي الهزَّة التي تعترينا إزاء منظَرٍ جميل، أو لوحة فنية رائعة، هي الثورة الجامحة، وقولة الحق التي تغلفنا أمام مآسي الظلم والاستبداد، هي الدفعة الصاعدة من أعماق كِياننا، تسوق في طريقها الدمع إلى اعيننا، والقُشَعْريرةَ إلى الجلد عند سماع خُطبةٍ صادقةٍ، أو قصيدةٍ مؤثّرةٍ، أو نغمٍ حزينٍ، هي تلك القُوَّة الخفيَّة التي تحول دون انغلاق أبواب النفس والذهن، فتدعها مفتوحة على مصاريعها لكل فكرة خيِّرة أو مَثَل أعلى، أو عمل نبيل، هي تلك النفحة العلوية التي ترفعنا فوق صخب الدنيا، وصراع البقاء الدامي، وحقارات البشر لتعيش هنيهات في أجْواء المحبَّة والتَّسامُح والسلام، هي ذلك الصوت الخافت، الذي يهمس بإلحاح في أُذُنَيْنا كلَّما استَفَاضَتْ النَفْسُ بما رأت وسمعت وشعرت، قائلة: اكتب، اكتب، اكتب. وقد تم تعريفها في تراثنا ب "الطبع".

فوق الجسر الإيطالي... -قصة قصيرة- بقلم / إيثار محسن/العراق

 

فوق الجسر الإيطالي... -قصة قصيرة-
بعد إنقضاء نهارٍ روتيني مُضنٍ، تبدأ رحلتي شبه اليومية عند المغيب لصعود الجسر الإيطالي الواقع ضمن حدود منطقتي السكنية على ضفاف شط العرب ، رحلة الصعود بلا شك ممتعة، فأطلالته العالية التي تصل لخمسة وثلاثون مترا، تتيح لي الرؤيا الأخاذة للشط العريق بلونه الأخضر الفستقي. أما المدينة فانها تبدو كجوهرة نفيسة متلألئة. مشهد الغروب ساحر في فصل الشتاء، فالسُحب الركامية البيضاء تأخذ لونا قرمزيا قاتما، التدرجات اللونية للسماء تبدو أكثر صفاء من أي وقت آخر، قرص الشمس البرتقالي المنحدر نحو الافق، يعلمنا بأن نهارًا آخر على وشك أن يودعنا ولن يعود ثانية .
أثناء صعودي للجسر في الثلث الأول من المسافة، تتسارع نبضات قلبي، ويضيق تنفسي، نتيجة للجهد المبذول في الصعود.. لا يزعجني هذا الشعور، بل عل العكس ، ينتابني إحساس كأنني على جناح غيمة والأرض كلها تحت نظري بينما أنفاسي تؤكد لي بأنني ما زالت على قيد الحياة ..
أستمر بصعودي لأقرأ كتاباتٍ على الجدران الكونكريتية بصباغ أسود شوه طلاءه الأبيض، صبوا بفعلتهم تلك سواد أيامهم على صفحة بيضاء من هذا العالم، لم يكن أمامهم إلا أن يفرغوا شحنة الطاقة تلك بعبارة «أحبك نونة»...«نونة +فاضل= رسمة قلب مغروساً بسهم العشق» أو أنا وأنت للأبد وثالث كتب ..هنا التقينا ..
أكمل صعودي لأعلى جسر الفلتة .. آه..!!! ماذا قلت؟ جسر الفلتة ههههه...
نسيت أن أذكر أن جسري هذا له ثلاثة أسماء إسم الفلتة هو إسمه الحركي .. إكتسبه منذ اليوم الأول أثناء حفل إفتتاحه من قبل محافظ البصرة السابق، حيث قدم خطابه الموجه للأهالي تبعه إعلان بالإستقالة من منصبه واعدا الناس أمام الله بأن يكون مواطن خادم لمدينته، انتهى الخطاب بالتحية والسلام قابله تصفيق حار من أبناء البصرة ، بعدها مباشرة توجه لعبور الجسر إلى الضفة الأخرى من شط العرب نحو جهة الشرق، ليَفُلت بنفسه من كل وعودٍ قطعها أمام الله وأمام الشعب البصري، رحل بلا عودة.
وأنا اقرأ اللافتة التي كتب عليها جسر الشهيد محمد باقر الصدر، أثار هذا الإسم تساؤلا في نفسي، لماذا تسمى الصروح والشوارع والساحات في بلدي بأسماء الشهداء؟..
لكن الناس أختارت الجسر الإيطالي إسما أخيرا له لعلها بذلك تريد أن تهرب من كل ما يذكرها بالموت ..
وصلت للمنتصف .. هنالك دورية للشرطة تقف على يمين الجسر ، توقفت لأخذ قسط من الراحة أحدق في النهر وأمواجه المتجه نحوي ونسائمه التي أنعشتني بينما الزوارق الصغيرة تتأرجح على صفحته غير عابئة بأي شيء ، لكن ثمة صوت قطع علي صفاء تلك اللحظات وسرق مني فرصة التأمل التي كنت أمني نفسي بها .. أنه أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الجسر .. تقدم نحوي بحذر، وقال مبتسما بإستحياء:
- عذرا هل من خطب؟
إستغربت سؤاله؟ فقلت متساءلة بعد أن لفت نظري بوسامته وأناقته:
- هل إرتكبتُ خطأ ما؟
رد قائلا:
- هو إجراء احترازي خوفا من محاولة إنتحار... إن وقوفك عل الجسر متأملة مدعاة للشكوك
قلت له:
- لو كان الواقف مكاني رجلا، هل كنت ستسأله؟
ظل يحدق فيّ متفاجئا من سؤالي فقال بصوت تغيرت نبراته:
- الموضوع ليس له علاقة بكونك امرأة ..
قلت:
- بماذا إذن ؟
- شهد الجسر حالات انتحار عديدة في الأسابيع الماضية ..
- اطمئن... لن أنتحر ..
أنسحب الشرطي من أمامي وهو يشعر بالرضا، أكملت بعض خطوات، ثم عدت أدراجي مرورا به، قلت له:
- شكرا لأنك أحلت بيني وبين قرار الإنتحار..
. فتح عيناه، فاغرا فاه، قائلا:
- وهل كنت ستفعلينها؟
غمزت له.. إن نعم.
فأطلق قهقهة في الهواء، وهبتها له بالمجان بينما نظراته تسألني .. هل تأتين غدا؟؟...
ما أسرع الغد .. لقد أتى ليسرق يومًا آخر من حياتنا ... عدتُ إلى الجسر وكأنني أعود لشيء يجعلني أشعر بالسعادة .. أجمل ما في رحلتي هو استمتاعي بالصمت المطبق .. طالما أذهب وحيدة دون رفيق يؤنسي .. لكن هل حقا أنا صامتة؟
ضجيج هائل من الأفكار يتزاحم في رأسي .. كل فكرة تنافس أختها حتى تحظى بالإهتمام أكثر من غيرها .. كم المشاعر لا حدود له .. شعور بالمحبة يغمرني تجاه مدينتي بأسرها .. كم اعشقها .. عذبة في كل شيء.. في أرضها وسمائها .. صوت طائر السنونو قطع سلسلة أفكاري .. عجبا!!! أصوات العجلات الكبيرة والصغيرة منها لم تفعل ما فعله هذا الطائر في جذب انتباهي .. إن للجمال سطوة على قلوب محبيه. عند المنتصف .. دورية الشرطة بدأت تنتبه لي .. تجاهلتها تماما وانشغلت بأخذ نفساً عميقاً من الهواء الطلق .. لكن بدا الأمر مستحيلا أن أختلي بنفسي في هذه النقطة بالضبط .. فقد عاد الشرطي الذي رأيته بالأمس ليقترب مني .. أدى التحية هذه المرة بجراة أكبر مبتسما قائلا:
- سلام عليكم .. توقعت مجيئكِ اليوم.
رددت التحية .. خجل ظاهر وفرح مخفي وأنا أقول:
- كيف لك توقع ذلك ؟
- إحساس راودني بأنك سوف تأتين ..
- هل يراودك هذا الإحساس لكل من يمر من هنا؟
- بالطبع لا !! ...
صمت قليلا كأنه يبحث عن كلمات هربت منه ... أطرقت رأسي خجلا.. عيناه تغمرني بنظرات آسرة أما تلك اللمعة التي رأيتها تتسلل منهما ألجمت لساني .. بحرا من الكلمات تسرب من خلال العيون ولا قارب نجاة ينجينا .. أخذت العيون زمام الأمر، قصة حب بدأت من أعلى نقطة في الجسر الإيطالي.
هكذا دائمًا يفعل الحب.. يختار العاشقين دون مراعاة لأي ظروف زمانية ولا مكانية ولا أي معايير أخرى .. بعد أن اشتعلت شرارة الحب بيننا .. طرنا فوق الغمام .. رأينا العالم من منظار أوسع .. قلوبنا وسعت كل حب العالم .. بهذا الحب نشفي كل جروحنا .. آلامنا و عذاباتنا .. نهب العالم معنًا جديدًا .. نصبح أقوى في درء مشاكلنا .. وأقدر على تحقيق أمانينا .. لا ينبت الحب إلا بأرض خصبة .. رجولة مطلقة تقابلها انوثة خجولة .. مع هذا كنا مرآة لبعضنا .. عيوننا ترنو الى بعض .. نظرته تتسرب داخل روحي فتكشف كل أسرارها .. وعندما أنظر في عينيه ينفضح كل شيء أمامي .. حبه .. قلقه و خوفه.
عشقته بجوانبه المضيئة والمظلمة .. بادلني نفس الشعور .. خلعنا كل أقنعة الزيف لتتحد ذواتنا .. فأنسلخ كل واحد منا بذات جديدة لا تقهر. لم يكن الأمر سهلا .. كانت هنالك ليال سوداء من الفراق والألم تتخلل أيامنا .. ونار مستعرة من الأشواق تحرق مدننا بأسرها حتى اكتفينا من الاكتواء .. عدنا من جديد... حينها... طلب مواعدتي فوق الجسر عند أول مكان التقينا فيه..
قال لي... من يرانا عن بعد لا يرى فينا غير شرطي يعمل على حماية الناس وإمرأة عابرة فوق الجسر.. لكن أروحنا التقت هنا في هذا المكان، ليس لشيء... فقط لأننا في حقيقتنا شعلة محبة.
ثم أردف قائلا: لقد أعددت لك مفاجأة.
- ماهي يا ترى؟...
- انتظري و سترين.
نظرت وإذا بجماعة من المتطوعين .. يحملون فرشا وأصباغًا .. يعملون على طلي الجدران الكونكريتية لإخفاء تلك الكتابات السوداء وإبدالها برسم ورود جميلة و قلوب حمراء وقد زينو الجسر بالأضواء والبالونات والأعلام الملونة .. بدأ أهالي مدينتي بالتجمع إحتفالًا بنا .. مطلقين ألعابهم النارية .. كما الإحتفالات العامة .. نظرت الى نفسي رأيتني وقد ارتديت فستان زفاف أبيض أما هو فكان بالزي الرسمي .. بدأت أتقافز من شدة الفرح .. وهو يقول لي... من حقك أن تفرحي في يوم زفافنا.
حينها سمعت صوت ينادي:
- سيدتي.. هل من خطب ؟؟... سيدتي هل تسمعينني؟؟ ..
نظرت وإذا بالشرطي يقف من ورائي وهو يقول.. لقد طال تأملك... أنه يثير الشكوك خوفًا من محاولة انتحار.
قلت في نفسي:
إنتحار!!! عن أي انتحار يتحدث هذا الشرطي!!!؟ حسنًا... لأبتعد عن هذا المكان بأسرع وقت فكل الاحتمالات واردة.
إيثار محسن/العراق
صورة للجسر الإيطالي في البصرة
قد تكون صورة لـ ‏‏‏طبيعة‏، ‏جسر‏‏ و‏جسم مائي‏‏


نصيبي من الألم بقلم / ريم محمد

 نصيبي من الألم..

خرجت الأفكارُ من رأسي تباعاً ، كأنها بركانٌ غافٍ على حافّة، ودون أن تنبس شفتيّ بأية كلمة، اخترق الصمت جدار الحافة معلناً الثوران..
غضبت فارتديت وشاحي الصوفي وخرجتُ مسرعة، كان ثمة تساؤلا يقضُّ مضجعي وعليّ أن أبوح به، قبل أن يلتهمني ويجهز على مابقي من هدوئي..
طرقتُ الباب ، فتح بسرعة ولهفة وكأنما أنا وهو على ميعاد، فتحت فمي لأخبره بما أريد قوله فقاطعني...
كنتُ أعرفُ أنكِ ستأتين وأنا بانتظارك ، فتلعثمت وقلت، وكيف عرفت؟!
قال أعرفك كما أعرف باطن يدي...
عدلتُ عن إخباره بأي شيئ وهممتُ بالرّحيل إلا أنه أمسك بيدي ،وقال تعالي نشرب القهوة...خرج إلى الشرفة ولحقتُ به، مافاجأني أن القهوة كانت على الطّاولة، وكطفلةٍ صغيرةٍ لاتلوِ على شيئ جلست، وأمسكتُ فنجاني لأشربه والدّمعةُ تفرُّ من عيوني، ..
زوجتي الحبيبية، هل هدأتِ ، صدّقيني السّفر سيحلّ مشكلتنا، وسننجب بدل الطّفل دزينة...
ضحكت ،لكنّ الدمعةاعترضت ضحكتي فحولتها لشهقة ، وكل ماكنت بصدد قوله ،صار ماضٍ..
-لكن أرجوك ، لا أريد أن أصدم مرّةً أخرى فأنا لا أستطيع الانجاب ،وهذا ما أجمع عليه الأطباء، وقلتُ لك تزوج، وأنت رافض، فلما سنحمّل أنفسنا مشقة ولوعة انتظار معرّض للخذلان...
ضمّ رأسي بين يديه الحانيتين، وقال:
إن لم تكونِ أما لأطفالي، فلا بأس أن تكوني حبيبتي فقط...
وإذ بيدٍ تهزّني بعنف ، أعادتني للواقع، ألم تنتهِ من تجهيز نفسك، قالها دون أن ينظر في وجهي،وما زاد في ألمي أنه أخرج زجاجة العطر التي أهديته إياها في عيد ميلاده الأول بعد زواجنا ،وتعطر منها، ..
-لو لم يكن شرط أهل العروس أن تكوني معي لما اصطحبتك، ووجدت نفسي في دوامة...
تمت
ريم محمد

رحلة محمد عبد الهادي/ مصر


 رحلة

لف كوفيته حول رقبته بإحكام، قطع الميدان حاملا حقيبة هزائمه، لحق بأخر قطارات الليل الباردة، أصدر شهقة مكبوتة؛ يريد أن يستريح، تناهى إلى مسامعه صوت الصدى، يقول في مرارة: لا يعرف الموت الموتى.
محمد عبد الهادي/ مصر

ترجل عند المفرق القريب لدار أبي شيخة ، و صعد الطلعة نحو منزلهم القديم ، تخلو الشوارع من الناس

 ترجل عند المفرق القريب لدار أبي شيخة ، و صعد الطلعة نحو منزلهم القديم ، تخلو الشوارع من الناس، لا أطفال ولا أصوات النساء الخارجة من النوافذ ، أشعة الشمس المسترسلة لا تمنع البرد المتسلل إلى حجارة المنازل ، حاول أن يبقى تحت الشمس لكن قدميه تحركا نحو المنزل ، أطراف الحجة بانت من خلال الباب المفتوح ، لكن لحظات حتى خرجت الحجة الوالدة تحمل قردل الماء المتسخ لتدلحه باب الدار كغيرها من الجيران، فاجأها حضور الأبن القادم من نابلس ، فهي تعلم أنه سيأتي لكن انبلاجها على قامته هو بيت المفاجأة، اقترب منها وسلّم عليها و أردف السلام على خالته الحجة التي ظهر رداؤها قبل قليل ،وشاهده من فتحة الباب ، جو كئيب داخل الدار ، سنوات عجاف مرت عليها ، تهلهلت جدرانها، وتبكي شأن من يسكنها ، لا ماء و لا كهرباء ، حياة بسيطة قد تعود إلى سبعينات القرن الماضي ، لا هواء نقي ، ولا وسائل تكنلوجيا حديثة ، يرفض من فيها كل التقدم وطرق العيش الحديث الذي يوفر الراحة و هدوء النفس ،

أ / خضير بشارات

انتزاع بقلم / أركان القيسي العراق


 انتزاع

نزلت من ظهره عنوة استظليت بظله دهرا، قطعت شوطا أرتع بحديقة ربيعه، لا أبالي حتى لبس وجهه البياض وأقحلت بيداء فمه واستمطر رأسه شيبا و أعوجت قامته و ماعت صهوته، لتطحن أسنان السنون منسأته جبرا عندها خر راكعا، لأستيقظ منتبها أقلب ورقة الحياة لأكون صفحته الثانية.
أركان القيسي العراق

عدالتى بقلم / علي حسن بغداي

 عدالتى

اشتغل قاضيا .. وجد أمامه من خطف منه حبيبته .. الأوراق لاتدينه .. ادآنه.

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة